لنعود الى رحم الطبيعة نسترجع روح الانسان ونولد مع الفرح

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 11:06
المحور: المجتمع المدني
    

يا فرح هل انت قادم الي ؟

لقد زرعت بذور الحب في كل مكان من اجواء حياتي
اما آن الاوان ان اراها تتفتق عن اجنتها كي ارويها من شراييني من ماء الحياة الاحمر فتنبت وتخضر وتزهر وتثمر فرحا يملأ الكون والاجواء ؟
يا حب يا فرح الطفولة يا فرح الانسان يا فرح النساء
انتظرك منذ كنت طفلا امرح المرج في نيسان مع الفراشات وصحبة العصافير وارقص مع الشحرور والسمن والشنار
اكفهرت السماء في بداية صباي واصبح لون الشفق رمادي بدل الزهري وتلاطمت الغيوم السوداء لتغلق النوافذ الكونية امام اشعة الشمس الحنون ... ام الفرح
ونزل المطر بلون شاحب يصنع الحرقة والالم بالقلوب ويدمي المقل
لينبت العذاب في كل مكان ويثمر ظلما وقهرا للطفولة و للمرأة والانسان
اشتقت لك يا فرح فوق الاشتياق وامتزجت دموعي بحبر صورك وتلاشت احاسيسي بك منذ لحظة مغادرتك لقلبي
اين انت يا فرح ولم غادرت فجاة ؟
لماذا هاجرت من هذا المكان ؟
هل تبحث عن فرصة حياة أخرى كما يبحث الشباب الضائع في بلاد العربان ؟
يا فرح يا حلوى عمري يا بلسم جراحي يا مسري احساسي بالظلم والقهر والحرمان
لقد صنعت لك تمثالا من الطحين والسكر ووضعته في غرفة نومي لانام بجانبك واطمئن لوجودك ويغمرني الاحساس بالانس والامان
يا فرح يا حبيبي بوجودك ارتقي بروحي الى درجة انسان
هل اكلمك يا فرح عن ايام الطفولة ؟
هل تذكر صبانا وانطلاقنا ومشاويرنا وانسنا وضحكاتنا ولعبنا تحت الشجر وسهرنا على ضوء القمر ؟
هل تذكر عندما كنا نسبح في الغدير بين شجيرات الغار عراة كما انجبتنا الطبيعة ونرقص بالماء على اناشيد البلابل وزقزقات الزرازير وطير الحناء ؟
هل تذكر يا فرح مواعيدي مع امل ؟ وتذكر الهمس واللمس والاحضان والقبل ؟
هل تذكر مغامرات حبي مع مديرة المدرسة ؟ ومع مدرسة الرياضة ؟
انا اذكر ... واذكر كل شيء
هذه الذكريات تستعصي على مغادرة الذاكرة اذ تبقى في الوجدان حاضرة حتى بعد الموت
لكنك يا فرح انت متخاذل معي خائن ناكر للعشرة كما هم رجالات العرب
لقد تعلمت من العرب ثقافة الغدر والخيانة فتركتني وحدي بين ضباع صحراوية كاسرة ينهشون كياني ويقتلون احلامي ويذبحون انسانيتي امامي
هكذا امرهم رب الصحراء هؤلاء العبيد جيش محمد عصابات الصحراء الغازية المغتصبة القاتلة المجرمة بقايا قطعان الهمج والرعاع وحثالات العربان
تجمعهم اصوات التكبيرات من المآذن ودعوات الصلاة فتنشط في اجسادهم جيناتهم الوراثية العدوانية التسلطية الاغتصابية السلبية القادمة من عمق الصحراء العربية منذ بداية تاريخ الهمجية فيجتمعون تحت الراية الاسلامية ليصبح اسمهم امة تنتهج شريعة رب الصحراء والسنة المحمدية
يا فرح عد الينا عد للانسان
انا واحبتي كلنا بانتظارك
سنفرش لك السجاد الاحمر
سنقيم لك احتفالا نقول به الشعر بالحب وكلمات الغزل واحلى مقطوعات النثر وقصص العشاق وروايات الطير الاحمر
سنغني ونرقص ونشرب الخمر
سننطلق ونتعرى ونركض ونقفز حتى نصل القمر
سنعود لطبيعتنا لاصلنا نمارس انسانيتنا بعفويتنا بتلقائيتنا على سجيتنا وسنتحرر
سنعود الى رحم الطبيعة كي نستقي منها ماء الحياة وروح الانسان وطاقة الوجود ونعيد بناء هيكل الانسان المدمر
يا فرح هل انت قادم ؟
انني في شوق اليك وما زلت انتظر وسابقى انتظر
لا قيمة للحياة دونك يا فرح

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل