أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر مهدي الشبيبي - القوات المصلخه و القوات المسلحه!














المزيد.....

القوات المصلخه و القوات المسلحه!


جعفر مهدي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 12:30
المحور: كتابات ساخرة
    


أتعلمون بالضبط قبل 11 سنة من ألان كان ينام الجندي متوسدا صاروخ سكوت و محتضنا راجمته الروسية و ملتحفا بمدفعه الثقيل ..
شيء عجيب و الله كان الجيش كما يسمونه من أتعبتهم الحياة العسكرية و جعلتهم ضباط صف حتى في أسرهم !
كانوا عسكريين على غير إرادتهم فمنهم من تطوع و له أسبابة و منهم من تكلف بالخدمة ويحسب أياما لنفاذ وقته فيها و فيهم أقسام كثيرة و لهم قصص مريرة بنكهة البارود و النار.
كانوا يسمون الجيش بعد معارك غزو الكويت . عندما يسخرون من أيامهم الطويلة بالقوات المصلخه هكذا كانوا يسمونها فالساعات كلسنين و الأيام كالدهور في ذاك الوقت ..
كان الجندي أما مطوع في الجيش أتى بين أحضانة الملتهبة بحثا عن العيش الكريم كما كان الجيش مغريا في سنوات الثمانينات أو هو استنتاج من معادلة مفادها أن المكلف يقضي كل عمرة في الجيش و يخرج منه لا يعرف ألا الاستعداد و الاستراحة!
أما المكلف فواجبة يمتد لسنوات عجاف ليس لهن نهاية في منظور تلك الايام الملتهبة...
كان اسم القوات المصلخه وليد سنوات ما بعد غزو الكويت. في أوقات الحصار الأمريكي على العراقيين جميعا لان القائد الضرورة قد أمرهم بان يغزو بلدا جارا ففزعوا إليه مسرعين خوفا من سلطة الدكتاتور الظالم و المبارك من قبل رجال الدين منهم المتخفين خلف مسمى التقية!
و منهم الشهداء المغيبين المتهمين بالعمالة لكونهم قالوا لوكان أصبعي بعثيا لقطعته.
كان أفراد القوات المصلخه يفترشون صواريخ سكوت!
و يلتحفون الراجمات الروسية!
و يتوسدون المدافع البعيدة المدى !
و يشربون من احدث البارجات الحربية و أقواها!
و يتنزهون في مقراتهم بالآلاف الدبابات الروسية والصينية و المدرعات البرازيلية!
يبخرون مخازن عتادهم بالرؤوس الكيماوية!
و يعتلون إلى السماء بطائراتهم ميغ الروسية!
و يتدربون في أقوى المعاهد و الكليات الحربية!
رغم أنهم كانوا قوات مصلخة تعتاش بمبلغ 3000 دينار فقط شهريا !
كان الجيش كامل العدة و العدد لكنه مهزوم من الداخل!
بسبب الجوع الذي فرضه الرب الأمريكي بمباركة القائد الضرورة الدكتاتوري!
كان الجوع عنيفا حتى انه أرخى المقابض على السلاح و أغشى العيون من رؤية الهدف و احدب الظهر من الم المعدة!
هذه قواتنا المصلخه المكتملة بالسلاح و ألمفرغه من عود الرجال فكان سلاحها ثقيلا لم تستطع أن تحمله . فحملة ببساطة السراق بعد سقوط بغداد !
أما قواتنا المسلحة اليوم!
فإنها لم تسمع بالدكتاتور من قبل و لم ترى الجوع !
و لفافات تبغ جنودها بمئات أضعاف رواتب قواتنا المصلخه القديمة!
فالجندية اليوم أمل كل شاب يريد أن يتزوج و يستأجر بيت يعيش فيه 9 أيام كل شهر مع محبوبته بعد أن كانت مدعاة للاشمئزاز و القرف في فترة التصليخ!
لكن الجندي اليوم رغم خشنة عودة لم يعرف كيف توسد الجياع!
و لم يسمع كيف ناموا و بماذا شربوا و كيف حلقوا بالسماء!
فجيشنا اليوم لم يعرف ثقل الحديد الذي امتلكته المصلخه من قبل . رغم المليارات التي تصرف له و التي ستصرف له إلى يوم يبعثون.
و لا عجب أن تختلف القائمة العراقية مع التحالف حول مناقلة كم مليار من عقود التسليح إلى المحافظات. لان التسليح لم يكن في عمرة تسليحا بل فضائح مسلحه!
و لا مجالس المحافظات في عمرها معمرة بل للخرائب مشيدة!
و إنا اعرف أنها سياسة إذ لو كان وزير الدفاع من العراقية لطالبوا بمناقلة حتى أبي و أجدادي نحو موازنة وزارة الدفاع!
فسلاما على ذكريات المصلخه التي عشناها و جعلت منا رجالا نعرف كيف نعيش مع الجوع الذي سيستمر إلى يوم يبعثون!
ما زال على المنبر رجالا لا يعرفون ما هو الإسلام و لا التشيع !
و في الجوامع لحى و مسابح!
و في المراقص و على الموائد برلماني و سياسي وقاضي و ضابط !
و لأننا بكل بساطة عراقيين نتقن عمل مشترك من نقر اليدين و الهتاف بالروح بالدم!
و يشاركنا فيه أمام الجامع و المفتي لكون التقية بدلت بشوفينية حماية المذهب!
و مع تحياتنا للرجال من قواتنا المسلحة الذين لم يعرفوا ثقل الحديد و لكنهم ازكموا من رائحة البارود و المفجرات تحت أقدامهم المجردة.
تحياتنا لمن و قفوا بوجه القاعدة بسلاحهم الخفيف و قلوبهم الغامرة بالعشق لصورة المحبوبة و الطفل و نغمات صوتهما الذي لم يشبع منه في أيامه ألتسعه من كل شهر..



#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا يا سيادة القاضي.. لقد نسيت انه عصر القطط!
- الدين أفيون الشعوب حقيقة و إثباتا!
- الجلبي خلف صولاغ و الاسدي يمسك الفرشاة من المنتصف
- اشكالية حزب الدعوة و تصريحات وزير التعليم العالي
- بين نجوى كرم و مدير في وزارة الاتصالات و عن جد حبيتك
- بعد الفيضانات الاعصار الكبير قادم و المالكي فقط يحذر
- المشروع الإسلامي في المنطقة هل دعوة للتسليم ام التحطيم?
- بيضه و دجاجه وعلم
- هل تكلم ارسطو عن مجار بغداد
- عفوا ان عمامتي علمانية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر مهدي الشبيبي - القوات المصلخه و القوات المسلحه!