أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - ياسين بقوش : الرحيل الموجع..!














المزيد.....

ياسين بقوش : الرحيل الموجع..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 11:17
المحور: الادب والفن
    



كم احزنني مقتل الممثل الكوميدي السوري ياسين بقوش ، الذي طالما اضحك الناس والمشاهدين بادواره المسرحية الهزلية الساخرة ، فكان يزرع الحب، ويشيع الفرح في القلوب المتألمة الجريحة ،وينشر البسمات على الوجوه الحزينة الكئيبة ، وظل طوال حياته بسيطاً طيباً الى حد السذاجة .
وباغتيالهم لياسين بقوش، اغتالوا البراءة والبساطة والحزن والطيبة الكامنة فيه ، واغتالوا صانع الفرح ، ورمز الانسان البسيط المستضعف المسكين المحروم المستلب والمضطهد في المجتمع ، وسرقوا حلمه .
انتمى ياسين بقوش للبيئة الشعبية الريفية الرعوية ، وكان قريباً من وجدان الناس البسطاء المهمشين والمسحوقين والمظلومين ، الذين انحاز لهم وانتصر لمستقبلهم ، واشتهر بنمط تمثيلي هزلي ضاحك متقمصاً شخصية نادل المقهى ، الذي يجسد صورة المواطن البسيط الضعيف الساذج والمهمش .
ياسين بقوش من جيل المؤسسين للكوميديا السورية والعربية ، عرف بشخصيته الكوميدية المحبوبة واشتهر باعماله المسرحية مع الفنانين دريد لحام (غوار) ونهاد قلعي (حسني البورزان) ورفيق السبيعي (ابو صياح) وناجي جبر (ابو عنتر) وغيرهم . وشارك في عشرات المسرحيات والافلام والاعمال التلفزيونية والاذاعية والسينمائية الكوميدية الساخرة منها : صح النوم ، ملح وسكر، مقالب غوار، حمام الهنا، وادي المسك، وين الغلط وسواها من المسلسلات التلفزيونية الخالدة ، التي شاهدناها في ذلك الزمن الجميل ، زمن الفن الراقي ، بعيداً عن الاسفاف والابتذال والافتعال والشخلعة ، ولا تزال قادرة على اضحاكنا من الاعماق اليوم ايضاً، رغم حلكة الايام وتغير الحياة وقساوة الاوضاع المعيشية والسياسية .
ياسين بقوش هو رمز ومثال الانسان النبيل والوجه البشوش ، صور في كل ادواره بفكاهة وسخرية مريرة واقع واوضاع الحياة الشعبية السورية والعربية واحوال الشعب الكادح المسحوق ، الذي يئن تحت سياط القهر والظلم والبؤس والاضطهاد الطبقي، في سوريا خاصة والوطن العربي على وجه العموم.
ان ما يحز في النفس ويثير الاسى والشجن والحسرة والغضب في آن هو غياب فناني سوريا الكبار وتخلفهم عن المشاركة في جنازة هذا الفنان الكوميدي العظيم ، الذي ادى دوراً مهماً في الحياة المسرحية والفنية السورية والعربية، وساهم في تأسيس وتطوير الدراما السورية والارتقاء بالفن الشعبي الحقيقي ، الفن الواقعي المنحاز دائماً وابداً لجموع الفقراء والمعذبين والمسحوقين والمستضعفين الحالمين بالغد الاجمل والمستقبل الرغيد الزاهر ، مستقبل الفرح والحياة والسعادة والكرامة والحرية ، فلم يودعوه ، ولم يؤبنوه .
ياسين بقوش يستحق منا الوفاء والحب والتقدير لفنه المسرحي ودوره وشخصيته وانسانيته وطيبته ونبله وصدقه وتواضعه ولطفه وهدوئه وسذاجته ، ولم نتوقع يوماً بان تكون نهايته تراجيدية ومأساوية ، واغتياله بقذيفة استهدفت سيارته ، وهو الذي كان يضحكنا وينسينا همومنا وعذاباتنا والامنا، وفي الوقت نفسه كان يبكينا. وسيبقى في العقل والوجدان الشعبي ، ويخلد في ذاكرة الفن والاجيال .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العنف مرة اخرى..!
- التنوير في مواجهة الظللامية الدينية..!
- الشاعر الشعبي الفلسطيني ابو بسام الجلماوي في حضرة الموت
- المطلوب لجنة تحقيق دولية في ملابسات استشهاد الاسير الفلسطيني ...
- قلبي على العراق..!
- اعتداء ظلامي آخر على تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
- اين نحن من مكارم الاخلاق..؟!
- بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013
- ارفعوا ايديكم عن الكاتب والناشط السياسي الاردني انيس الخصاون ...
- فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين ..!
- تحية للكاتب الفلسطيني محمد علي طه الحائز على وسام الاستحقاق
- الدور القطري التآمري المشبوه في المنطقة العربية ..!
- الحرية للاسير الفلسطيني سامر العيساوي
- من اغتال المعارض التونسي شكري بلعيد..؟!
- راشد حسين يصرخ في قبره: كفى لهذا الحب..!
- فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين
- المفكر الاسلامي جمال البنا .. ما احوجنا الى امثاله في هذا ال ...
- مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!
- من عباب الذاكرة : عندما احترق راشد حسين ..!
- نمر مرقس ..هل تدري كم نحبك؟!


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - ياسين بقوش : الرحيل الموجع..!