أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علوان حسين - العراق في خطر














المزيد.....

العراق في خطر


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العراق إنه الطوفان . شوارع فاضت بأمطار السماء التي زادت عن حدها هذا العام كما فاضت بناسها الغاضبين الشوارع ُ . خرج الناس أفواجا ً ناقمين على سياسة الحكومة مطاليبن بالتغيير . يبدو إنها الحرب تطل برأسها هذه المرة . الفلوجة خرجت عن بكرة أبيها , الموصل تمور كالبركان وتكريت في حالة ٍ من الغليان . لدينا حكومة مرتبكة لا تعرف ماذا تفعل لتهدأ العاصفة .
لدينا برلمان منقسم ٌ على نفسه , نصفه يهيّج الشارع ونصفه الآخر يناصر حكومة متهمة بالفساد والسرقة والقتل أيضا ً . هنا مظاهرات حاشدة ترفع أعلاما ً مطرزة ً بالنجوم الثلاثة ومظاهرات هناك تشهر أعلاما ً خالية ً من النجوم , وبين الهنا والهناك لدينا أكثرية صامتة صودر صوتها من هذا الطرف أو ذاك . ثمة شعب يتململ وجيوش تتشكل سرا ً وعلانية ً , كأنها البلاد سائرة لحرب ٍ وقودها الناس والحجارة . حرب تُطبخ في عواصم دول الجوار . لدينا أكراد يسعون لدولة ٍ ولو على أشلاء وطن يرونه عدوا ً لهم . لدينا سنة يريدون مُلكا ً مُضاعا ً , يتوقون للحكم ثانية ً ولو على جماجم البشر . أما الشيعة فهم متشبثون بكرسي ٍ مهزوز ٍ ولو ضاع الوطن . الكل يأخذ بالبلاد إلى الهاوية . الأغلبية الصامتة لا أحد يصغي إليها . لا أحد حاول أن يجس نبضها ليعرف بماذا تفكر وماذا تريد ؟ وطن في طريقه للضياع . من يصدق بأن بلادا ً بلا كهرباء أو ماء نظيفة , لا مجاري صحية ولا خدمات . شوارعها تطفو فوقها أكوام الزبالة وفقرائها ينبشون تلال القمامة بحثا ً عن بقايا طعام ٍ أو شيئا ً ينفع في سد رمق الجوع . بلاد تجري من تحتها أنهار الذهب ولا أحد يدري كيف تـُنفق ثرواتها وفي أي الجيوب تصب ؟
لدينا رئيس قضى ثلاثة أرباع ولايته إما مصطافا ً في قصره المطل على بحيرة دوكان , أو مريضا ً في مشافي برلين الأنيقة . لدينا رئيس وزراء أمضى عشرة أعوام من عمر ولايته وهو يحارب طواحين الهواء , مفتعلا ً المعارك مثل دون كيشوت خائب , مرة ً يحارب الأكراد ومرة ً يحارب حلفائه من الأعدقاء السياسين جارا ً البلاد من أزمة ٍ إلى أخرى حتى أوصلنا إلى حافة الهاوية . لدينا زعماء ينتقلون من حبل ٍ لآخر , يتحركون كلاعبي السيرك بخفة ٍ يحسدها عليهم القردة .
لدينا قادة يشعلون النيران ثم يجلسون بإسترخاء ٍ على الأرائك المريحة يحتسون قهوتهم وهم يتفرجون على البلاد وهي تحترق أمام أبصارهم . لدينا قضاة ٌ جُردوا من سلطتهم , باعوها أو قايضوا عليها حتى باتوا لا سلطة لهم لأنهم رهونها للسلطان .
إلى أين تسير البلاد ؟ قلبي عليها يذرف الدمع . مع أية قطرة دم ٍ تسيل لا يبرأ أحد ٌ نفسه ويرمي اللوم على الآخر , الكل مسؤول والجميع مشتركون في الجريمة إن حدثت لا سامح الله . أكاد أرى المذابح تلمع على رؤوس حراب كلماتكم التي تتشدقون بها في نوبات هذياناتكم . يكاد المرء يتعثر برأس ٍ هنا أو جثة ٍ هناك في زاوية ٍ من طريق كلما أطل أحد منكم برأسه من شاشة التلفزيون .
يا مالكي ويا علاوي يا برزاني يا نجيفي , يا مقتدى ويا عمار ويا صالح المطلك , ويا نواب البرلمان الذين مع والذين ضد الحكومة , كفاكم إستهتارا ً بمشاعر الناس . قولوا لنا ماذا تطبخون وماذا تعدون لنا في الخفاء . نريدكم واضحين شفافين وأنتم تقودننا إلى المذبحة . لكن أعلموا بأن بلادنا ليست غنيمة لكم , ومصائرنا ليست رهنا ً بأمزجتكم الدموية . شعبنا ليس قطيع غنم ٍ تسوقونه للذبح متى ما شاءت لكم رغباتكم وأهوائكم ومصالحكم . أفيقوا , نراكم وأنتم تشحذون سكاكينكم لتحزوا رقاب الأبرياء . أيديكم ملطخة بدم أحلامنا . كفاكم تروعون البلاد وتزرعون الرعب في قلوب العباد . تنظرون إلينا وكأننا رهائن أو أسرى حرب ٍ وأنتم القراصنة . ياسادة إلى أين تأخذون البلاد ؟ أقول لشعبي , متى نستعيد وطننا من بين مخالب القتلة ؟
كاتب من العراق



#علوان_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد أهل الأنبار ؟
- سلمى حايك - بهاء الأعرجي والشفافية
- الشاعر والجلاد


المزيد.....




- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علوان حسين - العراق في خطر