أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي دريوسي - الكوسموس التكنونانوي و مخاطر التلوث البيئي ـ 3 ـ















المزيد.....

الكوسموس التكنونانوي و مخاطر التلوث البيئي ـ 3 ـ


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:28
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بعد أن تم التعريف بماهية التكنولوجيا النانوية (1) و تطبيقاتها(2) سنحاول في هذا المقال إنهاء ما بدأناه و ذلك من خلال استعراض بعضاً من مخاطر التلوث النانوي .أكثر من90 % من سكان البلدان المتقدمة لا يعرفون إلا القليل جداً جداً حول التكنولوجيا النانوية و تطبيقاتها و مخاطرها ، فما هو الحال عليه في البلدان النامية ؟
تمتلك التكنولوجيا النانوية الإمكانية لأن تثور بحياتنا إلا أنها في الوقت نفسه قد تمثل التهديد الأعظم لحياة الإنسان و الحيوان و النبات لدرجة أنها تعتبر التهديد الأكثر خطراً من التهديد الذي مارسته أسلحة التدمير الشامل في القرن العشرين . حيث يصنف الخبراء في المجال التكنونانوي بأن التكنولوجيا النانوية تنطوي (باعتبارها الثورة الصناعية الآخيرة في تاريخ الإنسانية) تحت فئة المخاطر (الثورية) للقرن الحادي و العشرين و التي ستجر ورائها مجموعة متلاحقة من الأضرار و المخاوف . لقد طالبت منظمة البيئة الكندية في عام 2003 بالتوقف عن دعم البحث العلمي في المجال النانوي و ذلك لمدة عامين و قد كانت حجتها في ذلك هو أن واضعي القوانين و طنياً و عالمياً لم يعد باستطاعتهم متابعة سرعة تطورات هذه التكنولوجيا الغامضة .
تخبئ هذه التقنية في طياتها الخوف و الخطر و الترقب و هكذا فإن مجرد الكتابة حول توضيح الجوانب السلبية و الإيجابية للتكنولوجيا النانوية هو في حد ذاته إنجاز غير سيء وذلك بهدف إعلام الشرائح الأقل اهتماماً بماهية هذه التقنية ، فكلما كان مستوى الإدراك والوعي أعلى كلما كان تقييم الإيجابيات و الأخطار أكثر عقلانيةً ، و لا سيما بأنه في السنوات العشرة القادمة سيتم طرح عدد كبير من المنتجات النانوية إلى السوق العالمية ، والتي ستكون مواد جديدةً في نوعها و كميتها ومجهولةً في انعكاساتها البيئية و معظمها غير قابل للهدم بيولوجياً. و لذا لا بد من البدء مبكراً بدراسة مدى خطورة هذه المنتجات على البيئة و صحة الإنسان. حتى الآن لا توجد دراسات وإجابات مطروحة حول الأضرار و المخاطر البيئية لهذه الجسيمات النانوية ولذا لا يمكن القول فيما إذا كانت تمثل خطراً بيئياً حقيقياً. يتم التكلم عن المخاطر البيئية للجزيئات النانوية فقط إذا تم إثبات بأن بعض صفات هذه الجزيئات مضرة و خطيرة على النظام البيئي و غير ذلك فإن الجزيء النانوي لا يحمل الضرر .
و السؤال الأساسي هو هل بالإمكان ضبط الصناعات و التطورات النانوية ؟
و ما الذي يمكن حدوثه إذا تم وقوع هذه التقنيات في الأيدي الخاطئة ؟
كيف سيكون تأثير الجزيئات ذات الخصائص النانوية الجديدة على الإنسان و صحته و خاصة عند استخدامها كحقن لمعالجة الخلايا المريضة ؟
هناك العديد من البحوث الممولة مباشرةً من الحكومات كما في أمريكا الشمالية على سبيل المثال و التي تهدف إلى وضع مخططات لمعالجة المياه الآسنة و النفايات السائلة الناتجة عن المصانع و ذلك عن طريق ضخ أو قذف الجزيئات النانوية عبر التربة لتصل بذلك إلى أماكن تواجد النفايات بغية هدمها و تحويلها إلى مواد غير ضارة عبر تفاعلات كيميائية خاصة ، و لهذه الطريقة في معالجة النفايات مزاياها . وعلى التوازي من ذلك هناك دراسات بشأن معالجة مياه الشرب و الهواء الملوث و ذلك بقذف الجزيئات إلى الماء و الهواء من أجل القضاء على البكتريا الضارة المتواجدة فيهما . و من أجل استرجاع هذه الجزيئات المقذوفة يتم دراسة و تطوير أساليب مغناطيسية و طرق تصفية خاصة و في حالات أخرى هناك دراسات حول تصنيع هذه الجزيئات بطرق خاصة لتصبح بعد استخدامها عبارة عن مواد قابلة للتحلل بطرق بيولوجية سليمة و بهذا يمكن النظر إليها و كأنها مثل بقية المواد التي يسمح لها بالتواجد في نظامنا البيئي دون مضاعفات .
إلا أن الجانب الإيجابي للتطبيق التكنونانوي في المجال الإيكولوجي لايعني بالضرورة غياب الإضرار و التثقيل السلبي البيئي ، و في هذا السياق سنستعرض بعضاً من ملامح الخطورة النانوية :
في المجتمع النانوي سيكون الإنسان على تماس مباشر مع الجسيمات النانوية و التي ستدخل الأجساد عن طريق تناولها بشكل مباشر أو ابتلاعها أو تنفسها بطريقة غير مباشرة . و بحسب أسلوب الإنتاج المستخدم يمكن للجزيئات النانوية الوصول إلى التربة و الماء و الهواء ، و بهذا ستشكل في السنوات القادمة نوعاً جديداً من النفايات التي يجب التخلص منها أو إعادة تدويرها .

التأثير البيئي للذرات النانوية على النبات و الحيوان:
إذا ما تم امتصاص الجزيئات النانوية عبر جذور النباتات و الأشجار أو عبر الهواء فإنها ستصل حتماً إلى الإنسان و الحيوان عن طريق الغذاء . و هنا تكمن الخطورة و خاصةً إذا احتوت هذه الجزيئات خلال مراحل تصنيعها على مواد ضارة أو إذا ما نقلت معها المواد الخطرة الناتجة عن عمليات تنظيف محددة قد قامت بها النانويات .

التأثير البيئي للذرات النانوية على المناخ:
إن احتمالية التأثير السلبي للمنتجات النانوية على الدورة المناخية هي حتماً مسألة تدعو للتأمل و التفكير الجدي ، فقد تساهم النانويات في رفع درجة حرارة الغلاف الجوي أو خفضها بشكل ما. و هكذا فإن التأثير النانوي على المناخ ما يزال غير قابل للتقدير نظراً لغياب الدراسات البيئية في هذا المدار ، إلا أنه يمكن التنبؤ الأولي بأن هذه النانويات في العقود الثلاثة القادمة ستكون ذات تأثير أقل بكثير من تأثير الانبعاث الغازي .

التأثير البيئي للذرات النانوية على دورة حياة الماء :
بفعل التأثير الحراري يتبخر الماء و تتشكل الغيوم و بعدها تهطل الأمطار ، ضمن هذه الدورة سيكون باستطاعة الجزيئات النانوية أن تتوزع في وقت قصير جداً ممهدةً بذلك الطريق لنشر و نقل المواد الضارة . إلى أي مدى و بأي كمية يمكن للنانويات أن تؤثر على جودة و سلوك الماء ما زال موضوعاً قائماً للجدل ، مع العلم أن تغيرات صغيرة كافية لإحداث اضطراب في النظام الإيكولوجي .

التأثير البيئي للذرات النانوية على الهواء:
إن تأثير الغبار النانوي على الهواء و جودته و بالتالي على صحة الإنسان عبر استنشاقه للهواء الملوث بالذرات النانوية هو لأخطر بكثير من تأثير الغبار الدقيق و أدخنة المواصلات و المعامل ، و ذلك لأن الغبار النانوي سيبقى متخثراً في الهواء و لمدة أطول دون قابلية سريعة للترسب مما يساهم في دخوله إلى الرئات بصورة أسرع . و في الوقت الذي يمكن تخليص الهواء من الغبار العادي و الدقيق و تقليله إلى الحدود الدنيا المسموح بها وفق المواصفات العالمية ، يصعب حتى اليوم تقدير إمكانيات تخليص الهواء من الغبار و الذرات النانوية و كذلك تقدير حجم الصعوبات المرافقة لذلك بما فيها الحاجة لأجهزة القياس المناسبة والمطورة على أرضية التكنولوجيا النانوية .

التأثير البيئي للذرات النانوية على التربة:
هناك مخاوف كبيرة بشأن مدى قدرة الذرات النانوية الدقيقة على حمل المواد الضارة و توزيعها في التربة و من ثم انتقالها إلى الكائنات الأخرى و تشكيل ارتباطات وتفاعلات سامة ، حيث أن غرام واحد من الغبار النانوي كاف لتلويث مساحة لا تقل عن 1000 متر مربع . و إذا ما كانت القدرة الحركية للجزيئات النانوية كبيرة فإن هناك احتمالية عالية لانتقال المواد الضارة وبكميات كبيرة و سرعات عالية إلى طبقات مختلفة من التربة و خاصةً إذا كانت التربة رطبة و سرعة جريان الماء فيها كبيرة نسبياً .

الخلاصة :
نتيجةً للمخاوف والمخاطر الغامضة و التي لا يمكن تقديرها بالشكل المناسب نظراً لغياب الدراسات العلمية بهذا الشأن ، فإنه لم يتم حتى الآن وضع مخططات للمعالجة البيئية للأضرار التي ستنجم عن هذه التقنيات الغامضة في مدى تطورها ، و السؤال الذي سيؤرق مضاجعنا في المستقبل القريب إذا ما تم إثبات حدوث المخاطر النانوية و التأثيرات السلبية للتكنولوجيا النانوية على الهواء و الماء و التربة و النبات و الحيوان والإنسان هو :
ما هي المشاكل النفسية و الاجتماعية والصحية التي ستعاني منها البشرية ؟
كيف سيمكن إعادة التصنيع و التدوير للمواد النانوية ؟
و كيف سيستطيع الإنسان وبأية وسائل إزالة الذرات النانوية العالقة في طعامنا و شرابنا و هوائنا و تربتنا ؟ و أسئلة أخرى كثيرة ما زالت عالقة تنتظر اللحظة ، لحظة البدء بتقديم اقتراحات و سياسات للتحليل و إيجاد الحلول .
إن تخليص الهواء و الماء و التربة من الجزيئات النانوية يتطلب تكاتف جهود علمية و خبرات في المجال الاجتماعي والصحي و النفسي و كذلك تقديم دراسات دورية و منظمة حول التطور التكنونانوي و آفاقه . و أول المؤسسات التي ينبغي عليها بدءأ من اللحظة المشاركة بتقديم الدراسات هي مراكز البحث العلمي و شركات التأمين الصحي و وزارات الصحة و مشافيها ومخابرها .
و في هذا السياق ولحسن الحظ بدأت تظهر منذ سنوات قليلة محاولات لتأسيس معاهد جديدة بمحاور بحث علمية رئيسية مثل علوم هندسة دراسة الأخطار في مجال المواد النانوية و علم التحليل النانوي و الذي يهتم بدراسة هياكل و شبكات ذات مقاييس ذرية و قياس الخواص الميكانيكية و التركيب الكيميائي للجزيئات النانوية . كما بدأت تظهر بعض الكتابات في ميدان أدب الخيال العلمي و التي تحاول تصوير عظمة هذه الثورة الصناعية الجديدة و مدى بشاعة ما قد ينتج عنها من مخاطر و رعب اجتماعي بيئي .
و آخيراُ يجب أن نلفت الانتباه إلى إنه في حال حدوث التلوث النانوي سوف لن يكون ممكناً استعمال الأقنعة الواقية كما هو الحال في بعض التلوثات السامة و ذلك لأن الحجوم النانوية الدقيقة سوف تجد طريقها إلى أجسادنا عبر القناع الواقي مما يستدعي ابتكار وسائل و طرق جديدة للوقاية من التلوث النانوي ، و في الوقت نفسه يجب التذكير بأنه في حالة تطوير القناع الواقي لدرجة يصعب فيها على النانويات التسرب عبرها ، فإن المشكلة التي ستواجه مستخدم القناع الواقي المطور هي الموت خنقاً لعدم استطاعته حينها على أداء الشهيق و الزفير . و لحسن الحظ أيضاً بدأت إحدى الشركات العالمية في بحوثها من أجل تصميم و إنتاج أقنعة حماية التنفس بالاعتماد على استخدام المواد و التكنولوجيا النانوية و ذلك بهدف بناء وحدة تصفية نانوية ، و التي يعترض إنتاجها حتى اليوم صعوبات غاية في التعقيد .
انتهى .
و الله ولي التوفيق

ملاحظة :
إن كتابة هذه السطور البسيطة لا تعني ولا في حال من الأحوال ادعائي بالمعرفة التكنونانوية .

(1) تم نشر المقال الأول بعنوان الكوسموس التكنونانوي ـ1ـ
الحوار المتمدن - العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7
(2) تم نشر المقال الثاني بعنوانتطبيقات التكنولوجيا النانوية ـ 2 ـ
الحوار المتمدن - العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطبيقات التكنولوجيا النانوية ـ 2 ـ
- الكوسموس التكنونانوي ـ 1 ـ
- ـ 2 ـ الجامعات و الإيكوتكنوايديولوجيا
- -1- الجامعات و الإيكوتكنوايديولوجيا
- الأهمية البيئية للطاقة الهوائية
- عالمية التأهيل الهندسي في عصر العولمة ـ الجامعة الألمانية نم ...
- حول التعليم العالي في ألمانيا
- السياسة البيئية ومهامها الأساسية
- الفوائد البيئية و الإقتصادية الناجمة عن معالجة المخلفات العض ...
- الفوائد البيئية و الإقتصادية الناجمة عن معالجة المخلفات العض ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي دريوسي - الكوسموس التكنونانوي و مخاطر التلوث البيئي ـ 3 ـ