أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - الثورة المضادة البرجوازية الصغرى على ثورة 1917















المزيد.....



الثورة المضادة البرجوازية الصغرى على ثورة 1917


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المد البروليتاري الاشتراكي انطلاقا من سنة 1917


شكلت الثورة البولشفية سنة 1917 أول ثورة بقيادة البروليتارية طليعة الطبقة العاملة انتصرت على الطبقة البرجوازية المهيمنة في روسيا والتي بلغت مرحلتها الامبريالية عالميا منذ أواخر القرن التاسع عشر وأصبحت تهيمن سياسيا على العالم بدون شريك. يقول لينين في مقاله حول المهام الآنية لسلطة السوفيات: "لأول مرة في تاريخ العالم، استطاع حزب اشتراكي أن ينهي الخطوط العريضة في غزو السلطة وسحق المستغلين، والوصول الى المهام الادارية"

ومن بين الأهداف المباشرة لهذه الثورة البروليتارية اقامة دولة ديكتاتورية البروليتارية والتي من مهامها اقرار مرحلة اشتراكية انتقالية تعمل على تعميم الانتاج الاشتراكي في كافة المجالات والعمل بالموازاة مع ذلك على ترسيخ الفكر البروليتاري القائم على الماركسية اللينينية وبالتالي الغاء الطبقات وتكريس الملكية الجماعية لوسائل الانتاج تمهيد العبور نحو المجتمع الشيوعي حيث تندثر الدولة. يؤكد لينين في المهام الآنية لسلطة السوفييتات:

" المهمة الأولى الملقاة على عاتق الحزب البلشفي، هي اقناع أغلبية الشعب بصحة برنامجه وتكتيكه... المهمة الثانية لحزبنا تتمثل في غزو السلطة السياسية وسحق مقاومة المستغلين... تتمثل المهمة الثالثة في تنظيم ادارة روسيا" 1.

يقول لينين بخصوص الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتارية:

"ان خط اممية (برن) .. او الاممية الصفراء هو ان زعماءها لا يعترفون الا قولا بالصراع الطبقي وبدور البروليتارية القيادي: انهم يخشون التفكير الى النهاية يخافون بالضبط هذا الاستنتاج المحتوم الذي يرعب البرجوازية اشد الرعب والذي لا يمكنها ابدا القبول به. انهم يخافون من الاعتراف بان ديكتاتورية البروليتارية هي ايضا مرحلة من مراحل الصراع الطبقي المحتوم طالما لم تمح الطبقات. والذي تتغير أشكاله وتشتد ضراوته وحدته ويغدوا جد اصيل في الازمنة الاولى التي تلي اسقاط الرأسمال . ان البروليتارية لا تكف عن الصراع الطبقي بعد الاستيلاء على السلطة السياسية انما تواصل صراعها حتى محو الطبقات ولكن طبعا في احوال اخرى وبشكل اخر وبوسائل اخرى ..."2

لكن تحقيق أهداف الثورة في ظل الصراع الطبقي ليس بالأمر الهين، والسير نحوها مليء بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. فالصراع الطبقي الذي قادته البروليتارية بقيادة الحزب البولشفي الى غاية اسقاط النظام الرأسمالي القائم والطبقة البرجوازية المهيمنة، لم ينتهي بعد نجاح الثورة بل استمر بشكل أعنف على الواجهتين الداخلية والخارجية.

استعانت الثورة البرجوازية المضادة داخليا بدعم من الامبريالية ومن الفصائل السياسية المعارضة للحزب البلشفي كالمناشفة والتروتسكيين وبالقوى البرجوازية الرجعية القديمة وبالبيروقراطيتين من البرجوازية الصغرى القديمة والجديدة والتي حمل بعضها بطاقة الحزب البلشفي وظل يخفي تطلعاته التسلقية ويتحين الفرص للانقضاض على دولة ديكتاتورية البروليتارية واحباط مختلف الأهداف الاشتراكية وبالتالي العمل على ارجاع النظام الرأسمالي الى روسيا.

ورغم نجاح الاتحاد السوفياتي خلال فترة لينين وستالين في تثبيت دعائم دولة ديكتاتورية البروليتارية ومواجهة الثورة البرجوازية المضادة من خلال الانتصار في الحرب الأهلية والتي قادها لسنوات الجنرال دينيكين ضد البلاشفة وبآخر التجهيزات العسكرية التي تزودها به كل من فرنسا وبريطانيا ثم بعد ذاك اكتشاف المؤامرات التخريبية للصناعة السوفياتية الناشئة وتصفيتها كواقعة رايون شاخطي الصناعية في حوض دونباص، ثم بعد ذلك مواجهة العمليات الارهابية واكتشاف المؤامرات الانقلابية ومخطط غيوتين3 Le programme Rioutine واكتشاف اختراق وتواطؤ المتآمرين مع النظام النازي فكان ذلك هو موضوع محاكمات 1936 - 1938، وهي المؤامرات التي سبقت الهجوم النازي على الاتحاد السوفياتي في اطار الحرب العالمية الثانية، والتي استطاع فيها الشعب السوفياتي ان يان يتوحد وراء ستالين ويحرز فيها انتصارا ساحقا على الألمان سنة 1945، ويشكل بالتالي معسكرا اشتراكيا مع دول شرق أوروبا التي تخلصت من الهيمنة النازية بفضل الاتحاد السوفياتي.

كما شكل انتصار الثور البروليتارية في الاتحاد السوفياتي وانتصار هذا الاخير في الحرب، القاعدة المادية والمعنوية للعديد من حركات التحرر الشعبية عبر العالم لكي تنتفض ضد مستعمريها الرأسماليين، الذين أصابهم الوهن بعد الحرب الثانية وتتمكن بالتالي من فرض استقلالها السياسي، كما شكلت خلفية ودعامة قوية لانتصار الثورة الصينية بقيادة ماو تسيتونغ سنة 1949.

هذا المد الثوري البروليتاري العالمي والذي شكلت الثورة البلشفية البروليتارية نواته المركزية ستواجهه مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية محاصرة امبريالية من كافة الجهات في اطار ستار حديدي لتطويق الشيوعيين ثم انطلقت معه الحرب الباردة بهجومات دعائية لتشويه ديكتاتورية البروليتارية من خلال تشويه قادتها وتحريف اسسها الايديولوجية الماركسية اللينينية، على المستوى الداخلي ستتواصل مؤامرات البرجوازية الصغرى، خصوصا بعد وفاة ستالين(عقب تسميمه من طرف أحد المتآمرين)، من أجل تشويه الصورة المثالية لستالين وبالتالي صورة ديكتاتورية البروليتارية، ثم العمل على تحريف الأسس الفكرية البروليتارية الماركسية اللينينية. فشخصنة الصراع القائم بين الطبقتين البروليتارية والبرجوازية والعمل على تدمير الأسس الفكرية الماركسية اللينينية ، هما المهمتان اللتان ستضطلع بهما التحريفية البرجوازية الصغرى بقيادة كل من نكيتا خروتشوف وبرجنيف وكوسيكين وسوسلوف وشركائهم.

تلفيقات خروتشوف وتركيز الصراع الطبقي حول شخصية ستالين

1 – التقرير السري لخروتشوف أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي

سجل المؤتمر العشرين المنعقد في فبراير 1956، نقطة انطلاق لخلق تحويل جوهري داخلي في البنية التي كانت تشكل الى ذلك الحين صيرورة متصاعدة في نشر الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي. شروط هذا التحويل احدثته العملية الانقلابية التي قام بها خروتشوف والذي كان يبدو الى ذلك الحين أحد الجنرالات السوفيات الأوفياء للاشتراكية ولديكتاتورية البروليتارية والذين حققوا نجاحات شخصية، فقد فرض نفسه في السلطة بعد وفاة ستالين وفتح الطريق لعودة الرأسمالية وقاد العملية التي سهلت على البيروقراطية فرض سلطتها بدلا من سلطة البروليتارية. وقد أصر خروتشوف في تقريره الرسمي السري المقدم خلال المؤتمر العشرين، على انتقاد ستالين.

أول ملاحظة هي أن خروتشوف لم يكن ليجرؤ على الجهر بمضمون تقريره السري الذي يتضمن تلك الاتهامات اتجاه ستالين خوفا من ردة فعل عنيفة للشعب السوفيتي. لذلك تم تنظيم دورة سرية قام خلالها خروتشوف بالكذب وتشويه التاريخ النضالي المثالي لستالين ضد أعداء الطبقة العاملة وأعداء الاشتراكية، وضد المناورات المفضوحة للبيروقراطية لتدمير الدولة الاشتراكية الناشئة. وقد تم تشويه هذا النضال الى مجرد سلسلة من الاضطهادات والممارسات التعسفية واستغلال السلطة والقمع الوحشي والتصفيات الجسدية "للأبرياء"، مما استهدف تحويل ستالين الى مجرد مجرم أحمق متعطش للدماء.

وحتى بعد انتهاء المؤتمر العشرين، لم يجرؤ خروتشوف على تقديم هذا التقرير السري لا الى الشعب السوفياتي ولا الى أعضاء الأحزاب الشيوعية العالمية، فهل كان ذلك يشكل بالنسبة له نوع من وخز الضمير؟. وقد كانت المخابرات السرية الأمريكية وراء تسريب مضمون الخطاب الى احدى المجلات حول مشاكل الشرق في ألمانيا الغربية، بعد قليل من انتهاء المؤتمر العشرين ولم يطلع الكثيرون داخل الاتحاد السوفياتي وخارجه على مضمون التقرير الا بعد انقلاب بيروقراطية الكرملين على خروتشوف سنة 1964. فمن قدم التقرير السري لخروتشوف الى المخابرات السرية الأمريكية؟ لا شك أنهم التحريفيون أنفسهم الذين لهم مصلحة في هذا النشر.

حملة التشويه المنظمة ضد ستالين تم ارسائها على أساس "النضال ضد عبادة الشخصية". ومعلوم أن البرجوازية الصغرى المفعمة بالغرور والكبرياء والتي لم يكن لها من طموح سوى تحقيق تطلعاتها الشخصية حتى على حساب المبادئ الاشتراكية، ستتعقد نفسيتها من فرط قوة شخصية ستالين الملتزمة بالمبادئ مما سيدفعها الى البحث عن كيفية تدمير هذا الحاجز بكافة الوسائل. ومعروف أن خروتشوف لم تكن لديه شخصية قوية وتنقصه المعرفة النظرية بينما كان أصدقائه التحريفيون يصفونه بالفتوة وبالمغامر. الغريب هو أن خروتشوف الذي ركز حملته ضد عبادة الشخصية لدى ستالين، لم يحافظ على مكانته في السلطة بدون اللجوء الى ممارسات عبادة الشخصية. وستعمل البيروقراطية المحيطة به على ازاحته عن السلطة ثمان سنوات بعد ذلك بنفس المنطق وبنفس الحجج.

في سنة 1964، ألصقت البيروقراطية التحريفية وهم كل من برجنيف وكوسيكين وسوسلوف وشركائهم بخروتشوف مسؤولية كافة احباطات الاتحاد السوفياتي خلال عشر سنوات السابقة لكن ليس من أجل انهاء سياسته التحريفية، وانما على العكس من ذلك أجل دعمها ومتابعتها، بعدما أنجز خروتشوف مهام الثورة البرجوازية الصغرى المضادة بإتقان. لكن شركائه التحريفيون لا يريدون أبدا تحمل مسؤولية دجله ففضلوا ابعاده والانطلاق نحو اهدافهم الرأسمالية دون وخز ضمير. لكن هذا لا ينفي مسؤوليتهم في الخيانة التحريفية الى جانب خروتشوف.

2 – كذب وتناقضات خروتشوف ونفاقه يفضح وصوليته وأطماع البرجوازية الصغرى

يقول خروتشوف في تقريره السري:

"تلك هي عواقب استغلال السلطة من طرف ستالين الذي بدأ في اللجوء الى استعمال رعب الجماهير ضد كوادر الحزب (...) وفي تلك الحقبة، كان القمع الجماهيري يتم تحت شعار النضال ضد التروتسكيون. فهل كان التروتسكيون يشكلون فعلا مثل هذا الخطر على حزبنا ودولتنا السوفييتية؟ (...) العديد من التروتسكيين القدماء كانوا قد تخلوا عن أفكارهم السابقة وبدأوا يعملون، في مختلف القطاعات، في بناء الاشتراكية"4 .

هذا التعبير الساذج لخروتشوف لم يكن سوى نفاقا فقد كان يعلم جيدا أن التروتسكيين، بعدما التحقوا بالحزب البولشفي، كانوا قد شكلوا فصيلا سياسيا، يناضل مع باقي الفصائل مثل زينوفييف وكامنيف وبوخارين وآخرون، ضد الخط الذي كان يدافع عنه لينين في الحزب. وبعد انهزامهم الإيديولوجي تحولت التروتسكية إلى خلية ارهابية تقود ثورة برجوازية مضادة. مع تمويه أهدافها الحقيقية بخط سياسي مناهض للماركسية اللينينية. وخلال عملية التطهير لسنات 1936/1938، تم كشف المؤامرات التروتسكية. وكان خروتشوف يعرف جيدا كل ذلك. ومع ذلك يؤكد خروتشوف في تقريره السري على ما يلي:

"تقرير ستالين في الجلسة العامة للجنة المركزية سنة 1937: "هناك فجوات في العمل وفي مناهج الحزب بخصوص تصفية التروتسكيين وباقي المنافقين"5 ، يتضمن محاولة للتبرير النظري لسياسة قيادة الرعب الجماهيري، تحت ذريعة أنه كلما تقدمنا نحو الاشتراكية كلما كان علينا أن نكتف الصراع الطبقي (...) هذا الرعب كان يدار في الواقع ليس ضد بقايا الطبقات المستغلة المنهزمة، وانما ضد عمال صادقين في الحزب؛ حيث يتم تلفيق اتهامات كاذبة، افترائية وسخيفة بالنفاق"، وبالجاسوسية، وبالتخريب وبتحضير المؤامرات الخيالية الخ". "... ستالين كان قد توقف، في مستوى متقدم، عن منح الاعتبار لأعضاء اللجنة المركزية للحزب وحتى لأعضاء المكتب السياسي. فستالين كان يعتقد بأنه، كان قادرا على أن يتخذ القرارات بمفرده في كل شيء، وأنه لا يحتاج الى الآخرين الا كشخوص؛ وكان يتعامل مع الآخرين على أساس أنه لا يمكنهم سوى الخضوع له والثناء عليه" 6.

تحدث خروتشوف في تقريره أيضا عن "المستفزين الذين، بتعاون مع الوصوليين بدون ضمير" أخفوا هذه التطهيرات تحت قناع مصلحة الحزب. وقد كان خروتشوف بالفعل من بين هؤلاء الوصوليين. فهل كان بتقديم تقريره السري يسعى الى التكفير وطلب المسامحة عن ممارساته السابقة؟

في سنة 1937، قدم خروتشوف بصفته السكرتير الأول للجنة الحزب المحلية في موسكو، مقررا تناولته البرافدا الصادرة في 31-5-1937 في افتتاحيتها كما يلي:

" أكدت ندوة الحزب في موسكو للجنة المركزية للحزب ولقائدنا ومعلمنا وصديقنا، الرفيق ستالين، انه لا رحمة والجواسيس، والتحريفيين والارهابيين الذين يستهدفون حياة عمال الاتحاد السوفياتي، فلنعمل على استئصال الجواسيس والتحريفيين ونوقف حياة اعداء الاتحاد السوفياتي؛ فأعداء الاتحاد السوفياتي سيحاسبون على كل قطرة دم يهدرونها من العمال بحمام دم" 7.

إن خروتشوف هو من كتب هذه الكلمات وليس ستالين. ربما يتعلق الأمر هنا ب "عبادة شخصية ستالين"؟ لكن لنواصل متابعة الاسلوب البريء لخروتشوف. فبعد سنة من ذلك، أرسل الى أكرانيا، فماذا كانت مهمته؟ لنلقي نظرة على صحيفة "بولشفية أكرانيا" العدد رقم 7-1938:

"إن الابادة بدون شفقة لكافة أعداء الشعب، من التروتسكيين والبوخارينيين والبرجوازية الوطنية ولكافة الجواسيس الأوباش، لم تنطلق الا بعد أن أرسلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، البلشفي الستاليني اللامع نكيتا سيركايفيتش خروتشوف، من اجل الامساك بإدارة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاكراني" 8

وفي خطابه خلال الندوة الرابعة عشرة للحزب الاكراني، في 5 يونيو 1938، دعى خروتشوف الى أخد الاحتياط:

"لقد تخلصنا من عدد مهم من الأعداء، لكننا كأطر في الحزب الاكراني، وعلى الخصوص في اقليم كييف، فلا يجب علينا أن نسقط في الارتياح الذاتي. فلا يجب علينا أن نرتاح، لأن العدو لن يفعل ذلك أيضا. كما أنه لن يضع بأي حال من الأحوال نهاية لأنشطته التخريبية ضد دولتنا. أيها الرفاق، لم نعمل حتى الآن الا على تصفية حفنة صغيرة من الأعداء وليس كافتهم. فعلينا أن نبقى حذرين. فلا ننخدع بالتصفيقات والتشجيعات أو المقررات التي تحظى بالإجماع. علينا أن نستحضر دائما في أذهاننا رأي الرفيق ستالين الذي أشار الى أن التحريفيين والجواسيس سيتواصل ارسالهم الى بلادنا طالما ظل الحصار الرأسمالي مستمرا لبلادنا. فعلينا إذن أن نستحضر دائما هذا الرأي للرفيق ستالين ...

فقضيتنا مقدسة. ومن يتوقف في الطريق، وترتعد يداه وتصطك ركبتاه بدلا من العمل على تصفية عشرة من الأعداء، سيجعل ثورتنا في خطر. علينا مواجهة أعدائنا بدون رحمة. علينا أن نلغي من هذا العالم من يستهدف مهاجمة العمال والفلاحين. سنهرق دلوا من الدم الأسود لأعدائنا مقابل كل قطرة دم لكل عامل صادق" 9.

فأية جرأة تتوفر في شخص مثل خروتشوف لكي يفتري على ستالين بدون أن يتهم نفسه أيضا. ذلك لأن التحريفيين كانوا في حاجة الى انتقاد "عبادة شخصية ستالين" من أجل تحقيق مخططاتهم الخاصة. هذا النقد كان ضروريا بالنسبة لهم للتغطية على مخططاتهم الجهنمية من أجل الاستيلاء على السلطة. وكان من الضروري العمل على استبعاد أنصار ستالين والمدافعين عن ديكتاتورية البروليتارية. كما أن ذلك كان ضروريا لإرجاع الرأسمالية. ذلك هو جوهر "النضال ضد عبادة شخصية ستالين".

لم يكتف التحريفيون بالافتراء على الصراع الذي خاضه ستالين ضد أعداء الطبقة العاملة. بل في ظل انتهازيتهم، قاموا بإعادة تأهيل كافة المعتقلين السياسيين، دون أي تحقيق قضائي لماضيهم وتم منحهم الحق في التصويت. وعن طريق المضاربة على الحقد الذي يملأ قلوب هؤلاء الأشخاص، فقد كانوا يأملون في أن يجدوا لديهم مناصرين لسياساتهم التحريفية. ولم يترددوا في المطالبة بالعفو العام الذي سيستفيد منه جميع أعداء الطبقة العاملة.

لقد قدم خروتشوف من خلال تقريره السري، سلاحا مفبركا الى الامبرياليين والى كافة الرجعيين في صراعهم المناهض للشيوعية، والعمل على الإضرار بالحركة الشيوعية العالمية. فمن غير المستغرب أن يستفيد التروتسكيون بصفة أساسية من تلك التلفيقات. فقد ادعت "الاممية الرابعة" التروتسكية في ندائها "الى كل العمال وشعوب العالم" أن:

"الشخصيات الحاكمة في الكرملين اعترفت بنفسها بجرائم ستالين، كما اعترفت ضمنيا بعدالة الصراع الذي تخوضه الحركة التروتسكية العالمية ضد انهيار الدولة العمالية"
خروتشوف دعم بقوة الدعاية الامبريالية، نظرا لأن ادانته الملفقة لستالين "تؤكد" الحملة التي قادتها طيلة عقود ضد الدولة السوفياتية وضد ستالين. النتيجة هي أن التحريفيون والتروتسكيون والامبرياليون وضعوا يدا في اليد، من أجل انجاح العمل التخريبي لدولة ديكتاتورية البروليتارية في الاتحاد السوفياتي.

وتجدر الاشارة هنا الى التقييم الموضوعي الذي أجراه الحزب الشيوعي الصيني لأخطاء وأفضال ستالين والمنشورة في التعليق الثاني حول "الرسالة المفتوحة" للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي:

"الحزب الشيوعي الصيني كان دائما يرى أنه يجب اعتماد تحليل كامل وموضوعي وعلمي حول أفضال وأخطاء ستالين، عن الطريق اللجوء الى المنهج المادي التاريخي وعن طريق تقديم التاريخ كما هو، وليس عن طريق رفض ستالين بشكل كامل، بشكل ذاتي وفض، عن طريق اللجوء الى المنهج المثالي التاريخي، وعن طريق تشويه وتحريف التاريخ حسب المزاج.

الحزب الشيوعي الصيني اعتبر دائما أن ستالين قد ارتكب عددا من الأخطاء والتي كان لها مصدر أو إيديولوجية أو أسباب اجتماعية وتاريخية. نقد أخطاء ستالين التي ارتكبها بالفعل وليس التي تم إلصاقها به بدون أي أساس منطقي، يصبح ضروريا عندما تنطلق من موقف وبمناهج صحيحة. لكننا كنا دائما ضد نقد ستالين عندما تتم بشكل غير صحيح، أي انطلاقا من موقف وبمناهج مغلوطة ...

التقدير الذي اكتسبه ستالين خلال حياته وأيضا الأخطاء التي ارتكبها أصبحت واقعا موضوعيا تاريخيا. وإذا قارنا مع ذلك أفضاله وأخطائه، فإن أفضاله ستتغلب على أخطائه" 10.


المراجعة التحريفية الايديولوجية والسياسية للماركسية اللينينية

انقلاب خروتشوف سنة 1956 لم يكن ضد شخص ستالين وكفى بل كان انقلابا برجوازيا صغيرا على الطبقة البروليتارية التي انجزت ثورة أكتوبر 1917. وأيضا انقلابا على الخط البروليتاري الماركسي اللينيني. وعليه حلت ديكتاتورية البرجوازية الصغرى مكان ديكتاتورية البروليتارية، كما تم تحريف مفهوم التعايش السلمي اللينيني، وأخيرا تم التنظير للمفهوم التحريفي حول امكانية الانتقال السلمي نحو الاشتراكية. وفيما يلي تفاصيل ذلك.

1 – احلال دكتاتورية البرجوازية الصغرى محل ديكتاتورية البروليتارية

شكل استهداف خروتشوف تشويه صورة ستالين عن طرق فبركة مفهوم "النضال ضد عبادة الشخصية"، أول خطوة انقلابية على الفكر الاشتراكي الماركسي اللينيني وعلى دولة ديكتاتورية البروليتارية الفتية في الاتحاد السوفياتي. الخطوة الانقلابية الثانية ستتمثل في المراجعة الايديولوجية والسياسية للماركسية اللينينية الأساس الفكري للخط البروليتاري.
فهل كان يمكن للبيروقراطية الجديدة أن تفرض هيمنتها وتعمل على ارجاع الرأسمالية من دون احداث مراجعة ايديولوجيو وسياسية للماركسية اللينينية؟ بطبيعة الحال لا يمكن ذلك. فاحداث هذه المراجعة كان ضروريا لقلب الأسس النظرية للثورة البروليتارية. كما كان لابد من الغاء النواة الصلبة للماركسية وهي ديكتاتورية البروليتارية، من أجل تمرير المخططات التحريفية الجديدة في الاتحاد السوفياتي. وهذه أيضا تتطلب مراجعة هيكلية للفكر الماركسي اللينيني.

ولكي تعمل البيروقراطية السوفياتية الجديدة على ممارسة سياسة خارجية تحريفية بدون مشاكل، كان عليها استقطاب بكافة الوسائل لتأييد ودعم جزء من الأحزاب الشيوعية خارج الاتحاد السوفياتي. فهل كان بامكان الاتحاد السوفياتي تحقيق ذلك إذا ما استمرت هذه الأحزاب ثورية وترتكز على الأسس الايديولوجية والسياسية للماركسية اللينينية؟ بالقطع لا يمكن ذلك من دون احداث هذه المراجعة ونشرها عالميا.

وقد قررت البيروقراطية الجديدة تمرير بعض المراجعات الايديولوجية والسياسية من خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي. ومعلوم أن التحريفية تعتبر لدى الثوريين منذ برنشتاين وكاوتسكي واتباعهما من خلال الاممية الثانية والاممية الاشتراكية والأممية الرابعة وغيرها، تشكيلة متنوعة من صميم الايديولوجية البرجوازية. وتوجد جدور التحريفية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية بشكل خصب لدى البرجوازية الصغرى.

وقد عملت بقايا الانتلجانسيا البرجوازية القديمة والطبقة الرأسمالية واستمرار تقاليدها وعاداتها التي تؤرخ للمجتمع الرأسمالي الاقطاعي القديم في روسيا وظهور شريحة جديدة من المثقفين البرجوازيين الصغار والبيروقراطية الجديدة، المنفلتة، التي اعتمدت نمط العيش البرجوازي الصغير وانغمست من اجل تحقيق طموحاتها في الفساد والارتشاء، زرعت الالغام في الاساس المادي الاشتراكي لدولة ديكتاتورية البروليتارية السوفياتية.

ومعلوم أن البرجوازية الصغرى تتوفر على خصائص ذاتية تدفعها حتما نحو ولادة الرأسمالية من جديد. إن ذلك هو ما حصل من خلال تفاعل كل من بقايا البرجوازية والبيروقراطيتين القديمة والجديدة، الشيء الذي دفع نحو البحث عن كيفية ممارسة السلطة دون الخضوع للمراقبة العمالية أو الجماهيرية. وانطلاقا من هذه اللحظة ومن هذا الوضع الذي استبعد فيه الاشتراكيين والفكر الاشتراكي، فإن البيروقراطية تصبح هي الطبقة البرجوازية الجديدة المهيمنة.

وعندما شعرت البيروقراطية السوفياتية أنها أصبحت متحررة من كافة العراقيل، أخذت تعمل تدريجيا على إرجاع رأسمالية من نوع جديد، رأسمالية بيروقراطية احتكارية، مندمجة مع الدولة، لكنها لا تقبل ببعض الأشكال الرأسمالية الخاصة. وانطلاقا من هنا تحولت السلطة من ديكتاتورية البروليتارية الى ديكتاتورية البرجوازية الصغرى.

2 – اعتماد مفهوم تحريفي للتعايش السلمي في السياسة الدولية:

من بين المراجعات الايديولوجية والسياسية للفكر الماركسي اللينيني هناك ابداع مفهوم التعايش السلمي، ورغم اغراء هذا المفهوم الرنان، الا أنه يخفي في طياته مغالطات ايديولوجية وسياسية تدمر الاسس الماركسية اللينينية بل وتشكل خيانة صارخة لها. وسنحاول من خلال ما يلي مواجهة المفهوم التحريفي حول التعايش السلمي بوجهة نظر الماركسية اللينينية الصحرحة.

حاول لينين باستمرار التأصيل النظري لوجهة نظر البروليتارية بخصوص قضايا الحرب والسلم، فمباشرة بعد انطلاق الحرب العالمية الأولى كتب لينين ما يلي:

"الحرب ليست حادثة، كما أنها ليست "خطيئة"، كما يعتقد الرهبان المسيحيون (الذين يوصون بحب الوطن، وبالإنسانية وبالسلام وليس أقل مما يفعله الانتهازيون)، لكنها مرحلة ضرورية في الرأسمالية، وشكل طبيعي أيضا في الحياة الرأسمالية مثلها مثل السلم" 11.

فالحرب حسب لينين إذن هو قانون رأسمالي له نفس مستوى الأزمات الاقتصادية والتطور الاقتصادي والسياسي غير المتكافئ للرأسمالية. فالحرب لا تتعارض مع قواعد الملكية الخاصة، لكنها تشكل نتيجة حتمية لها. لأجل ذلك أكد لينين على ما يلي:

"الوسائل الوحيدة الممكنة، في النظام الرأسمالي، هي القيام، بين الحين والآخر، بإعادة توازن متوافق عليه، فهي أزمات في الصناعة وفي الحروب وفي السياسة" 12.

الحرب إذن هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى. فالنضال من أجل السلم، ومن أجل تفادي حرب امبريالية لا تنفصل اذن عن الصراع الطبقي، حتى إذا كان من أجل خلق حركة واسعة ضد الحرب، فيجب دفع شرائح مختلفة من الجماهير نحو النضال من أجل السلم. وحتى بعد انفجار الحرب، فلا يمكننا أن التخلي عن الصراع الطبقي للطبقات المضطهدة. فلا يمكن أن يكون هناك "سلم اجتماعي" في البلدان المتحاربة، لأن البروليتارية يجب أن تستفيد من الصعوبات التي تواجه البرجوازية وحكوماتها من أجل التحضير لإسقاطها، ومن هنا تمت بلورة شعار الحرب العالمية الأولى، أي "تحويل الحرب الامبريالية إلى حرب أهلية". وهذا يعني أنه كلما كان الصراع الطبقي البروليتاري ضد البرجوازية حادا، كلما كان النضال من أجل السلام فعالا، فكما يفيدنا لينين بذلك:

"الانفصال عن الصراع الطبقي الثوري للبروليتاريا، النضال من أجل السلم، ليست الا مرحلة سلمية للبرجوازية العاطفية أو التي تعمل على تغليط الشعب" 13.

نحن هنا في مواجهة قلب المفهوم التحريفي الذي يعترض على فكرة لينين. فالتحريفيون يفصلون النضال من أجل السلم عن الصراع الطبقي البروليتاري والنضال من أجل التحرر الوطني للشعوب المضطهدة. فقد اعتمدوا على الموقف السلمي للبرجوازية الذي يعترض على جميع الحروب. وتبعا للنظرية التحريفية التي تقول أن "شرارة صغيرة يمكنها أن تشعل حريقا كوكبيا" صرح خروتشوف، "في زمننا، الحروب "المحلية" تعتبر خطيرة جدا" كما هو الشأن بالنسبة لحروب تحرير الشعوب المستعمرة. والثورات والحروب المدنية تشكل أيضا حروبا "محلية"، عادلة، فالأحزاب الشيوعية يجب أن تتخلى عن الطريق الثوري وعن الصراع المسلح وتتبع "الطريق السلمية نحو الاشتراكية".

وقد تبنى الحزب الشيوعي الفرنسي هذه الطريق التحريفية، لذلك لم يشارك الأعضاء الجزائريين في هذا الحزب في حرب التحرير الجزائرية. وفي 19 مارس 1958، صرح خروتشوف الى مراسل جريدة الفيغارو: "اننا لا نريد اضعاف فرنسا، بل نريد فرنسا العظمى أن تتقوى ".

التحريفيون يدافعون إذن عن وجهة نظرهم المغلوطة عن طريق تأكيدهم على أنه في عصرنا هذا، لم تبق الحروب حتمية، بمعنى أن القانون الرأسمالي للحروب الامبريالية لم يعد قائما. وفي هذا الاطار صرح خروتشوف في المؤتمر العشرين بما يلي:

"كما يعرف الجميع فإن هناك الأطروحة الماركسية اللينينية والتي بحسبها تعتبر الحروب حتمية طالما أن الامبريالية قائمة، وهي الأطروحة التي تم وضعها خلال مرحلة كانت أولا، الامبريالية تشكل نظاما عالميا، نظاما كونيا، وثانيا، كانت القوى الاجتماعية والسياسية التي لا مصلحة لها في الحرب ضعيفة جدا وغير منظمة بشكل كافي ولا يمكنها بسبب ذلك أن ترغم الامبرياليات على التراجع عن الحرب ... فالأطروحة المشار اليها أعلاه كانت صحيحة خلال تلك الحقبة، لكنها، في الفترة الحالية، فان الوضعية تغيرت طبيعتها. المعسكر العالمي الاشتراكي قد ولد وأصبح قوة عظمى. وتجد فيه قوى السلام وسائل ليست فقط أخلاقية وانما مادية أيضا لتوقع الاعتداء ...

لكن الحروب لم تعد حتمية، فهي ليست حتمية. وهناك حاليا قوى اجتماعية وسياسية قوية ولديها وسائل جدية لمنع الامبرياليين من تفجير الحرب وفي حالة ما إذا تجرأت هذه الأخيرة، يمكن مواجهتهم بردود فعل رادعة على المعتدين ومن تم تفكيك مخططاتهم المغامراتية 14

لكن الصيحات العالية لخروتشوف لم تمنع الامبريالية الأمريكية في ذلك الحين من تفجير الحرب في الفتنام وتمديدها إلى كامل الهند الصينية. كما أنها لم تخف الرأسمالية الاحتكارية البلجيكية التي قامت بمجزرة دامية في حق حركة التحرير الوطنية بالكونغو للمحافظة على أرباحهم. كما لم يرفع الاتحاد السوفياتي حق الفيتو على القوى الامبريالية الإسرائيلية الذين استولت على عدد من الأراضي العربية بالحديد والنار والدماء. ان قانون حتمية الحروب الامبريالية اللينيني لم يتوقف ولن يتوقف عن الانفجار بين الحين والآخر طالما ضلت الامبريالية قائمة. ويمكن أن نظيف بأن التحريفيين بهذه المراجعة قسموا المعسكر الاشتراكي، وأضعفوا المعسكر المناهض للإمبريالية.

كما عملت التحريفية السوفياتية، علاوة على ذلك، على تقسيم الحركة العمالية الثورية والتخلي عن النضال الثوري وتوقع الحروب الامبريالية من أجل تحويلها الى حروب أهلية. فإسقاط الهيمنة الامبريالية كفيلة بتفادي الحروب وهذا الاسقاط لا يمكنه أن يحدث خارج ثورات متواصلة للماركسيين اللينينيين في كل مكان. لكن هذا لا يلغي امكانية قيادة حركات جماهيرية من أجل السلام واسعة ونشيطة لمنع الامبريالية من أن تفجير حروبا حتمية، والمحافظة مؤقتا على السلام. لكن مثل هذه الحركة لا يمكنها احداث تحول في المجتمع أو الغاء قانون حتمية الحروب اللينيني. تبقى البروليتارية فقط من يمكنها أن تحقق ذلك عن طريق قلب النظام الامبريالي. وقد كان ستالين على حق عندما كتب في "المشاكل الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي":

"الأكثر احتمالا، هو أن الحركة الحالية في صالح السلام، وكحركة من أجل الحفاظ على السلام، ستساهم، في حالة نجاحها، في التضرع لوقف حرب معينة وتأجيلها مؤقتا والحفاظ مؤقتا على سلم معين، وبدفع حكومة حربية الى الاستقالة واستبدالها بحكومة أخرى مستعدة للحفاظ على السلم مؤقتا. فهذا جيد بطبيعة الحال. بل هو جيد جدا. لكن ذلك غير كافي مع ذلك من أجل الغاء الحروب الحتمية على العموم بين الدول الرأسمالية. وهو غير كاف، لأنه رغم كل نجاحات الحركة من أجل السلم، فإن الامبريالية تبقى قائمة، تبقى جارية. وتبعا لذلك، فإن حتمية الحروب تبقى أيضا قائمة. ومن أجل الغاء الحروب الحتمية يجب العمل على تدمير الامبريالية" 15.

اشكالية التعايش السلمي بين دول ذات تنظيمات سياسية مختلفة تبقى مرتبط بإشكالية الحرب والسلم. وفي المؤتمر العشرين، أثار خروتشوف المبدأ اللينيني حول التعايش السلمي بين الاتحاد السوفياتي والدول الرأسمالية ورفع مفهوم التعايش السلمي الى خط سياسي عام للسياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي. لكن النظرية التي طورها لينين حول التعايش السلمي مختلفة جوهريا عن فكرة التحريفيين. فبالنسبة للينين، يعتبر التعايش السلمي مع الرأسماليين مجرد فترة استراحة فيما بين الحروب، والتي تمكن من البناء الاشتراكي البروليتاري في ظل استقرار نسبي، مع العمل على الاستغلال الأقصى للتناقضات في المعسكر الرأسمالي. وفي خطابه "وضعيتنا الداخلية والخارجية ومهام الحزب" في 21 نونبر 1920، صرح لينين بما يلي:

"لقد عملنا دائما على ابراز واجهة تناقضات مصالح الامبريالية. وإذا ما كنا قد انتصرنا على التدخل، فذلك فقط لأن المصالح الخاصة كانت تفرق فيما بينها، بينما نجد نفس هذه المصالح تجمعنا وتؤكد وجودنا. وهكذا ضمنا لأنفسنا هدنة وجعلنا من المستحيل تحقيق نصر شامل للإمبريالية الألمانية في زمن سلام بريست ليتوفسك Brest-Litovsk ...
ولقد قيمنا بشكل صحيح هذه المنافسة الحادة بين الامبرياليات، وقلنا لأنفسنا أنه علينا أن نستغل بشكل منهجي انقساماتهم لعرقلة الصراع الذي يواجهوننا به. فهناك خلاف سياسي بدأ يتأكد بين بريطانيا وفرنسا. ويمكننا أن نتحدث الآن ليس فقط عن هدنة بسيطة، وانما عن حظوظ جدية تجعلنا ننصرف الى البناء الجديد خلال زمن أطول" 16.

بالنسبة للينين، فإن الوسائل الرئيسية لتطبيق هذه السياسة تتمثل في اقامة علاقات تجارية مع الدول الرأسمالية وتقديم تنازلات للرأسماليين. وعند تقديم تنازلات، كان اللعب يتم رأسماليا ضد آخر. فالطابع السياسي هو الذي كان مهيمنا. كما أن المصالح الاقتصادية للاتحاد السوفياتي أملتها ضرورة البناء السريع للاشتراكية وعلى أساس أن الرأسمالية ستمنح وسائل الانتاج الضرورية العاجلة، وبذلك يقدمون خدمة إلى السلطة السوفياتية. وقد صرح لينين في هذا الصدد في نفس المرجع السابق بما يلي:

"يجب اغراء الرأسمالية بأرباح أعلى. وأنها ستتوصل بفوائد متزايدة، وبذلك سنحصل على ما هو أساسي نعزز به أنفسنا، ونتحكم في ذلك بشكل نهائي فننتصر على المستوى الاقتصادي" 17.

لم لدى لينين أي وهم. فقد كان يعرف بأن التعايش السلمي لا يعني شيئا آخر سوى هدنة وأن ذلك لا يعني اقرار سلام دائم بين الاشتراكية والرأسمالية. فبحسب رأيه، يتعلق الأمر بمرحلة جديدة من الحرب، حربا اقتصادية، يمكن الاستفادة منها مع ذلك في بناء الاشتراكية. ولقد حذر دائما أولئك الذين يثقون في الرأسماليين عند ابرامهم للاتفاقيات، حيث يقول:
"سيعتبر خطأ جسيما الاعتقاد بأن اتفاقية السلام حول التنازلات هي اتفاقية سلام مع الرأسماليين. بل هي اتفاقية حول موضوع الحرب، لكنها أقل خطورة بالنسبة لنا، وأقل قساوة بالنسبة للعمال والفلاحين، وأقل قساوة من الحقبة التي كان يتم فيها اطلاق أحسن الدبابات والمدافع. كذلك علينا أن نستعمل جميع الوسائل من أجل الوصول الى أن نطور، بثمن التوافق الاقتصادي، قوتنا الاقتصادية، ونساعد على رفع اقتصادنا" 18.

وفي مكان آخر، يشير لينين إلى أن الاتفاقيات التجارية وتخويل تنازلات بشكل من الأشكال تربط أيدي الرأسماليين، وتمنعهم، لمدة من الزمن، دون اشعال الحرب ضد الاتحاد السوفيتي.

واشار لينين خلال اجتماع الحزب في 6 دجنبر 1920 الى: "انه تم فقط تأجيل للحرب. فسيبحث الرأسماليون عن أية تبريرات لاشعالها من جديد. فإذا قبلوا باقتراحنا بالتنازل، فسيكون من الصعب جدا بالنسبة لهم". لذلك فإن لينين لم يحجم السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي أبدا في مفهوم التعايش السلمي مع الرأسماليين. وبناء على الطبيعة العدوانية للامبرياليين، فإن هذا المفهوم يعترض على الأممية البروليتارية. الخط الأساسي للسياسة الخارجية السوفياتية كانت إذن هي الأممية البروليتارية وليس التعايش السلمي مع الرأسماليين.

التحريفيون ينطلقون في مقابل ذلك من نظرية أن طبيعة الامبريالية ووجه الصراع الطبقي قد تغير. ففي المؤتمر العشرين، أفتى خروشوف بالصداقة والتعاون مع الدول الرأسمالية، خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية. ويقول في تقريره:

"نريد أن نصبح أصدقاء مع الولايات المتحدة والتعاون معها في النضال من أجل السلام وأمن الشعوب، (عن طريق مهاجمة الفيتنام، أجابت الولايات المتحدة الأمريكية خروتشوف بأسلوبها الامبريالي، فمع هذا العدو المعلن للشعوب يريد أن يتعاون بكل صداقة) وفي المجالات الاقتصادية والثقافية فإننا ننخرط في هذه الطريق بنوايا حسنة وبدن مخططات سرية... الفائدة التي يمنحها المحافظة على سلم راسخ وأمن سائد في أوروبا ليس بالنسبة لدولنا شيء بدون قيمة. بل يخلق قاعدة مضمونة بالنسبة للتفاهم المتبادل والتعاون، وتطور التجارة والعلاقات من كل نوع بين الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا" 19.

وحتى لا يعتقد أي أحد بان التعايش السلمي لم يكن سوى تكتيك يستهدف خلق التناقضات في معسكر الامبريالية، فقد أكد خروتشوف:

"نعلن بأن الاتحاد السوفيتي لم يعتمد مبدأ التعايش السلمي من أجل أسباب تكتيكية وظرفية. فقد عبرنا عن التعايش السلمي بنفس الحماس الذي عبرنا عنه في الماضي، منذ السنوات الأولى للسلطة السوفيتية. (تحت قيادة لينين كان المضمون السياسي مختلفا) فهي ليست مناورة تكتيكية، وإنما هو مبدأ جوهري في السياسة الخارجية السوفيتية ... (المبدأ الأساسي للسياسة الخارجية الاشتراكية يجب أن يقوم على مبدأ الأممية البروليتارية).

ونعتقد أن الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة يمكنها ليس فقط ان تتواجد جنبا الى جنب، وانما يجب أن تذهب بعيدا، نحو تحسين علاقاتها، وتعزيز الثقة بينها (بعبارة أوضح، نحو الرأسمالية)، نحو التعاون" (التعاون مع الرأسمالية يلغي الأممية البروليتارية، وهذا لا يعني أنه من غير الممكن ابرام اتفاقات منتظمة مع الدول الرأسمالية والاشتراكية) 20.

الثقة والتعاون، تعني أن يتم ترك اليد حرة للإمبريالية من أجل الاستمرار في اضطهاد واستغلال المستعمرات القديمة. الثقة والتعاون، تعني أن نلغي من قاموسنا الصراع الطبقي للبروليتارية من أجل قلب الطبقة المهيمنة، وأن نقتصر في نضالاتنا على الاكتفاء بالاصلاحات في اطار المجتمع الرأسمالي. الثقة والتعاون، تعني أن نوصي باتباع الطريق السلمي نحو الاشتراكية وأن نرفض ديكتاتورية البروليتارية. ذلك هو قلب التعايش السلمي التحريفي مع الرأسمالية.

3 – اعتماد المفهوم التحريفي للانتقال السلمي نحو الاشتراكية:

تترابط المفاهيم البرجوازية داخل الحزمة التحريفية في سعيها للمراجعة الايديولوجية والسياسية للماركسية اللينينية. فقد اغترف خروتشوف وعلى الخصوص المنظر التحريفي سوسولوف من الترسانة التحريفية لقدماء الأممية الثانية، حيث عادوا نحو النظرية المعادية للماركسية والمتمثلة في الانتقال السلمي نحو الاشتراكية في ظل النظام الرأسمالي، ومن ثم عملوا على تحديثها. ويقول سوسولوف المنظر التحريفي الرئيسي للحزب الشيوعي السوفياتي:

"لكن، في بعض الدول الرأسمالية الأخرى، حيث القوى الرجعية والجهاز العسكري والأمني هم أقل قوة، (أين ذلك؟) لا يستبعد الانتقال السلمي نحو الاشتراكية، نفس الشيء بالنسبة لإمكانية وصول الطبقة العاملة السلمي الى السلطة، عبر غزو الأغلبية داخل البرلمان والعمل على التحويل الملموس للبرلمان الى برلمان شعبي. فمثل هذا البرلمان، سيرتكز على حركة ثورية للجماهير البروليتارية، وعلى الفلاحين الكادحين، وعلى المثقفين وعلى جميع الشرائح التقدمية للشعب، كما سيؤدي أيضا الى تكسير مقاومة القوى الرجعية (عن طريق تصويت في البرلمان؟) والعمل على تحول اشتراكي للمجتمع 21.

لقد سبق لماركس أن رأي في الوضعية الخاصة لسنوات 1870 امكانية الوصول الى الاشتراكية عن طريق سلمي. لكن هذه الوضعية تغيرت بعد ذلك عندما تحولت الرأسمالية الى رأسمالية احتكارية وامبريالية، عندما تزايدت الوسائل التي تتوفر عليها الطبقة المهيمنة بشكل هائل، مما جعل من المستحيل أي انتقال سلمي للسلطة من البرجوازية المهيمنة الى البروليتارية. في سنة 1917، حدد لينين الشروط التي يمكن أن يحدث فيها انتقال سلمي للسلطة. فأولا يجب أن تكون الطبقة العاملة مسلحة وبعد ذلك يجب أن تكون البرجوازية منزوعة السلاح. لكن في غياب هذين الشرطين، فإن الانتقال السلمي نحو الاشتراكية سيكون مستحيلا. لكن ذلك لا يعني التحريفيين.

في يومنا هذا اندمج رأس المال الاحتكاري بسلطات الدولة. وهو يهيمن اليوم على مجموع هذه السلط (البوليس، الجيش، المحاكم، الادارة، الأجهزة السرية، السجون ...). فالتحريفيون يحاولون بث الاعتقاد بأن البرجوازية المهيمنة ستتأذب من أجل التنحي عن السلطة، وأن تترك مختلف قواتها بأسلحتها المدججة أمام سعي البروليتارية الى غزو السلطة سلميا بواسطة البرلمان ومن أجل الاشتراكية. انها سذاجة تحريفية لا حدود لها، بل هي خيانة تحريفية مفضوحة للطبقة العاملة. لن تشعر البرجوازية المهيمنة بأي احراج في اللجوء الى كامل اسلحة الدولة للقضاء على البروليتارية الساعية الى فرض الاشتراكية بشكل سلمي.


ومن الأقوال المأثورة لستالين حول هذا الموضوع:

"إذا فكرنا بأنه من الممكن أن نقوم بمثل هذه الثورة سلميا، في ظل الديموقراطية البرجوازية وتحت هيمنة البرجوازية، فسنكون آنذاك إما أننا فقدنا المنطق وكل وعي انساني عادي، أو أنه قد تم القطع بعنف مفتوح مع الثورة البروليتارية" 22.




لائحة المراجع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - لينين، المهام الآنية لسلطة السوفيات، الأعمال الكاملة، موسكو 1948، المجلد 2، الصفحة 3،
http://www.marxists.org/francais/lenin/works/1918/04/vil19180428.htm
2 - لينين ...المؤلفات الكاملة، الطبعة الروسية المجلد 39، تعريب دار التقدم موسكو .
3 - اتحد التروتسكيون ومجموعة زينوفييف وبوخارين على اساس برنامج غيوتين الذي كان يستهدف 1 – حل الكولوخوزات والسفوخوزات، 2 – استزراع مصانع في روسيا من طرف رأسماليين اجانب. 3 – القيام بعمليات ارهابية لتصفية مسؤولين في الحزب البولشفي وفي الحكومة السوفياتية وخصوصا ضد ستالين، من أجل السيطرة على السلطة وتحقيق الهدفين السابقين. كان جوهر برنامج غيوتين يتمثل في ارجاع الرأسمالية الى الاتحاد السوفياتي. هاربل برار، تروتسكية أم لينينية، دار المسؤولية، بلجيكا، 1993، الصفحة 184. أنظر أيضا:
ftp://trf.education.gouv.fr/pub/edutel/siac/siac2/jury/2004/capes_ext/russe/russ2.pdf
4 - انظر التقرير السري لخروتشوف الصفحة 18 في الموقع التالي: http://perspective.usherbrooke.ca/bilan/servlet/BMDictionnaire?iddictionnaire=1412
5 - نفس المرجع السابق، الصفحة 18.
6 - انظر المرجع السابق.
7 – افتتاحية جريدة البرافدا الصادرة في 31-5-1937
8 – صحيفة أكرانية: بولشفية أكرانيا، العدد رقم 7 سنة 1938
9 – صحيفة أكرانية: بولشفية أكرانيا، العدد رقم 6 سنة 1938
10 – نقاش حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963-1964)، باريز، الصفحات 127-128-130، أنظر أيضا:
http://www.pcr-rcp.ca/fr/2005/05/pour-une-appreciation-juste-de-la-question-de-staline/
11 – لينين، الحرب والديموقراطية الاجتماعية الروسية، الأعمال الكاملة، المجلد 21، موسكو 1960، الصفحة: 34
http://www.marxists.org/francais/lenin/works/1914/11/vil19141101a.htm
12 – لينين، المرجع السابق، الصفحة 354
13 - لينين، المرجع السابق، الصفحة 388
14 – المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، 14-25 فبراير، باريز، 1956، الصفحة 43-44
15 – ستالين، القضايا الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي، موسكو 1952، الصفحة 41
16 – لينين، وضعيتنا الخارجية والداخلية ومهام الحزب، الأعمال الكاملة، المجلد 31، موسكو، 1961، الصفحة 428429
http://www.marxists.org/francais/lenin/works/1920/11/vil19201121.htm
17 – المرجع السابق، الصفحة 498
18 – المرجع السابق، الصفحة 503
19 – المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، المرجع السابق، الصفحة: 940
20 - المرجع السابق، الصفحة 4243
21 - المرجع السابق، الصفحة 231
22 – ستالين، قضايا اللينينية، موسكو 1951، الصفحة 167
, http://www.marx.be/fr/content/les-questions-du-leninisme



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بإعدامها لصندوق المقاصة تستهدف الحكومة قوت الملايين من الكاد ...
- ستالين في مواجهة البرجوازية الصغرى والبيروقراطيتين القديمة و ...
- لينين في مواجهة البرجوازية الصغرى والبيروقراطية
- تطلعات ثورية في الألفية الثالثة؟
- الاحتجاجات الشعبية والاحتقان الاجتماعي في المغرب
- الحركة الاحتجاجية لساكنة حي سيدي يوسف بنعلي بمدينة مراكش
- السياسات العمومية وأثرها على القدرة الشرائية للكادحين
- ميادين الصراع النقابي بين الطبقة العاملة والبيروقراطية النقا ...
- أي عمل نقابي نريد وبأية آفاق؟
- الحكومة أحرقت ما تبقى من القدرة الشرائية وبنكيران يريد حل ال ...
- تاريخ -اقتصاد الريع- في المغرب
- البطالة وارتفاع أعداد العاطلين بالمغرب
- ألا يمكن للطبقة العاملة أن تناضل خارج المركزيات النقابية؟
- حتى لا تنتحر الطبقة العاملة بكاملها يأسا من واقعها المزري
- اليوم الدولي للقضاء على الفقر
- خروتشوف كذب، لنعيد الاعتبار للرفيق استالين
- صناعة رأي عالمي جديد بعيدا عن كوارث تعمق أزمة النظام الرأسما ...
- نموذج التراكم الرأسمالي البدائي في المغرب والمقاومة البروليت ...
- تأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي
- على هامش ندوة وحدة اليسار


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - الثورة المضادة البرجوازية الصغرى على ثورة 1917