قصص قصيرة جدا / / اي فون

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 15:17
المحور: الادب والفن
    

1/



اي فون

على الحاجز الواقع في مدخل المخيم وقف الجندي فاغرا فمه ناظرا باستغراب صوب الشاب القادم من أعماق الحارة...ثم أطلق صرخة مكتومة:فلسطيني وحامل آي فون !



2/


زغب

حينما لم تجد فدوى من تلعب معه ، بعد أن قنصت صديقتها فاطمة على مدخل الحارة ، مدت أصابع يدها الصغيرة وامسكت بالزغب الأبيض الساقط من السماء...ورجته أن يلعب معها قليلا...



3/


معرفة طفولية


لم تشاهد زينة أي صاروخ في حياتها لكنها شاهدت ما خلفه من دمار كامل للحارة الملاصقة لهم . ليلى لا تعرف شكل القذيفة لكنها تصرخ بكل قوتها حينما تسمع زمجرتها قبيل انفجارها المدمر...غسان لم يشاهد اي رصاصة في حياته لكنه رأي ما فعلته في رأس عمه حين انفجرت رصاصة القناص مهشمة اياه...
كلهم لم يسمعوا عن هذه الأشياء حينما كانوا يلعبون في الحارة....الآن باتوا يرتجفون من ذكرها بعدما منعوا من الخروج الى الحارة.



4/


حائط

كل صباح تودعه الأم بالدعوات وقبل أن يقفل الباب ويقبل يديها تكرر:لا تنسى أن تمشي بجانب الحائط وتدعو الله بالسترة.أربعون عاما كاملة كان يمشي ملاصقا للحائط وهي تدعو له . ليلة الأمس اعتقل بتهمة معاداة النظام ...ضرب أمامها حتى تفجر الدم من جسده...ثم رمي بجانب الحائط وبلمح البصر أطلقت عليه عشرات الأعيرة النارية التي اخترقت كل من جسده والحائط الممدد أمامه.

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل