أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - عشاق البحر (قصة قصيرة)














المزيد.....

عشاق البحر (قصة قصيرة)


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


يسير ذهابا وإيابا ..يستنشق رائحته الشهية، التى تبعد اشباح توتر واكتئاب تناوشه من صباح يوم بدا ثقيلا ومزعجا.. يخرج زفيرا بطيئا متقطعا من بين شفتيه، بعد أن يحبس شهيقه حتى تمتلئ رئتيه بهواء مشبع باليود والأكسجين .. بينما على حاله .. لمح بطرفه عربة قد توقفت أعلى التلة الرملية حيث ربط حصانه البخارى..عندما اقتربت قدماه المنغرستان فى رمال ناعمة طرية .. و اصبح بمحاذاته ،وإذ بفتاة يافعة ممشوقة القوام تتهدل خصلات شعرها فينساب من اسفل منديل رأسها، تلاعبها نسمات ريح حانية، بالرغم من سطوع ودفيء شمس نهار متميز من يناير تترجل من تلك العربة .. تعانق بكفها شابا بشعره الكثيف الأسود وبملابسه الانيقة ..تجاوزهما بمشيته المسرعة ..كان بين الفينة والأخرى يبسط ذراعيه بمحاذاة كتفيه ويحركهما الى اعلى و الى أسفل معبئا صدره بهواء حتى ينتفخ كبالونا تضيق به ضلوعه، قبل أن ينفثه ببطيء من فمه.. فيحس براحة واسترخاء يبحث عنهما منذ استيقاظه هذا الصباح بمزاج عكر .. وهواجس من ذكريات تتساقط عليه تباعا يحاول ابعادها دون جدوى .. فسارع دون تردد نحو ملجأه الوحيد فى مثل هذه الحالات ..هذا الازرق الممتد كعادته الى مالا نهاية .. متلاطم الموج بزبده الابيض .. لكنه يخلو من رواده وعشاقه على مر الازمان فنحن فى منتصف يناير ..إلا من بضع هواة صيد الصنارة ، يتراءون من بعيد بجانب كتل صخرية خضراء معشوشبة بريم البحر...
التفت ساقاه تساعده حركة من ذراعين منبسطتين بانفراجة كاملة .. وبحركة بهلوانية متعمدة عاد ادراجه من حيث انطلق ..اقترب شيئا فشيئا، حتى اصبح بمحاذاة حصانه البخاري وما تزال جاثمة على مقربة تلك العربة التى ظهر لونها الرصاصى بوضوح ..جال ببصره يتفحصها من داخلها.. فلم يكن هناك اثرا لأحد ؟ وحيث الشاطئ الممتد من حوله يداعب أحزانه على عشاق قد غابوا عنه، وتركوه وحيدا، مما زاد من حيرته وفضوله ، فقد تذكر احد المشاهد لتلك الافلام الخيالية ..ثم اختفت بلمح البصر ابتسامه حاولت أن تخرج من بين اسنانه فلم تفلح...
التقط مفاتيح موتوره من جيبه وهم بتجهيزه للانطلاق .. لكن شيئا ما جعله يتمهل قليلا فسار بضع خطوات يتفحص الشاطئ البكر لآخر مرة بفضول ادهشه على غير عادته..وبحركة لا ارادية لطم جبهته بكف شماله حين لاحظ خيمة اسفل التلال الرملية وعلى الجانب الاخر منها وقد اغلقت جميع منافذها...فأدار موتوره بهدوء وخبرة فلم يسمح بخروج ضجيجه المعتاد متسللا من المكان كى لا يزعج عشاق البحر..وما إن ابتعد بمسافة حتى ركن جانبا وبيساره التقط خوذته واعتمرها بإصرار وقد لمعت عيناه و اوقدت بريقا .. فقد مضى عليه زمنا لم يضعها على رأسه كعادته.. لكنه فى هذه اللحظات، ومع استيقاظ ذكرياته الممتدة عبر اكثر من عقدين ، وعلى امتداد طريق الساحل .. قرر أن يسابق الرياح، ممتطيا جواد حريته !.



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتان قصيرتان جدا
- اعتبارات سامية لانطلاقة الثورة 48 .
- الانطلاقة 48 فى محررة نتساريم.
- أبناء فتح فى غزة لا تستوقفكم (ارض الكتيبة ).
- انشودة فرح ( قصص ق.ج )
- شاهدناه يرفرف هناك خفاقا.
- مسرحية (ق.ق.ج)
- توفيق..لروحك سلام .
- قصص قصيرة جدا جدا
- مرايا متشظية ( قصص.ق.ج )
- أقنعة بشرية ( قصص .ق.ج)
- طلب (ق.ق.ج)
- النصيرات تباع الطفولة باستثمار بخس ! بقلم : زياد صيدم
- مرحبا بالحقيقة وتبا للمنافقين أبا عمار.
- زنانة ! (قصص.ق.ج)
- البزنز و استمرار نكبة فلسطين.
- عمر سليمان الأفضل في هذه المرحلة
- إلى المدعو إبراهيم حمامى.
- أقوال الجماهير في المصالحة المتعثرة (5 ) الانفجار !
- القاهرة لا تحسم التناقضات الفلسطينية فهل نتجه الى ايران؟اقوا ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - عشاق البحر (قصة قصيرة)