أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزيف شفيق - فى نقد لاهوت التحرير (1)














المزيد.....

فى نقد لاهوت التحرير (1)


جوزيف شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 19:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- نفى العلاقه بين الثوره و الدين

الثورات فى العالم المتقدم كانت دائماً تبتعد عن سلطة رجال الدين بل و تقف ضدهم و على العكس فى العالم الثالث لابد أن تنشأ علاقه غير شرعيه بين الثورة و الدين تحت أى مسمى.

لا يوجد فى الكتب المقدسه للأديان الإبراهيميه ما يحض على الثوره على حاكم ظالم, فبرغم ثورات اليهود الكثيره إلا أنها لم تكن نتيجة لتشريع دينى ثورى و تستند إلى رؤيه دينيه تثور ضد الظلم و تطالب بالعداله الإجتماعيه أو الحريه بل على العكس تماماً ففى سفر أرميا ( أحد كبار أنبياء اليهود ) يدعو الله الشعب إلى عدم الثوره على من أسروهم فيقول " اطلبوا سلام المدينه التى سبيتكم إليها و صلوا لأجلها إلى الرب لأنه بسلامها يكون سلام لكم " ( ارميا 29 : 7 – 9 ) , و ثورات اليهود فى أغلبها كانت ضد محتل أجنبى .

و إذا إنتقلنا للمسيحيه فتم إختزال الثوره بصوره أكبر بكثير مما هو الحال عليه عند اليهود فنجد أن يسوع المسيح عندما سأله اليهود : " أيجوز أن تعطى جزيه لقيصر أم لا ؟ نعطى أم لا نعطى ؟ " و فى ذلك الوقت كان اليهود تحت الاحتلال الرومانى و كان الشعب قد ضجر و تعب جداً من الضرائب الرومانيه و كانت الجزيه هى علامة الاستعباد للرومان و توقف اليهود عن دفع الجزيه هو بمثابة ثوره و عصيان مدنى على المحتل الرومانى , إلا أن يسوع المسيح أجاب " أعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله ".
و فى الإسلام لا يخفى على أحد الآيات التى تأمر المسلمين بطاعة ولى الأمر و عدم الخروج عليه " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم " ( سورة النساء 59 ).

و من ناحيه منطقيه, لو كانت الأديان الإبراهيميه تحرض أتباعها على الثوره و الخروج على الحاكم لما ترك الحكام هذه الأديان تنتشر, بل إن كارل ماركس كان محقاً عندما قال " الدين أفيون الشعوب ", لأن الأديان واحده من أطرها و أساساتها التقليديه هو منع الثورات و تعضيد الحاكم و حث الشعب على الخضوع له حتى لو كان ظالماً و لا تتحرك الأديان بشكل عام من منطقة السكون و الخضوع هذه إلى منطقة الثوره و الحركه إلا فى حاله واحده و هى أن يمنع الحاكم الشعب من تنفيذ الأوامر الإلهيه, أن يقف أمام الدين نفسه , أن يمنع الشعب من ممارسة الطقوس و العبادات الدينيه.

الإشكاليه الحقيقية هى عندما يقوم الإنسان المتدين " الدوجماطيقى " بعمل ثوره فإنها تتحول تدريجياً إلى الخروج من الوضع الراهن إلة وضع أسوأ منه و أكثر تخلفاً و رجعيه و العجيب أنه فى أغلب هذه الثورات لا يشارك رجل الدين فى الثوره إلتزاماً منهم بالنصوص الدينيه و الفهم الدينى الذى أشرنا إليه سابقاً و مع ذلك و على الرغم من عدم مشاركتهم فإن الثوار المتدينيين يقومون بحمل كرسى الحكم ووضعه تحت قدمى رجل الدين و من هنا لا يجد رجل الدين حجه و برهاناً يستند عليه فى إدعاء الثوريه سوى أن يستخدم فكرة رومانسيه لدى كل متدين و هى " الدين جاء لنصرة المظلومين و المستضعفين فى الأرض و ثورتكم أيها الشعب فعلت نفس الشئ و بالتالى فالدين و الثوره واحد و أنا ثائر مثلكم بل أنا كنت قائدكم فى الثوره ", قد نتفق معاً أن الأديان جاءت لنصرة المظلومين لكنها أبداً لم تلجأ للثوره و لم تحرض أتباعها على الثوره من أجل نصرة المظلومين .

و لذلك يهمنا فى البدايه و قبل الدخول تفصيلياً فى " لاهوت التحرير " و كيفية نشأة العلاقه بين الدين والثوره, و ما مدى نفعها للمجتمع البشرى, أن ننفى وجود علاقه من الأساس بين الأديان الإبراهيميه و الثورة.



#جوزيف_شفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار عن محمد مرسى
- قراءه فى مستقبل مرسى
- المخابرات المصريه و الإنتخابات
- كيف ولماذا فاز أحمد شفيق؟
- أزمة الثوره بين إصلاح العقل و إصلاح المجتمع
- جماعة - مازنجر-
- إنتخاب البابا ال 118 للكنيسه القبطيه (2)
- إنتخاب البابا ال 118 للكنيسه القبطيه (1)
- الوصايه السياسيه على الأقباط
- إعادة إنتاج الإخوان المسيحيين
- دعوه لتصحيح مسار الإخوان المسلمين
- الثوره على صندوق إنتخابى نزيه !!
- نحو حركه مدنيه قبطيه 3
- نحو حركه مدنيه قبطيه 2
- نحو حركه مدنيه قبطيه 1
- لا تنتخبوا مسيحى لأنه مسيحى فقط
- الرئيس المؤمن و ماسبيرو
- خطة المتأسلمين لحكم مصر
- إيران تهرب السلاح الليبى
- قهقهات غضب – 1 -


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزيف شفيق - فى نقد لاهوت التحرير (1)