أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روند بولص - تسييس المجتمع وعسكرته وجهان للعملة واحدة














المزيد.....

تسييس المجتمع وعسكرته وجهان للعملة واحدة


روند بولص

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقصود بتسييس المجتمع هو تعبئة وزج المجتمع بشكل واسع ومكثف دون ارادته في احزاب وتنظيمات سياسية ذات مناهج فكرية مختلفة، او تعبئته وزجه في تنظيم الحزب الواحد ، وغالباً ما يكون هذا التنظيم او الحزب هو حزب السلطة والحزب الحاكم. هذا ما كان عليه الحال في عهد النظام الدكتاتوري البائد، حيث تركزت السلطات و الثروات ومقدرات الشعب في قبضة الحزب الحاكم و قائده الأوحد . وشهدت الساحة السياسية العراقية بعد ازاحة النظام السابق، بداية التجربة الديمقراطية في العراق ونشوء المئات من الاحزاب والتنظيمات السياسية ذات توجهات دينية، ديمقراطية ،علمانية واخرى قومية ..الخ، والتي معظمها لم ينشأ لضرورة موضوعية أولحاجة وطنية ملحة، بحيث اصبحت ظاهرة ملفتة للنظر الى حد الفوضى، قد تكون هذه الحالة في بدايتها نتيجة طبيعية لمجتمع عانى ولعقود من الحظر في تشكيل الاحزاب غير الحزب الاوحد، ولكن الخطورة تكمن عندما يزج وينظم القسم الاكبر من المجتمع وخاصة من الطبقة الوسطى في مثل هذه الاحزاب ، وغالبا لم يكن انتماؤهم الى تلك الاحزاب برغبتهم أو حباً بالعمل تحت راية هذا التنظيم او ذاك ، بل فعلوا ذلك مكرهين أو بحثاً عن لقمة العيش او للفوز بفرصة عمل او بقطعة ارض، وهذه الحاجات جميعها تندرج تحت الحقوق الطبيعية للمواطن، كون كل حزب او تنظيم اصبح يمتلك جزءاً من الثروة الوطنية او وزارة او مركز من مراكز السلطة ذات العلاقة بالشأن العام. اي اصبحت مقدرات المواطن مشتتة بين هذه التنظيمات وصلاحياتها، في حين مقدرات المواطن وحقوقه يجب ان تصان من قبل الدولة ومؤسساتها. ويتضح من ذلك ان في كلتا الحالتين ، اي في حالة الحزب القائد او التعددية الحزبية الناشئة بسبب غياب او ضعف في دولة القانون والمؤسسات، اصبحت ارادة المواطن وحقوقه و حريته الفكرية مصادرة ، وبالتالي اصبح المجتمع انعكاساً لرغبات و توجهات الاحزاب المتنوعة وخاصة المتنفذة منها،وليس انعكاساً للتطلعات والطموحات الحقيقية للمجتمع العراقي الهادف الى بناء الديمقراطية ومجتمع مدني يسوده القانون وحقوق المواطنة.
في المجتمعات المدنية الديمقراطية او التي في طريقها الى الديمقراطية الحقيقية وبناء الدولة المدنية ، تكون النسبةالضئيلة هي العاملة في الاحزاب والتنظيمات السياسية ، والنسبة الواسعة والعريضة من المجتمع تكون مستقلة او منتظمة في مؤسسات وجمعيات مدنية و ذات طابع انساني، مهني ، ثقافي ، اجتماعي، تمثل وتدافع عن مصالح منتسبيها بغض النظر عن الانتماءات والولاءات الحزبية، وتراقب اداء المؤسسات الحكومية و تشكل عوامل ضغط على سلوكها وعملها بطرق سلمية وقانونية. ان استفحال ظاهرة تسييس المجتمع وخاصة بغياب معارضة حقيقية على الساحة السياسية ، سيقوض التجربة الديمقراطية المبنية على اساس حرية الرأي واستقلالية ارادة المواطن، كونها تشوه التركيبة الطبيعية للمجتمع وطبقاته الفاعلة في احداث التغيير والتجديد والتقدم في المجتمع ، وخاصة عندما تصادر ارادة الطبقة الوسطى والتي هي الاكثر فاعلية وتأثيراً في المجتمع. وظاهرة تسييس المجتمع لا تقل خطورة عن ظاهرة عسكرة المجتمع التي تبناها النظام الشمولي البائد ، والتي ادت الى استنزاف طاقات المجتمع، حيث سخر كل الطاقات المبدعة في المجتمع للجهد العسكري الاستهلاكي، على حساب القطاعات المهمة والحيوية الاخرى في المجتمع . هكذا كان الشعب كله "مشروعاً للموت"، وان ظاهرة التسييس هي ايضاً تجعل المجتمع مسلوب الارادة غير قابل للابداع والبناء ، و تابعاً ضعيفاً وذليلاً لمناهج فكرية لا يؤمن بها، بذلك يصبح المجتمع بأسره "مشروعاً للتسييس والتحزب " وليس مشروعاً واعداً للبناء والتنمية والابداع.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعر الطفل العراقي عشرة آلاف دينار فقط
- ألحكم الذاتي للمسحيين واستباحة أرض عنكاوا
- الانتخابات والبحث عن الهوية الوطنية


المزيد.....




- هل تعتقد أن بوتين يريد السلام مع أوكرانيا؟.. ترامب يجيب لـCN ...
- لندن وبروكسل توقعان اتفاقية دفاعية
- صحيفة: القادة الأوروبيون استغربوا عدم رغبة ترامب في فرض عقوب ...
- اتفاقيات ثنائية تشهدها قمة بريطانية أوروبية هي الأولى بعد -ب ...
- من باريس إلى ستوكهولم ـ حزب -البديل- وأشقاؤه في أوروبا
- ترامب: روسيا وأوكرانيا ستبدآن محادثات وقف إطلاق النار -فورا- ...
- -مصر أم قطر؟-.. مشروع قانون في إسرائيل لحظر وساطة دولة عربية ...
- ضجة في الجزائر وفتح تحقيق عاجل بسبب سؤال عن -قيام إسرائيل-
- اتصال بوتين وترامب.. تمهيد لحل بأوكرانيا
- أسباب جفاف الشفاه


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روند بولص - تسييس المجتمع وعسكرته وجهان للعملة واحدة