أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - لا تناظروا المسلمين حتى ...















المزيد.....



لا تناظروا المسلمين حتى ...


هشام آدم

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 00:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[تنبيه: هذه المقالة طويلة جدًا]

قدمت لي دعوة لعقد مناظرة بيني وبين شخص مسلم حول موضوع (هل الله موجود) في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك، وقبلت المناظرة حسب الشروط التي صاغوها دون أدنى تحفظ مني على أيٍّ من بنودها، وفي اليوم السابع من الشهر الحالي بدأت المناظرة بيني وبين أخ مسلم يستخدم اسم (Abo Hob) كاسم مُستعار له، ويبدو أنه أحد الكُتَّاب الراتبين على موقع التوحيد، والحقيقة أنَّه شخص مهذب ومحترم للغاية. وكانت هنالك مشاورات طويلة للإعداد والتنسيق لهذه المناظرة، حتى تم الاتفاق أخيرًا على الخطوط العريضة للمناظرة وشروطها. مع بداية المناظرة طلبتُ من الأخ أبوحب أن يفرد لي الأدلة التي يعتمد عليها في إثبات وجود الإله الخالق، فسرد ست نقاط، وكلها لا تعدو كونها حججًا (Arguments) وليست أدلة (Evidences). خلال الأحد عشر يومًا التالية دار حوارنا حول أول نقطتين فقط، قبل أن أقرر الانسحاب من المناظرة، والحقيقة أنني أوضحتُ سبب انسحابي من المناظرة في وقته ومكانه المخصص لذلك، ولكن ولأنَّ قرار الانسحاب تم فهمه على نحو خاطئ وبصورة مقصودة، وأثيرت ضجَّة كبيرة حول هذا الانسحاب ليُفهم على أنّه هروب، وعلمتُ أنهم ينوون نشر أخبار هذه المناظرة في بعض المواقع الإلكترونية، فقد قررتُ أن أفرد هذه الأسباب هنا، لنفهم أيّ نوع من المناظرات كانت تلك المناظرة، لأنَّني أزعم أنَّ تلك المناظرة كانت مهزلة حقيقية، توضح وبجلاء العقلية التي ينطلق منها المتدينون في فهم العلوم، وتلفيقها حسب أهوائهم، وحتى لا يكون كلامي مجرّد ادعاء فقط، فإنَّ هذا المقال مخصص لسرد هذه التفيقات:

التلفيق الأول: بدأنا المناظرة بالحوار حول أزلية المادة أو عدم أزليتها، فاعتمد الأخ Abo Hob على أقوال بعض العلماء التي حاول التدليل بها على عدم أزلية المادة، ونقل نصًا من موقع الهايبرفيزيكز وهذا نصّ نقله وترجمته: (دعني أزيدك تاكيدا على أن المادة والطاقة والزمكان لم يكونوا معروفين قبل لحظة الانفجار الكبير أو ما يعرف بما قبل زمن بلانك (وهو يساوي جزء صغير جدا ًمن الثانية 10 أس -43) .. حيث نقرأ من الـ Models of Earlier Events ومن أحد أشهر المواقع الفيزيائية العالمية hyperphysics.phy-astr.gsu.edu الكلام القيم الواضح التالي : Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matter, energy, space and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period. والمعنى التقريبي لمَن يريد الترجمة: "أن الكون الذي نعرفه وتتبعه القوانين التي نعرفها اليوم: لم يكن له وجود قبل زمن بلانك !!!!.. وحتى القوى الأربعة (وهي قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة والنووية القوية) : كانت قوة واحدة !!.. وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن.)(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنني صدمتُ كثيرًا من هذه الترجمة الخاطئة للكلام المنقول، وأوضحتُ له هذا الخطأ وقلتُ حرفيًا: (ودعني مثلًا أشير إلى خطأ ربما قد تكون وقعت فيه دون قصد في ترجمتك لما نقلته عن موقع الهايبرفيزيكز Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matter, energy, space and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period. والترجمة الأقرب هي: قبل زمن ما يعرف بزمن بلانك ("سالب43" مرفوع للقوة 10 ثانية) يفترض أن القوى الأساسية كانت موحدة في قوة واحدة. كل المادة والطاقة والزمان والمكان يُفترض أنها انفجرت من هذه القوى الأصلية، ولا يُعرف شيء عن هذه الفترة "فترة الانفجار أو ما قبلها"(انتهى ترجمتي) علمًا أن الترجمة بها إضافات توضيحية لا أكثر، فهذا الكلام لم يشتمل على ما يمكن الاستناد إليه في ترجمتك: "وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن." فالمعنى أنه لا أحد يعرف أي شيء عن تلك الفترة (أي فترة الانفجار أو ما قبلها) وهو ما يبحث العلماء عنها الآن، فالجملة لم تتحدث عن (عدم معرفة القوى الأساسية أو وجودها قبل الانفجار) ولهذا فإنه أضاف بعد ذلك: " It is not that we know a great deal about later periods either, it is just that we have no real coherent models of what might happen under such conditions." وترجمة ذلك: "وهذا لا يعني أننا نعرف الكثير عن الفترة اللاحقة على الانفجار أيضًا، ولكننا فقط لا نملك أدلة قوية عمّا قد يحدث في ظروف مثل الانفجار الكبير." وما تجربة سيرين إلا محاولة للإجابة على هذا السؤال، فالأمر ليس فيه إشارة إلى "عدم وجود المادة قبل الانفجار" ولكن "توحد القوى الأساسية وعدم معرفة أي شيء عمّا كان قبل الانفجار)(انتهى الاقتباس) ومن الواضح أنَّه أضاف جملة (وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن.) من عنده، وهي ليست موجودة في النص الأصلي، ومن الواضح أنَّ الأخ Abo Hob لا يفهم الفارق بين أزلية الكون وأزلية المادة أو أنَّه يفهم، ويُريد أن يخلط الأوراق ببعضها، مستغلًا جهل المسلمين المتابعين للنقاش، وجميع المنقولات التي ساقها كانت تصب في توضيح عدم أزلية الكون، وليس المادة. كانت هذه بداية التلفيقات، والتي سوف تستمر فيما يلي من نقاط.

التلفيق الثاني: عندما انتقلنا إلى نقطة حوار أخرى عن "الإحكام في الخلق" طلبتُ منه توضيح موقفه: أيّ ما إذا كان خلقيًا Creationist أو تصميميًا يتبع فرضية التصميم الذكي Intelligent Design فقال بالحرف الواحد:"أنا خلقي أؤمن بالخلق المباشر والمنفصل لكل كائن حي وقتما أراد الله تعالى .. ونظرية التصميم الذكي بالنسبة لي - كمسلم في الأصل - تبرهن وتظهر (((بديهيات))) ولكن: بصورة علمية لمحاججة أهل الإلحاد وإنكار الإله أو حتى إنكار (((تشخيص أو تحديد))) إله معين له علم وحكمة وإرادة وغائية إلخ .. إذا : أنا - كمسلم - آخذ من التصميم الذكي : استدلالاته (العلمية) على (بعض) بديهيات وجود خالق حكيم عليم مريد من وراء خلق الكون والمخلوقات"(انتهى الاقتباس) فهو اتخذ موقفًا زئبقيًا، فهو خلقي ولكنه يأخذ من التصميميّة ما يتوافق مع عقيدته، مع ملاحظة قوله (تبرهن وتظهر بديهيات ولكن بصورة علمية) هذا على أساس أنَّ التصميم الذكي نظرية علمية(!) علمًا بأنَّ التصميم الذكي تم رفضه من الأوساط العلمية، لأنَّه لا علاقة له بالعلم أصلًا، ولكن على أيّ حال، فكان هذا هو موقفه، وهذا الموقف الزئبقي أوقعه في ورطة حقيقية، وقد أبنته له هذا الأمر على النحو التالي: (علماء الأحياء جميعهم يؤمنون (أو فلنقل "معترفون" حتى لا تختلط علينا الاصطلاحات) بالتطور، وأنَّ الكائنات الحيَّة (بلا استثناء) تطوّرت عبر الزمن من سلف مشترك، ولم تكن على شكلها الحالي منذ بداية الوجود على كوكبنا الأزرق، ويبقى الخلاف الأساسي بين العلماء (التطوريين والتصميميين) قائمًا فقط حول آلية هذا التطوّر؛ ولذا فإننا نقرأ في موقع التصميميين ما يلي ردًا على سؤال حول ما إذا كانت "نظرية" التصميم الذكي متعارضة مع التطور أما لا: " It depends on what one means by the word "evolution." If one simply means "change over time," or even that living things are related by common ancestry, then there is no inherent conflict between evolutionary theory and intelligent design theory" وترجمة ذلك: "هذا يعتمد على ما نعنيه من كلمة "تطوّر" فإذا كان المقصود: "التغيّر مع مرور الوقت" أو حتى ارتباط الكائنات الحيّة بأصل مشترك؛ فليس هناك تعارض يُذكر بين النظريتين"(انتهت الترجمة – المصدر: intelligentdesign.org) ومن هذا يتضح ببساطة أنَّ التصميميين يتفقون مع أصحاب نظرية التطوّر حول عملية التطوّر نفسها، وكذلك حول مفهوم السلف المشترك الذي يربط بين كل هذه الأنواع. وربما من المفارقات الغريبة كذلك أنَّك كخلقي Creationist تؤمن بنظرية الانفجار الكبير وتدافع عنه، في الوقت الذي لا يعترف فيه الخلقيون أصلًا بهذه النظرية، ونقرأ لهم في موقعهم ما يلي: " Creationism is the theory that man, the earth, and the rest of the universe were originally created rather than randomly exploding from nothingness into chance existence" وترجمة ذلك: "علم الخَلق هو النظرية التى تناقش أن الإنسان والأرض وباقى الكون قد خلقوا فعلياً، ولم يوجدوا بالصدفة نتيجة انفجار من العدم أدى إلى وجود عشوائي"(انتهت الترجمة. المصدر creationism.org)(انتهى الاقتباس) فهو قد وضع نفسه بين فكّي أسد، فالخلقيون يرفضون نظرية الانفجار الكبير التي يُدافع عنها، والتصميميون مقتنعون بالتطوّر والسلف المشترك التي ينكرها، فأين المفر؟ وقد أنبته له هذه الورطة في وقتها، ولكن أصرَّ على المعاندة والمكابرة

التلفيق الثالث: خلال نقاشنا عن أزلية المادة بدأ الأخ Abo Hob حديثه قائلًا بالحرف الواحد: "المادة ليست أزلية: بل العلم الآن يثبت ظهورها فجأة منذ لحظة الانفجار الكبير."(انتهى الاقتباس) وفي الوقت ذاته فإنَّه وضع نفسه في مأزق غريب عندما اعترفه بأنَّه خلقي Creationist وأبنتُ له أنَّ الخلقيين لا يقتنعون بمسألة الظهور المفاجئ للمادة والعالم ولا يقتنعون بنظرية الانفجار الكبير، وقد تم ذكر ذلك في النقطة السابقة، ولكن فقد للإعادة أذكِّر: (أنَّك كخلقي Creationist تؤمن بنظرية الانفجار الكبير وتدافع عنه، في الوقت الذي لا يعترف فيه الخلقيون أصلًا بهذه النظرية، ونقرأ لهم في موقعهم ما يلي: " Creationism is the theory that man, the earth, and the rest of the universe were originally created rather than randomly exploding from nothingness into chance existence" وترجمة ذلك: "علم الخَلق هو النظرية التى تناقش أن الإنسان والأرض وباقى الكون قد خلقوا فعلياً، ولم يوجدوا بالصدفة نتيجة انفجار من العدم أدى إلى وجود عشوائي"(انتهت الترجمة. المصدر creationism.org)(انتهى الاقتباس) ولكنه عوضًا عن توضيح موقفه بطريقة صحيحة، أخذ يُكابر فنجد يقول ردًا على ذلك بالحرف الواحد: "فأنا أوافق بالفعل على ما جاء فيه أنه لم يُخلق شيء صدفة: ولا انفجار من عدم > أدى إلى وجود عشوائي !!!!.. فأين الخلل هنا إذا سمحت ؟!!.. بل الكلام يؤكد ما حاورتك فيه من قبل ولا يعارضه !!!.. ولا أعرف صراحة أستاذ هشام الهدف من ذكرك لأشياء واقتباسات وآراء : هي في الحقيقة حجة عليك لا لك !!.. وأما بالعودة لمسألة الانفجار الكبير : فقد أخبرتك من قبل أنه يمكن الاستدلال علميا عليها - مع مراعاة عدم حرفية وصف الانفجار ولكن: الظهور المفاجيء - ولكنه يستحيل أن نراها كما حدثت - وهذا اعتراف العلماء أنفسهم"(انتهى الاقتباس) ولا أدري أيّ منطق يُمكن أن يُمرر هذه الفكرة: أنا أؤيد ظهور المادة فجأة، ولا أؤيد ظهور المادة فجأة في الوقت ذاته(!) إنَّها حربائية المسلم المعهودة، فقط دعوني أوضح لك موقف الإسلام والقرآن بكل وضوح من نظرية الانفجار الكبير، فهو لا يؤمن بها، بل يُؤمن ويُقر بما يُسمى بفرضية الرتق، ونقرأ في القرآن: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}(المؤمنون:30) وحتى لا أعتمد على فهمي الخاص في تفسير هذه الآية، دعونا نرجع إلى أمهات كتب التفسير لنعرف كيف فهم وفسّر كبار الصحابة هذه الآية، فنقرأ في تفسير ابن كثير مثلًا: "ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقا أي كان الجميع متصلا بعضه ببعض متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر ففتق هذه من هذه فجعل السموات سبعا والأرض سبعا وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء فأمطرت السماء وأنبتت الأرض"(انتهى الاقتباس) ونقرأ أيضًا قول ابن عباس في ذلك: "قال سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة قال سئل ابن عباس : الليل كان قبل أو النهار ؟ فقال أرأيتم السموات والأرض حين كانتا رتقا هل كان بينهما إلا ظلمة ؟ ذلك لتعلموا أن الليل قبل النهار"(انتهى الاقتباس) وجمهور المفسرين متفقون على هذا التفسير، ومن الغريب أنَّ هذه النظرة كانت هي السائدة فعلًا، وهو للعلم مذكور في اللوح التاسع من أسفار التكوين السومرية، ونقرأ:
After heaven had been moved away from earth
After earth had been separated from heaven
After the name of man had been fixed
وترجمته على النحو التالي:
بعد أن انتقلت السماء بعيدًا عن الأرض
وبعد أن فصلت الأرض من السماء
وبعد أن تم الاتفاق على تسمية الإنسان
ويمكنكم الرجوع إلى تفاصيل هذه الأسفار على الرابط التالي: http://www.sacred-texts.com/ane/sum/sum07.htm والشاهد من كل ذلك أنَّ الأديان المسماة أديان سماوية تفترض أصلًا أن السماء والأرض كانتا متصلتين ثم تم الفصل بينهما، وبذلك وُجد الكون، فهي لا تقول أصلًا بالانفجار العظيم ولا تقتنع به.

التلفيق الرابع: من أكثر الأشياء التي أدهشتني حقًا في ذلك النقاش أنَّ الأخ Abo Hob أنكر تمامًا امتلاك الخليّة الحيّة لأي وعي، واعتمد في ذلك على أنَّ الإنسان يخضعها لتجاربه المعملية، ولذا وجهّ إليّ هذا السؤال حرفيًا: "السؤال الآن لك أستاذ هشام : كيف يمكن للبروتينات وللجزيئات التي تتكون من ذرات مادية : لا عقل لها ولا وعي ولا حرية إرادة - لأن الإنسان يُخضعها بسهولة لتجاربه ولقوانينه في معمله"(انتهى الاقتباس) وحاولتُ مرارًا وتكرارًا أن أبيّن له خطأ فهمه للمادة الحيّة والخلية الحيّة، وأنَّ الخلية الحيّة تمتلك وعيًا بنفسها، ووعيًا ببيئتها، وأنّ الرجوع إلى مفهوم الكائن الحي من الناحية البيولوجية الصرفة سوف يُبيّن له خطأ تصوّره؛ إلا أنَّه أصر على فهمه للخليّة بأنَّها لا تمتلك وعيًا، وكانت هذه النقطة فضيحة علمية بكل المقاييس، فلا يُمكن مثلًا أن ننكر وعي الجرذان لأننا نخضعها لاختباراتنا المعملية، وفي النهاية اضطررتُ إلى وضع تعريف الكائي الحي له من خلال موقع الويكيبيديا، فنقرأ ما يلي: "In biology, an organism is any contiguous living system (such as animal, fungus, micro-organism, or plant). In at least some form, all types of organisms are capable of response to stimuli, reproduction, growth and development, and maintenance of homeostasis as a stable whole. An organism may be either unicellular (a single cell) or, as in the case of humans, comprise many trillions of cells grouped into specialized tissues and organs. The term multicellular (many cells) describes any organism made up of more than one cell"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "في علم الأحياء الكائن الحي هو أي نظام حي متجاوز كالحيوانات والفطريات الكائنات المجهرية أو النباتات. وكلها قادرة على: الاستجابة للمحفزات، والتكاثر، والنمو والتطوير، وحفظ التوازن والاستقرار. الكائن الحي قد يكون أحادي الخلية، أو محتويًا على بلايين الخلايا المكوّنة للأعضاء والأنسجة (كما هو الحال في الإنسان مثلًا) ويصف مصطلح (متعدد الخلايا) كل كائن حي مكوّن من أكثر خليتين فأكثر."(انتهت الترجمة) وكذلك جلبت له تعريفًا آخرًا للكائن الحي من موقع متخصص، ونقرأ فيه: " An individual living thing that can react to stimuli, reproduce, grow, and maintain homeostasis. It can be a virus, bacterium, protist, fungus, plant or an animal"(انتهى الاقتباس – المصدر: biology-online.org) وهي تقريبًا نفس التعريف السابق، ومن خلال هذه التعريفات يُمكننا بسهولة اكتشاف أنَّ الفيروسات والخلايا الأحادية هي كائنات حيّة، ومن الغريب فعلًا أن يدعي أحدهم أنَّ الكائن الحي لا يمتلك وعيًا، هذه تعتبر فضيحة علمية بكل المقاييس، ولكن الأخ Abo Hob نزع إلى إنكار وعي الخلية بنفسها، فقط ليُمرر فكرة أنَّ هنالك مُلهم وخالق يهدي هذه الخلية لتفعل ما تفعله، فهي لا تفعل ما تفعله بوعيها ولكن بإلهام من هذا الخالق.

التلفيق الخامس: خلال نقاشنا قلتُ له أنَّه لا يوجد عالم أحياء واحد لا يُقر بالتصميم، ولكنه أنكر عليّ استخدام صيغة التعميم، فقال لي حرفيًا: "وأما عن استخدامك لصيغة الإجماع والتعميم أستاذ هشام في قولك بكل ثقة: "فعلماء الأحياء جميعهم يؤمنون (أو فلنقل "معترفون" حتى لا تختلط علينا الاصطلاحات) بالتطور، وأنَّ الكائنات الحيَّة (بلا استثناء) تطوّرت عبر الزمن من سلف مشترك "" فأقول لك : لا ليس كلهم !!.. فهناك الكثير منهم الذي لا يؤمن بالتطور !!.. ولا الداروينية القديمة ولا الجديدة "(انتهى الاقتباس) هذا الاقتباس تحديدًا يوضح مدى الخلط الواضح لديه بين التطوّر كمفهوم (وهو ما يقتنع به التصميمييون، وبين التطوّر كنظرية. وإذا أخذنا التطوّر كمفهوم فإنَّه لا مشكلة على الإطلاق في التعميم الذي استعملته، فليس هنالك عالم أحياء واحد (فعليًا) يُنكر التطوّر، ولكن يأتي الفارق الجوهري بين التصميميين والتطوّريين ليكون حول "آليات" هذا التطوّر. إلا أنَّ هذا لم تكن المشكلة الوحيدة، بل إنَّه تجاوز ذلك ليقول لي: "بل هناك من العلماء المتخصصين مَن (يسخر) صراحة ًمن التطور ويبين أخطاؤه مثل (اللاديني) ديفيد برلنسكي David Berlinski صاحب الكتاب الشهير (وهم الشيطان) The Devil s Delusion !!.. وكذلك ((الملحد)) توماس ناجيل Thomas Nagel !!.. وكذلك ((الملحد)) جيري فودور Jerry Fodor !!.. وكذلك ((الملحد)) ماسيمو بياتيلي بالمريني Massimo Piattelli Palmarini !!.. بل وهناك موقع كامل على النت : تم تخصيصه منذ عام 2001م لتسجيل أنواع معينة من المختصين بالبيولوجيا والرياضيات إلخ على توقيع اعتراضهم على التطور الدارويني الصدفي العشوائي (الطفرات والانتخاب الطبيعي) !!!.. وهو موقع dissentfromdarwin.org ..! والذي بلغ عدد المسجلين فيه على ذلك الاعتراض 828 دكتورا متخصصا بالإضافة إلى هيئات علمية كثيرة جدا : ومن كل أنحاء العالم تقريبا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنني اندهشت من وجود علماء ملاحدة يسخرون من نظرية التطوّر وطلبتُ منه تزويدي ببعض الروابط الخاصة بهذا الأمر، وقد قام مشكورًا بذلك، وبعد فحص هذه الروابط اتضح لي الآتي: (1) ديفيد برلنسكي David Berlinski نقرأ عنه في موقع الويكيبيديا ما يلي: "David Berlinski (born 1942) is an American educator and author. Berlinski is a Senior Fellow of the Discovery Institute s Center for Science and Culture, the hub of the intelligent design movement. A critic of the theory of evolution, Berlinski is theologically agnostic and refuses to theorize about the origins of life."(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "ديفيد برلنسكي (ولد عام 1942) مربي وكاتب أمريكي. ويعتبر زميل في معهد ديسكفري للعلوم والثقافة وهو مؤسس حركة التصميم الذكي، وناقد لنظرية التطوّر. وهو لاهوتي لاأدري ورافض لنظريات أصل الحياة."(انتهت الترجمة) ولاحظوا معي لكلمة (Theological) والتي تعني لاهويتي، واستصطحبوا معي هذه الكلمة في بقية تعريفه من موقع الويكيبيديا، لنقرأ: " David Berlinski was born in the United States in 1942 to German-born Jewish refugees "(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "ولد ديفيد برلنسكي في الولايات المتحدة في عام 1942 كابن لأسرة يهودية لاجيئة من أصول ألمانية."(انتهت الترجمة) واستصحبوا كل ذلك لتقرأوا معي هذه الكلمات له: " It d be nice to see the scientific establishment lose some of its prestige and power...Above all, it d be nice to have a real spirit of self-criticism penetrating the sciences "(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "سيكون من الجيّد أن نرى المؤسسة العلمية تفقد هبيتها وسلطتها. وفوق ذلك، سيكون من الجيّد أيضًا أن نمتلك روحًا حقيقية للنقد الذاتي لاختراق العلوم."(انتهت الترجمة) ولنقرأ في النهاية هذا التعريف عنه في ذات الموقع (موسوعة الويكيبيديا): " Berlinski is a secular Jew and agnostic"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "برلنسكي هو يهودي علماني ولاأدري"(انتهت الترجمة) فهو يهودي لاهوتي وليس لادينيًا كما زعم، وعمومًا فإنَّ كثيرًا من المتدينين الرافضين لنظرية التطوّر اضطروا إلى التمترس خلف قناعة اللاأدرية أو الشكوكية حتى لا يُفهم نقدهم على أنًّه ذو طابع ديني، وإضافةً إلى كل ذلك فإنَّ كثيرًا من العلماء وصفوا انتقاداته لنظرّية التطوّر بأنَّها مقولات شعبية وليست نقدًا علميًا، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: دانيال إنقبر Daniel Engber ويقول عنه: "Berlinski uses doubt as a weapon against the academy—he s more concerned with what we don t know than what we do. He uses uncertainty to challenge the scientific consensus; he points to the evidence that isn t there and seeks out the things that can t be proved"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "يستخدم برلنسكي الشك كسلاح ضد المنهج الأكاديمي، إنه مهتم بتلك النقاط التي لا نعرفها أكثر من تلك التي نعرفها؛ لذا فإنه يستخدم أسلوب التشكيك للطعن في الإجماع العلمي، فيشير إلى الأدلة غير المتوفرة ولا يلتفت إلى الأدلة المتوفرة."(انتهت الترجمة) وهذا الكلام نشر في مجلة سليت Slate في العام 2008 ووصف مارك بيرخ Mark Perakh انتقادات برلنسكي بأنها مقولات شعبية وليست علمية على الإطلاق مشيرًا إلى أنَّ سجل برلنسكي العلمي لا يحمل أيّ إسهام حقيقي لتطوير علم الرياضيات أو أيّ علم آخر، مما هو متخصص فيه أصلًا، وفقط للمعلومية فإنَّ مارك بيرخ هو أستاذ فخري للرياضيات والميكانيكيا الإحصائية في جامعة كاليفورنيا وله أكثر من 300 ورقة علمية في هذا التخصص. ونجد ويسلي إليسبيري Wesley R. Elsberry عالم الأحياء البحرية يرد على مقولات برلنسكي ساخرًا: " I personally like my at onces to refer to events significantly shorter than ten million years"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "أنا شخصيًا أحب استخدام مصطلح "فجأة" للإشارة إلى أحداث ملحوظة في فترة أقصر من عشرة ملايين سنة."(انتهت الترجمة) وذلك أنَّ كثير من الخلقيين يظنون أن عبارة "الظهور المفاجئ" للكائنات الحيّة مع الانفجار الكمبري، يعني فعلًا ظهورًا مفاجئًا. ودفعة واحدة. وكذلك فإننا نجد توماس نايجل Thomas Nagel وجيري فودور Jerry Fodor فهما يهوديان كذلك وليسا ملحدين، وتوماس نايجل كاتب راتب في العديد من الصحف اليهودية مثل (thejewishweek.com)، وكذلك موقع جريدة أفكار يهودية (jewishideasdaily.com) إذ أنَّ اسمه ضمن قائمة أسماء الكُتاب هناك، أمّا بالنسبة لجيري فودور، فنقرأ على موقع معلومات عن اليهودية (jinfo.org) مقالًا بعنوان: Jews in Linguistics & Language Philosophy "اليهود في اللسانيات وفلسفة اللغة" ونجد في متن المقال ما يلي: "The following lists contain the names of prominent Jewish scholars who have influenced the field of linguistics including the philosophy of language" وترجمته: "والقوائم التالية تحتوي على أسماء ((العلماء اليهود البرازين)) الذين أثروا مجال اللسانيات بما في ذلك فلسفة اللغة."(انتهت الترجمة – المصدر السابق) وأسفل الجملة توجد قائمتين: قائمة قصيرة وقائمة طويلة، واسم جيري فودور ضمن القائمة الطويلة. وهكذا يتبيّن التلفيق في القول بأنَّ هنالك علماء ملاحدة يسخرون من نظرية التطوّر، وهذا كذب صريح لا أساس له من الصحّة.

التلفيق السادس: سرد الأخ Abo Hob قائمة بما أسماها تلفيقات التطوّريين وهي ملفقة في أغلبها، ولكنه وقع في ورطة لا يقع فيها إلا من ليس له دراية فعليًا بالعلوم الأحياء وكشوفاتها العلمية الحقيقة، إذ وجدته يسرد تلفيقًا يتناوله العامة، وحتى على وسائل الميديا العربية التي تأخذ اكتشاف آردي على أنه دحض لنظرية التطوّر، وقد كانت تلك فضيحة مهنية وإعلامية كبيرة في حق قناة الجزيرة الإخبارية، ولقد قمتُ بالرد على ادعاء الأخ Abo Hob كما يلي: "الحقيقة أنَّ نظرية التطوّر تخضع لهجمات شرسة جدّا، من الخلقيين والتصميميين على حدٍ سواء، وتشمل هذه الهجمات كمًا كبيرًا من التدليس وبتر كلام العلماء من سياقه وعرضه على العامة في صورة مُخلة، ولعل من أبرز الأدلة على ذلك، ما أثير حول أُحفوريتي: "آردي" و "لوسي". ففي العام 1994 تم اكتشاف هيكل عظمي لحيوان من الثديات (رتبة الرئيسيات) أو Hominid species يعود عمرها إلى 4.4 مليون سنة، والاسم العلمي للهيكل المُكتشف هو (Ardipithecus Ramidus) ويُطلق عليه اختصارًا اسم (آردي Ardi) وهو كائن أقرب شبهًا للغوريلا، ولكنه أقصر قليلًا، ومن المعلوم أنَّ رتبة الإنسانيات Hominid Species انحدرت جميعها من سلف واحد منقرض (لا يُشبه الإنسان الحالي ولا يُشبه القرود الحالية) ويُعرف باسم (Sahelanthropuc Tchadensis) وتم اكتشافه عام 2002 ويعود إلى ما قبل 7 ملايين سنة. عند الإعلان عن اكتشاف أحفورة آردي، تناولت بعض وسائل الإعلام العربية هذا الحدث، ومنها قناة الجزيرة الإخبارية، وللسخرية فإنَّها استضافت الدكتور زغلول النجار، لتسأله عمّا قد يعنيه هذا الاكتشاف، وللعجب فإنَّه زعم بأنَّ هذا الاكتشاف يُعتبر دحضًا لنظرية التطوّر، وطبعًا هذا الكلام قد أسعد الكثيرين، وربما منهم أنتَ عزيزي أبوحب، وتلقف كثيرون هذا الخبر المشوّه وتناقلوه حتى أصبح وكأنَّه حقيقة علمية مفروغ منها تمامًا، بينما الحقيقة هي أنَّ هذا الاكتشاف يُؤكد نظرية التطوّر ولا ينفيه، لأنَّ هذا الاكتشاف يمثل ببساطة حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة حلقات التطوّر البشري، لأنَّ آردي لا تمت للإنسان بأيّ صلة، فهي تشريحيًا أقرب إلى القردة منها إلى الإنسان. هذا الاكتشاف وضحَّ ببساطة شديدة أنَّ أسلاف البشر ظهروا على الأرض في وقت أقدم مما كان العلماء يعتقدون. ولقد تمت كتابة مقالات علمية كثيرة جدًا عن هذا الاكتشاف، وكلها تجمع على حقيقة واحدة (هذا الاكتشاف يثبت أنَّ هنالك خطأ في التصوّر القديم لتطوّر الإنسان) وتم تحوير هذا المعنى إلى: (هذا الاكتشاف يثبت أنَّ هنالك خطأ في نظرية التطوّر). الأمر تم على هذا النحو فعليًا، ولكن الاعتقاد القديم الذي كان سائدًا جاء أصلًا بعد اكتشاف هيكل عظمي لكائن أيضًا من رتبة الإنسانيات في عام 1974 (وهو العام الذي وُلدتُ فيه) واسمه العلمي (Autstralopithecus Afarensis) وللتسهيل أطلقوا عليه اسم (لوسي Lucy) وكان العلماء يعتقدون أن "لوسي" هي سلف الإنسان المباشر. واكتشاف آردي أبطل هذا الاعتقاد (فقط)، وأضاف حلقة جديدة في تطوّر الإنسان، ولكنه لم يدحض نظرية التطور، وهذا تلفيق واضح جدًا، ويُمكن لك عزيزي أبوحب، أو لأيّ باحث عن الحقيقة أن يقرأ الخبر الأصلي كما هو منشور في موقع مجلة العلوم (http://sciencenow.sciencemag.org/cgi/content/full/2009/1001/1) بعنوان (Ancient Skeleton Many Rewrite Earliest Chapter of Human Evolution) وهنالك مقال جيّد حول الموضوع بعنوان (Ardipithecus Ramdius: An Ancient Human Ancestor Surprise) وستجد المقال على موقع "حول علم الآثار" (archaeology.about.com) واقرأ المزيد كذلك في أيِّ من المواقع التالية: (humanorigins.si.edu) أو (becominghuman.org) ونظرة سريعة على هذه المواقع ستجعلك تعرف حقيقة الخبر وحقيقة التزييف الذي تعرَّض له هذان الاكتشافات العظيمان."(انتهى الاقتباس) وأشكر صديقي شهاب كرار على الايضاحات المهمة بهذا الشأن، فلولا تلك الإيضاحات لما كان لي أن أكشف هذا التدليس.

التلفيق السابع: كنتُ قد ذكرتُ خلال نقاشي مع الأخ Abo Hob اكتشاف تطوّر سحالي Podarcis Sicula والتي تم اكتشاف تطوّرها عن أسلافها، وهو اكتشاف يدعم نظرية التطوّر كليًا، ولكنني صعقت من رد الأخ Abo Hob على هذا الاكتشاف بقوله: "قاموا بعمل تحليل حمض نووي DNA لنوع السحلية في الجزيرة الأولى : والذي وجدوه في الجزيرة الثانية : فماذا وجدوا ؟؟.. وجدوا أنه شبيه به فقط ..؟!! أي مثلا كما تتشابه أنواع الكلاب المختلفة "(انتهى الاقتباس) ولكم أن تتخيّلوا على ماذا بنى الأخ Abo Hob دليله على أنّ الأمر ليس سوى تشابه كالتشابه الذي يوجد بين أنواع الكلاب، لقد اعتمد تمامًا على هذه الجملة التي اقتبسها دون فهم أو دون دراية من موقع الويكيبيديا، لنقرأ معًا: " While mitochondrial DNA analyses have verified that P. sicula currently on Pod Mrčaru are genetically very similar to the Pod Kopište source population"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام ببساطة هي: "بينما أثبت تحليل الميتوكوندريا للحمض النووي أنَّ سحالي Podarcis Sicula الحالية (الجديدة) في جزيرة مكارو والسحالي الأصلي في جزيرة بود كابستي متشابهان جدًا من الناحية الجينية."(انتهت الترجمة) فما كان من الأخ Abo Hob أن فهم هذا التشابه على أنه مجرّد تشابه كالتشابه بين أنواع الكلاب المختلفة(!) وهو يُبيّن مدى الجهل المريع بمفهوم التشابه الجيني أصلًا، ولقد أوضحتُ له هذا الخلط الرهيب الذي قام به، ولنقرأ معًا: "Striking differences in head size and shape, increased bite strength and the development of new structures in the lizard’s digestive tracts were noted after only 36 years, which is an extremely short time scale"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام هي: "اختلافات مدهشة في حجم الرأس والشكل ضاعفت قوة العضَّة وثمت ملاحظة تطور هيكلي في الجهاز الهظمي للسحلية بعد 36 عامًا فقط، وهي فترة زمنية قصيرة للغاية."(انتهى الترجمة – المصدر sciencedaily.com) وهذا الكلام على لسان العالم دنكان إريشيك Duncan Irschick وهو أستاذ في علم الأحياء في جامعة Massachusetts إذن، فهنالك اختلافات، والتشابه الجيني هو شيء آخر لا يفهمه الأخ أبوحب إلا على النحو الذي يُرضيه فقط، دنكان إريشيك قائلًا كذلك: "These physical changes have occurred side-by-side with dramatic changes in population density and social structure"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام: "إنَّ التغيّرات الجسدية حدثت جنبًا إلى جنب مع تغيّرات دراماتيكية (جذرية) في الكثافة السكانية والهيكلة الاجتماعية لهذا النوع."(انتهت الترجمة) فالموضوع ليس موضوع تشابه كما ادعى بل هنالك اختلافات كبيرة بين السحالي الجديدة والسحالي في الموطن الأصلي، والشبه هنا هو شبه جيني. وعمومًا فالمعلومات العلمية لا يُمكن أن نستقيها من الويكبيديا، والتي تقدّم تلخيصًا قد لا يكون دقيقًا، ولنا أن نرجع إلى المراجع العلمية المعتمدة، ويُمكننا أن نقرأ التقرير العلمي الذي نشر عن هذا البحث في موقع The National Center for Biotechnology Information المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2290806/?tool=pmcentrez) فبه معلومات علمية تفصيلية عن هذا الاكتشاف، وكذلك اقرأ عنه في أخبار العلوم (http://www.sciencedaily.com/releases/2008/04/080417112433.htm) فالمسائل تشابه ((((جيني)))) وأرجو أن تكون دقيقًا في تعريف المتابعين بمعنى التشابهات الجينية. وعلى أيّ حال فسواء اقتنعتَ أم لا تقنتع بهذا الكشف العلمي المذهل الذي يُثبت حدوث التطوّر، فهو معترف به من قبل الأوساط العلمية، ولهذا نقرأ في موقع أخبار العلوم: "Results of the study were published March 25 in Proceedings of the National Academy of Sciences. This research was supported by the National Science Foundation and the Fund for Scientific Research in Flanders. Additional members of the research team include Anthony Herrel of Harvard University and the University of Antwerp, Kathleen Huyghe, Bieke Vanhooydonck, Thierry Backeljau and Raoul Van Damme of the University of Antwerp, Karin Breugelmans of the Royal Belgian Institute of Natural Sciences and Irena Grbac of the Croatian Natural History Museum"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "تم نشر نتائج الدراسة في يوم 25 من شهر مارس ضمن وقائع الأكاديمية القومية للعلوم. هذه الدراسة تم دعمها من قبل مؤسسة العلوم القومية وصندوق البحث العلمي في فلاندرز. إضافة إلى أعضاء من فريق البحث من ضمنهم: أنتوني هيرلي من جامعة هارفد ومن جامعة أنتويربن كل من: كاثلين هيوجا وبايك فانهوليدونك، وتيري باكاجو وأخيرًا راؤول فان دام، وكارين بروجيلمينز من المعهد الملكي البلجيكي لعلوم الطبيعة، وإيرينا قرباك من متحف التاريخ الطبيعي الكرواتي."(انتهت الترجمة) ولكم أن تتخيّلوا هذا الكم من العلماء والباحثين الذين يجتمعون فقط من أجل سحليتين متشابهتين(!)

التلفيق الثامن: وقع الأخ أبوحب في خطأ أعتقد أنه قاتل، حيث ساق لي مقطعًا من كلام جاء في كتاب دوغلاس فويتميا، وهذا ما قاله حرفيًا: "حيث يقول - وبكل وضوح - : " إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور : وإما أنها لم تظهر ..!! وإذا لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من قبل عن طريق عملية تحور ما .. وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء " !!.. المصدر - Douglas J. Futuyma, Science on Trial, New York: Pantheon Books, 1983, p. 197 .. أقول : هذا الكلام عن احتمالية الخلق المباشر عندما يصدر من عالم (تطوري) يا أستاذ هشام "(انتهى الاقتباس) وكانت ضربة مدهشة أخرى أتلاقاها في ذلك الحوار الغريب، فالكل يعلم أولًا من هو دوغلاس فويتميا، فهو عالم أحياء تطوّرية مشهور جدًا، كما أنَّه حاليًا أستاذ في علم البيئة Ecology والأحياء التطوّرية في جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك، وهو أحد أشهر التطوّريين، وحاصل على جائزة سيوول رايت Sewall Wright Award من الجمعية الأمريكية لعلماء الطبيعة، ولكم أن تتساءلوا: "كيف يُمكن لعالم تطوّري أن يقول مثل هذا الكلام؟" ولكن سوف لن أعتمد على التخمين والاستنباط، ولكن فقط سوف أبيّن هذا التلفيق المتعمّد، والذي لجأ إليه الخلقييون، ولقد قام الأخ أبوحب بترجمة هذه الجملة: " Creation and evolution, between them, exhaust the possible explanations for the origin of living things. Organisms either appeared on the earth fully developed or they did not. If they did not, they must have developed from pre-existing species by some process of modification. If they did appear in a fully developed state, they must have been created by some omnipotent intelligence"(انتهى الاقتباس) نقلًا من موقع للخلقيين اسمه معهد أبحاث الخلق Institute for Creation Research (ICR) على هذا الرابط: (http://www.icr.org/article/260/) أو ربما من مكان آخر، ولكن ما يهمني هنا هو إثبات التلفيق الواضح للأمر، ولنبدأ أولًا بترجمة الجملة المتقبسة والمنسوبة إلى دوغلاس، تقول الجملة: "بين نظرية التطوّر والخلق استنفدت كافة التفسيرات المحتملة لأصل الكائنات الحيّة. فإمّا أنَّ الكائنات الحيّة ظهرت على كوكبنا متطوّرة بالكامل أو لا. فإذا كانت لم تظهر متطوّرة بالكامل فإنها يجب أن تكوّن تطوّرت بطريقة ما عن أنواع وجدت سابقًا. وإذا ظهرت متطوّر بالكامل؛ فيجب أن تكون قد خلقت بواسطة قوة ذكية قادرة."(انتهت الترجمة) هل يُمكن أن يكون هذا الكلام دليلًا يمكن أن يُستند إليه مثلًا؟ إن الرجل ببساطة يضع التصوّرات المُتاحة من قبل التطوّرين، ومن قبل الخلقيين، وهي فعلًا التصورّات المطروحة، فما الجديد في ذلك؟ فالرجل لم يقل إنَّ التفسير الخلقي هو الأصح، ولكي نعرف إلى أيّ الفريقين يميل هذا الرجل، فعلينا أن ننتبّع كلامه، ولنقرأ في نفس كتاب (Science on Trial) ص174 ما يلي: "How different science is from creationism! Creationists, by their own admission, cannot test their theory. According to Gish, animals and plants “were brought into existence by acts of a supernatural Creator using special processes which are not operative today.”"(انتهى الاقتباس) وترجمة الكلام: "يا للبون الشاسع بين العلم وفرضية الخلق! الخلقيون، باعترافهم، لا يُمكنهم اختبار نظريتهم. ووفقًا لجش (اسم عالم خلقي) فإنَّ الحيوانات والنباتات ظهرت للوجود بفعل خالق خارق استخدم طرائق خاصة ليست مفعلة اليوم."(انتهت الترجمة) ويتساءل بعد هذه الفقرة مباشرة: "إذن كيف يمكنهم اختبار هذه الفرضية؟" ونقرأ في ذات الكتاب ص215: "Creation has no place in a science class because it is not science. Why not? Because creationism cannot offer scientific hypothesis that is capable of being shown wrong. Creationism cannot describe a single possible experiment that could elucidate the mechanics of creation"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام: "لا مكان لفكرة الخلق في الفصول العلمية لأنَّها ليست فكرة علمية. لماذا؟ لأنها لا تستطيع أن تقدّم فرضيات علمية قابلة للتخطيء. الخلقية لا يمكنها وصف تجربة واحدة بإمكانها شرح آلية الخلق."(انتهت الترجمة) هذا هو موقف دوغلاس من الخلقية، فكيف يُمكن أن نقول إنَّه يؤمن بالخلقية؟ ووكتاب (Science on Trial) في أساسه يتناول الرد على مغالطات الخلقيين، وحججهم، ولذا نقرأ عن الكتاب: " A noted evolutionary biologist examines the creation controversy, explaining the fallacies behind the claims of creationists and providing a straightforward interpretation of the theory of evolution"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام: "عالم أحياء تطوّرية ذائع الصيت يعرض حجج الخلق ويشرح المغالطات وراء ادعاء الخلقيين ويقدّم شروحات واضحة لنظرية التطوّر"(انتهت الترجمة) ويُمكن لمن أراد أن يكتب اسم الكتاب ليرى ما قيل عن الكتاب حتى يعرف كيف لا يُمكن بعدها أن نعتقد أنَّ الرجل أقر ولو بطريقة الإيحاء والتلميح بأنَّ فرضية الخلق قد تكون صحيحة أو مقبولة علميًا، فهذا تلفيق لا غبار عليه. وأخيرًا اقرأوا من مقدّمة الكتاب ما يلي: " واقرأ إن شئت في مقدمة الكتاب ما يلي: " Another blow against creationists and that recent coinage, ""creation science.""(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام كما يلي: "ضربة أخرى لفرضية الخلق ووجها الآخر (علم الخلق)"(انتهت الترجمة)


ولهذا فإنِّني، احترامًا لنفسي من الخوض في مثل هذه المهزلة، قررتُ الانسحاب، وأوضحتُ هذه النقاط جميعًا، رغم أنَّ معظم هذه النقاط قد قيلت في وقتها تمامًا أثناء المناظرة، ولكن المُناظر استمر في إصراره على التلفيق، ولم يُقدّم اعتذارًا واحدًا على أيّ من هذه التلفيقات الصريحة والواضحة. أقول الآن: إياكم ومناظرة المسلمين لأنَّ المناظرة سوف تنقلب من محاورة فكرية إلى عمل شاق في تتبع التلفيقات والأكاذيب، وهو بارعون جدًا في ذلك. فاحذروهم.



#هشام_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم من وجهة النظر الدينية
- في الرد على د. عدنان إبراهيم - 3
- في الرد على د. عدنان إبراهيم - 2
- في الرد على د. عدنان إبراهيم - 1
- بين موت المسيح وقيامته
- تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس
- تأملات في العقيدة المسيحية
- عن المسيحية والبالتوك - 6
- عن المسيحية والبالتوك - 5
- عن المسيحية والبالتوك - 4
- عن المسيحية والبالتوك - 3
- عن المسيحية والبالتوك - 2
- عن المسيحية والبالتوك - 1
- لماذا الله غير موجود؟
- في نقد شعار: الإسلام هو الحل
- المادية التاريخية للجنس – 3
- المادية التاريخية للجنس – 2
- المادية التاريخية للجنس - 1
- عنّ ما حدِّش حوَّش
- نقد العبث اليومي(*)


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - لا تناظروا المسلمين حتى ...