أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شفيق - مشكلة مقصر وازمة بديل














المزيد.....

مشكلة مقصر وازمة بديل


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروى ان رئيس الوزراء العراقي الاسبق نوري السعيد وصله بلاغ من احدى الوزارات بأن الموظف الفلاني ثبت تورطه في عمليات فساد مالي ، وكان من الطبيعي ان يتخذ السعيد بحقه الاجراءات اللازمة من قبيل اقالته او احالته على القضاء الا ان السعيد امر بأستمرار الموظف في وظيفته وعندما سُئل عن السبب قال ان هذا سارق قديم ، وان من سياتي مكانه سيكون سارقا جديدا وبالتالي فأنه سيسرق اكثر من القديم !!
هذه القصة رواها لي احد كبار السن من الذين عاصروا العهد الملكي ابان خمسينيات القرن الماضي ولا اعلم مدى صحتها ، الا انه باعتقادي اذا صحت هذه الرواية فيكون السعيد رجل دولة من الطراز الاول وكان يجدر بكليات وجامعات العالم ان تمنحه ارفع الشهادات التقديرية والفخرية في السياسة والادارة، لانه حكم عقله على عاطفته وحماسته .
ما دعاني لاستذكار هذه القصة والرجوع ستة عقود الى الوراء والنبش في تاريخ الماضيين ، ما تعيشه البلاد اليوم من مشكلة سياسية بعد ان شحذ البعض اسلحته تاركين اماكن عملهم واقامتهم ودراستهم للمطالبة بسحب الثقة عن رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي . وقبل ان نكون مع اوضد قرار سحب الثقة لابد من الاشارة الى ان ما تعيشه البلاد اليوم من حراك سياسي هو ظاهرة صحية برغم ما تفرزه من سلبيات على الشارع ودليل على ان العملية الديمقراطية تشق طريقها بجدارة لترتقي الى مصافي الديمقراطيات العريقة ، وتوصل رسالة للعالم بان العراق فيه حياة سياسية حقيقة ، فبعد ثالث انتخابات تشريعية التي جرت في اذار العام 2010 تخمض عنها تشكيل حكومة توافقية ، هاهي الكتل السياسية تريد اليوم ان تسحب الثقة عن رئيس الحكومة لاعتقادها بأنه اخل بالعهود والمواعيد وتلكأ في مجال العمران والخدمات . وقبل ذلك كله توصل رسالة لكل من يفكر بالدكتاتورية والاستفراد بالقرار بأننا بمجرد ما احسسنا او ظننا ( وبعض الظن اثم ) بان المالكي يريد بناء دكتاتورية جديدة او يسعى للاستفراد بالقرارات المهمة ، فأننا حجبنا عنه الثقة واخرجناه من رئاسة مجلس الوزراء رغما عن انفه .
كل هذا كلام سليم وعمل صحي لاغبار عليه كما اسلفنا، لكن غياب الفكر السياسي لدى من يسمون انفسهم سياسيين جعلهم لاينظرون للقضية برؤية ستراتيجية لتجنب الوقوع في عواقب المستقبل .
ان المشكلة التي تعيشها البلاد اليوم ستنتهي في غضون دقائق بمجرد ان يوافق 50 + 1 او اكثر بقليل من اعضاء المجلس النيابي على التصويت بسحب الثقة تحت قبة البرلمان . وبذلك ستنتهي هذه المشكلة واصر على كلمة مشكلة ، لاننا اليوم ليس لدينا ازمة كما يصوره الاعلام والصحافة الساذج التي تفتقد مؤسساتها لمحرريين سياسيين كفوءين يفرقوا بين الازمة والمشكلة في السياسة وينتقون المصطلحات المناسبة .
لكن بمجرد ان تنتهي هذه المشكلة ستتولد لدينا ازمة . من سيكون البديل؟ الى اللحظة ونحن لازلنا نعيش المشكلة اخفقت الكتل السياسية في ايجاد البديل فكيف اذا انتهت المشكلة ؟ خصوصا اننا نعيش اليوم اجواء الربيع العربي والخوف الذي يبديه الكثير من البديل القادم بعد الاطاحة بالانظمة الدكتاتورية . من سيكون البديل اذا ازيح نظام بشار الاسد في سوريا بطريقة او اخرى ، ومن يظمن عدم تكرار جماهيرية دكتاتورية جديدة في ليبيا خصوصا بعد القرار العجيب والغريب الذي جرم من ينتقد او " يتطاول " على ثورة السابع عشرمن فبراير تاريخ انطلاق الثورة الشعبية ضد نظام القذافي . وهذا لايعني تبريرا بعدم الخروج والانتفاض بوجه الدكتاتوريات الظالمة في العالم العربي .
ان الازمة الحقيقة اليوم هي التي شخصها لنا عقلية سياسية عراقية فريدة ومثيرة للجدل ( نوري السعيد ) بانها لاتكمن في الفاسد او المقصر بل تكمن في البديل . وفي ترتيب تصنيف الخلافات السياسية ( اشكالية - مشكلة - ازمة - مأزق - معضلة ) يكون الافضل لنا ان تستمر المشكلة ولاتتحول الى ازمة


[email protected]



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع الاوتوقراطي
- في بيتنا بندقية
- الايدلوجية الفيسكية هي الحل
- اكون او لا : هل تصنع الخليجية ربيعا ؟
- ان الله جميل !
- الصرخي وحلم المرجعية العليا
- عام على ثورة اللؤلؤة .. كلمة لابد منها
- الحلقة المفقودة في الثورات العربية
- ازمة فكر
- البحرين .. جاء الحق وزهق الباطل
- قراءة في مطاليب الصدر الثلاثة
- رحيل شيخ النحاتين
- - شباب الرافدين - مبارك تجمعكم
- الصوم من زاوية اخرى
- ملف آخر من ملفات فساد الكهرباء العراقية
- لادين لنظام الملالي
- الانتفاضة البحرينية والدور الايراني وكشف المستور
- هل سينتحر القذافي ؟
- اعدام سلطان هاشم او العفو عن القتلة
- الكهرباء لمرضى السرطان


المزيد.....




- مسيرات أوكرانية تُهاجم موسكو قبل -يوم النصر-.. وزيلينسكي يُح ...
- قبيل زيارة شي جينبيغ.. غارة أوكرانية على موسكو تجبر مطارات ا ...
- انفجارات متعددة تهز بورتسودان مجددًا.. شاهد آثارها
- الأول منذ شهور.. شاهد الأهداف التي هاجمتها إسرائيل للحوثيين ...
- الجيش الأمريكي يعلق رحلات مروحياته إلى -البنتاغون- تحسبا من ...
- ماذا نعرف عن سجن ألكاتراز الذي أمر ترامب بإعادة فتحه؟
- موسكو تشدد الإجراءات قبل يوم النصر... هل تخاطر أوكرانيا بهجو ...
- -تطبيق إسرائيلي- وراء فضيحة التسريبات وإقالة والتز
- ناشيونال انترست: واشنطن تبدي اهتماما كبيرا بالمعادن الأرضية ...
- إسبانيا.. تطوير جيل جديد من السفن الحربية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شفيق - مشكلة مقصر وازمة بديل