أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأمين السويد - الأسد و الإئتلاف الوطني يخشيان حكومة كاملة الصلاحيات















المزيد.....

الأسد و الإئتلاف الوطني يخشيان حكومة كاملة الصلاحيات


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولد الإئتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة بعد مخاض لم يستمر طويلاً على كل حال، و يمكن القول أنه ولد على عجل ليسد ابواباً كانت مواربة تهدد مسار الثورة السورية، منها باب الحوار مع النظام، و باب اسقاط النظام بكافة رموزه و أشكاله، و باب تشكيل حكومة مؤقتة تقود عملية إسقاط النظام، و ربما تستمر كحكومة انتقالية في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
و بدون الولوج في التفاصيل أو في حقيقة ما حدث بالنسبة للحوار مع النظام حيث صار الائتلاف يرسل مبادرات متنوعة بعدد ما ارسل الارهابي بشار الاسد صواريخ سكود الى مختلف مناطق الوطن، أو بالنسبة لاسقاط النظام من ساسه الى راسه فقد استجدت لهجة فيها نوع من اللين بإتجاه الاكتفاء برأس بشار، و برؤوس بعض الجرذان من حوله على استحياء، و لم يبق غير تشكيل الحكومة التي يبدو أن حملها مستحيل بسب عدم وجود الرحم المناسب لهكذا حمل فما ستكون حال الولادة؟
فليس سراً القول أن تشكيل الحكومة السورية المنتظرة بات رهين إرادتان قويتان إحداها دولية، و الأخرى إئتلافية.
أما الإرادة الدولية فتتمحور حول "حجة" عدم مناسبة الظرف لإتخاذ هذه الخطوة حسب وجهة نظر اللاعبين الدوليين الأساسيين الذين يترجمون قناعاتهم بالاحجام عن صبّ الدعم المالي في خزينة الإئتلاف مباشرة.
ولكن المشكلة ليست هنا، فالمطلوب من الحكومة شعبياً و ثورياً أن تكون خياراً سوريا وطنيا صرفاً.... وهذه هي المشكلة الحقيقية.
أما المعيق الثاني الائتلافي فهنالك أيضاً سببان يمنعانه من تشكيل الحكومة:
السبب الاول يتعلق بإرتباط بعض الأعضاء، و هم قلة، بالدول الأجنبية الداعمة لعدم تشكيل الحكومة، فهم غير قادرون على اتخاذ قرار وطني لأنهم مسلوبين من هذه الارادة بفعل موافقتهم و الرضوخ لما يحقق مصالحهم الذاتية التي ينتظرون قطافها فيما بعد بمساعدة تلك الدول، وهذا السبب لا يحتاج الى مزيد من الشرح.
غير أن السبب الثاني هو الذي يشكل الحجر الزاوية في هذه القضية، فحتى لو وافقت دول العالم قاطبة على تشكيل حكومة منفى، فلن تخرج هذه الحكومة بسهولة بسبب استحالة اتفاق أعضاء الإئتلاف على انتاجها. لماذا؟
يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال التعمق في السبب الثاني الذي يتعلق بعدم قدرة الإئتلاف ـ أو عدم وجود النية لتشكيل الحكومة ، نجد أنه يتفرع الى شقين هامين، الاول تنظيمي و الآخر تكتيكي
فالشق التنظيمي ملخصه أنه و الى هذه اللحظة لا يوجد نظام حاكم للعلاقة بين الإئتلاف و الحكومة، أو خطة نظام مستقلية، أو حتى مسودة قوانين تحدد دور الإئتلاف في مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة، و قد مضت أربعة أشهر من "الشط و المط" عقب تشكيل الإئتلاف دون أن يتم الاتفاق على شكل العلاقة بين الحكومة، و الأنكى من ذلك أنه لا يوجد حتى أدنى تصور لشكل تلك العلاقة عند أي عضو من أعضاء الإئتلاف الــ 71 ، بالرغم من أنه، اي الإئتلاف، نجح في في تحديد صفات رئيس الحكومة المنتظر و أعضاء تلك الحكومة بشق الأنفس.
هذا بالاضافة الى رغبة بعض مكونات الإئتلاف و كثير من أعضاءه بشغل مناصب في الحكومة المؤقتة بأي شكل من الأشكال، ولا أدلَّ على ذلك مما حدث في اجتماعات الهيئة العامة في استنبول في العشرين من شهر كانون الثاني 2013 حين طرحت مسألة تعديل النظام الداخلي بحيث يسمح بتوزير أعضاء الإئتلاف فوقفت القوى الثورية ضد هذا التعديل مستندة الى قوتها على الأرض، وإلى الاتفاق بين الأطراف الذي تم اساساً حين ولد الإئتلاف.
لذا فلن يكون من المجدي اعادة الكرّة بمحاولة إعادة طرح تعديل النظام الداخلي، وسيتم البحث عن طرق أخرى التفافية ـ أو ملتوية إن صح التعبيرـ من أجل ضمان عدم خروج "الحمّص" من أيدي أصحاب المولد. و الدليل على هذه النيات المرتقبة هو اصرار المجلس الوطني على ترشيح أعضاء في الإئتلاف لمنصب رئيس الحكومة خلال العام الحالي 2013 والذي بدا جلياً من ترشيح السادة المحترمين جدا عبد العزيز المسلط، و برهان غليون الذي اعتذر التزاماً منه بعدم مخالفة ماتم الاتفاق عليه في النظام الداخلي للإئتلاف ظاهرياً على الأقل.
غير أن المشكلة التنظيمية تعتبر القاعدة الأساسية للشق التكتيكي الذي يمنع الإئتلاف من تشكيل حكومة بصلاحيات مطلقة و التي تتلخص فيما يلي:
الحكومة تعني سلطة حقيقية، و قرارات فورية، و تحركات آنية، و شرعية محلية و دولية و قدرة كاملة على البت في الامور أمام دول العالم. فرئيس الحكومة سيتصرف وفق برنامج و خطة يراها، هو و ليس غيره، مناسبة وقد يغير اسلوبه بين الحين والآخر حسب مصلحة تحقيق هدفه، و لا يمكن له أن يعود الى الإئتلاف في كل شاردة وواردة لكي يناقش قضية توصَّل اليها مع رئيس هذه الدولة أو تلك ليرفضها "س" و ليقبلها "ع" ونعود الى المربع الأول و كأنك يا أبو زيد ما غزيت. و كذلك الامر فيما يخص الوزراء، و خصوصا وزير الخارجية و وزير الدفاع اللذان عليهما أن ينفذا سياسات رئيس الحكومة، بإسلوبهما هما وليس بأسلوب أحد غيرهما، بحيث يكون اتخاذ القرار لحظي و غير مكلف لا زمنيا ولا ماديا و الاهم من هذا و ذاك غير مكلف بشرياً.
إن أقل من تلك الصلاحيات لرئيس الحكومة و وزارءه سيجعل من الحكومة عبارة عن جسم سقيم لا حول له ولا قوة، و حتى أقل من تلك الصلاحيات سيكون أيضاً خيار تشكيل الحكومة لا معنى له، فإما أن تكون حكومة كاملة الصلاحيات أو لا تكون.
ومن الواضح تماماً أن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية لن يقبل بأن يعطي الثقة لحكومة كاملة الصلاحيات لأنها ببساطة تلغيه من الوجود، و للمفارقة ، فشأن الإئتلاف في رفض حكومة كاملة الصلاحيات يماثل تماما رفض بشار الاسد لإقامة حكومة كاملة الصلاحيات لانها ستلغيه من الوجود أيضاً.
ماهو الحل؟
لا يبدو أن هذه المشكلة ستحل على الاطلاق وسيتأخر تشكيل الحكومة المؤقتة الى الحد الذي سيدعو الدول الداعمة ربما لإعادة طبخ الإئتلاف مرة أخرى، و تقديمه بطريقة تشبع تلك الدول أكثر مما تسد رمق الشعب السوري، و بطريقة تثبت غياب المسؤولية عند البعض.
المطلوب من الإئتلاف أن يدرس جيداً حاجة الثورة السورية لتشكيل حكومة مؤقتة، و أن يحقق لها أقصى امكانات الحياة، و أن يدعمها و يؤثرها على نفسه حتى و لو كان به خصاصة ( خصاصة حب السلطة) حتى ولو كان في تشكيل الحكومة فناءه. أو أن يتحول الى برلمان سوري توافقي يعتبر مرجعية تشريعية للحكومة المنتظرة.
فإن تبين انتفاء الحاجة الوطنية الصرفة لإتخاذ تلك الخطوة ، فليقم الإئتلاف بالدور الذي يراه مناسبا و فاعلاً في قيادة الثورة، لا أن يتبنى مواقفاً اساسها الحفاظ على وجوده على شاشات الفضائيات بينما يتنقل الشعب السوري بين شاشات الأكفان.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الوطني في الائتلاف الوطني السوري حزب الله في لبنان
- يا ثائر- لا تنه عن خلق و تأتي بمثله
- التوابيت المأهولة
- الحكومات السورية الباراشوتية
- الهيكل التنظيمي لدولةٍ ثوريةٍ مؤقتة
- مستنقع أحلام الثورة السورية
- مناف طلاس فقاعة الشبيح الأكبر
- الدولة العلوية خيارُ ما قبل الانتحار
- عقد مصيرية في مسار الثورة السورية
- الفرق بين المعارض و الثائر السوري
- براقش تقتل أهلها بعد موتها
- هل بات قيام الدولة العلوية وشيكاً؟
- المخاض المرتبك للثورة السورية
- ننتصر و لا نموت
- النظام الأسدي و أحلام الانفصال النائمة
- الشعب السوري على مائدة اللئام
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة
- المحنة السورية على إيقاع رقص الذئاب
- النظام السوري و استراتيجيات تشو مسكي العشر
- رومانسية تسبق سبات المنطق الحيوي


المزيد.....




- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان
- روسيا تشنّ هجمات بمسيّرات على مناطق واسعة من أوكرانيا
- تقرير يكشف تفاصيل تجنيد إسرائيلي لاغتيال كاتس بأوامر إيرانية ...
- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأمين السويد - الأسد و الإئتلاف الوطني يخشيان حكومة كاملة الصلاحيات