أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - أين الإمبريالية ؟ ما هي العولمة ؟















المزيد.....

أين الإمبريالية ؟ ما هي العولمة ؟


عقيل صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 23:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


( حول التطورات العالمية الراهنة )

يسعر و ينتفض و يثور بعض الكتبة حالما ننطق بكلمات مثل ((الامبريالية )) أو ((الرأسمالية )) , و كأنما لا يجوز لنا بتاتاً الحديث عنها أو الحديث عن التغيرات في تركيباتها .

قد قلت سابقاً و أكرر قولي , لا أستطيع كتابة مقال في فن النقد الرفاقي , تلك هي المشكلات الأولية التي يعاني منها بعض الكتبة , هي الفكرة السائدة و الثابتة أن من أجل مناقشة مسألة ما لا بد من الركوب على الخيل و رفع سيف الله و ذبح العدو .

الفقر الفكري , هو برأيي العامل الرئيسي الاول في جعل أي كاتب يسعر و يصرخ و يشتم مثل المجنون عندما نمسك أو نقترب من مفاهيم قد فهمها بشكل أعمى من دون أن يعلم ماهية تلك المفاهيم .

(( الامبريالية )) و (( العولمة )) قد أثارا نقاشات هائلة .هناك تعريفات كثيرة , تستحق النظر و الدراسة من أجل أن تكون لدينا نظرة أكثر قربا للواقع الراهن , و لكن ما الذي يعرقل هذا التحليل ؟ أليس من يسكبون الحبر سكباً في الشتائم و تكرار أعمى لمفاهيم لا يعرفونها ؟ تلك هي المشكلة الرئيسية التي نحن بصددها .

شيء واحد , لا أظن ان أحداً يستطيع نكرانه , هو أن بنيوية العالم قد تغيرت , خصوصاً بعد ثورات التحرر الوطني و بعد سقوط المنظومة الاشتراكية .

هناك الكثير ممن يمزج الامبريالية بالعولمة , بإعتبار ان هذين المفهومين متناسقين , و هذا الظن يعني أن هؤلاء لا يفهمون ما هي الامبريالية و لا العولمة , و فوق هذا , يعتبرون العولمة كحركة تحديثية للامبريالية و تطوراً للرأسمالية , من دون النظر إلى البنية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و تحولاتها بعد ثورات التحرر الوطني و بعد سقوط المنظومة الاشتراكية .

هذه المسألة مهمة جداً , و لا بد للماركسيين المساهمة في النقاش حيال تلك المسألة لكي نرى بوضوح أكبر .

في القرن التاسع عشر كانت بريطانيا هي المهيمنة عالمياً , هي الدولة المحورية , و تغير هذا الشكل في مدخل القرن العشرين حيث أصبحت الولايات المتحدة هي الدولة المحورية و القوية .

الإمبريالية أساساً هي التوسع من أجل السوق , من أجل الهيمنة على قوة العمل , الرأسمالية لا يمكنها أن تبقى في جزيرة واحدة أو في الشكل الجنيني , بل هي دائماً تبحث عن التوسع . و بهذا , الإمبريالية هي توسع رأس المال عالمياً .

هناك من يجرد الإمبريالية من الرأسمالية و يحتفظ بالإمبريالية كقالب أو كناية عن التوسع العسكري و الهيمنة السياسية , فتجده يطلق على أي نظام له نزعات توسيعة بنظام إمبريالي من دون أن يحلل القاعدة الاقتصادية لتلك الدولة .

الإمبريالية تعني هيمنة رأسمالية عالمية من قبل عدة دول و على رأسهم دولة قوية و قاعدية و محورية . تلك القاعدة , تريد التوسع, فهي تباشر بالتوسع إلى قارات و مراكز اخرى , فبالضرورة الإمبريالية تعني رأسمالية عالمية , و بهذا لا بد من أن تكون أحتكارية .

العولمة , في الجانب الآخر , تلغي الخاصية الهيمنية و التوسعية العسكرية في الإمبريالية , بل هي شكل جديد لعلاقات دولية جديدة .

بالرغم من أن الولايات المتحدة تبدو حالياً منفردة و مهيمنة عالمياً , إلا أنها تجد لها منافسين مثل الصين , الولايات المتحدة لم تعد كالسابق , ثورات التحرر الوطني كسرت هذا القيد الامريكي العالمي , فالولايات المتحدة بعد خروجها من فييتنام فقدت خاصيتها التوسعية , و دخلت في ازمات اقتصادية عميقة .

فالعلاقات الدولية الحالية قائمة على اللاقومية , ليس هناك أي قاعدة مهيمنة واحدة , و الاقتصاد اصبح اقتصاداً عالمياً , أيّ , رأسمال بلا قاعدة محلية أو وطنية أو قومية .

العولمة أنشأت مفهوم الاقتصاد العالمي , أيّ , اقتصاداً يديره العالم , مصير العالم يرتبط بعضه ببعض , و هنا أود أشير إلى الكساد الكبير في 1929 , و لنر كيف اختلف العالم آنذاك و العالم اليوم , في 1929 تأثرت الدول المرتبطة بالولايات المتحدة – إرتباطاً اقتصادياً – بشكل هائل , فبسبب الإنهيار الذي حدث في الولايات المتحدة , هذا أدى إلى وقف الديون و المساعدات التي كانت تقدمها إلى ألمانيا , و بهذا دخلت ألمانيا إلى متاهات البطالة و الفقر , و بالمثل حدث في دول عدة و لكن ليس بالشكل الألماني , كل هذا في القطب الرأسمالي , بينما دول الاتحاد السوفييتي لم تتاثر مطلقاً من الكساد الكبير . هنا نرى أن في فترة الكساد الكبير لم يكن العالم مترابطاً بشكل وثيق , حيث الأزمات تحدث في مناطق معينة و تؤثر على حلفائها فقط , بينما يمكن لمناطق أخرى أن تتجنب تلك الأزمة . و لكن , بعد أن تحول العالم إلى " قرية عالمية " نجد أن الأزمة الاقتصادية في 2008 أثرت تقريباً على العالم كله بسبب الترابط و التحالف الاقتصادي الوثيق .

فهنا جلبنا نموذج صغير لمفهوم الاقتصاد العالمي , و كيف العالم مرتبط بشكل قوي اقتصادياً .

و من خلال هذا , نستطيع أيضاً أن نربط الربيع العربي بالعولمة , بالرغم أن البعض يقول أن الربيع العربي هو حدث إمبريالي – أعتقد مجازياً – و لكننا لا بد لنا من نظرة أقرب نحو هذا الحدث .

العالم كما قلت تحول من شكل الأقطاب , إلى ترابط و علاقات عالمية اقتصادية , و تلك الفكرة او النظرة لا تتحقق إلا بالشكل العالمي , و بعض أنظمة الشرق الأوسط تمنع هذا التدفق الاقتصادي من الوصول إليها , فلهذا لابد من إستبدال تلك الأنظمة بأنظمة أخرى تساعد في حركة الشريان الاقتصادي العالمي .

تلك الحركات , تقودها مفاهيم الليبرالية الجديدة العالمية تتكلم بأسم (( حقوق الإنسان )) و (( الديمقراطية )) و (( الحرية )) , تلك هي شعارات الربيع العربي .
تروج الليبرالية الجديدة - التي أضافت لنفسها نزعة اجتماعية كما نرى نماذج منها في سويسرا أو الدينمارك - تلك المفاهيم ليس من الناحية السياسية و حسب , بل الاقتصادية , حيث الليبرالية الجديدة تهدف ببناء دولة الرفاه , كما نرى في النرويج أو سويسرا على سبيل المثال , حيث تلك الدول ليست رأسمالية أو اشتراكية , بل هي كما تُعرف ألمانيا نفسها بأنها تتبنى (( اقتصاد السوق الاجتماعي )) .

فهنا نرى أن نصف الدول التي تقود حملة إمبريالية – كما يزعم - على الشرق الأوسط غير رأسمالية , و نجد أن مفاهيم مثل مؤمرات امبريالية لا تنفع في تحليل الوضع العربي الحالي .

النظرة الأقرب لسبب نشوب هذا الحدث – و ليكن في علم القارئ أنني لا أنفي دور الغرب في التغيير بل أشدد و أؤكد دوره – هي فتح تلك الدول –المغلقة - اقتصادياً من أجل توافقها مع الشكل الاقتصادي العالمي الراهن.

و فوق هذا , نجد كيف تلك التغيرات العربية تلائم طموحات العالم , بنشر مفاهيم مثل (( حقوق الإنسان )) و (( الحريات السياسية )) و (( الحريات الاقتصادية )) , و بهذا , تقدم المنظمات الحقوقية مساعدات لتلك الحركات, و فوق هذا , نجد منظمات حقوقية تنشأ في الدول العربية و لها ارتباط قوي بالمنظمات الحقوقية الغربية و العالمية , و هذا يدل على الشكل العالمي الجديد المتغير و المغاير للنظام العالمي القديم .

من المهم جداً أن نعلم أن العولمة تنفي التفرد و الهيمنة الأحادية , فبذلك هي تنفي وجود قاعدة اقتصادية واحدة تتوسع توسعاً إمبريالياً , و ثانياً , من المهم جداً أن يكون في الحسبان أن الإيديولوجية المهيمنة عالمياً هي ايديولوجية البرجوازية الصغيرة التي تعتبر بوقاً لمفاهيم مثل ((حقوق الإنسان )) و (( الحرية )) و ((العدالة الاجتماعية )) .

و أخيراً , لابد من أن نحدد موقفنا , و هذا التحديد بالطبع لا بد أن يتبلور تحت نقاشات كثيرة و تحليلات عميقة للأوضاع العالمية الراهنة , من أجل نظرة أثقب للشكل العالمي الحالي , في سبيل معرفة العمل الشيوعي .

عقيل صالح .



#عقيل_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتراكية علمية لا اشتراكية طوباوية


المزيد.....




- حزب اليسار في ألمانيا يدعو إلى استبدال -الناتو- لأنه لا مستق ...
- خالد البلشي نقيبًا للصحفيين للمرة الثانية
- الجزائر: عاش الكفاح العمالي والشعبي؛ من أجل الحريات الديمقرا ...
- النادي العمالي للتوعية والتضامن: ظروف العمل في المغرب في ترد ...
- تصعيد ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا: اعتقال أمين عام الجبهة ...
- مداخلة الحزب الشيوعي العراقي في المنتدى العالمي لمكافحة الفا ...
- حزب العمال اليساري يفوز بالانتخابات العامة في أستراليا
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- أستراليا: حزب العمال الحاكم يفوز بالانتخابات العامة وزعيم ال ...
- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - أين الإمبريالية ؟ ما هي العولمة ؟