أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس ساجت الغزي - عراقيون معاً .. تجمعنا الروابط المشتركة والمصير الواحد














المزيد.....

عراقيون معاً .. تجمعنا الروابط المشتركة والمصير الواحد


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



امتاز العراق على مر العصور بمكوناته المتعددة ، بأطيافنا.. قومياتنا ومذاهبنا تجمعنا في عراقنا مقومات هي أساس تكويننا في المجتمع ، ارض العراق بترابها وثرواتها ملك لنا جميعا هي الوطن و قدرنا أن نعيش ونموت فيها وهي أساس قيام المجتمع الذي نفتخر أن نكون نواته وبذرته الصالحة التي تحفظ وحدته وتماسكه وديمومة قوته .
ولنا حضارة هي انعكاسات ثقافتنا على مر العصور فيها أجدادنا صنعوا المجد والخلود ونفتخر بأنهم الوجه المشرق للعالم ، ومن حضارتهم تعلم الإنسان الكتابة وفي طينتهم خطوا الحرف الأول في سومر لينير العالم بنور المعرفة ، وخطوا على حجر الديوريت الأسود في بابل مسلة سميت باسم مشرعها الملك حمواربي الذي أدرك أهمية معالجة جميع شؤون الحياة ، وأول من سنَّ القوانين التي تحفظ واجبات الإفراد وحقوقهم في المجتمع .
وتاريخنا المشترك الذي صنعناه بملاحم الفكر والعزيمة في تحقيق المنجزات التي كانت منهل للأجيال ودروس في العمل والصبر والعزيمة والإصرار ، والتي ضربت أروع الصور في الوحدة والتآخي في صد العدوان والحفاظ على الأرض والحضارة والموروث وتوحيد المشاعر والعواطف لما لها من دور مهم في الوحدة الوطنية .
وتربطنا مصالح وأهداف مشتركة فنحن جسد واحد في توادنا وتراحمنا ولي في الحديث حكاية حدثت معي ، ذات يوم كنت اعمل مراقب عمل ( فورمن ) في شركة مقاولات تعمل على مد طريق بين محافظتي ذي قار وبغداد ، وكان يعمل معنا مقاول من مدينة الانبار الحبيبة وهو يملك العديد من آليات الحدل ولديه سيارة صالون خاصته نوع مارسيدس موديل حديث في وقتها ، وفي احد الأيام والوقت كان الظهيرة كنا في موقع العمل قرب ناحية الغراف وحضر المقاول بسيارته وأوقفها على الكتف الترابي من الطريق ، وترجل نحونا فتجمعنا حوله وكنا سبعة أفراد في موقع العمل من مربع الطريق ، وإذا بسيارة مسرعة متجهة نحونا كانت نوع نيسان صالون توقفت ونزل منها أشخاص مسلحين ملثمين عدد أربعة من غير السائق الذي بقي جالس في السيارة وهو يصوب مسدسه نحونا .
صرخ احدهم علينا وهو يصوب بندقيته .. أين المقاول ؟ خيم السكون علينا ولم نتفوه بكلمة ، كرر السؤال وهو ومن معه يصوبون بنادقهم على صدورنا .. فلم يتكلم احد منا ، أعاد السؤال بصيغة أخرى لمن هذه السيارة ؟ لم نتكلم .. فأطلق رصاصات على الأرض تحت أقدامنا وهو يصرخ .. أين مفاتيح السيارة ؟ وإلا قتلتكم جميعا .. فرمى المقاول المفاتيح على الأرض ، التقطهن احد الأشخاص الملثمين وصاح على الأخر خذ المفاتيح وادر محرك السيارة ، وأدار بوجهه نحونا وأشار إلى المقاول .. تعال هنا يبدو انك المقاول ، سحبنا الرجل خلفنا وكنا درعا له ، فأطلق الملثم عياران في الهواء .
كنا ننخفض إلى الأرض لتجنب الإصابة ، وإذا صوت بقوة من قرب سيارة المقاول .. ارموا أسلحتكم جميعا وإلا قتلت صاحبكم ، نظرنا وإذا بسائق صهريج الماء الذي يعمل معنا يمسك بالشخص الملثم الذي اخذ المفاتيح ليقوم بقيادة سيارة المقاول وهو يصوب المسدس نحو رأسه .. ويعيد ارموا أسلحتكم أو اقتل صاحبكم ، فقال له احد الملثمين .. سوف نقتلك ، فأجابهم بثبات وقوة نموت جميعا ولن يخرج احد منا حيّ ، كان صراع بين الموت والحياة في لحظات توقفت فيها القلوب ألا من الدعاء والتوسل لله بالخلاص من المأزق ، فصاح احد الملثمين أن تركت صاحبنا نأخذ السيارة فقط ونترككم بأمان وهذا وعد ، فصاح عليهم لن تأخذوا أي شي ألا وأنا ميت ، صاح بهم احدهم أن الوقت يداهمنا يجب أن ننسحب .
فأشار من يبدو انه كبيرهم إلى صاحبنا .. نترك السيارة وتعطينا الأمان بان نرحل دون إصابات أو نقتل جميعا هنا ولك الخيار الأخير ؟ فقال صاحبنا لهم : لكم الأمان اركبوا سيارتكم وسوف أطلق سراح صاحبكم حين تصعد سيارتكم على الطريق العام ، صعدوا سيارتهم وهم يصوبون بنادقهم نحونا وجهة صاحبنا حتى الطريق ، فأطلق صاحبنا سراح الرجل الملثم بعد أن فك لثامه عنه وقال له سوف أجدك لن تضيع عني ، فأسرع الرجل مهرولا نحوا جماعته وركب السيارة وانطلقوا وهو يتوعدون بأنهم سوف يرجعون للانتقام لكرامتهم المهانة .
عانقنا بعضنا بدموع الفرح للنجاة ، وسألنا صاحبنا وهو فرحاً يلوح بلثام قطاع الطرق تعبيرا لنشوة النصر من أين لك المسدس ؟ فأجاب بان عمله في العراء وذهابه إلى مناطق نائية لجلب الماء يتطلب منه الاحتفاظ بالسلاح ، وكان أكثرنا بكاء أخينا المقاول وقال بالحرف الواحد : لو كنت بين إخوتي ما فعلوا لي ذلك .. وسوف أكافئكم بما تطلبون من المال ، ضحكنا لسذاجته وقلنا له نحن أبناء وطن واحد وروابط مشتركة ويجمعنا مصير واحد وهذا واجبنا اتجاه بعضنا ولدينا الغيرة العراقية الواحدة . فذكر أن نفعت الذكرى .



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروس الحرية والأسرة الصحفية وجه العراق المشرق
- عجيج الرياح الصفراء وضجيج الأقزام
- المواطن العراقي بين شحة مفردات البطاقة التموينية وسطوت الوكل ...
- قناة الفيحاء والمفوضية العليا والديمقراطية في العراق الجديد
- الصحافة والرياضة في المقدمة ..فاشهد ياعراق
- عماد عبد الامير الرحيل المؤلم والذكرى العطرة
- صفات الأنموذج الصالح بين الوهّم والحقيقة
- الدرس الأول من حكايات جدتي
- طالب الحسن الأديب المخضرم والسياسي الحكيم
- الاعلام العراقي ونقابة الصحفيين صوت ومسؤولية
- الف صمود في ليالي وفصول العراق الجديد
- مؤيد اللامي متن الملقى في انجازات النقابة
- الشباب العربي بين الغزو الثقافي والمسؤولية الأخلاقية
- القوارير بين الرفق والقلوب المريضة
- نشيد الخلود
- العرب والصحوة
- تظاهرة التيار الديمقراطي في ذي قار نموذج حضاري
- انا وامي والاجهزة القمعية
- ثورات التغيير واقع ودروس
- اطفال العراق وظاهرة العنف


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس ساجت الغزي - عراقيون معاً .. تجمعنا الروابط المشتركة والمصير الواحد