أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديانا أحمد - البنادق والعيون السود .. رسالة من صديقة مجندة --- فى رحاب العظيم نزار قبانى















المزيد.....

البنادق والعيون السود .. رسالة من صديقة مجندة --- فى رحاب العظيم نزار قبانى


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


قبل أن أطرح عليكم نثرية الشاعر الكبير نزار قبانى الرائعة المعنونة (البنادق والعيون السود) ، تعليق منى أنا ديانا أحمد عليها ، أقول : ((هكذا تكون المرأة الحقيقية بكامل حقوقها وليخسأ الخاسئون الشرق أوسخيون .. هكذا تكون ، ملكة حاكمة ورئيسة جمهورية ورئيسة وزراء ووزيرة دفاع ، وجندية مقاتلة فى القوات المسلحة ، وبطلة أولمبية ولاعبة جمباز فنى وإيقاعى ، وراقصة باليه ، ولاعبة سباحة وسباحة إيقاعية وتنس ، وممثلة ورسامة ونحاتة ، وحتى راقصة شرقية وإيروتيكية ، وعلمانية حرياتية حقيقية بلا حجاب ولا نقاب ولا حدود شريعة ولا حجب انترنت ولا أزهر ولا إكليروس ولا أحزاب دينية ولا جبهة نصرة ولا تنظيم قاعدة ولا جيش حر ولا إخوانية ولا سلفية ولا صهيونية ولا سعودية ولا خليجية ولا أفغانية ولا باكستانية ولا صومالية ولا سودانية ولا حريرى ولا 14 آذار ولا محمد سادس ولا عبد الله الأردن ولا ربيع إخوانوسلفى. هكذا تكون المرأة الحقيقية بكامل حقوقها وليخسأ الخاسئون الشرق أوسخيون الاخوانوسلفيون أحفاد المغول وولاة أوباما على مصر وتونس وليبيا 2011 و 2012 و 2013 الخ ويحاولون بسوريا)) انتهى تعليقى


ويقول نزار قبانى فى كتابه (الشعر قنديل أخضر)



البنادق .. والعيون السود



( من رسالة إلى صديقة مجندة )



أيتها الصديقة .


الآن تعودين من معسكر التدريب , وأنت كالراية المتعبة , كالزورق العائد من رحلة مجد ..


جلست أدخِّن .. وأتأملك قطعة قطعة .. كما لو كنت لا أعرفك من قبل .



عيناك النقيتان كأمطار ليلة افريقية , قميصك المعقود الأكمام الذي تركت عليه البندقية بقعاً من الزيت أطهر من زيت المعابد .. أطهر من الطهر ..



غطاء الرأس الجامح على شعر فوضى .



لباسك المعجون بذرات التراب , ورؤوس الشوك , ورائحة الأرض .



جوربك الصوفي الخشن , راحتاك الملوثتان بشحم الزناد , حذاؤك الآكل من جبين الصخر يترك على أرض الحجرة قطعاً من طين يابس هي أثمن ما تضمهُ حجرتي من تحف .



أرأيت كيف تنتقل بلادي إليّ . كيف تتحول إلى ذرة غبار على قميص شجاع .



قعدت أتأملك وأنت كزهرة اللوتس الوحشية .. ليس على فمك شيء .. ومع هذا فهو أروع من كل شيء .. ذلك الثغر الراقد كنصف كرزة حمراء .. لا تعرف
من الطعام غير الهواء .. والشمس .. وجيرة العصافير .




قعدت أتأمل حسنك من زاوية جديدة . أنا أمام تجربة جمال لم أمر بها من قبل . لم يمر بها هذا الشرق من قبل .



كانت المرأة في بلادنا قطعة من قطع الآثار .. ليرة ذهبية ملفوفة بالقطن .. تعويذة كتبها شيخ لا يعرف الكتابة . ثم انفكَّ السحر يا صديقي وخرجتِ من قطنك .. من الصدفة الباردة المغلقة . وها أنت تجلسين أمامي أغنية بطولة تقرع نوافذ الشمس .



مضى عهد يا صديقتي كانت المرأة فيه دمية مطاط في يد الرجل يضغطها فتغني , ويزجرها فتسكت .



مر عهد كانت فيه أكبر مغامرة بطولية تنفذها امرأة هي أن تذهب إلى حمام السوق ..



أما سمعت قول أحد الفقهاء (( تخرج المرأة من بيتها مرتين .. مرة إلى بيت زوجها .. ومرة إلى القبر ..))




تأملي هذا المخطط الذي رسمه ذلك السخيف . تأملي هذا البرنامج الجافل الذي وضعه لتنقلك وتنقل زميلاتك .




مشواران فقط .. واحد إلى دار الزوجية .. وواحد إلى دار الأبدية . المهم أن صاحب القول قبر في المكان الذي أعده للمرأة .. وخرجت المرأة من قوقعتها الكلسية .. قفزةً واحدة .. إلى العراء .. إلى ملاعب الرياح والشموس .




أحاول الآن أن أدرس أشواقي من جديد . أن أبحث قضية الحب . حبي لك .



قد تقولين : ما نفع هذا ونحن لم نتغير ؟ هذا خطأ . إنني أشعر بتغيير جذري في لون حبي .. في نكهته .. في طاقته .. في اتجاهه ..



ترى هل تختلف قضية بين حالة السلم والحرب .




هذا سؤال تحرك في جبيني أكثر من مرة .



أنا أقرر أن شيئاً ما قد وقع فأعطى جمالك مفهوماً جديداً وأعطى حبي لوناً آخر ..




إنني معجب مثلاً بهذه الكدمة الصغيرة التي تركها الزحف على التراب فوق مرفقك . معجب برائحة اللاشيء .. نعم برائحة اللاشيء تصدر عن فتحة قميصك المتعب .. بأظافرك التي كسرها قتال الخنادق واحداً .. واحداً .. معجب بما حملت معك من معسكر التدريب من تعب .. وغبار .. وقطرات عرق ..



أعود إلى الكدمة الصغيرة المرسومة على مرفقك... هي حرف مجد يستحق أن يعبد .. إشارة بطولة يصلى لها ..




لم يعد يهمني صفاء البللور في الأصابع الشمعية .. كفرتُ بملاسة الشمع . . أصبحت أبحث عن معنى الأصابع قبل الأصابع .. عن بطولة اليد قبل اليد ..



هكذا هدمت المعركة كل مفاهيمي الجمالية . فلا تستغربي أن أزهد بكل ما تعبق به خزائنك .. من أصفر .. وأسود .. وليلكي .. وأقف ساعات أمام بقعة زيت تركتها بندقية على قميص مجندة من بنات بلادي ...




ماذا ؟ هل غيرت معركة بور سعيد حواسِّي أيضاً .. إن رائحة العطر التي كانت تنسف أعصابي من جذورها في الصيف الماضي لم تعد ذات موضوع . أشياء تزلزل وجودي في زمن السلام لم تعد تفعل بي شيئا ..




وفني , كجمالك , تغير يا صديقتي بحركة داخلية تلقائية .. مدَّ أظافره ونشر ريشه كما يفعل الطائر أمام خطر داهم بدافع من غريزته ..




لقد أخذت القصائد مكانها في الخنادق .. وتحت الأسلاك الشائكة , وحاربت بجميع ما يحمل الحرف من طاقة وقوة تفجير ..




البنادق .. والقصائد .. والعيون السود .. كلها أصبحت فحماً مشتعلاً في ليل المعركة .



فيا صديقتي .. يا ذات القميص المعقود الأكمام .. والشعر والفوضى , والفم المصبوغ باللاشيء .. والكدمة الصغيرة التي تُضَمُّ وتعبد ..


سلامٌ عليك .



1956



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجل الأسود للمشير محمد حسين طنطاوى
- قصة الكاتب ابراهيم الوردانى ومى الصغيرة
- بطلات التنس فى بطولة كندا المفتوحة عبر التاريخ
- الإخوان “المسلمون” فى سوريا نشأة مشبوهة و تاريخ أسود ، بمناس ...
- نص الدساتير الإسلامية الخمسة الشهيرة
- البطلات الأولمبيات فى أولمبياد لندن لعام ألفين واثنى عشر
- تتمة لمقالنا عن ذكور الكيان السعودى والخليج والإخوان والسلفي ...
- حقائق من الويكبيديا الإنجليزية ومنى عن الربيع العربى المزعوم ...
- حمامتك يا مرسى
- ذكور الكيان السعودى والخليج وذكور الاخوان والسلفيين وطمعهم ف ...
- متى نقبل فيلم براءة المسلمين ومتى نرفضه ؟
- رسالتى إلى شيخ الأزهر بمناسبة بيانه الاخوانوسلفى الذى وجهه ل ...
- طنطاوى عميل الإخوان والسلفيين ، معا لحرق الأعلام الدينية الر ...
- كل شئ عن دودة القز .. ذكرياتنا الجميلة عن دودة القز التى لم ...
- مصر العمياء بين المساجد المقلوبة المخيفة كالقبور وضياع كينون ...
- بمناسبة استبعاد عمر سليمان ، حان وقت كشف الغطاء عن جيش الأيد ...
- إنك لن تستطيع معى صبرا.. ما أبشعها من حدود وشريعة ! .. لا لت ...
- لماذا كل هذا الرفض لزيارة المسلمين والمسيحيين للمسجد الأقصى ...
- شم النسيم .. عيد مصرى عريق وأسطورة فرعونية تعزف سيمفونية الح ...
- مطلقة عمرو حمزاوي: كان يعمل مع جمال مبارك..وطموحه للسلطة يدف ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديانا أحمد - البنادق والعيون السود .. رسالة من صديقة مجندة --- فى رحاب العظيم نزار قبانى