- ساعة الصفر-

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شاهدت سبعة حلقات تقريبا من برنامج " ساعة الصفر " الذي بدأ مؤخرا باعداده وتقديمه الاستاذ ياسر عبد الحسين مدير مركز بلادي للدراسات والابحاث الستراتيجية على شاشة قناة بلادي الفضائية ، وهو البرنامج الذي سبق ان اعده الدكتور علي السعدي وطرح مواضيع اتسمت بالجراءة والاثارة والتحليل الستراتيجي حتى ان الدكتور اخبرني بان السفارة التركية طلبت نسخة من احدى حلقات البرنامج التي كانت تتحدث عن الصواريخ البالستية حينها.
ولقد شاهدت الحلقات السبعة التي تحدثت عن حرب غزة الاخيرة والدور القطري في المنطقة وقوى الاسلام السياسي والدور التركي الجديد وازمة الاعلان الدستوري الاخيرة في مصر , و الازمة السورية وتعيين تشاك هاغل لمنصب وزير الدفاع الامريكي.
" ساعة الصفر " تجربة يقل نظيرها في الفضائيات العراقية التي تفتقر لهكذا نوع من البرامج التي تقدم تحليلا ومناقشة للشان العربي والدولي وتستضيف مسؤولين وكتاب وباحثين عرب واجانب،فاغلب الفضائيات العراقية اليوم لاتعير ادنى اهتمام للملف العربي والدولي حتى في نشراتها الاخبارية فضلا عن البرامج السياسية رغم سخونة وتطورات الوضع العربي والاقليمي، فيما لانزال نشاهد " العربية "و " الجزيرة " لمتابعة الشان العراقي.
لقد كان امام الفضائيات العراقية فرصة مهمة للعب دور في احداث المنطقة وتوظيفها لصالح العراق وسياسته الخارجية ، لكن ادلجة الفضائيات ومصادر تمويلها المشبوهة وقلة الخبرات والكفاءات الاعلامية فوت هذه الفرصة ، وبقيت وسائل الاعلام تعيد انتاج ما تطرحه الفضائيات العربية والاجنبية دون ان تساهم في صناعة الخبر والبحث عن المعلومة .
ولعل البرنامج بالرغم من الكثير من الملاحظات عليه الا انه يمثل فتحا مهما في هذا المجال ونتمنى ان يعمل القائمون عليه على تطويره وفتح الافاق امامه وتحريره من الخطوط الحمراء وتغليب طابع المهنية والبحث العلمي عليه . وارتائينا هنا ان نقدم مجموعة من الملاحظات حول البرنامج وهي :
اولا : اسم البرنامج ( ساعة الصفر ) يعطي طابعا عن خفايا او اسرار او طرح ملفات ساخنة ، لكن ما شاهدناه ان البرنامج بقي "كلاسيكيا" كبقية البرامج ففي حلقة حرب غزة لم يتطرق البرنامج الى اسرار اندلاع الحرب في هذه الفترة حيث الازمة السورية تتفاقم .وهل من اياد خفية ساهمت باندلاع تلك الحرب لحرف انظار الراي العام عن سوريا ، ومالذي استفادته ايران من حرب غزة وماذا اضاف لرصيدها الشعبي ؟ كذلك في ازمة الاعلان الدستوري في مصر فلم يناقش البرنامج خفايا الازمة وعلى سبيل المثال ماطرحه الرجل الثاني في اخوان الاردن الدكتور ارحيل غرايبه من سيناريو يفيد بتنفيذ انقلاب قانوني على الرئيس محمد مرسي . والدور الخليجي وسر الاهتمام اللافت للاعلام الخليجي للازمة ؟ فيجدر بالبرنامج ان يخرج من اطار الكلاسيكية في التحليل والكلام الاستهلاكي وان يحاول تقديم قراءات مستقبلية وستراتيجية .
ثانيا : كنا نتمنى من البرنامج ان يتجاوز الوجوه التي اعتاد عليها المشاهد العراقي التي لاتجيد سوى الصراخ والتهجم دون اي ان يخرج منها المشاهد باي معلومة مفيدة . ثم انهم اصلا يفتقرون لمقومات تحليل المشهد السياسي العراقي فكيف بالمشهد العربي والاقليمي ؟! وهنا بالطبع ناخذ بالاعتبار الصعوبة التي يلاقيها القائمون على البرنامج في ايجاد الضيوف.
يبقى البرنامج خطوة مهمة من اجل تقديم قراءة عراقية للمشهد العربي والاقليمي .

[email protected]

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل