أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب غلاب - الاخوان وصدمات المرحلة الجديدة















المزيد.....

الاخوان وصدمات المرحلة الجديدة


نجيب غلاب

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 22:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلامويات الاخوانية في ظل التحولات تعيش صدمات متلاحقة ومتنوعة، فالانتفاضة التي تخلقت من حراك الشباب ليست إلا انبثاق ليبرالي يبحث عن مستقبل مختلف عن العدالة واشواق الحرية في واقع تقليدي تجسيده الاكثر فاعلية المعيق للتغير الجذري والشامل هو الاسلاموية. مع الاحتجاجات انحرفت الاخوانية باتجاه تبني خطاب ثوري مناقض لطبيعتها، لذا فقد كان الخطاب مشوشا ومتهورا وبلا ملامح واضحة، اصابها الذعر من حركة الشارع لأنها القوة الاكثر قدرة على تدمير الماضي والقوى التي تحميه.
حرك الاخوان طاقتهم باتجاه احتواء الفعل الثوري التلقائي والتحكم فيه وتحويله الى فعل محاصر بآلتها التنظيمية الضخمة ومن خلاله أعادة صياغة وجهها بشرعية ثورية، لم يتبنى الاخوان عبر مناهجهم فكرة الثورة بل كانوا ضدا لها، ولم تستوعب طبيعة ومغزى الشعارات التي حركة الشباب والقوى الجديدة التي افرزها واقع التحولات الداخلية والخارجية بل ان الأخوانية مناهضة فعليا للقيم التي اسست للانتفاضة وهذا يفسر طبيعة حكمها اللاحق الاحتجاجات ردود الفعل على سيطرتها من قبل القوى الجديدة لان الاحداث اللاحقة اثبتت ان الاسلاموية نقيض لطبيعة المسار الذي انتجته الانتفاضة.
والمراقب سيجد الواقع بعد ان مسكت بزمام القوة وكأنها تعيد أنتاج الماضي بشكل مضاعف وتقود معركة لمواجهة الجميع ومحاصرة الطاقة الاكثر فاعلية في الفعل الثوري ودخلت في صراعات شتى لمواجهة المقاومة التي انتجها سيطرتها وإستراتيجيتها في بناء قوتها، لذا فإن خيارها لتجاوز معضلة كهذه ان تنتج استبداد مركب في المجتمع والدولة ولان الامر مستحيل بفعل الحراك المناهض لمعوقات التغيير ونتيجة لتركيبة القوة المتنوعة والمعقدة في المجتمعات وخياراتها المتناقضة مع الاسلاموية فإنها ستجد نفسها امام خيار احدث تحول في الايدولوجيا ولان هذا الامر يحتاج الى وقت وتجربة وقد يدخلها في صراعات بينية يفقدها تماسكها الراهن في مواجهة الجميع لهذا ستتحول الى بؤرة لانتاج صراعات في كل الاتجاهات وهذا الصراع قد يجعلها ضحية لثورة فعلية قادمة ستنتج عن مخاض قد يأخذ سنوات وربما اكثر.
أما الصدمة التي ستعاني منها باستمرار تتركز بجوهر مطالب الانتفاضات والتي ركزت على حقوق الانسان وتفعيل دور الفرد كذات فاعلة متحرر من سياق هيمنة الطائفيات بشتى انواعها، ولان الاسلاموية الاخوانية بحكم تركيبتها تشكل طائفية متحيزة للتنظيم وايدولوجيته فقد شكلت قوة مضادة للتغيير المأمول من قبل القوى الجديدة، واصبح التنظيم معسكر مغلق متحفز لخدمة الايدولوجيا باعتبارها الحق وتحول الافراد في بنيته الى فاعلين لمواجهة الآخرين باعتبارهم اعداء مناهضين لله ولرسوله ولشرعه وللمرشد السيد الاول في الدولة والمجتمع.
من جهة اخرى لأن الحراك الذي انتج الانتفاضة متماهي مع الانفتاح على العالم وهو نتيجة لعولمة مكتسحة لمجتمعات مغلقة ومحاصرة في ثقافة مناهضة للحرية والتواصل مع الآخر شكلت الاسلاموية حلقة منظمة وضخمة معيقة لتحول ايجابي باتجاه التغيير الحامل للفكرة الانسانية واصبحت الاسلاموية متماهية مع مصالح السيطرة الخارجية لا مع الانخراط في العالم بما يساعد على بناء قوة قادرة على المنافسة بثقة، واصبح المجتمع والدولة محاصر بتقليديتها وبايدولوجية تبرر التواصل مع العالم بما يساعدها على بناء قوتها في مواجهتها مع منافسيها وخصومها وليس مهما ان تفقد الاوطان ثقتها وعزتها.
اما صدمة الحرية بالنسبة لها فإشكالية اكثر تعقيدا فالايدولوجيات الشمولية فهي الاشكالية لا يمكنها ان تنسجم مع الحرية لان تفعيلها يقود الى حصارها وتحرر الافراد من الاوهام التي تنتجها الايدولوجيات الشمولية وتفتح الحرية افق للنقد وهذا سيفكك تماسكها الحالي ويهز عرش خطابها الدعائي الغوغائي المثير لغرائز الجمهور وكلما تجذرت الحرية تفقد الاسلاموية هيبتها ولان الحرية طريق العقل لاكتشاف واقعه وتدمير القيود التي تعيق الانسان من التقدم. ولان الايدولوجيا الشمولية سمها مرتبط بتفعيل الحرية فإنها ستنتج قمع مع للفكرة المحورية لفكرة الثورة والمرتبطة بتأسيس الحرية، مع ملاحظة ان الحرية ترتبط لدى الاسلاموية بالآليات الديمقراطية وهي في سعيها الديمقراطي تنتج نقائضه ناهيك انها تريد تحويلها إلى طاقة مسنودة بقوة الدولة والتنظيم لفرض هيمنتها كمدخل لإعادة صياغة وعي الجماهير بادوات القمع المتنوعة.
والصدمة الاكثر مثيرة للجدل ان الاسلاموية وجدت نفسها بفعل الحراك الجديد تتبنى شعارات القيم المدنية التي انتجتها التجربة الاوربية وهي قيم غير منسجمة مع بنيتها الايدولوجية التي راكمتها خلال صراعها وأنتجت جدران عازلة في وعي كتلتها التنظيمية مناهضة لتلك القيم، وفي سعيها من اجل الكرسي تبنتها النخبة ومع الاحتجاجات اصبحت الكتلة التنظيمية مجبرة على التأكيد على القيم الجديدة، ولأن الوعي الاسلاموي المؤدلج معيق لها فقد اربكها واحدث خلل مقلق لتماسكها، لذا لجأت الى تبرير التبني بطبيعة المرحلة والصراع، ولكي تتجاوز جدل قد يقود الى تناقضات مؤلمة جعلها تبحث عن اعداء بشكل دائم واندفعت في الصراع السياسي مستخدمة أدوات انتهازية وتبرير كل فعل مناهض للقيمة والمبدأ بمنطق سياسي مبرر دينيا وصياغة وعي كتلتها لصالح صراع بناء القوة بإدوات واقعية غير منسجمه مع القيم المدنية ومتناقضة مع القيم الدينية وهذا ولد انفصام لدى اعضائها واصبحت مشتتة ما بين الايدولوجية والخطاب الجديد والواقع بتحولاته المذهلة وتناقضاته وصراعاته.
الصدمات التي تواجهها الاسلامويات كثيرة وهذا ربما يفسر انخراطها في إدارة الصراع بمنهج وادوات انتهازية وكلما اشتد الحصار عليها وزادت الصدمات تحول اعضائها الى قوة متهورة للسيطرة على الموارد لاشباع حاجاتهم والتعامل مع المسألة باعتباره إرادة الهية للتمكين للفئة المؤمنة.
وما يزيد الامر تعقيدا ان الايدولوجيا الاسلاموية لا تملك مشروع واضحا وانما خطاب عام وشعارات كلية، لذا وجدت نفسها فجأة تمارس واقعية سياسية حولت التنظيم الاسلاموي الى قوى مصالح يديرها تنظيم مشكل من خلفيات اجتماعية مختلفة تجمعها ايدولوجيا غير منسجمة مع الحركة الاجتماعية التي انتجها واقع التحولات وهذا الامر سيحولها الى ضحية لحركة اجتماعية اقوى منها ولو بعد حين!!
الصدمات الاقوى التي ستواجهها الاسلاموية الاخوانية وغيرها من الاسلامويات لم تأت بعد فالسلوك التصويتي بعد الانتفاضة لصالح الاسلاموية مبني على امل مخلص للخطاب الديني واعتراضا على ماضي لم يكن قادرا على الاستجابة لحاجات الواقع ومتطلباته ومع الفشل الذي يتراكم يوميا فإن الخطاب الاسلاموي سيتحول الى فضاء مدان ومرفوض مع الوقت وستفقد الاسلاموية قدرتها التحشيدية وهذا سيحاصرها في تشكيلات نخبوية قد تتفكك او تنتج عنف او تتحول الى جماعة مصالح لخدمة مشروع اقلية مهيمنة على التنظيم الاسلاموي!!



#نجيب_غلاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن .. الحوار في متاهة الصراع
- صراع يحتاج أفق جديد
- صراع الاسلامويات.. الحوثة والاخوان
- اليمن .. الانتقال إلى المستقبل أو الفناء المتبادل بين الخصوم
- المثقف ضمير الناس
- دور الاخوان في خنق التغيير
- الارض مسكني الذي لابد منه
- لذيذة تلك السعادة التي لم نتذوقها
- معادلة الروح اللانهائية
- اليمن من الانتفاضة الى بشمرجة النخب
- سر الغموض الروحي حكاية
- التيار الديني القبلي وإعادة إنتاج الذات بالثورة.. ارحلوا ان ...
- عندما تصبح نظرية المؤامرة عامل إسناد للقاعدة
- الثورة المضادة تحاصر اليمن وتخنق التغيير: المركز القبلي الدي ...
- مخاطر عنف النخب القبلية الاسلاموية على مستقبل التغيير
- اليمن ..البحث عن ثورة في صراعات الافتراس
- الفعل الثوري وصراع مراكز القوى: الثورة في اليمن كقوة مضافة ل ...
- حميد الأحمر: عاشق المال الباحث عن الزعامة في عاصفة تأكل نفسه ...
- التيار الديني القبلي قد يبتلع مستقبل اليمن باسم ثورة الشباب
- الإخوان والنظام ابتلعوا ملامح ثورة الشباب


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب غلاب - الاخوان وصدمات المرحلة الجديدة