أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - كريم اعا - إصلاح لأنظمة التقاعد أم تكالب آخر على حقوق العمال وعموم المأجورين؟














المزيد.....

إصلاح لأنظمة التقاعد أم تكالب آخر على حقوق العمال وعموم المأجورين؟


كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 21:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المتتبع لمسارات الحكومات المتتالية على تسيير الشأن العام المغربي لابد وأن يقف على ملاحظة أساسية، وهي كالتالي: كلما اشتد الخناق على مسيري هذه الحكومات من قبل الحركة الشعبية الطامحة إلى العيش بكرامة، ومن قبل حفنة الرأسماليين الذين وضعوا هؤلاء في دفة الحكم، إلا وظهر للعيان أي طبقة تخدم هذه الحكومات، وأية مصالح تذوذ عنها. إنها باختصار مصالح ملاكي رأسمال والأراضي.
ولعل قضية ما يسمى بإصلاح صندوق المقاصة، أو قضية الإصلاح المزعوم لأنظمة التقاعد خير دليل على ذلك.
في القضية الأولى يتضح بجلاء مدى ميكيافيلية الحاكمين ولجوئهم إلى أساليب التضليل قصد إتمام مسلسل التراجع النهائي عن دعم الدولة الطبقية للقطاعات الاجتماعية وضرب ما تبقى من تدخل لها في دعم الكادحين والفقراء حفاضا على سلم اجتماعي مزعوم. فتحت يافطة توجيه الدعم لمن يستحقه، يحاول الحاكمون شرعنة ضرب القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء ورميهم لماكينة "حرية الأسعار" الجهنمية. فإذا اتفقنا أن هؤلاء الأغنياء يستفيدون من الدعم على غرار الفقراء، فهذا حق يفرضه انتماؤهم لوطن واحد، وإذا كانت غيرة الحكومة على الفقراء والبسطاء فما عليها سوى فرض ضريبة على الثروة تسترجع به ما يستفيد منه هؤلاء من صندوق المقاصة، بدل الكذب على الذقون والقول أن هذا الإجراء إقرار للحق والمساواة.
لن أنسى البتة ما كنا ضحيته ونحن طلاب بالجامعة. فتحت ذريعة تقديم المنحة لأبناء الأسر الفقيرة والمحتاجة، وحرمان أبناء الميسورين منها، تم ضرب حق المنحة للجميع، وتم تكريس واقع مرير لازال الطلبة يؤدون ثمنه اليوم. وصرنا نسمع عن أبناء الأعيان والميسورين الممنوحين، مقابل حرمان أبناء الكادحين من هذا الحق، وخصوصا مناضلي الحركة التلاميذية منهم.
إنه فخ جديد، يتخذ لبوس التقية والورع، ولا شك ستتعبأ كل أجهزة الدولة التنظيمية والإعلامية لشرعنة هذا التراجع. ولنا في برنامج التغطية الصحية للفقراء خير دليل.
إنهم يزرعون الوهم حتى لا تحمل الجماهير الشعار الصحيح وهو استرداد الأموال المنهوبة ومحاكمة ناهبي المال العام، والقطع مع سياسة البدخ والثراء الفاحش، في أفق القضاء على الاستغلال والاضطهاد.
أما الإصلاح المزعوم لأنظمة التقاعد، فنظرة صغيرة على مآل ذلك بماما فرنسا يجعلنا نفهم ما ينتظر العمال وعموم المأجورين.
إنهم يطرحون سيناريوهات متعددة تصب كلها في ضرب حقوق الشغيلة، والأكيد أنها ستجد جميعها طريقها للتنفيذ واحدة تلو الأخرى.
سيرفعون سن التقاعد ليصل 65 سنة، ثم سيقولون أن السكتة القلبية لم تتجاوز، ليأتي بعدها رفع قيمة الاقتطاعات من الأجرة لفائدة صناديق التقاعد ، وصولا إلى خفض قيمة المعاش. وفي الأخير سيعرضون أرصدة المعاش في البورصة للمضاربة، وسيفتحون المجال لمصاصي دمائنا للمتاجرة بها وتكديس الثروات على حسابنا.
فرنسا جربت رفع سن التقاعد، وهاهي تقول أنه إجراء لم يحمل حلا سحريا. فهل نكون نحن أفضل حالا من ماما فرنسا التي تفتخر بشفافية تدبيرها المالي؟
إنها خيارات الرأسماليين للحفاظ عل امتيازاتهم ودفع المضطهدين والمستغلين لتأدية فاتورة أزمة النظام القائم.
بعد إنهاء مسلسل الخوصصة الذي مررته "حكومة التناوب"، يأتي الدور على "الحكومة الملتحية" لتقر آخر التراجعات وتقدم لأسيادها خدمة جليلة لم يكونوا ليحلموا بها. ولا عجب في ذلك فهم جزء من نظام تختلف أدوار فاعليه وتتوحد نتيجتهم: التمتع بخيرات الوطن على حساب خالقي الثروة الحقيقيين.
لقد تمكن النظام من تجريد الجماهير من آليات المقاومة، واستطاع تكسير الثقة في الفعل النضالي الجماهيري وفي مشروع التغيير الثوري. وهو بذلك كسب جولة في صراعه مع العمال وعموم الأجراء والكادحين، ولا شك سيذهب بعيدا في هجوماته المعلنة وغير المعلنة.
إن شعبا أنجب الشهداء وقدم ولازال يقدم المعتقلين سيتجاوز حالة التفرقة التي يعيشها وسينتج، وفي مقدمته مناضلاته ومناضليه النوعيين، البديل الثوري الذي سيحمل بلدنا لمستقبل يغيب فيه الاستغلال والاضظهاد، وتحترم فيه كرامة الإنسان وتتفتق عبقريته.
لن تنفعنا المهاترات ولا الملاسنات، بل الفعل الواعي والفعل الواعي والفعل الواعي.



#كريم_اعا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يحاكم المغربي
- مشاهد من إعلام مغربي متعدد الأشكال وموحد الهدف.
- لمن سنقول إرحل؟
- اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة
- هنيئا للحوار المتمدن ولكل الذين يتنفسون هواءه
- النقابات المغربية ووهم إصلاح أنظمة التقاعد.
- الإصلاح المزعوم لنظام التقاعد بالمغرب: هجوم آخر على العمال و ...
- خربشات حول الوضع التعليمي بالمغرب.
- متى يستيقظ تنين 8 مارس النائم؟
- عبدة الموت وعشاق الحياة
- انتخابات 2009 المغربية ونهاية مشروعية الأحزاب السياسية.
- الانتخابات الجماعية المغربية وفكرة الحداثة.


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - كريم اعا - إصلاح لأنظمة التقاعد أم تكالب آخر على حقوق العمال وعموم المأجورين؟