أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - روند بولص - الناشط المدني ومحنته














المزيد.....

الناشط المدني ومحنته


روند بولص

الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 01:42
المحور: المجتمع المدني
    


الناشط المدني ومحنته


تمتاز الانظمة الشمولية بنزعة ديكتاتورية تتركز السلطات فيها بيد القائد الاوحد والحزب الحاكم ، جميع القرارات والمبادرات تصدر عن الحاكم المطلق وحزبه، وبقية مؤسسات الدولة مغيبة فيها، و ارادة الجماهير مهمشة وحريتهم مصادرة، وكل مبادرة فردية كانت او جماعية تنجز خارج مدار السلطة و حاكمها، تعتبر عملاً مضاداً و مشبوهاً يحاسب عليه. اذ عاش المجتمع العراقي ردحاً من الزمن تحت و طأة وبطش هكذا انظمة، الى ان تمت في نيسان 2003 الاطاحة بالنظام البائد من قبل قوات التحالف ، بعدها شهد العراق الجديد تجربة جديدة نحو تأسيس نظام ديمقراطي تعددي، تنشط فيه المؤسسات المدنية والمنظمات غير الحكومية، ولكن مرحلة التحول الديمقراطي لحد يومنا هذا، لم تستوعب عمل منظمات المجتمع المدني و عمل الناشطين المدنيين في هذا المجال ، حيث الناشط ويطلق عليه مصطلح ( activist ) ، وهو الشخص الذي ينشط في مجال من مجالات الحياة والخدمة العامة في المجتمع و بشكل طوعي، لا يبغي من عمله هذا ربحا ماديا او سعيا الى سلطة او منصب ، كأن ينشط في مجال من هذه المجالات: (حماية البيئة ، الاغاثة، حقوق الانسان، حقوق الاقليات، حقوق المرأة، حقوق الطفل، قطاع الصحة، قطاع التربية .. الخ ) و يقوم بتوعية الجماهير فيها، و يساهم في تقديم الخدمات في مختلف القطاعات، ورصد التجاوزات او الانتهاكات لهذه الحقوق والحريات والخدمات الاساسية، ويقدم الاحصائيات والاقتراحات الى الجهات المسؤولة لتصليح تلك الاوضاع، و يعمل ايضاً مع اشخاص ومنظمات دولية تعمل في نفس المجال، بهدف تسليط الاضواء على هذه الانتهاكات والخروقات، للفت انتباه السلطات وقرع جرس الانذار لمثل هكذا تجاوزات ، وبالتالي يشكل عامل ضغط من اجل الحد من تلك الانتهاكات، مستخمدا اساليب سلمية وضمن قوانين نافدة في الدولة ، مثل: حملة جمع التواقيع، وحملات اعلامية، وعمل استبيانات واحصائيات ودراسات وبحوث، وتنظيم فعاليات جماهيرية وغيرها من الاساليب الحضارية السلمية. وهذا ما يحدث في المجتمعات الديمقراطية والدولة المدنية بصورة سلسة و فاعلة و آمنة، ولكن الملاحظ ان الناشط في مجتمعنا اليوم، يعيش في وضع صعب ومحرج و قاسٍ وخطر، حيث لم يتم لحد يومنا هذا وبعد مرور (10) اعوام على سقوط النظام البائد، تبني المشروع الديمقراطي لبناء دولة مدنية يترسخ فيها مفهوم التعددية والتداول السلمي للسلطة، و تنتعش فيها مبادئ حقوق الانسان و استيعاب واقع العمل المدني المنظماتي و النشطاء فيه، كون مازالت اجهزة الدولة تعاني من تراكمات و نهج وثقافة وفكر النظام الشمولي، حيث يتعرض الناشطون المدنيون في العراق، الى المضايقات والتهديد، والتعنيف والاعتقال التعسفي ، وكيل التهم والكيد لهم، ويصل الحال الى حد التصفية الجسدية. لازلت السلطة في العراق واجهزتها المختلفة، تنظر الى الناشط على انه متآمر وعميل و جاسوس لدولة خارجية ، في احسن الاحوال ينظر اليه كمعارض للنظام. و تتم محاربته بكل قسوة وعنف، في حين ليس هناك من يسانده في محنته هذه ، حيث لا يملك حزبا او طائفة او ميليشيا او جاهاً او مالاً وفيراً يساندنه و يعاضده في محنته القاسية، و الوجه الاخر لمحنة الناشط المدني، تكمن في عدم تفهم شريحة واسعة من المجتمع لعمله ودوره، حيث ينظرون اليه بعين الريبة والشك والحيرة، متسائلين باية سلطة او بأي حق يقحم نفسه في امور تخص السلطة واجهزتها وصلاحياتها، كون تمت تربية المجتمعات في الانظمة الشمولية على سلب ارادتها وتهميش دور الجماهير فيها، حيث كل السلطات والمبادرات يجب ان تكون من صلاحيات واختصاص السلطة فقط، نتيجة لهذه النظرة الاجتماعية السلبية والثقافة السلطوية السائدة، يحسبون الناشط على جهة سياسية معينة، غير مستوعبين استقلاليته وحريته في العمل الطوعي المدني، وقد ينظر الى الناشط من قبل شرائح اجتماعية معينة و بسبب ضيق افق ثقافتها او بسبب ضيق نزعتها الدينية، على انه شخص ملحد ويعمل على بناء دولة ملحدة على طراز اوروبي، هذه الثقافة وهذه الافكار تعززها وتروج لها الكثير من اجهزة السلطة. الا انه رغم هذه التحديات الجسام ذات الوجهين المزدوجين من قبل السلطة والمجتمع ، مازال الناشطون المدنيون وخاصة الشباب منهم، يعملون بكل جد وتفان و شجاعة، وخاصة في مجال الحريات العامة والتصدي لظاهرة الفساد و فضح القوانين الجائرة، لتعزيز التجربة الديمقراطية على اسس صحيحة، جاعلين المواطن و مصلحته وحقوقه وحرياته الحجر الاساس في العراق الجديد. لذلك آن الاوان لسَنّ قوانين وتشريعات متطورة، تستوعب التحول الديمقراطي الذي يشهده البلد، بما يضمن سلامة و قانونية عمل النشطاء المدنيين، والعمل على التوعية واشاعة ثقافة الديمقراطية والشفافية، على المستوى الرسمي والمستوى الجماهيري، كي ننجح في بناء مجتمع ديمقراطي مدني متطور.



روند بيثون
[email protected]



#روند_بولص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسييس المجتمع وعسكرته وجهان للعملة واحدة
- سعر الطفل العراقي عشرة آلاف دينار فقط
- ألحكم الذاتي للمسحيين واستباحة أرض عنكاوا
- الانتخابات والبحث عن الهوية الوطنية


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - روند بولص - الناشط المدني ومحنته