أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن لطيف علي - علي ثويني يناقش فكر محمد مكية بكتاب جديد















المزيد.....

علي ثويني يناقش فكر محمد مكية بكتاب جديد


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 13:02
المحور: سيرة ذاتية
    


صدر عن دار ميزوبوتاميا في بغداد كتاب (المعماري محمد صالح مكية ..تحليل للسيرة والفكر والمنجز)، بحلة أنيقة وصور كثيرة وعدد صفحاته 434، وهو سفر موسوعي يتطرق الى شجون العمارة والفكر والتاريخ والمجتمع والنفس المرافقة لسيرة الدكتور مكية.
تكمن أهمية الكتاب بأنه تحليل لحياة ومنجز أحد القامات الثقافية العراقية والعربية والإسلامية، هو الدكتور المعماري محمد مكية ، وقد أقترب سنّهُ من القرن ،بما يحمله ذلك من ذكريات وتجارب وعبر ، حينما أمسى شاهد عيان على تغيرات وطفرات، حدثت في الأمكنة والأزمنة. فقد وصل بين بدايتي القرن العشرين والواحد والعشرين وواصل بين كفتي أرجوحة حضارية ، شوطها يمتد بين بغداد الخربة بعد سبعة قرون عجاف، ولندن المتلئلئة المنتشية والمتعافية. وأمست سيرته ،كأنه لم يعش قرن بل عشرة قرون بحسب كم وكيف المتغيرات .والدكتور مَكّيه ليس معمراً بالشكل التقليدي، عاش في قرية نائية ببلاد منسية، بل هو وريث حضاري يوحي بإنتقالات مدد سومر حتى بغداد ، فعاش وأختلط مع طبقات المجتمعات ورموز ونخب ، وأنتمى لرعيل عنقائي جاهد وبنى ،ونفض غبار الإهمال والإنزواء والتهميش والجهل.
درس مَكّيه وعمل في أرقى جامعات الدنيا وعاش في أجمل مدنها وعاش بلندن وليفربول سنين زهوها ومحنتها،وعمل في ألعُراق إبان سنين إحتقانه ورخاءه، ولمس الصراعات الظاهرة والظامرة في كنفه التي لم تنتهي كل مرة، وشرع في مشروعه الخليجي حينما كان مازالت صحراء تذري بها الرمال، ويسكنها العربان والبعران، وشهد على نهضة عمان ، ودخلها حينما كان في البلاد عرض البلاد وطولها مدرستين ومشفيين وشوارعها المرصوفة بالقار لاتتعدى عشرة كيلومترات، ، وحمل مناقب إبداعية مخلصا لضميره ومبادئه في العمران والعَمارة والفنون، التي تبقى دالة الإرتقاء بالحس وفرز الحضارة عن الهمجية. وبالنتيجة يشهد له كم منجزه ونوع إبداعاته في بلدان ومدن عدة ،وهي تنعت المشاركة الفاعلة والواعية.

والموضوع يتعدى إختصاصه كمعمار وبنّاء،و يطأ شجون التأريخ والسياسة والمجتمع والنفس في خضم حياة حافلة بالتغيير والمغامرة والمثابرة.

كتاب مكية للدكتور المعماري علي ثويني ليس سيرة ذاتية لمَكّيه الإنسان أو سبر لتجربته المعمارية كما يظن البعض، بل هو سرد شامل يتضمن شجون على منهج"الأمالي" في التراث الإسلامي وألعُراقي، والذي محفزه كم ما تراكم من سواد المصادر ومشتت الشجون. لكن الكتاب أقتفى المنهج التحليلي، على مبدأ السبب السابق للنتيجة.وقد تسلسلت السيرة الذاتية بشجونها وتشعباتها بين الفصول ،الاول كان عن سيرته المجردة والمقارنة والثاني عن فكرة وتثاقفه والثالث عن منحاه التنظيمي والتنسيقي والرابع عن منجزه العام بين شوطي الفكر المكتسب والأصلي متضمنا الكثير في مشاريع التخطيط الحضري والمباني العامة والمساجد، التي أبدع بها. وفي الفصل الخامس ما يشبه الخاتمة، عارجاً على بغداد التي في خاطر الدكتور مكية و التي تمناها ، و رام أن يحقق لها بعد قرن ، بما يعني أن حلم قرني لرائد معماري مثل مكية لايكفي للتحقيق ، فإنه يعكس حقيقة البؤس في حياة تلك البيئات الثقافية ،ويستوجب الأمر إعادة نظر في كثير من مسلمات الأمور وآسنها، حتى نسف بعضها التي لاتحتاج إلى مكوث، من أجل أرساء قواعد سليمه للعلاقة الواعية وغير الملتبسة في كنف الثقافة الواحدة، والتي يمكن أن يبنى فوقها دون خشية. وجدير أن نشير الى أن الدكتور مَكّيه يتبع منهج الأثر وقدسية النص المنقول ،ويخشى التقويل أو التأويل.وهذا نابع من طبيعته الشاكة المدققة.


تضمن السرد في هواجس العَمارة هموم الوطن ألعُراقي المبتلى، ومترنح الثقافة العربية ، وشحة ووهن التدوين المعماري في كنفها، وبالنتيجة، وطرق باب الوعي من خلال لفت النظر الى إنتباهات، ربما فاتت الكثيرين في لجة الإنبهار والدمار المستشري. يبقى فيها المعمار راصد وفطن ومتنور ومنور،ومنتبه ومنبه من الغفلة والإغواء والسراب والإنزلاق إلى براثن اللا أخلاق، التي تبقى حافظة الميزان السماوي.

يقول الدكتور علي ثويني في كتابه : إن جانباً من محنة الناس تكمن فى فساد الأذواق و انحراف الطباع ، ولا يقبل الكفر إلا صاحب نفس معكوسة منكوسة، و سَوي النفس أقرب إلى الإيمان والحكمة والوعي والجمال والفن. ولابد من الإقرار بإن المعمار قرين الحكيم فى اصلاح الخراب وترميم الأعطاب، فهو يحمل معه فلسفة فى الحياة ، لكن اسمها جدار و رواق وشناشيل. و فلسفة فى القيم ، لكن يلقبونها باباً و باحة وبادكير وحشد من الإصطلاح ، وهو متجمل بما يدعوه الزخرف واللون والظل والملمس وندى وخرير فسقية وسط حوش مغشى باللّبلاب.

أصاب صدور الكتاب أكثر من هدف فهو مشمول ضمن نشاطات إختيار بغداد عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2013، والكتاب طبع ايضا ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 والإحتفال بمرور 1250 عام من عمر بغداد . والأهم أنه مسعى لسبر سيرة وفكر ومنجز كل الشخصيات التي تركت دمغة في الحياة الثقافية.فإزدحام القامات في تأريخنا جعلنا نتعامل معها بنقيضي الإفراط والتفريط، ولم نعتن بسيرة ومنجز صناع التأريخ الحقيقيين وإبتلينا بالهامش البشري من ساسة وأفاقين على حساب المتن والجوهر الإبداعي.
كان الأمر يحتاج الى تحليل كل مفردة في منجز مَكّيه و جهد في جمع شتاته وتصنيفه وتوثيقه وتصويره وحفظه بعناية، وجمع آراء و استقصاء ممن حفظ له الود والذكرى أو الرفقة العلمية والعملية، بعدما لاقى الجميع ربهم . وهكذا جاء الكتاب متضمنا الكثير،رغم ما ضاع خلال عملية الإغترابات الطويلة ثم ثالثة الأثافي بعدما ألغي ديوان الكوفة في لندن عام 2006، ونقلت المحفوظات الى مخزن عمومي ، وكان من المفروض على إبنه الدكتور كنعان أن يسير قدما بمشروع الديوان،ويوسع من مهامه ونشاطه، ويعلن عن جائزة دورية مثلما (الأغا خان)،وينشر مطبوعا دوريا، ولكنه أنشغل بالسياسة ، .واملنا أن يكون أرشيف مَكّيه مشاعا بيد باحثي المستقبل، بعدما تحول اليوم الى مؤسسة (الأغا خان) التي تبرع لها مَكّيه بتركته القرنية، ونتمنى ان يكون الأغا خان مؤتمن على ذلك الكنز.

إن توثيق كل ذلك الكم والكيف من المحفوظات في مكتبة مَكّيه اللندني والبغدادي والخليجي، يحتاج الى عمل مؤسساتي أكبر.ويمكن ان يكون الأمر حافز لتكوين مركز بحوث معمارية أو كلية معمارية مستقبلية تحمل اسم الدكتور مَكّيه،تختص بالعَمارة الإسلامية وتسعى لسبر الذات الثقافية. ونقر هنا بأن مَكّيه لم يطلب ذلك في أي حديث معه، بما عهد من زهد ونكران الذات ، وصدق ما يؤمن به.

مشكلتنا في الثقافة العربية نمجد من لايستحق ونهمل البنائين الحقيقيين للمجتمعات، ومنهم العلماء والفنانين والمعماريين الذين أسبغو الفضل، واشاعوا نفحات الجمال في ثنايا الحياة، وشكلو دائما الرصيد الأوفر والاثرى لإرتقاء الامم، وأمسوا دون تكريم وتطبيل مصدر فخرها وتفاضلها. و الأمر نموذجي في ألعُراق حينما ترك مبدعين مثل المعمار مَكّيه بسيرته القرنية، عرضة للنسيان والحسرة والتأسي وحصة شطط المنافي.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منشي زعرور.. في خدمة صاحبة الجلالة الصحافة العراقية
- هادي العلوي.. الأسم الذهبي في سجل الوطنية والمشاعية العراقية
- مذكرات طالبة يهودية عراقية
- اليهود وانتشار دور العرض السينمائية في العراق
- التلفاز ونفوذ الصحافة
- يوتوبيا المدينة المثقفة
- أسرة عمر نظمي ودورها في تاريخ العراق المعاصر
- سيرة معمار عراقي
- الحركة الصدرية ولغز المستقبل.. إشكالية اللاهوت الشيعي والناس ...
- الروائي إيلي عمير: بغداد مسقط راسي وتعشش في ذاكرتي وفي مخيلت ...
- نعيم الشطري.. علم وراية في شارع المتنبي
- يهود بغداد والصهيونية 1920-1948
- مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل
- ستون عاما على رحيل جعفر حمندي
- مجلة «الحاصد»:مدرسة أنور شاؤول الصحفية والأدبية
- الشاعر جبار جمال الدين يؤرخ يهود العراق شعرياً
- سامي ميخائيل : فكتوريا عادت لزيارة موطنها
- قراءة جديدة لرجالات العهد الملكي في العراق
- البروفيسور العراقي سامي موريه يصدر مذكراته بعنوان -بغداد حبي ...
- عزرا حداد.. احد أهم اعيان ومثقفي الطائفة اليهودية في بغداد


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن لطيف علي - علي ثويني يناقش فكر محمد مكية بكتاب جديد