أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - حول ستالين















المزيد.....

حول ستالين


عقيل صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 00:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(مجموعة من مقالات كتبت من 24 فبراير إلى 14 مارس حول ستالين )

لم يصبح في وسعنا ان نجد أي خيار سوى أن نكتب حول مسألة ستالين كردة فعل للحملة الواسعة التي نجدها في صفوف الكتاب التي تتمحور حول ستالين.

العودة إلى الماضي ليست خطيئة , و لا أرى أي شائب أو خطأ في العودة إلى الوراء أساساً , لا يمكن فهم واقع اليوم و لا يمكن فهم تركيبة العالم اليوم من دون الرجوع و النظر إلى الوراء. و مسألة ستالين مهمة جداً في فهم بناء و انهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي , و من خلال هذا , فهم كيف انهارت الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي سيوضح كيف تغير مسار العالم الذي كان من المفترض أن يكون اشتراكياً.

لابد من تقييم فترة ستالين التي دامت ثلاثين سنة تقييماً ماركسياً لفهم الاشتراكية السوفييتية و تصحيح الأخطاء التي تتجلى يوماً بعد يوم و باتت تعلو.

( تروتسكي أم ستالين ؟ )

الجدل الواسع و القديم يتمحور حول تروتسكي و ستالين, هل سرق ستالين منصب تروتسكي ؟ هل تروتسكي اكثر بولشفية من ستالين ؟ هل ستالين يصلح لمنصب الأمين العام ؟ هل "وصية" لينين دليل كاف على و سقوط ستالين ؟ .

لا بد من معرفة أن تروتسكي لم يكن بولشفياً إلا في عام 1917 , فالإدعاء أن تروتسكي هو من البلاشفة القدم هو إدعاء باطل لا صحة فيه. تروتسكي بالرغم أنه غدا بولشفياً إلا أنه ظل ضد معظم سياسات البلاشفة .

عارض تروتسكي المبدأ الجوهري للبولشفية و هو تحالف العمال و الفلاحين , و حاول تخطي دور و حركة الفلاحين بحجة الثورة الدائمة , و بهذا نفي أقوى حلفاء البروليتاريا .
و أيضاً عارض تروتسكي المبدأ البولشفي الذي ينص أن لا يوجد تعايش سلمي مع الإنتهازيين و الاشتراكيين الديموقراطيين, حاول تروتسكي بشتى الطرق التوافق ما بين البلاشفة و المناشفة و باقي الإنتهازيين .

فوق هذا , خالف تروتسكي المبدأ اللينيني حول مسألة المعارضة , فهو بكل سرعة أثناء مرض لينين طالب بإعادة تفعيل المعارضة في الحزب ناسياً ان لينين في المؤتمر العاشر رفض رفضاً قاطعاً لأي مظهر من مظاهر المعارضة في الحزب : (( لا نريد أي معارضة الآن يا رفاق. و أرى أن مؤتمر الحزب يجب أن يدرس هذا الإستنتاج بأننا لا بد أن نضع حداً للمعارضة و أنهاءها , لقد أكتفينا من المعارضة الآن ! )) , تروتسكي ركز في معارضته للبولشفية أكثر من بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي ممسكاً بكل ديماغوجية مفهوم الثورة الدائمة .

فنشوب المعارضة للحزب بقيادة تروتسكي كان غير صحيح و ليس في وقته , حيث كان الحزب بحاجة شديدة لوحدة قوية من اجل إصلاح الاقتصاد المتدهور و من اجل بناء الاشتراكية في ظروف صعبة للغاية و ايضاً تحت تهديدات خارجية .

فهل سرق ستالين منصب تروتسكي ؟ على الإطلاق , هل يمكن لتروتسكي أن يصبح أميناً عاماً إذ كان ((قليل البولشفية )) على حسب وصف لينين ؟ كيف يمكن لتروتسكي أن يصبح أميناً عاماً إذ كانت فترة عضويته في الحزب قصيرة ؟ هل يمكن أن يقود حزباً يعارض سياساته بشكل كبير ؟ .

و لكن تخرج لنا "الوصية " من باطن الأرض لتقول لنا " أيضاً ستالين لم يكن مؤهلاً , فلينين طالب بإقالته " ..

ستالين لم ينفي وجود " الوصية " على الإطلاق , و لم ينكر ما كتبه لينين حول بذاءته . فيشرح ستالين أنه قدم إستقالته من الحزب عندما قدمت له الوصية و لكن رفض الحزب إستقالته , فبهذا رفض أن يرفض أوامر الحزب الذي ظل طويلاً وفياً له . يضيف ستالين أن هو سيستمر ببذاءته تجاه أعداء الاشتراكية و البولشفية و هذا شيء لا يمكنه التخلي عنه .

و الأمر المضحك يكمن في أن تروتسكي هو من نفى وجود "الوصية " في مقالته ( حول كتاب إيستمان بعد موت لينين ) عام 1925 : (( فلاديمير إليتش لم يترك أي وصية (...) ما هو غالباً يسمى بالوصية عند البرجوازيين و المناشفة هو أحد رسائل لينين التي قدمت كنصيحة في المسائل التنظيمية )) , و لكنه ظل لاحقاً يدرج الوصية كوثيقة معادية لستالين .

و فوق هذا , بعد ما حاول ستالين الإستقالة من الحزب كان تروتسكي من ضمن الأعضاء الذين رفضوا الإستقالة .


(ستالين و بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي )

قد اطلنا الحديث في مقالات عدة إن الإشتراكية انتهت في الاتحاد السوفييتي بإعلان من خروتشوف في 1961, تلك الأطروحة جوهرياً تؤدي إلى اطروحة اخرى تنص على ان الاشتراكية كانت موجودة ماقبل فترة خروتشوف.

إذ نحن مخطئين في تلك الاطروحة , إذاً تحليلنا بأجمعه خاطئ , أيّ, ان الرأسمالية و الإمبريالية لم تنهار بالشكل الذي طرحناه , أيّ, أخذنا موقف معادي تماماً للإشتراكية.
فلابد بشكل حصري أن نثبت ان الاشتراكية كانت موجودة في الاتحاد السوفييتي إلى 1953, لكي نثبت صحة اطروحتنا.

غالباً ما يلقب ستالين بأنه من قاد الثورة المضادة للإشتراكية في الاتحاد السوفييتي , هل هذا حقيقي ؟.

قرأ ستالين لينين بشكل صحيح , ستالين كان تلميذاً نجيباً للينين.

1- الاشتراكية في بلد واحد

قرأ ستالين لينين قراءة صحيحة حول مسألة الاشتراكية في بلد واحد , فيقول لينين في 1915
:(( إنتصار الاشتراكية هو أمرٌ ممكن في بلد أو عدة بلدان رأسمالية لوحدها ))

و نجده أيضاً في 1916 يقول :
(( تطور الرأسمالية متفاوت و مختلف من بلدة إلى بلدة (...) بهذا بلا شك لا يمكن ان تتنصر الاشتراكية في كل البلدان بدفعة واحدة او بشكل متواصل . الاشتراكية تتنصر أولاً في بلدة أو عدة بلدان , بينما الدول الأخرى تبقى بشكل مؤقت في المرحلة البرجوازية أو المرحلة الماقبل البرجوازية. ))

إذن الإدعاء ان مفهوم الاشتراكية في بلد واحد مفهوماً غير لينيني هو إدعاء باطل لا صحة فيه .

فستالين لم يفعل سوى اتباع مشروع لينين في بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي.

2- الخروج من السياسة الاقتصادية الجديدة و الإنتقال إلى الخطة الخمسية الأولى

بعد المجاعة التي حدثت في روسيا إبان الحرب الأهلية , قام لينين بخطة أو سياسة اقتصادية جديدة من أجل إنقاذ الوضع المزري الذي إنتاب العمال و الفلاحين التي تسمح بأن يبيع الفلاحين انتاجاتهم الغذائية , أيّ الربح من بيع الإنتاج.

فعندما عاد الاقتصاد إلى وضعه الطبيعي , قرر الحزب بقيادة ستالين في 1928 تبني الخطة الخمسية الأولى.

الخطة الخمسية الأولى هي أول محاولة ناجحة للإنتقال إلى الاشتراكية .

الهدف الأهم للخطة الخمسية الأولى هي بلترة المجتمع , تلك هي أهم الخصائص للتحول إلى الاشتراكية. ففي سنة 1929 قام ستالين و الحزب بتعديل الخطة لتتضمن بناء كولوخوزات أو تعاونيات زراعية , بناء تعاونيات زراعية تعني إلغاء ملكية الفلاحين لها , فهذا التحول الكبير الذي جرد الفلاحين من ملكيتهم للأراضي الزراعية جعل الكولاك ( الملاك الكبار ) و الفلاحين الملاك إشعال زوبعة كبيرة من المعارضة لهذا القرار و تلك المعارضة للاشتراكية ادت إلى استخدام وسائل اكثر تطرفاً و غير انسانية مثل حرق المحاصيل و قتل الدواجن و المواشي .

تلك الثورة المضادة للاشتراكية أدت إلى مجاعة هائلة في 1932.

و لكن بالرغم من العواصف و العوائق إلا أن الخطة الخمسية الأولى حققت نجاحاً باهراً ملحوظاً في العالم أجمعه , نجحت الخطة الخمسية الأولى في تحويل 80% من الناس و الفلاحين المتعلقين بالزراعة إلى المدن للمصانع .

3- تهديد بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي

أغلب من ينتهج الماركسية كموضة , يفترض ان واجب الشيوعيين يكمن في بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا فقط , أيّ دحض هدف الوصول إلى الشيوعية .

دولة ديكتاتورية البروليتاريا أعزائي المتمركسون خلالها تزيد حدة الصراع الطبقي , انها الفترة التي تمهد للشيوعية, هي في النهاية دولة مؤقتة .

الشيوعيون هم أكثر الناس ضد العنف (كما حدد أنجلز ) و لكن نقل المجتمع من نظام اجتماعي إلى اخر لابد من استخدام العنف فيه .

العدو الأول للشيوعيين في مطلع القرن العشرين هم الاشتراكيون الديموقراطيون و المناشفة و باقي الانتهازيين , لايمكن التعايش معهم سلمياً بأي شكل من الأشكال.

و التاريخ يثبت ذلك , لنتذكر كيف قام المناشفة بثورة مضادة للبلاشفة التي اشعلت حرباً اهلية , لنتذكر كيف قامت الحكومة الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا بقتل روزا لكسمبورغ و كارل ليبكنخت و باقي الشيوعيين .

اجهزة الدولة القمعية لا تزال فعالة في دولة ديكتاتورية البروليتاريا بعد استلام البروليتاريا السلطة , و لابد للبروليتاريا استعمال هذه السلطة من اجل تكملة الطريق إلى الشيوعية.

و على أساس ان الاشتراكيين الديموقراطيين و المناشفة هم الخطر الأساسي و العدو الأول للشيوعيين كان لابد من ابعادهم للوصول إلى الشيوعية .

بهذا لم يخالف ستالين أي بند من بنود الماركسية حول دولة ديكتاتورية البروليتاريا.

كان و لابد التصرف بشكل ديكتاتوري ضد المناشفة و الاشتراكيين الديموقراطيين.

كانت النزعات اليمينية و اليسارية تهدد استقرار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي بشكل كبير , فمثلاً مجموعة بوخارين اليمينية ( بوخارين و رايكوف و تومسكي ) عارضت مبادئ الحزب في تحويل الاتحاد السوفييتي من زراعية إلى صناعية , و فوق هذا , رفضوا إقامة تعاونيات زراعية و طالبوا بتقليص عدد التعاونيات .

تلك المواقف اليمينية بكل تأكيد كانت تعارض التحول الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي , عارضوا تحويل البرجوازية الصغيرة إلى بروليتاريا , هذه المعارضة بحد ذاتها هي معارضة الاشتراكية.

لم تكتف تلك المجموعة بمعارضتها و حسب , بل هددت بالإستقالة من الحزب إذ لم يلبي الحزب مطالبها. فبهذا تعتبر هذه المحاولة محاولة تفكيك الحزب .

لم تتوقف هذه المجموعة عند هذا الحد , بل واصلت و تحالفت مع مجموعة تروتسكي من اجل تكوين مجموعة موحدة معارضة للحزب.

و لابد أن يضع القارئ في البال أن الاتحاد السوفييتي كان في مواجهة تهديدات خارجية , مما يجعل السلطة السوفييتية حذرة من أي نوع من المعارضة التي ستفكك وحدة الحزب و تعطل نمو الاقتصادي .

كان لابد من التعامل بشكل ديكتاتوري تجاه تلك المجموعات , التي مارست التخريب و الأغتيال و الارهاب و تهدد استقرار بناء الاشتراكية.

(ستالين و مسألة عبادة الفرد )

حالما نقول ستالين دائماً نتذكر –بطريقة أو أخرى , مساندين أم معارضين- مسألة عبادة الفرد , أستحوذت مسألة عبادة الفرد على جميع الأقلام لتكتب مقالات و أوراق و كتب عنها, كلنا – أو معظمنا , بشكل أو أخر – تأثرنا بمسألة عبادة الفرد , و بسبب الفقر الفكري صدقنا بدفعة واحدة أكاذيب ( أو على تعبير البروفيسور غروفر فور "هراء" ) خروتشوف حول ستالين و عبادة الفرد , و تناسينا – أو نسينا – أن خروتشوف قاد أكبر إنقلاب في تاريخ الاتحاد السوفييتي و الاشتراكية.

أستطيع أن اقول بكل جرأة أن ستالين ضد تمجيد الذات لآخر درجة.

يقولا سيدني و بياترس ويب في كتابهما ( الشيوعية السوفييتية: حضارة جديدة ) : (( اولاً لابد من معرفة ان ستالين على العكس من موسوليني و هتلر و باقي الديكتاتوريين المعاصريين لا يمارس أي نوع من السلطة على مواطنيه ولا حتى على أعضاء الحزب الذي هو ينتمي إليه))

يقول إسحاق دون ليفين ( كاتب أمريكي ضد ستالين و ضد الشيوعية و محرر مجلة دعائية ضد الماركسية ) : (( ستالين لا يبحث المجد الذاتي , فهو يكره التمجيد .. ))

تقول أبنته سفيتلانا : (( أبي عاش في الطابق الأرضي, كان يعيش في غرفة واحدة و تلك الغرفة استخدمها لكل شيء.كان ينام على الكنبة , كان يحولها إلى سرير عند وقت النوم ))

ستالين كان يعمل بشتى الطرق ضد التمجيد من أي طرف لذاته , فعلى سبيل المثال حين نُشر كتاب عن طفولته التي كانت مملؤة بالمبالغات الأسطورية كتب رسالة يقول فيها : (( أنا ضد نشر " قصص طفولة ستالين " بشكل مطلق (...) و لكن ليس هذه هي المسألة , المسألة هي أن للكتاب نزعات هدفها غسل عقول الاطفال السوفيتيين (والناس بشكل عام ) بتمجيد الأفراد و القادة المعصومين عن الخطأ (...) نظرية " الأبطال " و " الحاشية " لا تنتمي إلى البولشفية بل إلى الاشتراكية الديموقراطية (...) الناس من هم يصنعون الأبطال هذا هو رد البلاشفة على الاشتراكيين الديموقراطيين (...) اقترح أن نحرق هذا الكتاب . ))

تلك الرسالة لا تبين لنا ما هو رأي ستالين تجاه عبادة و تمجيد الأفراد فقط , بل هي دليل قاطع على ان ستالين كان يحارب التمجيد و محاولات تعزيز عبادة الفرد .

و نجد أيضاً ستالين ينكر الذات في عام 1927 في خطابه تحت عنوان ( المعارضة التروتسكية الآن و سابقاً ) يقول : (( و ماهو ستالين ؟ ستالين ليس سوى شخصية ثانوية )) .

و ايضاً نجد نكران ستالين لذاته رداً على رسالة شاتونوفيسكي في 1930 قائلاً : (( أنت تتحدث عن تكريس ذاتك لي (...) أنصحك ان تترك مبدأ تكريس نفسك للناس . هذا ليس مبدءاً بولشفياً . كرس نفسك للطبقة العاملة , و لحزبها و دولتها , هذا هو شيء مفيد . و لكن لا تخلط هذا التكريس بالتكريس نفسك للأشخاص, هذا هو غباء المثقفين الفقراء فكرياً)) .

و ايضاً ينكر ستالين ذاته في احدى المقابلات حين سُئل لماذا أسمه ( أيّ ستالين ) مرتبط دائماً لينين فرد قائلاً : (( هذه أيضاً مبالغة , كيف يمكن مقارنتي بلينين ؟ ))

و هناك العديد من الأمثلة التي تدل على نكران ستالين للذات , فهل ستالين كان يعزز مفهوم عبادة الفرد ؟

بالطبع لا , و لكن هل هناك محاولات من قبل أعضاء الحزب لتعزيز مفهوم عبادة الفرد ؟ لا شك في ذلك , و المثير للسخرية هو أن خروتشوف هو أول مروج لعبادة و تمجيد الفرد .

خروتشوف هو أحد من لم ينسوا جذورهم البرجوازية الصغيرة , الترويج للذاتية و عبادة الذات هي احد خصائص البرجوازية الصغيرة و خروتشوف كان أول مروجيها.

البلاشفة يبتعدون عن تقديس الأشخاص , بينما اتباع الاشتراكيين الديموقراطيين و المناشفة و باقي من ينتهجون الماركسية كموضة هم المروجين الأساسيين لعبادة الأفراد و الأشخاص.

بهذا نفهم أن دعاية ستالين و عبادة الفرد هي دعاية كلية الخطأ و الافتراء , و ليس فيها حرفاً من الصحة .

( الخاتمة : هل البيروقراطية سبب في سقوط الاتحاد السوفييتي ؟ )

هناك هتافات كثيرة تقول ان "بيروقراطية " ستالين هي السبب في سقوط الاتحاد السوفييتي , فما مدى صحة هذا الإدعاء ؟

لا يوجد أي صحة في هذا الكلام , هذا الكلام يدل على عدم فهم واقع الصراع الطبقي في الاتحاد السوفييتي.

نكرر مراراً و تكراراً أن سبب سقوط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي هو الإنقلاب الذي وقع 1956 و يتليه الإعلان الرسمي لإلغاء الاشتراكية في 1961 , اي علاقة للبيروقراطية فيها ؟

يتناسى هؤلاء ان ستالين عمل بكل شتى الطرق ضد البيروقراطية , فما يسميه اعداء الاشتراكية بفترة " الارهاب الكبير " Great Purge هي كانت فترة اقصاء كل النزعات اليمينية و اليسارية التي تروج للبيروقراطية في الحزب و تنادي بتخفيف التصنيع في الاتحاد السوفييتي .

يتناسى أيضاً هؤلاء ان بما يسمى فترة " الارهاب الكبير " كان نيكولاي يوجوف (رئيس الاستخبارات السرية ) يقتل الأبرياء الذي وصل عددهم إلى 680,000 (على حسب غروفر فور ) من أجل ان يخلق غضباً عاماً بعد غزو نازي موعود . كان هو و عدد من الأعضاء في الاستخبارات السرية يقتلون بشكل لا يصدق من الأبرياء من أجل اسقاط الحكومة السوفييتية.

فإبعاد يوجوف قل من عدد قتل الأبرياء من المواطنين السوفييتيين .

و إبعاد يوجوف و كتلة اليمينيين تعني إبعاد النزعة البيروقراطية في الحزب . فبهذا ستالين عمل ضد البيروقراطية.

القراءة الماركسية للتاريخ هي قراءة حركة الصراع الطبقي .

الصراع الطبقي هو المحرك الحقيقي لحركة التاريخ .

و سقوط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي يعود سببه حتماً للصراع الطبقي ( ظفر البرجوازية الصغيرة على البروليتاريا) .


عقيل صالح.



#عقيل_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مسألة العمل الشيوعي
- انهيار الإشتراكية في الاتحاد السوفييتي
- أين الإمبريالية ؟ ما هي العولمة ؟
- اشتراكية علمية لا اشتراكية طوباوية


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - حول ستالين