أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - الاولترس بين الرياضة والثورة الرياضة فى المجتمع الراسمالى















المزيد.....

الاولترس بين الرياضة والثورة الرياضة فى المجتمع الراسمالى


جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد حول النظام الراسمالى فى كل بلدان العالم الرياضة الى سلعة ـ كالمراة والعمل الماجوروالطفولة ـ وفى مقدمتها كرة القدم عن طريق نوادى رياضية يملكها الاغنياء , واقامة مهرجانات , وبطولات محلية واقليمية ودولية . كالدورات الاولمبية والمونديال وغيرها . وتحويل الشعوب الى جماهير تستمتع بمقاعد المتفرجين
والمقامرة على الفرق المتبارية دون ان تمارس الرياضة بنفسها . ليربح من ورائها اصحاب الاندية فى الالعاب الجماعية , وكذلك الشركات الراعية للالعاب الفردية كالملاكمة والتنس . . الخ المليارات , وتبقى الجماهير الواسعة مجرد مشاهدين للرياضة سواء فى الاندية او عبر شاشات التليفزيون , وحبذ ان يصيبها جنون التعصب
والحماسة الطاغية , والروح العدوانية بين المشجعين وبعضهم البعض , لتفريغ طاقة الناس بعيدا عن السياسة والصراع الطبقى بين الفقراء والاغنياء .
وهكذا تشكل الرياضة بعد ان اصبحت سلعة احد آليات النظام الراسمالى فى السيطرة على المجتمعات, وتحويل الشعوب الى متفرجين متحمسين فى احسن الاحوال . وبنفس الطريقة نجحت الراسمالية الى حد كبير على مدى عقود فى البلدان المتقدمة والمتخلفة من تحويل الشعوب الى متفرجين فى مجال السياسة على سيرك كبير يضم الاحزاب الرسمالية المسيطرة على السلطة السياسية والمعارضة لها للتنافس على الوصول الى البرلمان والوزارة والرئاسة والمحليات . . الخ من خلال مهرجانات انتخابية مبهرة . تدفع بمشاركة اوسع الجماهير الكادحة بعيدا عن تحقيق مصالحها عبر النضال ضد سياسات الراسمالية الاستغلالية والعدوانية الى مقاعد المتفرجين بعد تزييف وعيها من خلال امبراطوريات الاعلام الضخمة ومراكز البحوث المضللة . وحتى هذة المقاعد مدفوعة الثمن من قبل الطبقات الدنيا والوسطى فى المجتمعات الراسمالية لتصبح الحملات الانتخابية وغيرها مجالا لجنى المليارات لقطاعات اخرى من الراسمالية كما فى مجال الرياضة .
انها عملية استلاب ممنهجة تقوم بها الانظمة الراسمالية لسلب ارادة الجماهيرالشعبية وتزييف وعيها عن طريق الهوس الرياضى , والمهرجانات الانتخابية , والهوس الدينى بشكل واسع لتغييب العقل ومصالح الطبقات الفقيرة
لتسهيل ضبط حركة الصراع الطبقى ,وضمان استمرار سيطرة النظام الراسمالى , المتقدم منة والمتخلف على مجتمعات العالم , والى الابد .
ان النضال من اجل انتصار الطبقات الكادحة فى ثورتها على الراسمالية , ونظامها المستغل , وبناء نظام العدالة الاجتماعية ـ الاشتراكية ـ القادر على تحويل الرياضة الى حق للجميع . يستمتعون بمزاولتها يوميا , وفى جميع المراحل العمرية المختلفة . فى المدارس والساحات والحدائق والاندية دون تفرقة . فالرياضة جزء اصيل من حق الجميع فى الصحة . ضمن منظومة الحقوق الانسانية فى الحياة والعمل والاجر العادل والتعليم والغذاء والثقافة والسكن . ان الحق فى حياة حرة انسانية كريمة لجميع البشر هو ماتقف ضدة الانظمة الراسمالية حتى الموت ,ليبقى ميزة للاقلية الغنية, وتصر علية فى المقابل ثورات الفقراء حين انتصارها مهما كلفها من تضحيات .
وفى ايامنا المجيدة هذة اطاحت ثورة 25 يناير بالوضع السلبى لقطاعات واسعة من الجماهير الشعبية ـ وضع المتفرج ـ المفروض عليها فى مجال السياسة , وحتى فى مجال تشجيع الكرة ,كما اطاحت بمبارك الطاغية , واضعفت قبضة العسكر على الدولة , وسلطة الاخوان من بعدهم . ومازالت الثورة مستمرة حتى تحقيق اهدافها الكبرى فى سلطة ثورية من الميادين , وعدالة اجتماعية تقوم على استعادة الشعب لثرواتة المنهوبة من ناهبية , وتقوم بتحرير العمل , وتحرير الانسان على كافة المستويات , وان تصبح الرياضة للجميع , وليست سلعة تمارسها القلة , ويجنى من ورائها الراسماليين الربح الوفير .
الاولترس والثورة
فى اطار ماسبق يمكن مناقشة ظاهة الاولترس . ظهورة وتعاظم نفوذة بين الشباب , ومحاولة الراسماليين والسلطة الحاكمة استخدامة فى تسليع لعبة كرة القدم , وتحويلها لشكل من اشكال السيطرة على الجماهير الشعبية , وتغييب وعيها السياسى والاجتماعى, والابتعاد بها عن ممارسة الصراع الطبقى ضد النظام الراسمالى القائم من اجل مصالحها التاريخية . وكيف ان الاولترس استعصى على محاولات السيطرة علية من قبل قيادات الاندية والدولة . فمنذ البداية ولد فى مواجهة تحول كرة القدم كلعبة شعبية , والاستمتاع بها من قبل الشعب الى سلعة يجنى من ورائها اغنياء الرياضة الملايين , ويحميهاجهاز القمع الاول , الشرطة .وبذلك اصبحت الشرطة بممارساتها القمعية فى الملاعب العدو الاول للاولترس منذ ميلادة .
ومن الواضح ان الاغلبية الساحقة من شباب الاولترس ينتمى للطبقات الشعبية من العمال والطلبة والعاطلين عن العمل وفقراء المدن والشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى . وهم يعيشون حياتها الصعبة ومشاكلها اليومية فى ظل
ازمة اقتصادية واجتماعية طاحنة تمسك بخناق الجميع , ويحسون بالظلم والقهر الواقع عليها من قبل اجهزة الشرطة وآلة الدولة برمتها . وقد ولد وتطور الاولترس بشكل مستقل خارج روابط تشجيع اندية كرة القدم القديمة , وتمردا على قيادات الاندية التى تنتمى للطبقة الراسمالية السائدة , كما ترتبط بالدولة واجهزتها المختلفة . هذا التناقض فى الاوضاع والمصالح الاقتصادية جعل من الطبيعى ان ياتى تشكيل تنظيمات الاولترس من خارج روابط التشجيع التقليدية , ويعبر عن درجة اعلى من الوعى الاجتماعىفى مواجهة اجهزة الدولة خاصة الشرطة التى تعتبرها عدوها اللدود فى لحظة من غياب وتفكك التنظيمات اليسارية والثورية التى تعبر عن مصالح الطبقات الشعبية وطموحاتها .
وهذا ما يفسر انحياز الاولترس منذ البداية للفقراء والثورة , والدفاع عن الميادين والقوى الثورية , ولكن بوعى سياسى فى بداية تشكلة , مع درجة عالية من التنظيم الجماهيرى المحكم الذى تعمد فى المعارك مع الشرطة داخل المدرجات وخارجها قبل الثورة , مما ولد لدية قدرة على الحشد الواسع والانضباط , والاصرار على تحقيق الهدف مهما كانت صعوبتة , مهما كان جزئيا او صغيرا . فجعل اجهزة الدولة تحسب لة الف حساب اذا كان طرفا فى المواجهة معها , بل وتعمل باستمرار على اختراقة وتفتيتة وتدميرة ان امكن ذلك كما هو واضح من مذبحة بور سعيد وتبعاتها حتى الان .
واذا كانت مواقف الاولترس العملية منذ بداية الثورة وحتى مذبحة بور سعيد تكشف عن ارتباطة بها , ودفاعة عنها فى الكثير من معاركها , الا ان المذبحة المروعة لاعضاء الاولترس فى استاد بور سعيد , ومواقفة منها ومن القوى الثورية , ونظرتة الضيقة لقضية القصاص تكشف عن حدود الوعى السياسى لقياداتة الذى اوقعها فى تقديرخاطئ لشعبنا المصرى فى بور سعيد , ودورة فى جريمة الاستاد , وقد مورست علية ضغوطا ومحولات التفاف على قياداتة وافسادها , وشراء بعضها من قبل الاخوان وقطر وقوى الثورة المضادة عموما لعزلة عن
الثورة واستمرارها , وتقديم احكام المحكمة يوم 26 يناير و9 مارس على انها انتصار للاولترس برغم انها لم تقدم المتهمين الرئيسيين للمحاكمة سواء المخططين او المنفذين . كما لم ترى قيادات الاولترس الهدف الحقيقى من وراء المذبحة .
ان ضعف الوعى السياسى الثورى لدى قيادات الاولترس والضغوط والاغراءات الممارسة علية اصابتها بالارتباك وفقدان البوصلة , فحصرت نضال الاولترس على مدى عام فى قضية القصاص لشهدائة , وانعزالة عن القوى الثورية , ونضالاتها , وقضايا الثورة وشهدائها . فلم يستطع ان يرى ان مذبحة الاولترس فى الاستاد كانت موجهة بالاساس للثورة وكل قواها عقابا لها على صمودها البطولى فى معارك محمد محمود ومجلس الوزراء , وكاحد حلقات التصفية الدموية التدريجية للثورة التى تقوم بها قوى الثورة المضادة وعلى راسها المجلس العسكرى باصرار منذ تولية الحكم . اى رسالة اجرامية لكل قوى الثورة ان تكف عن الاستمرار بالثورة بما فيها الاولترس , وتعود الى حظيرة الانتخابات والدستور , واعادة انتاج النظام القديم .
وبهذة النظرة الخاطئة لم ترى قيادات الاولترس ان الفاعل الرئيسى تدبيرا وتخطيطا وتنفيذا للمذبحة هو المجلس العسكرى المستفيد منها مع حلفائة الاخوان وغيرهم من قوى الثورة المضادة فى مخطط تصفية الثورة . اما الخطا الثانى فهو فصل قضية شهداء الاولترس عن مجمل شهداء الثورة . لانة لن يتم قصاص حقيقى وعادل فى ظل استمرار النظام القديم سواء كان على راسة العسكر او الاخوان لا فرق . ومهما قيل عن القضاء الحالى, فهو ليس اكثر من جهاز من اجهزة الدولة القديمة يقنن القمع , ويسهر على حمايتة , كما ظهر فى عشرات قضايا الشهداء التى براْ فيها القضاة القتلة من الضباط والافراد دون ان يرمش لهم جفن , تحت زعم الدفاع عن النفس . ان اغلب هؤلاء القضاة منحدرون من ضباط الشرطة .اى انهم مخبرون امن دولة برتبة قضاة , فماذا ننتظرمنهم ؟.
ان العدالة الثورية والتى لن تتحقق الا بعد انتصار الثورة واقامة سلطتها الثورية من الميادين هى وحدها القادرة على تحقيق القصاص لكل الشهداء من قادة الاجهزة المجرمة فى الدولة القديمة ومن ساعدوهم من عناصر الاجرام والميلشيات الخاصة .
ان مايكشف اكثر خطاْ تقديرات قيادات الاولترس اهلاوى بخصوص مذبحة استاد بور سعيد هو مذبحة اهل بورسعيد يوم 26 ينايرعلى ايدى جهاز الشرطة والميلشيات الخاصة تحت سمع وبصر الجيش الثالث وقياداتة , وحتى الان يتعرض الاولترس اهلاوى لحملات تمزيق وتشويةعنيفة ومنظمة تقوم بها اجهزة الدولة وسلطة الاخوان كما راينا فى حرق مبنى اتحاد الكرة ونادى الشرطة يوم 9 مارس لالصاق التهمة بة والتخلص منة والى الابد.
وهو مايطرح على قياداتة ان تراجع مواقفها العزلوية من الثورة والقوى الثورية , وتصحيح موقفها من شعبنا فى بور سعيد ,وهذا لايعنى استبعاد وجود عناصر بلطجة بور سعيديين شاركو فى مذبحة الاستاد ,ولكنةليس شعب المدينة الباسلة كما يهتف الاولترس . والنظر لقضية شهداء الاولترس كجزء من قضية اكبر , قضية شهداء الثورة وتحقيق العدالة الثورية والتى لن تتحقق الا مع انتصار الثورة وتحقيق اهدافها الكبرى . فعلى قوى الثورة الحقيقية ان تقترب من الاولترس اكثر, وان تساعدة على الخروج من عزلتة , وتصحيح مواقفة الخاطئة , والعودة الى حضن الثورة , والسير على دربها مع كل القوى الثورية حتى النصر او الشهادة .



#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الثورة الشعبية المصرية فى ازمة؟
- دروس مستفاده من 25 فبراير/2011
- جمعة الغضب فى 28 فبراير و العنف الثورى
- جمعة الغضب فى 28فبراير والعنف الثورى
- مغزى صمت وخروج التيار الدينى الرجعى فى جمعة 14/2
- الصراع بين التيار الدينى والمدنى وخطأ المفاهيم
- تحذير واجب : من عوده العسكر للحكم
- الثوره الآن بين سلطة الإخوان والدولة والإصلاحيين
- الاشتراكيون المصريون
- الثوره والصراع الطبقى العالمى
- لا لدستور الثوره المضاده
- الثوره ، العسكر والأخوان الآن والى اين؟
- مقتله الجنود المصريين وأتفاقيه كامب ديفيد
- رئيس الوزراء الجديد مباركى أخوانى / وصفعه على وجه - الانتهاز ...
- مغزى زياره كلينتون الأخيره لمصر
- الثورة وسلطة الديموقراطية الشعبية
- وطنيه الجيش على محك الثوره
- انتخاب رئيس قبل اسقاط النظام خيانة للثورة
- هل كل ما ينقص الشعب الفلسطينى دويلة بشرعية استعمارية ؟
- صفقه الاسرى ومأزق النضال الفلسطينى


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - الاولترس بين الرياضة والثورة الرياضة فى المجتمع الراسمالى