أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم ياغي - سحر كانون الاول














المزيد.....

سحر كانون الاول


مريم ياغي

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


في احدى الليالي الحريرية من ليالي كانون الأول، جاءني طيفٌ رقيق الحضور مخملي الملمس، جاب مخيلتي ذهاباً واياباً مرات عديدة، فطاف ذكره على سطح كل الذكريات المخمّرة، حتى كدت انسى كل شيء ماعدا سحره...
همس في أذنيّ برقّة اميرٍ فاتن وشجاعة فارس مقدام، انسابت بضع كلمات حسبت انها الحقل المعجمي لشتات مشاعري وقد اجد فيها ايضاً جمع اشلاء روحي المتناثرة....
بلحيظات قليلة قرر الطيف وخز افكاري المتنفخة، علّ تبعثر الأفكار يجعلها تتكلم عن نفسها لو انا صممت على احتوائها في عالمي المجهول...
فأصابت وخزته نقطة المحور حتى أعلن المجهول الخفي انشقاقه عن عالمي ليلتحق بعالم الطيف المنتظر منذ الازل...
وكأي التحاق بعالم جديد كان عليّ اجتياز اختبار يؤكد تمكني احتواء هذا الطيف بقدر ما سيحتويني بنفسه!! سؤالين عليّ ان اخط اجابتهما بحبر القلب المتخمر بلذة الحب... هما اقرب من ان اتوقع طرحهما وابعد من ان اتجرأ على حلّهما...
فبعد ان طاف في قلبي طواف كل السنين التي خلت منه حتى حسبته عمري، وبعد ان جال سحره بين مسامات بدني الذي اضحى يتنفس حبه، وبعد ان تفقّد بخفّة نبضات قلبي الصاخبة بحضوره ولوّن بمهارة اوردتي المتيبسة بالاحمر الجوري حتى التهبت شرايني بسيل بركاني اللون والحرارة... بعد كل ذلك سلّمني اسئلة الفحص: "بماذا تشعرين؟؟؟ وبماذا تفكرين؟؟"
اي اختبار هذا لخرّيجة من جامعة قلبك، اجتازت ما اجتازته حتى اصبحت على مكتب التدرج بين احضان كانون الأول؟؟؟

كانون اﻷول.... اعشق نسماته الباردة التي تلامس باطني فتقلبه ظاهرا على وجنتي بلون جوري مخملي الملمس...

كانون الأول... اه من أيامه ومن لياليه ومن ساعاته ومن كل لحظاته...
انه الحنين، يجوب كل كياني فيزيد شغفي ويؤججه توقاً الى ليل هادئ كنسمة ملائكية، وناعم كلمسة طفل...
إنه احتلال الذكريات البنفسجية لحاضري الربيعي المزهر، ومع هذا اعلن استسلامي راغبةً لإجتياح الشوق لأمسيات كانون الأول...

كانت أمسية مخملية!!! ملهمي ذات ليلة زارني في زنزانتي القديمة، وطرقت كلماته العذبة بأحرفها الملتهبة على القضبان العتيقة الصدئة. تكسرت القضبان وتحلل الصدأ وعاودت العجلات دورانها الأسطوري...عاد القلب يصدح بالنبضات والعروق تضخ الأحمر المتخمّر إلى الوجنتين الظمآنتين...ذاب الجليد في متجمِّدي الشمالي وفاض البريق من عينيَّ ليقولها دون استئذان ويكشف السر...

كانون الأول...أمسياته الشتائية التي يلفها الحنين الى كل ما هو جميل، تعيد الى مخيلتي روائع الخلق في نهاراتك ذات المتنقاضات الساحرة... ثلجٌ يغطي التلال الشامخة، ورذاذ المطر ينهمر بايقاعٍ موسيقيّ صاخب ٍ على النوافذ الزجاجية، وشمسٌ برّاقة تنثر خيوطها الذهبية فوق السهول المفتونة بذلك الشعاع الذهبي، وقوس قزحٍ يطل بثوبه الزاهي من بين الأشجار المسنة والجبال المتباهية بثوبها الابيض كعروس في ليلة زفافها...

انه سحر كانون الأول...

فخلافاً لكونه الشهر الأخير من كل عام، فإن عامي يبدأ ببدايته، وسنين عمري تزداد بمروره ...
كانون الأول... في كل عام يزداد سحره في نفسي، ويوم بعد يوم بل لحظة تلو الأخرى أكتشف عظمة هديته التي تركها لي قبل ان يمضي منذ سنين قليلة، ويتبعها برسالة الهية خُطّ عليها بماء الجنة " هي لك منذ الأزل ، ومباركة لك الى الأبد" ...



#مريم_ياغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطهاد المرأة- المساءلة تمهيداً للثورة
- خاطرة العطاء
- خاطرة الشهامة
- خاطرة الوقت
- محتضرٌ... ولكن
- سأصنع قدري
- مذكرات مجنونة
- خاطرة الوحدة
- --تختلج في نفسي خاطرة--
- رحلة الابجدية


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم ياغي - سحر كانون الاول