فاطمة زين العابدين
الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 00:08
المحور:
الادب والفن
أجبرته الظروف على التوقف عن اللعب وترك الدراسة ,بعد أن ضاق بوالده تأمين مستلزمات العيش اليومية ودفع أيجار البيت
والذي كان سببا للقضاء على أحلامه وتخليه عن طفولته مرغما ساعيا وراء كسب لقمة العيش وهو لا يزال في العاشرة من عمره
مفردات الطفولة محيت من كتاب حياته وأمتلأت بمفردات لغة الكبار ,أغتيلت طفولته وحرم من التمتع بها
جلس على حافة الرصيف شاردا بعد أن وضع أدوات عمله اليومية المكونة من صندوق خشبي صغير والمزين بمسامير ذهبية وهو يتنهد
ويحمل الآلام والاهات وبدأ ينشد أغنية حزينة لطفولته الضائعة ولأحلامه التائهة الا انه كان يعوض آلامه ويواسي نفسه بان باستطاعته مساعدة اخته الصغيرة والمتفوقة في الدراسة على امل ان تصبح يوما ما شخصا متعلما و مهما يشير اليها بالبنان .
بدأ يراقب أرجل المارة وكلما أقترب احدهم منه أنفرجت أسارير وجهه ,الا أن أحدا لم يطلب منه اليوم مسح حذائه ونظراتهم له تعمق إحساسه بالوضاعة .
سرواله متقطع وممزق ولم يبقى الزمن من لونه شيئا .....يديه ملطختين بالأصباغ وجيوب سرواله ما زالت خالية !!!!
أتجه بأنظاره نحو المقهى القريب من مكانه المعتاد , فلمح هناك رجلا ببدلة أنيقة وحذاء جلدي فاخر فقال في قرارة نفسه سأذهب وأساله وسيدفع لي حتما أكثر مما أطلبه
فهو يبدو من هيئته صاحب جاه و مال
أقترب مع عدته من الرجل وطلب منه بأستيحاء مسح حذائه
ركله الرجل بقدمه ونهره عن عمله فوقع على الأرض
نهض بهدوء وحمل عدته وتوجه الى الجانب الاخر من الشارع لكي يخفي دموعه وتذكر بأن والده قال له ذات يوم (الرجال لا يبكون ) لملم آلامه وجراحه ولعن الظروف التي جعلت منه رجلا قبل الاوان
#فاطمة_زين_العابدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟