أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - كريم اعا - اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة














المزيد.....

اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة


كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 20:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة
بين عشية وضحاها، صارت تونس ومصر محور اهتمام العالم أجمع، وقبلة تصلي نحوها جميع القوى السياسية في بلد يشهد له التاريخ بمقاومة الظلم والاستعمار والاستغلال. أصبحت تونس ومصر أمل العامل المقهور، مثلا للفلاح المستعبد، للطالب الثوري، للتلميذ اليافع، للكادح والمعطل، ولكل محب لقيم التحرر والانعتاق من الظلم والاستغلال والاضطهاد.
أصبحت شبحا لكل دكتاتور، غولا يهدد جميع الرأسماليين، صخرة تتهشم عليها آمال الجشعين والوصوليين.
صارت منارة لكل المناضلات والمناضلين، وكابوسا لكل الثوار الخاملين اليائسين.
منهما الحياة تخرج بالمعاناة والشقاء، وبالدماء الزكية التي أبت الذل والخنوع.
تونس لازالت تبحث عن ذاتها.
شعب لا يزال يتظاهر احتجاجا على الأوضاع القديمة التي تقاوم الجديد، وتتفنن في تحريف الزخم الجماهيري عن وجهته الصحيحة.
رجعية لازالت متمسكة بمواقعها ومتخندقة وراء مؤسسات قمعية أريد لها أن تستمر وتتأبد. ظلاميون يتململون ويسارعون لاحتلال مواقع متقدمة في طابور الهبة الجماهيرية، محاولين إلباس الانتفاضة لبوسا إسلاميا عبر توجيه النقاش إلى كون النظام كان عدوا للدين واستهدف تونس المسلمة وبالتالي حان الوقت لإرجاع الأمور إلى نصابها، أو بالتركيز على ولاء النظام للصهيونية وكمخططاتها الاستعمارية.
يساريون يصارعون الزمن لتدارك اللحظة التاريخية وتمكين العمال وحلفائهم من استثمار هاته الانعطافة النوعية.
برجوازية صغرى ومتوسطة تتشبث بالسقف الليبرالي وتحذر من تجاوزه.
لم تعد المسألة ترتبط بالتظاهر في الشارع من عدمه بل برفع الشعار السليم والسعي لتعبئة الشعب حوله، وبالقدرة على مواكبة الروح المبدعة للجماهير وخلق أشكال تنظيمية قادرة على حمل الشعب، وفي مقدمته عماله وفلاحيه وكادحيه، إلى مقدمة المسرح السياسي.
اليسار الجذري ينقصه شيء أساسي بعد الحسم في مسألة الشعار السليم، وهو الجرأة على المطالبة بالسلطة للشعب، عبر التنظيمات التي أفرزها -اللجان الشعبية-.
أما الشيء الثاني فقدرته على تنظيم نفسه للاصطفاف إلى جانب الشعب في قضاياه، واحتلال الصفوف الأولى في معاركه وتظاهراته.
قوى التغيير الجذري مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالجرأة والمبادرة إن أرادت مواكبة الزخم الجماهيري الكبير الذي أبان عن قدرة الشعب، وفي مقدمته عماله وشبيبته على التضحية ونكران الذات.
لقد صدقت مقولة لينين مرة أخرى: يجب أن يسبق التنظيم الحركة الجماهيرية وإلا لن يستطيع استثمار الانتفاضة أو العصيان حين يصير واقعا.
إن الامبريالية تحاول أن تبقي سقف المطالب في حدود الانتخابات بشكلها البرجوازي، وتهدد الشعب بدوامة العنف والنهب: اختر بين السقف المعروض والحرب الأهلية والفوضى.
الفزاعة الظلامية في المستودع وسيحين دور رفعها لا محالة.
أحد أكبر العوائق أمام اليسار الجذري هو التواصل مع الجماهير في ظل هيمنة وسائل الإعلام الامبريالية والرجعية. فلن ننتظر منهم غير التعتيم الإعلامي، وفتح منابرهم لأعداء الثورة الطبقيين، فلم تعد الامبريالية رضيعة اليوم بل أصبحت عجوزا راكمت تجارب كثيرة، وتعرف كيف تناور وتقاتل.
المجد للشعوب بكل من تونس ومصر، الخلود للشهداء الذين أناروا ليل الديكتاتوريات الحالك. فأحسن درس استفدنا منكم هو الأمل في شعبنا المغربي والإيمان بقواه التي أبان عبر التاريخ أنه زاخر بها، وعسى أن يتحمل المناضلون والمناضلات التحرريون مسؤولياتهم التاريخية ويعودوا إلى المياه الطبيعية لنشاطهم. لم يعد هناك متسع من الوقت للمهاترات والسفسطة، فالزمن زمن التحام بالجماهير وفرز تنظيمات ذاتية تكون نواة لسلطتها القادمة.
الخوف كل الخوف أن تخفت أصواتنا أمام زعيق الجوقة الرجعية وخدامها الانتهازيين والوصوليين، حينها لن يسامحنا شهداء الخضراء والكنانة، ولن نكون قد استوعبنا الدرس التاريخي العظيم الذي سطروه أمامنا.
المعركة ابتدأت للتو ولن تنتهي عما قريب.



#كريم_اعا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للحوار المتمدن ولكل الذين يتنفسون هواءه
- النقابات المغربية ووهم إصلاح أنظمة التقاعد.
- الإصلاح المزعوم لنظام التقاعد بالمغرب: هجوم آخر على العمال و ...
- خربشات حول الوضع التعليمي بالمغرب.
- متى يستيقظ تنين 8 مارس النائم؟
- عبدة الموت وعشاق الحياة
- انتخابات 2009 المغربية ونهاية مشروعية الأحزاب السياسية.
- الانتخابات الجماعية المغربية وفكرة الحداثة.


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - كريم اعا - اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة