أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة زين العابدين - قصة قصيرة ( صرخة أمرأة )














المزيد.....

قصة قصيرة ( صرخة أمرأة )


فاطمة زين العابدين

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


جلست في بيتها الريفي الصغير تحتضن وتلاعب طفلتها التي رزقت بها قبل عدة أشهر والهواء العليل يداعب شعرها البني الطويل بينما الصغيرة تشد وتلعب بشعرها فتعاقبها بقبلة على أصابعها الصغيرة . القرية آمنة ...وادعة ..دافئة...هادئـة...ونائمة في حضن الطبيعة ...قلم أبلغ شاعر يعجز عن رسم جمالها بالكلمات
المروج الخضراء وأزهار الأشجار والورود والفراشات التي تحلق بكل خفة وزقزقة العصافير وصوت خرير الجدوال
وينابيع المياه النقية والصافية التي تتدفق بين الوديان وأشعة الشمس الذهبية جعلت من القرية لوحة فنية رائعة وآية من الجمال كيف لا وهي قرية في (كوردستان ) أجمل بقاع الارض

القرية تتهيأ وتستعيد لاحتفالات (عيد النوروز ) عيد الأنتصار على الظلم والطغيان وعبر البيوت الطينية تأتي أصوات الأطفال والنساء ممتزجة بروائح خبز التنور اللواتي تعودن على إعدادهن كل صباح
بينما الصبايا وهم يلبسون ملابسهم الملونة والزاهية يقومون بدبكاتهم الجميلة والفرحة تغطي وجوههم
فكرها و بالها مع زوجها ( البيشمركة ) الذي لم يزورها منذ أشهر ,,,,,,,, وهي تسمع الاخبار من الراديو المحلي للبيشمركه التي أعتادت على سماعها كل يوم وبمنتهى الأهتمام ..
صوت المذيع يتلو الاخبار ويعطي بعض الأرشادات والتحذيرات من قيام طائرات النظام بالقصف وقد تكون هذه المرة بالقنابل الكيمياوية الفتاكة .......ثم يردف قائلا القنابل قد لا تكون ذات صوت كبير و ستفوح منها روائح شبيهة برائحة الفواكه أو التفاح.......... ليعاود و يقول بان الطائرات قد ألقت بالفعل القنابل الممنوعة دوليا على بعض القرى ومن ثم يتلعثم المذيع موضحا بان الاطباء ينصحون بوضع قماش مبلل بالماء على مجاري التنفسية وينقطع صوت المذياع !!
تبحث في البيت عن قطعة قماش ........فزعها ....قلقها ....صراخ طفلتها ..أربكتها..وبالكاد وصلت الى قطعة قماش
بللته ووضعته بحذر على تنفس أبنتها وعلى أنفها وفمها
القلق سيطر عليها والخوف أمتلاءها ....قلبها ألتهب خفقانا......أفكارها معلقة ...بأبنتها....بزوجها ....بأهالي قريتها ...بقومها....بمصيرهم !!!
دخان كثيف يغطي السماء .........ضباب يهاجم خضرة المكان ...رائحة الموتي تقتحم البيوت والأزقة والقرية بأكملها
ذبلت جفون طفلتها......أزرقت شفتاها ............صرخت الأم وأغمي عليها
لم تستفيق الا في أحدى مستشفيات دولة حدودية مجاورة وأبنتها ممددة بجانبها و قد فارقت الحياة
لم يتحمل جسمها الصغير آثار أستنشاق الغازات السامة

حملت أبنتها دون أن تنتبه لزوجها الجريح ولا لجروحها وصرخت صرخة لتوقظ الضمير العالمي النائم في السبات العميق و لينتهبوا لمصاب قومها....... ما ذنب أبنتي الرضيعة ؟؟! ما ذنبنا؟؟!! والدموع تنهمر من عيونها بغزارة وتغطي وجهها الشاحب الحزين

وفي خضم عويلها وصراخها وهي تنادي وتزلزل وجدان الأنسانية لمصابها الاليم ومصاب قومها التي لا ذنب لهم فيها سوى أنهم ولدوا كوردا !!!! ....
أخترق أذنيها صوت طفل يبكي ويصرخ وهو بين أيدي زوجها وهو يقول لها لقد فقد هذا المسكين والديه واهله
عسى أن نربيه ونعطيه الحنان ليكون لنا سلوانا وعونا لمصابنا الأليم

فاطمة زين العابدين






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ( ليلة حالكة )


المزيد.....




- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة زين العابدين - قصة قصيرة ( صرخة أمرأة )