متى يستيقظ تنين 8 مارس النائم؟

كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 19:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لاشك في أن 8 مارس يشكل بالنسبة للمهتمين والمهتمات بالشأن النسائي محطة للوقوف عما حققته المرأة في شتى المجالات. لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هو مدى انغراس ثقافة التحرر النسائي البناء بين مواطناتنا ومواطنينا. تحرر بعيد كل البعد، بل ومعاد لشتى مظاهر العري أو الانغلاق، ومساند لانخراط المرأة في مسلسل تحسين الشروط المعيشية لبنات جنسها ضمن تغيير جذري يستفيد من ثماره الرجال المستغلون والمضطهدون أيضا، إلى جانب ضمان كرامتهن ومواجهة كافة أشكال الاستعباد أو الميز الذي قد يتعرضن له.
الفلاحة المنشغلة بتوفير لقمة العيش، لا تعلم عن محطة 8 مارس أي شيء.
العاملة الكادحة، لا تسمع عنها إلا ما تجود به بعض البيانات النقابية والجمعوية التي تمجد بلاغيا دور المرأة، وتكرس واقع الهيمنة الأبوية والذكورية على جميع مناحي الحياة.
الأمهات المنشغلات بمصير أبنائهن الرمادي، لا يعرفن عن 8 مارس إلا بعض الشذرات التي يلتقطنها من مذياع مهترئ أو من قناة عمومية في انتظار نشرة أحوال الطقس.
تلامذتنا لا يتذكرون عنها إلا بداية زرع الشقاق بين الرجال والنساء.
المجتمعات التي تعاني الأزمات وتفشي الظواهر المرضية، لن تخطو على الدرب السليم، ما لم تتململ تنانينها النائمة. فإذا كانت الصين، بما يزيد المليار نسمة التي تمثلها، تشكل تنينا نائما، حسب بعض المتتبعين المنخرطين في الآلة الإيديولوجية للرأسمالية المعولمة، فإن النساء بكل بقاع العالم يشكلن التنين الحقيقي الذي ينتظر ساعته.
النهضة التي تتوق إليها الشعوب المهددة في لقمة عيشها؛ لن تتحقق ما لم تكن النساء في صلب اهتمام سياسييها؛ مثقفيها؛ وتنظيماتها المدنية. ما لم تتبوأ المرأة المكانة اللائقة في بنياتها الثقافية؛ السياسية والاقتصادية.
ما لم يخرج هذا المارد من الجهل والأمية التي تسمم صفوفه.
ما لم تنتصر الأم؛ الأخت؛ الرفيقة؛...على الخلفيات المرضية والمواقف المبخسة لحقهن في الإبداع واتخاذ القرار.
وبدل التباكي على أوضاع النساء مرة في السنة، يتوجب جعل جميع أيام الحول محطات لحفز المرأة وتثمين مساهمتها في مختلف الميادين، لعل التنين النائم يستيقظ ويغير بؤس العالم ووحشيته.
لكل المؤمنين والمؤمنات بقضية هذا "الكائن الخرافي" نقول: كل ذكرى 8 مارس ونساء المغرب المنسيات؛ المناضلات في صمت بوصلة لبرامج عملهم ومواقفهم المعلنة.

#كريم_اعا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات