أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان أيت مهدي - الجماعات المتأسلمة هي وليدة السياسة وعلماء البلاط














المزيد.....

الجماعات المتأسلمة هي وليدة السياسة وعلماء البلاط


عثمان أيت مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم هو صعب على كلّ مثقف أن يلج عالما أو محيطا بحجم الدين الإسلامي، ويخوض فيه دون زاد علمي، وفكر عميق، مقدرا موضع الرجل قبل الخطو، وذلك لسببين اثنين، هما:
1. شساعة هذا الدين الذي احتوى علوما شتى، وانتشاره في مناحي مختلفة من حياة الناس.
2. الإحاطة القدسية التي أقامها كثير من علماء الدين حول الإسلام، منعت الكثير من الخوض في مسائل، يعتقد الكثير من العامة أنّه قد فصل فيها، فلا مجال لمراجعتها أو إعادة النظر فيها.
لكن، عندما ألتفت حولي، يمنة أو يسرة، فأشاهد أمما وثنية بلغت من العلياء كلّ مكان، وأمما أخرى مستهترة بالأديان باسم الحريات الفردية والجماعية تملك من قوة السلاح ما يدمر هذه الأرض بمن فيها، وتملك من قوة الاقتصاد ما يملأ بطون الناس ويحميهم من صقيع البرد، ويضمن لهم العيش الرغيد والصحة الجيدة. عند ذاك أكتشف مدى تأخرنا، ومدى تقدمهم. مدى تقدم الإسلام ومدى تأخر الديانات الأخرى سواء كانت المسيحية، أو اليهودية، أو البوذية...
إنّها لمفارقة عجيبة، ومعادلة صعبة ومعقدة، وإلا كيف نفسر هذه الظاهرة: أبواب في ديار الإسلام من حديد، وأبواب في ديار الكفر من زجاج. أوساخ مكدسة في كلّ مكان في بلاد الإسلام، ونظافة مترامية الأطراف في بلاد الكفر. إهمال، فوضى، جهل، عصبية.. في أمّة يفترض أنها أحسن الأمم. وجدّ، نظام، علم، تسامح.. في أمّة يفترض أنها أسوأ الأمم.
هذا المنطق، شجعني لأتناول هذا الموضوع، اعتمادا على فطرتي النقية، ونيتي الحسنة المنطلقة من قول الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
أتذكر في هذا المقام قول المفكر الإسلامي محمد الغزالي ــ رحمه الله ـــ: الإسلام حضارة ينتظر منا الصعود إليه، وليس النزول إلينا. أعتقد أنّ هذه المفارقة تكمن في هذه الفكرة، فهؤلاء المتأسلمون، أو الإسلامويون، الذين انغلقوا على أنفسهم وتقوقعوا على ذواتهم يرفضون كلّ أجنبي عليهم، ينظرون إلى الغير نظرة الريبة والخوف، لا يرون إلا ما يراه زعماؤهم، صمّ بكمّ فهم لا يفقهون، يريدون للإسلام أن ينزل إلى مستواهم، ومن ثمة نشره على العالم بأسره. بئس الطالب والمطلوب.
لقد قام أفذاذ هذه الأمة بدراسات عميقة تستحق كلّ التشجيع والتنوير من أمثال: محمد أركون، نصر حامد أبو زيد، محمد عابد الجابري، وجمال البنا ــ رحمهم الله ـــ إلا أنّ آلة الفتك، والتشويه، لم ترحم علمهم ولا بعد نظرهم، لأن ما قام به هؤلاء قد لا نعيشه اليوم، وسننتظر سنوات أخرى قد تطول، بسبب المستوى المتدني لأشباه علماء البلاط في الحجاز والشام والدول المغاربية، والجهل المتفشي في أوساط الرعاع الذين لا يفقهون من الإسلام سوى إطالة اللحية ولبس القميص واستحباب السواك قبيل كلّ صلاة، وتسوية الصفوف ورصها وسدّ خللها، خوفا من أن يملأها الشيطان..
إنّ ما تطرحه سيدي مصطفى راشد، ليس وليد اليوم، بل هو تراكم قرون من التخلف والجهل، ولا يعقل أن ينقشع في فترة قصيرة، بل يحتاج إلى سنين طويلة، وعمل جاد من علماء كرام، ورغبة سياسية حقيقية للقضاء على هذه الظاهرة، لأنّ التأسلم أو الإسلاماوية هي وليدة السياسة وعلماء البلاط من عهد بني أمية إلى عصرنا هذا.
عثمان أيت مهدي
25/03/2013



#عثمان_أيت_مهدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يسمح للأستاذ حمل العصا داخل القسم؟
- أنا معجب بهذه المنطقة حتى النخاع
- عن المرأة في ظل الدولة المستبدة والإسلام السياسي..
- ما أسعدك يابنيّ لأنك ولدت في بلاد الصقيع!
- أتغيير للبدلة أم تغيير للإنسان؟
- عن التشاؤم والعبثية من جديد


المزيد.....




- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان أيت مهدي - الجماعات المتأسلمة هي وليدة السياسة وعلماء البلاط