أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نجيب غلاب - المثقف ضمير الناس














المزيد.....

المثقف ضمير الناس


نجيب غلاب

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 22:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لن انعي المثقف اليمني مهما كانت أخطائه فهذا المستحيل نفسه طالما ولدينا نخبة متميزة مازالت صامدة تتحدى الاستبداد بأي شكل تجلى، فالمثقف يتمرد في موجهة الخداع والتزوير، صار مجد من نور في ظل ظلمة تملئ المكان، المثقف هو ضمير الأمة وبدونه لا تقدم ولا حياة حرة، المثقف لم ينتخبه الشعب لكنه الاصدق والأكثر تمثيلا للناس لانه واحد من الشعب وروح متحررة له عقل لا يفقه إلا الانسان وما ينفعه، لا يمكن للمثقف الحر إلا ان يكون سلطة متحررة من كل السلطات والسلطة الوحيدة التي تحكمه هي ضميره وحساباته الذكية في ظل نزاعات القوى وصراعاتها العبثية، وحساباته ليست انتهازية انها حسابات متحررة من الصراع على القوة لانه ليس من تركيب القوى المتنازعة على الثروة والسلطة وان كان في قلب الصراع.
مازال المثقف اليمني يقاوم الاغراءات ويعمل بروح مناضل في تفكيك الصراع وكشف واقع مزري يأكل الأمل ويزرع في الحياة سرطانات قاتلة، ضميرها لحي متحيز كليا لشعب يبحث عمن ينير طريقة في ظل صراع اربك الواقع وزيفه في الوقت نفسه، أنه يقود معركته ومن قلبها ستنبثق صراعات جديدة في عهد يقال انه ثوري وهو يأكل الثورة ويرميها جثة هامدة في براثن قوى الماضي والفوضى، يبدو لي وحيدا ويدير صراع مع القوة التي تدعي انها تمثل الشعب وهي بطبيعة تكوينها السلطوي تعبر عن القوى المتنازعة او المتنافسة او المتقاتلة على المصالح بصورتها الانتهازية.
المثقف هو ضميرنا وسلطة فوق كل سلطة وبدونه نفقد بصيرتنا، لانه عين الشعب المتحيزة للناس، وقوته انه يتحدى كل سلطة اجتماعية كانت او سياسية او اقتصادية وكل سلطة غير سلطة المثقف في بلادنا تبحث عن غنيمة، وأحدثكم عن المثقف الحر الذي يتماهي مع حاجات الناس ومتطلباتهم، المثقف الذي لديه حدس اعمق من الكل في قراءة الواقع ينفي الواقع عندما يجده نقيض للتغيير ويتجاوز الثابت المعيق للتقدم، المثقف في حالة من التحول باتجاه الحقيقة والحقيقة عنده هي مصالح الناس.
وألفت الانتباه هنا ان الجماهير عندما يزور وعيها قد تنبذ المثقف وتتحول الى خنجر قاتل لصرخاته الحرة المدافعة عنهم، المثقف الحر ليس قائدا غوغائيا انه ضمير متحفز دوما لتحدي كل ما يناهض الحرية، عظمته انه يضحي بأمنه وحاجاته وحلمه من اجل الانسان، يتحدى كل قداسة زائفة ويدمرها، انه روح التقدم فينا لذلك تتحداه كل قوى المصالح الفاسدة وكل القداسات الزائفة وتقف ضده الانتهازية بما في ذلك المثقف الانتهازي العبد في محراب الايدولوجيا والحزب وفي محراب مراكز القوى. الكل ضد المثقف حتى هو ضد نفسه وحدها القيمة هي التي تحكمه لذلك لا يتحمل رأي المثقف الحر إلا من يشبهه، ولان المثقف كذلك فإن ضميره يتحرك بكل فاعليه لانقاذ الواقع من جموده ويبث فيه الحياة.
المثقف الحر المقدس للحرية يقاوم الكل بنقده للواقع وبدفاعه عن فلسفة التقدم ويقف من يدافع عنهم ضده ويحاكم ويلاحق لكنه لا يهتم لانه يعرف ان عاصفته هي المنتصرة في المآل النهائي، صحيح في بداية الامر ان الواقع يرفض بصيرته المتنورة بالنور الانساني لكنه مع الوقت يدرك الناس انه الاصوب، قد يقتل المثقف عندما يغضب السياسي وقد يسجن وعادة ما يعذب في حياته لكنه لا يستسلم.
المثقف حر لا يمكن لأي قوة ان تشتري ضميره، وحده الجمال والحرية وحب الناس وشوقه الجارف للتقدم من يحكم ضميره، هو انسان متحيز للقيمة والمبدأ، انه تجلي متميز للنور، لذلك لا يستسلم لأحد ومن يعرف المثقف اليمني الحر لا يمكنه ان يشك بمصداقيته وطهارة ضميرة وصدق تحيزه للناس، ليس لديه حلم غير ان يكون اليمني انسان حر ومجتمعنا متحرر من كل اثقال التاريخ ولدينا دولة حديثة يحكمها القانون.



#نجيب_غلاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الاخوان في خنق التغيير
- الارض مسكني الذي لابد منه
- لذيذة تلك السعادة التي لم نتذوقها
- معادلة الروح اللانهائية
- اليمن من الانتفاضة الى بشمرجة النخب
- سر الغموض الروحي حكاية
- التيار الديني القبلي وإعادة إنتاج الذات بالثورة.. ارحلوا ان ...
- عندما تصبح نظرية المؤامرة عامل إسناد للقاعدة
- الثورة المضادة تحاصر اليمن وتخنق التغيير: المركز القبلي الدي ...
- مخاطر عنف النخب القبلية الاسلاموية على مستقبل التغيير
- اليمن ..البحث عن ثورة في صراعات الافتراس
- الفعل الثوري وصراع مراكز القوى: الثورة في اليمن كقوة مضافة ل ...
- حميد الأحمر: عاشق المال الباحث عن الزعامة في عاصفة تأكل نفسه ...
- التيار الديني القبلي قد يبتلع مستقبل اليمن باسم ثورة الشباب
- الإخوان والنظام ابتلعوا ملامح ثورة الشباب
- مخاطر الاندفاع الأصولي على ثورة الشباب الليبرالية
- من أجل مسار ثالث في اليمن: دور قوى المجتمع المدني في دعم الد ...
- الجنوب طوق نجاة اليمن
- الحراك الجنوبي وصراع الجغرافيا: هل إعادة تعمير وبناء الحزب ا ...
- عاشق للجمهورية خلف القضبان


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نجيب غلاب - المثقف ضمير الناس