أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال ابو شاويش - قوى الاسلام السياسي ولعبة الامم!















المزيد.....

قوى الاسلام السياسي ولعبة الامم!


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شكلت قوى الإسلام السياسي بمختلف توجهاتها ، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون ، إلى جانب قوى اليسار الثوري ، هلعاً وأرقاً مزمناً لأدوات الإمبريالية من أنظمة استبدادية رجعية ارتبطت مصالحها بذلك القطب ... وجاءت معالجات هذه الأنظمة لقوى الإسلام السياسي واليسار الثوري ، على صورة عمليات اجتثاث وإقصاء منظم بما يصاحب ذلك من انتهاكات صريحة لكافة الأعراف والقوانين الدولية الإنسانية. ولأننا هنا بصدد الحديث عن تطور قوى الإسلام السياسي ، التي تتسلح بالأيديولوجيا الدينية ، فلم يكن من السهل على قوى الإمبريالية وأدواتها اجتثاث هذه القوى من المجتمع رغم كل الممارسات القمعية والتعسفية التي اضطرتهم للنزول تحت الأرض لممارسة العمل السري ... ولأن الأفكار لها أجنحة ولا يستطيع أحد منعها من الانتشار والتأثير ، فقد فرخت الحالة القمعية لهذه القوى الإسلامية توجهات جديدة اتسمت بالعنف للدفاع عن وجودها وعن برامجها ، فتشعبت المشكلة وأضيفت تعقيدات جديدة أكثر خطورة أمام القوى الإمبريالية وأدواتها في الدول الإسلامية.
ومن هنا بدأ مفكري وفلاسفة الإمبريالية العالمية وأدواتها في البحث عن تكتيكات جديدة للتعامل مع هذه القوى.
واتخذت التوجهات الجديدة منحى البحث عن مواطن الالتقاء مع هذه القوى وتروظيها تكتيكياً لخدمة المشروع الإمبريالي ولم تتردد قوى الإسلام السياسي في التماشي مع هذا المنحى ... خصوصاً وأن هذا المنحى يخلق لها آفاقاً جديدة للعمل ضد القوى اليسارية التقدمية التي تمثل قوى الكفر أو " السرطان الأحمر " كما يحلو للبعض تسميتها ... وبالفعل فقد أصبحت قوى الإسلام السياسي أحد الأذرع الضاربة في وجه ذلك السرطان المزعوم!
وشوهد هذا النموذج في أكثر من دولة وفي مقدمتها أفغانستان حيث قامت الأنظمة في مصر والسعودية ودول الخليج بإشراف أمريكي أوروبي بتنظيم وتمويل وتسليح قوى الإسلام السياسي لتمثل الذراع الضارب للوجود السوفييتي حينئذٍ.
ومع تآكل عدد من هذه الأنظمة العربية والإسلامية المرتبطة بالمشروع الأمريكي ، وانفضاح أدوارها ، وعدم قدرتها على تحقيق التنمية والإصلاح في مؤسسات دولها ، فقد بدأ المشروع الإمبريالي يتطلع إلى تغيير هذه الأنظمة الباهتة وخلق البديل القادر على تنفيذ مخططاته ومشاريعه في المنطقة وخصوصاً وأن حالة الاحتقان والرفض لهذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى مفاجآت وتخلق وقائع قد لا تساند المشروع الإمبريالي وربما تناهضه بقوة.
ورغم التوجس لدى القوى الكبرى من قوى الإسلام السياسي وعلى رأسها " الإخوان المسلمون" إلا أن رسائل التطمينات التي دأبت هذه الجماعة على إرسالها لهذه اقطاب السياسة العالمية دفعها إلى التفكير باستخدام هذه القوى وذلك لهدفين:
الأول: الوقاية من مفاجآت التغيير وعدم انتظار وقائع ليست في حسابات الغرب ، قد تخلقها ثورات الشعوب التي باتت على الأبواب.
والثاني: وضع هذه القوى الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمون على عتبات الإفساد والفساد عبر استمراء مذاق السلطة والحكم ، وجرها بعيداً عن المبادئ النظرية العامة التي تطرحها من خلال إلزامها بمعايير وقوانين السياسة الدولية بما تحتويه من تفاصيل تضع هذه القوى في حالة من الانفصام الحاد بين النظري والعملي.
وفي فلسطين ( قطاع غزة ) انزلقت حركة حماس – أحد الفروع الرئيسية – للإخوان الملسمين ، إلى هذا المستنقع سريعاً ، وأتيحت الفرصة أمامها لحكم قطاع غزة ، ورغم أنها كانت قد فازت في انتخابات شرعية نزيهة إلا أنه أريد لها أن تقفز على السلطة في وجود حمام من الدماء ، فمن جهة تستطيع حكم القطاع عسكرياً وبقوة ، ومن جهة أخرى يخلق الأساس المادي للانفضاض عن مشروعها وتعريته واسقاطها لاحقاً .
والمتأمل لتفاصيل الوقائع قبل حدوث الانقلاب عام 2007 يمكنه تلمس وقراءة سلسلة طويلة من الإجراءات والترتيبات العملية التي ساهمت في دفع " حماس " للوقوع في هذا الشرك الخطير.
وعلى مدار سبعة أعوام من حكم قطاع غزة عاشت حماس حالة خطيرة من الانفصام الفكري والسياسي بين برامجها المعلنة وممارساتها على الأرض وعلى كافة الصعد فكانت النموذج المبكر والأسرع نحو الانهيار الجماهيري ولتعود – على الأقل – وتنكمش في إطارها الحزبي الصارم ولتفقد الكثير من الشرائح الجماهيرية التي التفت حولها ودعمتها في الانتخابات بعد تجربة حركة فتح الفاشلة ، ولتقدم دليلاً ملموساً على تعقيدات المزاوجة بين المقاومة والسلطة.
وتفتحت ورود ما سمي ب"الربيع العربي" وخرجت الجماهير العربية الثائرة بعد كسر حاجز الخوف التاريخي ، لتعبر عن سخطها على الأنظمة الهالكة التي لم تعد تملك سوى مؤسسات نخرها الفساد وغير قادرة على حمايتها ...
واستغلت قوى الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون ( وهي القوى والحركات الأكثر تنظيماً ) هذه الفرصة التاريخية وأمام صمت الأطراف الدولية وتأييدها الخفي ، لتقفز على السلطة وتطرح نفسها كبديل ثوري عن الأنظمة المستبدة المترنحة.
واستمرت رسائل التنظيمات الإخوانية من مصر وتونس وقطاع غزة وسوريا وبحضانة تركيا ودعم قطري ، تصل إلى الأطراف الدولية التي اطمأنت إلى أن حساباتها تسير في الاتجاه الصحيح والمخطط له.
ويحدث هذا في ظل غياب البديل الثوري وضعفه ... فالقوى الثورية وخصوصاً اليسارية ظلت تراوح في دائرة العجز وغير قادرة على طرح نفسها كخيار ثالث وذلك لأسباب ذاتية وموضوعية كثيرة ومتنوعة ..
ولم تحتاج الجماهير العربية إلى سنوات طويلة لتكتشف عمق الخديعة ولترى بأم عينها الانحرافات الخطيرة في سلوك هذه الجماعة التي توظف سلاح الدين وتستخدمه وفقاً للحاجة ... وليتسع التناقض بين هذه القوى وبين الجماهير وأبرز هذا التناقض طبيعة فكر ومرجعية هذه الجماعة في التعامل مع معارضيها ... القمع والإقصاء والاحتكار ومخالفة كل النصوص السماوية إذا اقتضت الحاجة لذلك ... وتجلى هذا واضحاً في النماذج المتحركة الماثلة أمامنا في فلسطين ومصر وتونس وسوريا ...
وبين الصعود العظيم لقوى الإسلام السياسي وبدء الانهيار والسقوط المدوي لها ، تطور وعي الجماهير في كل مكان واستقر في وجدانها أن هذه القوى لا يمكن أن تمثل البديل الثوري للأنظمة الاستبدادية البائدة وأنها غير قادرة على قيادة الجماهير لبناء أوطانها في إطار من العمل المؤسساتي الحضاري.
وبأن مشروع المستقبل للشعوب العربية لا يكمن في توظيف الدين الإسلامي على طريقة الإخوان المسلمون أو السلفيين أو غيرهم من هذه الجماعات ... فالدين لدى الشعوب العربية والإسلامية هو مكوّن روحاني نفسي تراثي ثقافي مستقر في وجدانها ، وأن توظيفه كسلاح في يد حركات الإسلام السياسي للسيطرة على هذه المجتمعات لن يقود إلا إلى كوارث اجتماعية قد تتوج بحروب أهلية طاحنة وانقسامات خطيرة ستمزق الأوطان وتحيلها إلى كانتونات صغيرة ضعيفة غير قادرة على مجابهة تحديات العصر واستحقاقات الانتماء والتأثير في الأسرة الكونية.



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الشعبية:حصان خاسر في السباق الفلسطيني
- توماهوك الرئيس عباس!!!
- حماس= فتح نيو لوك!!!
- حماس على حد السيف
- في غزة يموت الحب
- نعم للانقسام!
- مجرد صورة.............قصة قصيره
- قصه قصيره
- قصة قصيرة -شروق
- قصة قصيرة-خارج السياق
- قصص قصيرة
- ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين


المزيد.....




- حمم قاتلة من بركان نشط وفيضانات واسعة تضرب إندونيسيا وتقتل 3 ...
- السعودية.. دراسة تكشف عن -دليل غير مسبوق- على أن إنسان العصر ...
- طالبة تصور شجارا بين زملائها داخل مدرسة وتبثه مباشرة.. شاهد ...
- بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد ...
- مصر.. بيان حول زيارة السعودية يثير جدلا واسعا
- احتجاج في جورجيا ضد إقرار قانون يخص التمويل الخارجي لوسائل ا ...
- محكمة ألمانية تصنف -حزب البديل- اليميني كحركة متطرفة ومشتبه ...
- واشنطن تحذر إسرائيل من هجوم برفح يسبب فوضى ولا يحل مشكلة حما ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة ابن عمه
- الإعلام العبري: مخاوف في تل أبيب بعد -تهديدات صريحة- من مصر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال ابو شاويش - قوى الاسلام السياسي ولعبة الامم!