أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل العدوان - الدين السمح














المزيد.....

الدين السمح


نبيل العدوان

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 09:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثناء متابعتي لاحدى الفضائيات العربية الاخبارية لفتني خبر جاء من لبنان وتحديدا من شمال لبنان مدينة طرابلس ذات الاغلبية المسلمة, وباختصار شديد ذكرت هذه القصة عن اعتداء شاب مسلم على كاهن كنيسة حيث انهال عليه بالضرب لكن الاهم من الحدث بحد ذاته وعلى الرغم من روعته واستنكاري الشديد له ان الكاهن رفض رفع مذكرة والادعاء لدى اجهزة الامن لمقاضاة هذا الشاب المعتدي واكتفى بقدوم هذا الشاب الى الكنيسة وتقديم الاعتذار له على ما قام بفعله وهذا فعلا ما حصل حيث حضر الشاب بصحبة والده الى الكنيسة وقدما الاعتذاروانطوت الصفحة وكله تمام وصافي يا لبن كما يقال بالعامية

استوقفتني هذه القصة لسبب بسيط جدا وهو ان الدين السمح او الذي يدعي التسامح والمحبة هو من اعتدي على الاخر وان رجل الدين المسيحي هو من اظهر التسامح والمحبة وهذه ليست المرة الاولى واذا عدنا بعقارب الساعة الى الوراء ونستذكر قصة الشاب التركي الذي اطلق الرصاص على قداسة بابا الفاتيكان يوحنا بولس وكيف ان البابا ذهب الى السجن لزيارته فيما بعد حيث يحتجز الشاب التركي وكيف اعتذر للبابا وما كان من الاخير الا ان سامحه . هذه الاحداث والوقائع تظهر بوضوح الجهة المعتدية وتظهر بوضوح الجهة المعتدى عليها و اي من الديانين هي المتسامحة

اتساءل الان كيف لو قلبنا سيناريو الشاب اللبناني المسلم الى شاب مسيحي اقدم على ضرب شيخ جامع فهل من احد يريد ان يتخيل او يتكهن ردة الفعل وماذا كان سيحصل طبعا هذا سؤال فرضي لكن بالتاكيد ان ردة الفعل لن تكون ولن ترقى الى درحة التسامح التي اظهرها الكاهن وبالتاكيد ان ردة فعل السيناريو الثاني ستكون مصحوبة باعمال عنف وانتقام وقد تتطور وتشعل فتيل حرب طائفية او تؤدي الى عواقب كارثية.

حاولت جاهدا ان اجد الاسباب التي تجعل المسلم يتصرف على هذا النحو وبنفس الوقت حاولت ان اجد الاسباب التي تدفع المسيحي على التصرف على هذا النحو ايضا فكان من الضروري العودة الى التعاليم والنصوص بحد ذاتها علني اجد جوابا اذا كان هناك تاثير من هذه التعاليم على كيفية تصرف الفرد فاستحضرني ان المسلم يتبع تعاليمه التي تدعو الى " العين بالعين والسن بالسن " وهذا دليل كافي وقاطع ان عنصر الانتقام او عدم التسامح هو محلل من قبل الدين بل هو يشجع ويروج له كمبدا من مبادئ العقيدة اما بالنسبة للمسيحية فبعد مراجعة التعاليم والنصوص فقد اظهرت وبوضوح ان تعاليم السيد المسيح كانت تدعو الى التسامح والاثبات على ذلك قوله وهو على الصليب "ابتي اغفر لهم لانهم لا يعلمون ما يفعلون" وهذا ليس بدليل ضعف بل دليل قوة وقدرة على التسامح وقد لفتني ان الكثير من المسلمين يستهزئون من هذه المقولة . وهناك مقولة اخري للسيد المسيح اثناء موعظته على الجبل عندما قال لاتباعه " من لطمك على خدك الايمن فحول له الايسر" وهذه المقولة ايضا تحظى بكثير من الاستهزاء من قبل المسلمين لانه ليس لديهم القدرة لاستيعاب مبدأ التسامح الى هذا الحد ويعتبرونه نقطة ضعف لكن حقيقة الامر ان هذه اشارة ودليل قاطع ايضا ان السيد المسيح كان يدعو الى التسامح ومن هذا المنطلق يمكن استخلاص ان اتباعه وتحديدا هذا الكاهن كان يطبق تعاليم ديانته واقوال السيد المسيح.

من خلال هذه المقارنة بين الديانتين ومن خلال مراجعة النصوص اصبح من الواضح ويمكن الاستخلاص والاستنتاج ان تصرفات الافراد هي تعكس التعاليم اي ان مصدر هذه التصرفات يعود للنصوص والتعاليم ولا يوجد هناك ادنى شك او اي شيء يثبت عكس ذلك.

قد يعتقد البعض بعد قرائة هذه المقالة بانها مقالة تبشيرية وهذه لن تكون المرة الاولى التى اتهمت فيها بالتبشير مع العلم اني كنت واضح بمعظم مقالاتي اني لا ابشر ولست من مناصري اي عمل تبشيري لكن هدفي الاول والاخير هو اجراء هذه المقارنة خصوصا وانها تنعكس وبشكل مباشر على تصرفات الافراد وكيفية التعاطي من خلال المجتمع.



#نبيل_العدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الجنون والارهاب
- الانسانية على الطريقة الاسلامية
- عام 2012 في سطور
- العالم الاسلامي وحقوق المرأة
- انتصارات الهية ام انتصارات وهمية؟
- المجتمع الاسلامي في القرن ال21
- اعصار ساندي,عقاب لاميركا؟
- رحلتي الى الجنة
- جهاد علاونة حقيقة ام خيال؟
- الاخوان صناعة امريكية
- الاسلام والشذوذ
- زواج محلل ام دعارة؟
- سحر العيون
- اين الانسانية بالاسلام؟
- لماذا النفاق؟
- بطولات الدول الاسلامية باولمبياد لندن 2012
- كلبة جارتنا
- الصدق والامانة
- لماذا يضطهد الرجل المسلم المرأة؟
- ميركا الجمهورية الاسلامية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل العدوان - الدين السمح