أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جقل الواوي - حراسة الهواء و حراثته .... روزا ياسين حسن ما زالت تحمل صليبها















المزيد.....

حراسة الهواء و حراثته .... روزا ياسين حسن ما زالت تحمل صليبها


جقل الواوي

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 15:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


حراسة الهواء و حراثته .... روزا ياسين ما زالت تحمل صليبها

ابنوس و نيجاتيف ثم حراس الهواء نصوص مهمومه تعرض بشرا ووجوها و تتأرجح بين التوثيق و العرض ،الأدب بدوره يطل براسة كثيرا، و قديفرض نفسه على مساحات واسعة من النصوص كاشفا عن ذات كاتبه بنزعة توثيقية، في نيجاتيف تتساقط الوثائق من افوه الشهود كما تخرج الصفحات من بين "دولايب" الآلة الناسخة مترافقا مع وميض ينذر بأن كل شيء قد دخل في السجل، تتدخل يد الأديب لتعيد ترتيب المشهد دون التدخل في متن الوثيقة، أما في حراس الهواء فتبتكر الكاتبه شهودا "عدولا" و تفصلهم كيانات آدميه و تتركهم يتحركون أمامها.رواية جديده لروزا ياسين بعنوان برفا لم يتسنى لي من مكاني الذي أحتله على ظهر الكوكب أن احصل عليها و أهيب "بمنظمة" ابو عبدو البغل أن تجد لي حلا.فنصوص روزا ياسين بطراوة جبنة "كيري".

لدى عنات مشكلة في تعريف مصطلحاتها ، ما هو الوفاء و ما هي الخيانه، لم تصل الى جواب و لكن في دوامة التسأول لم تستطيع أن تفعل شيئا حيال كيمياء جسدها فتترك هرموناتها تسيل دون توقف و دون أن تدرك بأن الأجوبة سهلة كتدفق الهرمون،، تأزمت في البداية و قد تكون تجربة سعيد مبارك الذي شبهت ممارسة الجنس معه "بجمع روث الأبقار" ساعدت في تصعيد الموقف ، و لكنها أدركت بأن الأمر برمته مجرد كيمياء و هي تغادر لقاءها مع عمانويل جمو خائبة الرجاء، و تأكد إنحيازها لصالح الكيمياء بعد أن قررت الإحتفاظ ببيير حتى بعد خروج "رجلها الأصلي" جواد أبو عطا من السجن ثم تركت الكيمياء تفور كما يحلو لها عندما أطلقت على علاقتها مع بيير اسما مستوحى من مغامرات أليس في بلاد العجائب و هو "سري الصغير". لم تتعامل الأديبه مع موضوع خطير كهذا بتلك الخفة ، و لكنها قسمت الشخصية الواحدة الى ثلاثة اجزاء تحتل القسم الكبر منه و هو الجزء الذي تسانده الكاتبه عنات اسماعيل ذاتها التي تعمل مترجمة في سفارة روجة سجين سياسي برتبة حامل ، و الجزء الثاني تمثله مياسة الشيخ سجينة سياسية سابقة و زوجة سجين سياسي آخر ، أنتظرت زوجها "بتبتل" يتجاهل كل الكيمياء و معها مفرزات الغدد رافعة شعارات عقائدية صلبه لا تنكسر أحدها "لن أخون" لا تبدو الكاتبه معجبه بهذه الشخصية و لسبب ما لا تؤيدها ابدا ، و ظهر تحامل الكاتبه على مياسة بسجنها في إطار "نباتي" بلا طعم ثم أنهالت عليها "بزوج" ينحدر بالإيروتيكا الى مرتبة البورنو الوقح، الجزء الثالث هو ضحى التي "تخلت" عن مسجون سياسي بمرتبه "زوج"، ضحى لم تفلح بالإقتراب من وجدان الكاتبه روزا ياسين فنفرت منها و رفضت ان تتحدث بلسانها كما فعلت مع بقية ابطالها و حبستها ضمن حجاب شرعي و إلتزام ديني أكثر إيلاما من زنزانة زوجها المفجوع بتركها له. شخصيات ثلاث تجمعهن نون النسوة، و يتطيف موقفهن من غياب الرجل ابتداءا من التخلي الكامل عنه لصالح غيره وصولا الى سجن الذات بلاهوت يتلخص بإنتظار الغائب و مرورا بمنزلة بين المنزلتين تقول بإنتظار الغائب و إرضاء الجسد.

تبدو لي الرواية هي النسوة الثلاث عنات و مياسة و ضحى، و ما تبقى إطار تتحرك فيه الشخصيات، فلم تترك قصص اللاجئين التي تترجمها عنات و تحاول أن لا تتعاطف معها أثرا مهما، و رغم اللغة الأدبية لرواية الضحايا جاءت كتقارير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، تحاول أن تظهر الجهد الكبير الذي تبذله اللجنه لجمع المعلومات على حساب إحداث اثر دولي متعاطف، لا تتحمل عنات اسماعيل المسؤلية و كان على روزا ياسين ان تبحث عن توظيف مثمر لهذه الحكايات فلا يمكن لرواية تتألق فيها عنات بحضور انثوي بهي أن تتحمل أعباء وزارة شؤون الهجرة الكندية، بالرغم من الدور الذي كانت عنات تنوي إعطائه لعمانويل جمو. و قد كان جديرا بروزا ترك بطلتها تتصرف و عوضا عن ذلك "تقمصتها" و تحدثت باسمها و لم تسمح "لغوايتها" أن تصل الى كاحل عمانويل.

سجنت المخابرات رجال الرواية ثم تحولوا بعد خروجهم الى كائنات مختلفة و لعهم الرجولي بالجنس طرأت عليه تغيرات كثيرة يمتلكون رغبة الشباب و لكنهم مقدرنهم كهلة هدتها السجون و تسعتير الكاتبه بعضا من تراث فرويد لتؤكد على مركزية الجنس، بسببه يتحول اياد الشالاتي من مناضل عنيد الى مجرد عشيق، و تتغير أحوال جواد ابو عطا من ثائر الى مهاجر يخاف على زوجته عنات و ربما على نفسه من الأمومة.أستعملت الكاتبة كلمة "حائل و حائلة" لتصف معظم ألوان روايتها و هنا كان رجال روايتها بألوان حائلة لم يكونوا رجالا بالمعنى الجنسي للكلمة و لا بالمعنى الإجتماعي، الرجل الثالث و هو ابو حيان والد عنات، لم يدخل سجنا و لكنه كان "رهين محابس" كثيرة تشوهه الولادي ثم فقدانه حبيبته مبكرا و خضوعة لسلطان "باطني" يفرض عليه الإيمان بالتقمص، توحي الكاتبه بأنها شخصيا تكره هذا الرجل بعكس عنات التي تشفق عليه أضفى وجوده ظلا ثقيلا على القراءة و النجاح كان بالمقاطعات الشعرية الناجحة التي ضمنتها الكاتبة روايتها على لسانه أو بمجرد حضوره، الرجل الناجح هو الرجل القادر جنسيا و من حسن حظ بيير موظف السفارة و الباحث في شوؤن الأقليات أنه تعرف على عنات العطشى و قد تركت بصماته على جسدها نثرا جميلا على لسان أنثى، فشل مشروعه البحثي نتجية لسياسة محلية خائفة و لكن مشروعه الجنسي كان باهر النجاح و أستحق عناقا من عنات و هو على سلم الطائرة.
تختار الكاتبه أن تتقمص شخصياتها و تتحدث بلسانهم في كثير من لحظات الرواية و هي فكره جيده لأنها تجد فرصة مناسبة لتخرج دخائل أبطالها لتحدث الأثر الذي ترغب به ومن أجمل تلك التقمصات حديثها عن بيير و هو يغمس رأسه بين ساقيها كان منولوجا حقيقيا كل من قرأه احس بانه جزء من المشهد. و كان تلبس الكاتبه بطلتها عنات مفيدا بتوضح علاقتها بما حولها الزوج الغائب و الجنين و كذلك الأب و عندما كانت روزا ياسين تتحدث بلسان عنات كان مستوى الأدب يرتفع و تتوضح قسمات الشخصية أكثر. و لكن دخول الكاتب في تحت جلد ابطاله له محاذير كثيرة منها الشعور بتشابه الشخصيات و هذا كان واضحا بين مياسة و عنات و كذلك بين اياد و جواد.

تستطيع أن تقرأ الرواية في جلسة واحدة، تنقلك الكاتبة بين الشخصيات و الأزمنه دون أن تضيع تبقي خيط التسلسل في يدك، تستعمل لكنه بسيطة قريبة نفسها قصير و جملتها مقتضبة ، رائحة الأنثى تعبق في كل صفحة من صفحاتها ترغب بمقابلة و محادثة كل أنثى قد يكون الجنس هدفك مع بعضهن و الفضول مع الأخريات، يطل الذكور كضيوف تنثرهم روزا في اماكن خاصة تتعاطف مع بعضهم و ترثي لحال آخرين و لكنك لا تريد أن تتعرف على اي منهم.البديع الذي تتحدث عنه كتب التراث الأدبية غير موجود في الرواية و تستعيض عنه الكاتبه بصور و مواقف تشبه الى حد بعيد لغة السيناريو التلفزيوني، الحوار بين الشخصيات شبه مفقود فالحوار أكثره مع الذات او مع الكاتبه نفسها يشبه الى حد بعيد السرحان. رواية جميلة دخلت القائمة "الطويلة" لجائزة البوكر العربية لعام 2010 و كان يجدر بها دخول القائمة القصيرة منعها من ذلك مقطع يبدو مقحم في متن الرواية يذكر حادثة حريق مدرسة سعودية للبناتن احترقت فيها الفتيات نتيجة للتزمت. لم أجد في الرواية شيئا سيئا إلا لوحة الغلاف.



#جقل_الواوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النادي الأهلي و النادي المصري نتيجة بائسة
- الولادة من الخاصرة.....فانتازيا -نفسية- بطعم السفرجل
- سياسة الإنفعال
- فيلم و هلأ لوين.... يا ويلي ملا -لبكي-
- مناع أم غليون. المكان لا يتسع للجميع
- افسحوا الطريق الإسلاميون قادمون
- الشخص
- أردوغان و حسن البنا، أماني باراك أوباما


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جقل الواوي - حراسة الهواء و حراثته .... روزا ياسين حسن ما زالت تحمل صليبها