بيانات الحرف العاري: جنتي في بيجنغ

زيد كثير الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 13:00
المحور: كتابات ساخرة
    

بالامس قررت ان احيا حياة عربية خالصة، القيت بهاتفي النقال -المصنوع في دولة اجنبية- في خزانة اغراضي القديمة وذهبت الى متجر للالكترونيات قريب من بيتي وسالت البائع عن هاتف نقال عربي فاخبرني ان جميع هواتفه اصلية ومعربة ولديه ماركات تشبه الاصلية تماما الا انها مصنعة في الصين، فقلت له: لا.. اريد هاتفا نقالا عربي الصنع! فضحك حتى انقلب على قفاه، تركته و قررت ان اتواصل مع اهلي واحبابي بالرسائل الورقية كما كنا نتواصل دوما في الامس القريب، وشعرت بنوستالجيا عميقة الى تلك الأيام البائدة. ذهبت الى متجر للقرطاسية الا اني لم أجد غير ورق صيني فعدلت عن فكرة استخدام الورق المُصنع وآثرت ان استعين بورق الاشجار لكنني واجهت مشكلة أخرى حيث لم أجد غير حبر صيني في الأسواق. " لايهم ساكتب بدمي" قلت في نفسي وذهبت الى المشفى لسحب الدم وهناك واجهتني مشكلة اصعب فجميع الابر صينية، عدت الى البيت وفكرت " يازيد اجرح نفسك بنفسك واحصل على الدم الذي تحتاجه في الكتابة"، فتحت احد ادراج مكتبي واستخرجت دبوسا ناعما من علبة للدبابيس الا اني قرأت العبارة التالية مكتوبة على العلبة بخط صغير: صنع في الصين. عدت الى بيتي بعد أن يئست من فكرة الرسائل الورقية واعددت دجاجة مشوية في الفرن وغمرتها بفول الصويا ثم أكلت وشربت ونمت. جائتني جدتي رحمها الله في المنام وقالت لي بلهجة صينية واضحة:
仩仨仧仦以令代仢仡仠仟仞仝仛仜仚介今佦佩体你住位作佛似伿佁佂卶卤厃卲卡占卟卞卝卭卾卽卲卵 卧卧卦卣占卞
卝卾印却卥卷卷卦卤卟卜

لم أفهم شيئا من كلامها البتة لذا ذهبت في صبيحة اليوم التالي لاشتري مترجما التكرونيا فعثرت على مترجم صيني صغير الحجم متواضع السعر فاشتريته وقمت على الفور بترجمة جملة جدتي فكانت:
حفيدي الحبيب.. حينما امتلأت الجنة ولم يعد هناك شبر لداخل جديد، صنع الصينيون جنة تشبه جنتنا تماما واشترطوا على كل داخل الا يبغض أحدا في الله. فلم يدخلها احد غيرهم!!

#زيد_كثير_الحمداني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل