اعتقال رمز !!!

كريم شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 00:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الجهل هو دائماً الوجه الآخرللعبوديه
عبد الرحمن منيف


لم يكل أو يتوانى الصحفي الشاب موضوع حكايتي عن التطلع الدائم بمتابعة معاناة الفقراء والمسحوقين في مدينة الديوانية .
عام 2008 قادته قدماه الى محطة تعبئة الوقود الرئيسية في المدينة عابرا عدد من المركبات المتراصة في الطابور , أستوقفه منظر كهل عجوز يعتمريشماغاً ممزقاً ويرتدي دشداشة صيفية في برد شهر كانون الأول , ينتعل حذاء ثقوبه أكثر من عدد أصابع أقدام صاحبها .
الصحفي مخاطبا الكهل المرتجف في مركبته نوع برازيلي والتي لأتقل خرابا عن صاحبها.
الصحفي: ها حجي ألم تحصل على الوقود.
الكهل : عمي صار يومين على (هاي ) الحالة !! لم يتقدم الطابور مترًا واحدًا .
الصحفي :كاظما غيضة سوف ترى خيرا
صاحبنا الصحفي لم يهجع ويهدا له بال حز في نفسه منظر العجوز كثيرا مستذكرا مقولة ماركس (أذا أردت أن تكون تافها , فما عليك ألا أن تدير ظهرك لهموم الآخرين) .
غاب في غياهب اتصالاته والبحث عن مصدر شحة أو أزمة الوقود الخانقة في مدينة الديوانية ومن خلال البحث والتقصي ظهر أن أحد أبطالها الرئيسين عضو مجلس المحافظة المسوؤل الأول عن المحروقات وهو من الأحزاب الدينية المتنفذة في المدينة .
وبمساعدة بعض الأصدقاء وصل الصحفي الى القاعدة الأمريكية ,ومن ثم خرجت قوة متمثلة بعدد من الهمرات (غزلان الحرية ) بتطويق مبنى المحافظة وإخراج سارق الوقود الورع مكتوفا ورأسه مغلف بكيس وادخلوه أحدى الهمرات .
أستيقظ في صباح اليوم التالي الصحفي على أنباء اعتقال أحد رموز أبناء مدينة الديوانية الأشاوس .
.
حمل عدة العمل ذاهبا باتجاه تجمهر المتظاهرين المنددين باعتقال الرمز يتصدر تلك الحشود المنددة والمستنكرة اعتقال الرمز الكهل صاحب الطابور في محطة الوقود.
حينها بهت صاحبنا الصحفي و افترش الأرض واضعا رأسه بين رجليه . نعم لدينا الملاين من القطعان أمثال ذلك الكهل رجالا ونساء صغارا وكبارا الملاين من الناهقين بالرضا على مر العصور والدهور قطيع الرموز سواء كانت تلك الرموز دينية أوسياسية المهم لدى كل رمز من الرموز تلك الحشود الجوفاء التي يسيرها الى الذبح أو العلف سيان عندها كما يصفهم الفيلسوف نيتشه لاأريد أن أطيل خوفا من رمز هائج يسحق الجميع .

#كريم_شامخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات