عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 13:16
المحور:
الادب والفن
عمت البلاد مظاهرات حاشدة. طافت أهم الشوارع والساحات في المدن والقرى الكبرى، قبل أن تحاصر المباني الحكومية وقصور الحاكم بأمره. كان المتظاهرون يهتفون بحياة الحاكم، ويرددون شعارات مؤيدة للحكومة، مما أدى بالمراسلين الأجانب إلى الحيرة وعدم الفهم. لما سأل مراسل أحدهم قيل له إن الأمر يتعلق باحتجاجات العاطلين والمعطلين، وهم أغلبية الساكنة، أما مطالبهم فتتلخص في حث الحكومة على تأمين الوقت الكافي لاستهلاك الجميع، بعد أن تمت إبادة كل الوقت الوطني الذي كان ينعم به البلد على أيدي الأجيال السابقة من جحافل العاطلين المشهود لهم دوليا بالمهارة في قتل الوقت. وفي ساعة متأخرة ظهر الحاكم على شاشة التلفزيون ليطمئن الشعب ويبشره بأنه اتخذ قرارا ساميا باستيراد براميل من الوقت الأجنبي الكافي الصالح للاستهلاك وفق المعايير المحلية، ومن أرقى الأصناف وأجودها. استجابة لمطالب شعبه العزيز. لكن المتظاهرين لم يتفرقوا إلا بعد وصول بوارج الوقت إلى موانئ البلاد وبعد أن أخذت الطائرات تقصفهم بأجمل الأوقات. حينها تراكض كل واحد منهم منحنيا يجمع ما وقعت عليه يده من وقت ثمين، ثم دخلوا مقابرهم الجماعية يغنون النشيد الوطني.
(الرباط)
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟