أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - امريكا تستخدم تفجير مقر جمعية -آميا- اليهودية الأرجنتينية للضغط على ايران















المزيد.....


امريكا تستخدم تفجير مقر جمعية -آميا- اليهودية الأرجنتينية للضغط على ايران


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية انتهاء المباحثات بين الخبراء القانونين الايرانيين والارجنتينيين حول تفجير مجمع اميا اليهودي الذي وقع في بوينس ايرس عام 1994 واودى بـــ 85 شخصاً....وجدد المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست نفي بلاده التهم الموجهة لمواطنين ايرانيين فيما يخص هذا الملف، مؤكداً رفض بلاده للاعمال الارهابية.... وقال مهمان برست إنه " اعلنا استعدادنا للقيام بالدراسة والتدقيق للتعرف على منفذي هذا الهجوم، والمباحثات مستمرة وستستمر حتى نصل الى نتيجة واضحة"...تفجير مقر الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا) في بوينس ايرس صباح 1994/7/18، والذي أسفر عن تدمير المبنى ومقتل 85 شخصاً وجرح أكثر من 300، غالبيتهم من اليهود....ورغم مضي تلك المدة الكبيرة ، فإن التحقيقات لا تزال بعيدة للغاية عن الكشف عن ملابسات ذلك الحادث، الذي يعدّ أكبر عملية تفجير شهدتها الأرجنتين في تاريخها، علماً بأنه كانت قد سبقتها عملية تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس ايرس عام 1992، والتي أسفرت عن مقتل 25 شخصاً من موظفي السفارة والعاملين فيها...


وفيما أحيطت عملية تفجير السفارة الإسرائيلية باهتمام إعلامي محدود لما أثير حولها من علامات استفهام، نظراً لتضارب وجهات النظر حول ما إذا كان التفجير وقع خارج السفارة أم داخلها، فإن عملية تفجير «آميا» ظل حاضراً في وسائل الإعلام وفي الأوساط السياسية، وتحوّل مع الوقت إلى قضية تداخلت فيها التلاعبات وعمليات الرشوة والفساد وتبادل الاتهامات....ومنذ وقوع التفجير، وجّهت الحكومة الأرجنتينية أصابع الاتهام إلى إيران، ثم ركّز القضاء الأرجنتيني خلال سنوات سابقة على محاكمة عناصر من قوى الأمن الأرجنتيني بتهمة المسؤولية عن التفجير. ولكن المحاكمة العلنية النهائية، التي جرت في عام 2004، أسفرت عن تبرئة هؤلاء وفضح تلاعبات القاضي خوان خوسيه غاليانو، الذي تبيّن أنه اتفق مع رئيس الاستخبارات الأرجنتينية على دفع مبلغ 400 ألف دولار لبائع سيارة من أجل أن يتهم عناصر الشرطة بالقضية!!..من جهتها حذرت إسرائيل الأرجنتين من مغبة إبرام صفقة مع إيران بشأن حادث تفجير مركز الجالية اليهودية بمدينة بوينس آيريس. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية بعثت وفداً رفيع المستوى إلى الأرجنتين، للتوضيح بأن تل أبيب سترد بقوة على أية محاولة لإبرام صفقة مع إيران تحول دون تسليم الإيرانيين المشتبه بتورطهم....


أنهى الدبلوماسيون الإيرانيون والأرجنتينيون مؤخراً الجولة الأولى من المفاوضات بشأن تفجير مركز الجالية اليهودية في بوينس آيريس عام 1994.... وقد سعت الأرجنتين منذ فترة طويلة إلى تسلم ثمانية إيرانيين - من بينهم وزير الدفاع الحالي أحمد وحيدي والرئيس السابق أكبر هامشي رفسنجاني - عن أدوارهم المزعومة في تفجير "الرابطة الأرجنتينية الإسرائيلية المشتركة" ("آميا") عام 1994 الذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً وجرح 300 آخرين....وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد أعلن على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع الارجنتين، متهماً بشكل ضمني تدخل اطراف اخرى لتقويض العلاقات بين طهران وبوينس ايرس في اشارة إلى اسرائيل التى تتهم ايران بالوقوف وراء تفجير "آميا" الأمر الذي تنفيه ايران بشدة !!...وعقدت المباحثات بين الجانبين الايراني والارجنتيني في جنيف... واشارت الخارجية الإيرانية إلى أن الطرفان اتفقا على استكمال المباحثات لاحقاً من خلال التنسيق عبر الطرق الدبلوماسية....من ناحية اخرى خلصت التحقيقات الرسمية الأرجنتينية في التفجير إلى أن إيران و«حزب الله» كانا مسؤولين عن ذلك الهجوم.... ورغم ذلك، وفي سياق هذه الجولة الأولى من المفاوضات، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران "تدين وترفض تهم الإرهاب الموجهة ضد مواطنيها".... وبرفضه نتائج التحقيق الأرجنتيني المكثف، الذي تم بمساعدة "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأمريكي، أشار المتحدث الرسمي الإيراني إلى أن مصلحة إيران الحقيقية الوحيدة من وراء الدخول في محادثات مع نظرائها في الأرجنتين كانت تهدف إلى إلقاء التهمة على شخص آخر!!!...

ولكن من سخرية القدر ان تظهر مجموعة كبيرة من الأدلة تربط عملاء إيرانيين بالهجوم... ومنهم أبو القاسم المصباحي، وهو منشق عن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية،حيث أدلى بشهادته أمام المحققين الأرجنتينيين بأنه قد تم اختيار مبنى "الرابطة الأرجنتينية الإسرائيلية المشتركة" من بين قائمة أهداف في اجتماع لكبار المسؤولين الإيرانيين في مدينة مشهد الإيرانية في 14 آأغسطس 1993 ...ويُزعم بأن القائمة قد قُدمت لأولئك لأشخاص الذين جمعهم محسن رباني، الذي عمل رسمياً كممثل لوزارة الزراعة الإيرانية في بوينس آيريس وكان إماماً لمسجد محلي، والذي تم وصفه من قبل ممثلي الإدعاء الأرجنتينيين بأنه "القوة الدافعة" وراء شبكة استخبارات إيرانية في الأرجنتين...ووفقاً لما ذكره المحققون، أن رباني زار العديد من وكلاء المبيعات قبل أكثر من عام من تنفيذ التفجير، للاستفسار عن شاحنة من نوع "رينو ترافيك"، وهي نفس نوع المركبة التي استُخدمت في تفجير مبنى "الرابطة الأرجنتينية الإسرائيلية المشتركة".... وما أن وقع الاختيار على الهدف حتى أخبر المسؤولون الإيرانيون رباني بتنظيم الخدمات اللوجستية لتنفيذ الهجوم والتنسيق مع عملاء «حزب الله» على الأرض....الى جانب ان الكثير من تمويل العملية ضد جمعية "آميا" اليهودية الأرجنتينية جاء من حسابات مصرفية خاضعة لسيطرة رباني.... ففي ديسمبر 1993، وبعد شهرين من عودة رباني من حضور اجتماع إعطاء تعليمات البدء الذي انعقد في مشهد وقبل أربعة أشهر من تنفيذ التفجير، فتح ممثل وزارة الزراعة الإيرانية في بوينس آيريس حساباً مصرفياً جديداً تم تحويل مبلغ 150,812 دولاراً أمريكياً إليه....وهناك مزاعم بأن رباني تلقى مساعدات من مجموعة من الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية في بوينس آيريس، ومن آخرين ممن تدفقوا فجأة إلى الأرجنتين في موجة محمومة من الزيارات التي سبقت تنفيذ الهجوم....

لقد حاولت الحكومة الأرجنتينية منذ اندلاع الأزمة الجديدة التزام الصمت انطلاقاً من مبدأ استقلالية السلطة القضائية، ولتحاشي تفجير أزمة سياسية مع إيران !!!..وأعرب وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي تايانا عن استعداد وزارته لتطبيق القرارات التي قد تتخذها السلطة القضائية بشأن إحالة طلبات التسليم إلى إيران، وأنه يأمل من طهران، بعكس ما حصل حتى الآن، أن تقدّم التعاون اللازم للعدالة في هذه القضية!!...وعلى أثر صدور أوامر القاضي، رفضت وزارة الخارجية الإيرانية القرار، ورأت أنه لا يستند إلى أي أساس قانوني، واتهمت النظام القضائي الأرجنتيني بأنه نظام فاسد، وأن قرار القاضي صدر تحت ضغط اللوبي الصهيوني وله طابع سياسي ويشكل مؤامرة صهيونية أميركية ترمي إلى إضعاف إيران في الملف النووي، وكذلك للتعتيم على الهزيمة الأخيرة التي أصيبت بها إسرائيل في لبنان... فالجانب الايرانى يرى ان قضية تفجير المقر اليهودي في الأرجنتين، والاتهام الجديد لإيران وحزب الله، لا يبدو خارجاً عن سياق الحملة الأميركية الإسرائيلية لزيادة الضغط على الطرفين، واستخدامه كعنصر إضافي في الملف النووي الإيراني، وتوجيه تهمة دعم الإرهاب إلى الحزب وطهران، مستخدمين في ذلك معلومات من «الموساد» والاستخبارات الأميركية لزيادة الضغط على إيران وحزب الله !!..

مما لاشك فيه إن التحقيقات لا تزال بعيدة للغاية عن الكشف عن ملابسات ذلك الحادث، الذي يعدّ أكبر عملية تفجير شهدتها الأرجنتين في تاريخها، علماً بأنه كانت قد سبقتها عملية تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس ايرس عام 1992، والتي أسفرت عن مقتل 25 شخصاً من موظفي السفارة والعاملين فيها....وفيما أحيطت عملية تفجير السفارة الإسرائيلية باهتمام إعلامي محدود لما أثير حولها من علامات استفهام، نظراً لتضارب وجهات النظر حول ما إذا كان التفجير وقع خارج السفارة أم داخلها، فإن عملية تفجير «آميا» ظل حاضراً في وسائل الإعلام وفي الأوساط السياسية، وتحوّل مع الوقت إلى قضية تداخلت فيها التلاعبات وعمليات الرشوة والفساد وتبادل الاتهامات...ومنذ وقوع التفجير، وجّهت الحكومة الأرجنتينية أصابع الاتهام إلى إيران، ثم ركّز القضاء الأرجنتيني خلال سنوات سابقة على محاكمة عناصر من قوى الأمن الأرجنتيني بتهمة المسؤولية عن التفجير... ولكن المحاكمة العلنية النهائية، التي جرت في عام 2004، أسفرت عن تبرئة هؤلاء وفضح تلاعبات القاضي خوان خوسيه غاليانو، الذي تبيّن أنه اتفق مع رئيس الاستخبارات الأرجنتينية على دفع مبلغ 400 ألف دولار لبائع سيارة من أجل أن يتهم عناصر الشرطة بالقضية...وتم في ضوء ذلك الإفراج عن هؤلاء وطرد القاضي، لتعود القضية إلى نقطة البداية وتحال إلى القاضي الفيدرالي كانيكوبا كورال.... وتم إنشاء مكتب ادعاء عام خاص برئاسة المدعي العام البرتو نيسمان لمتابعة القضية !!...ولجأ نيسمان إلى إعداد دعوى بشأن القضية، اتهم فيها إيران مباشرة باتخاذ قرار الهجوم وتكليف حزب الله بتنفيذه. وطلب من القضاء إصدار أوامر باعتقال ثمانية من كبار المسؤولين الإيرانيين، بينهم الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني والعديد من القياديين في حكومته....وبعد أسبوعين من ذلك، تدارس كورال الدعوى ووافق على مضمونها، وأصدر مذكرات توقيف بحق رفسنجاني وسبعة من كبار المسؤولين الإيرانيين السابقين ومسؤول في حزب الله لتتفجر القضية مجدداً، وتبشّر بأزمة بين الأرجنتين وإيران!!!....


وسعياً من الحكومة الأرجنتينية للاستجابة لإلحاح اليهود الأرجنتينيين والأميركيين، استأنف نيسمان التحقيقات مركّزاً على دور إيران في العملية، وحصل على معلومات تفيد بأن رفسنجاني ومعاونيه اتخذوا قرار تفجير «آميا» عام 1993 في اجتماع رسمي لهم، وأنهم كلّفوا حزب الله بتنفيذ العملية، وأن الأخير كلّف رئيس شعبة العمل الخارجي فيه عماد مغنية بترتيب الأمر، فأرسل ابراهيم برو إلى الأرجنتين لإنجاز المهمة !!...الجدير بالذكر ان الاتهام الأرجنتيني الجديد لإيران لا يحمل أي معلومات جديدة، إذ إن كل المعلومات التي استند إليها كانت موجودة أصلاً في القضية، وكان القضاء الارجنتيني في السابق قد طلب في ضوئها تسليم 12 مسؤولاً إيرانياً في الماضي، ولكن الجمعية العامة في الشرطة الدولية (أنتربول) رأت أن الطلب غير مستوفي المستندات وألغته !!...وفي ضوء المعلومات نفسها، أصدر القضاء الأرجنتيني أوامره الجديدة، ولكنها لم تشمل جميع الأشخاص، الذين كانت تشملهم الأوامر السابقة، وهذا ما دل على وجود فجوة في التحقيقات وعدم الانسجام في تقييم تلك المعلومات....وشملت أوامر الاعتقال، إضافة إلى رفسنجاني، وزير الاعلام الايراني السابق علي فلاحيان ووزير الخارجية الايراني السابق علي أكبر ولايتي ورئيس الحرس الثوري الايراني السابق محسن رضائي ورئيس «الأمن الخارجي في حزب الله» عماد فايز مغنية، والمستشار الثقافي السابق في سفارة إيران لدى الأرجنتين محسن رباني والسكرتير الثالث السابق في السفارة أحمد رضا أصغري والقائد السابق لقوات القدس الإيرانية أحمد فاهيدي والسفير الإيراني السابق لدى الأرجنتين هادي سليمان بور...تجدر الإشارة إلى أن سليمان بور كان مشمولاً في أوامر الاعتقال السابقة منذ سنوات عديدة، وجرى اعتقاله في لندن، ولكن السلطات القضائية البريطانية أفرجت عنه بعد ذلك لعدم توافر الأدلة، ما شكل نكسة في حينه لموقف القضاء الأرجنتيني.....وكان القضاء الأرجنتيني قد استند في مجمل اتهاماته إلى معلومات قدّمها له جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه)، بالإضافة إلى إفادات حصل عليها من شاهد ايراني، قيل إنه «يعمل في الاستخبارات الإيرانية، وكان على علم ببعض التفاصيل».....وقبيل سقوط نظرية اتهام عناصر قوى الأمن الأرجنتينية بتنفيذ العملية، حصلت اتصالات بين الاستخبارات الارجنتينية والأميركية عامي 2002 و2003، جرى على اثرها إعداد تقرير ارجنتيني رسمي يتهم ايران بالعملية.... وسلّمت الأرجنتين اسرائيل التقرير الذي اعتمدته بدورها وثيقة رسمية لتوجيه الاتهام والمطالبة بقطع العلاقات معها....وبناءً على التقرير، وضع نيسمان نظرية جديدة مفادها أن «الانتحاري الذي نفذ العملية يدعى ابراهيم برو، وهو لبناني ينتمي إلى حزب الله»...وأجرى نيسمان، بالتعاون مع الاستخبارات الأميركية، لقاءً مع شقيقين للمذكور يقيمان في الولايات المتحدة، وأذاع أنهما «أكدا له أن أخاهما قتل في عملية استشهادية»!!... لكن الشقيقين نفيا ذلك لاحقاً !!... كما ان حزب الله أصدر بياناً أفاد فيه بأن ابراهيم برو استشهد في جنوب لبنان في معركة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 1995 وأن جثمانه لدى إسرائيل....وأثارت وسائل الإعلام مراراً شكوكها في وجود سيارة مفخخة بتفجير مقر «آميا»، حتى أن بعضها ألمح إلى أن التفجير ربما حصل داخل المبنى، وهو ما زاد في غموض القضية وتشابكها....ولذلك أقدمت إيران في عام 2003 على تجميد علاقاتها التجارية والثقافية والاقتصادية مع الارجنتين، بعدما كانت العلاقات الدبلوماسية قد جرى خفضها إلى أدنى المستويات عام 1994....

ما يثير الريبة ان إسرائيل والولايات المتحدة قد انضمتا منذ التفجير إلى جانب متهمي إيران وحزب الله بالعملية، واتخذت الحكومة الارجنتينية التدابير لمراقبة الجالية اللبنانية الاسلامية، وخصوصاً الشيعية المقيمة في البلاد، ووضعت العراقيل امام سفر اللبنانيين إلى الأرجنتين. ووقف الإعلام الأرجنتيني إلى جانب هذا الموقف الرسمي، وتعرضت الجالية الاسلامية للكثير من الحملات وجرى التحقيق مع العديد من أفرادها من دون أي نتيجة....وعلى الرغم من حساسية القضية بالنسبة للعلاقات الثنائية بين إيران والأرجنتين، فإن التدخلات الخارجية الأخرى فيها توحي بأنها قد تتصاعد حدّتها، لتتحوّل إلى محور سياسي على الساحة الإقليمية والدولية....فما إن صدرت أوامر القاضي الأرجنتيني، حتى سارعت الولايات المتحدة إلى الترحيب بها، وأعرب البيت الأبيض عن سروره الكبير لموقف النظام القضائي الأرجنتيني «في سعيه الدائم للكشف عن هوية مرتكبي الاعتداء على آميا»، وكذلك عن استعداد الولايات المتحدة للمساعدة بأي شكل في هذه المسيرة، مشيراً إلى أن واشنطن ناشدت كافة الحكومات تقديم المساعدة للحكومة الأرجنتينية، معتبراً أن إيران وحزب الله يشكلان خطراً، وأن طهران مسؤولة عن مقتل مئات الأبرياء في العالم عبر دعمها للإرهاب....وتزامن ذلك أيضاً مع بيانات عديدة من المنظمات اليهودية الأميركية وقادتها تأييداً للأرجنتين وشجاعة حكومتها، وجرت اتصالات هاتفية بين قادة اليهود الأميركيين والرئيس الأرجنتيني نستور كيرشنر بشأن الموضوع، وكذلك اتصالات بين قادة اليهود في الأرجنتين وكبار المسؤولين الحكوميين....


وإزاء هذا التحرك الكبير من جانب الأطراف الأميركية والإسرائيلية، قام مساعد وزير الدولة لشؤون الإسكان، لويس ديليا، وهو من المعروفين بالتزامهم التام بمواقف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، بزيارة السفارة الإيرانية وإعلان تضامنه مع إيران، ورأى أن قرار القضاء الأرجنتيني ناتج عن الضغوط الأميركية والصهيونية....وقد فسر هذا الموقف بأنه جاء نتيجة إيعاز مباشر من الرئيس الفنزويلي، حليف إيران في المنطقة، وخصوصاً أن العناصر الموالية لتشافيز شاركت بشكل قوي في التظاهرات والمواقف التي أعدّتها العناصر الإسلامية الموالية لإيران في الأيام الأخيرة...وكان لافتاً أن الرئيس الأرجنتيني، الذي كان قد تساهل مع ديليا في مواقف أخرى خطيرة، بينها هجومه على مخفر لقوى الأمن وهجومه على مزرعة لرجل أعمال أميركي، لم يتساهل معه في هذه المناسبة وأمر بطرده من الحكومة، ما فتح المجال أمام الكثير من التأويلات والتفسيرات...ومن هذه التفسيرات أن التحالف الذي أقامه كيرشنر مع الرئيس الفنزويلي، رغم متانته، بدأ يتراجع أمام التحالف الوطيد الذي أقامه الرئيس الأرجنتيني مع اللوبي اليهودي الأميركي والجالية اليهودية الأرجنتينية، وهو تحالف يتمثل بالمزيد من الاستثمارات التي يقوم بها رجال الأعمال اليهود الأميركيون في الأرجنتين، إضافة إلى فتح أبواب المسؤولين الأميركيين أمام المسؤولين الأرجنتينيين....ويرى البعض أن تقارب فنزويلا القوي مع إيران لم يرق لكيرشنر، الذي لا يريد الابتعاد عن الولايات المتحدة، ولذلك فإنه ربما انتهز هذه القضية لتوجيه رسالة إلى تشافيز، بما معناه أن أصدقاء تشافيز ليسوا بالضرورة أصدقاء كيرشنر....

وفسّر الموقف الأرجنتيني في سرعة إقصاء المسؤول الأرجنتيني الموالي لتشافيز بأنه رسالة إلى الولايات المتحدة لفتح صفحة جديدة بعد التوتر الذي حصل بينهما على اثر قمة الدول الأميركية في الأرجنتين، والتي وقف فيها كيرشر الى جانب تشافيز ضد الرئيس جورج بوش في موضوع سوق «ألكا»، الذي يشمل كافة دول القارة الأميركية، وهو مشروع اقترحته الإدارة الأميركية منذ مطلع التسعينيات ولم تتمكن من تحقيقه حتى الآن !!...كذلك رأت أوساط أخرى بأن الرئيس الأرجنتيني سعى من وراء ذلك إلى تحسين علاقاته مع الأطراف اليهودية واليمينية، تمهيداً لخطب ودّها في الانتخابات الرئاسية في 2007، والتي ترشح فيها ساعياً وراء التجديد لولاية ثانية....ولا تنحصر تفاعلات هذه القضية الخارجية في هذا المجال فقط، بل توجد مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة عازمة على استخدام قضية «آميا» في إطار الأمم المتحدة من أجل ضم هذه القضية إلى مجمل القضايا الأخرى لإدانة إيران والضغط عليها، بالإضافة إلى استخدام القضية أيضاً لتكثيف اتهاماتها لحزب الله بأنه «مجموعة إرهابية، وأن إيران تموّل الإرهاب»...وخير مثال على ذلك شرطة نيويورك التى تعتقد ان الحرس الثوري الايراني شارك مع جماعات تابعة له حتى الان هذا العام في تسع مؤامرات ضد اهداف يهودية او اسرائيلية في انحاء العالم !!...وتقول تقارير اعدها محللو مخابرات لصالح شرطة نيويورك ان ثلاث مؤامرات احبطت في يناير وثلاث في فبراير فضلا عن احباط ثلاث مؤامرات أخرى منذ أواخر يونيو !!!..وجاء في التقارير التي حملت وصف "تقارير حساسة لتنفيذ القانون" ان الهجوم الانتحاري بقنبلة الذي وقع في بلغاريا كان ثاني مؤامرة هناك يكشف عنها هذا العام!!...وتفصل التقارير مؤامرتين في بانكوك ومؤامرة في كل من نيودلهي وتفليس وباكو ومومباسا وقبرص.... ونسبت كل مؤامرة إلى ايران او جماعة حزب الله اللبنانية الحليفة لها....وكتبت هذه التقارير بعد تفجير حافلة كانت تقل سائحين اسرائيليين في مطار بورجاس في بلغاريا....ورفضت ايران سعي اسرائيل لربط طهران بتفجير بورجاس وقالت انها "ادعاءات لا اساس لها" وانها اتهامات لها دوافع سياسية تكشف ضعف مروجيها !!!...ويقول مسؤولون امريكيون ان قناعتهم تتزايد بتقديرات اسرائيل بأن ايران وجماعات تدعمها قامت بقتل خمسة سائحين اسرائيليين في بورجاس بواسطة مفجر انتحاري بعد ركوبهم حافلة تابعة للمطار...وقال مسؤول امريكي ان حزب الله قام بهجمات تفجيرية انتحارية من قبل...ويقول حزب الله انه بالفعل قام بهجمات تفجيرية انتحارية ضد مواقع للجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان عندما كان محتلا حتى عام 2000 لكنه لم يقم بأي هجمات ابدا خارج لبنان...واشار المسؤول الامريكي إلى ان تفجير بورجاس وقع في الذكرى 18 لتفجير المركز اليهودي في بوينس ايرس والذي ربطت الارجنتين بينه وبين ايران...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان والامريكان تاريخ طويل من العمالة !! فلما الانكار؟؟
- جاسوسة عراقية هى السبب الرئيس لاقالة وزير داخلية مصر حسن الا ...
- اعلان ماسونى يهدد مرسى ... كل عميل بالاشارة يفهموا يامرسى
- بانوراما ثورة 25 يناير
- الجنيه ابو شفايف
- حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما
- السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى
- محارق الهولوكوست الاخوانية القادمة
- نشرة الفراخ الدستورية
- حتى لو ماتت ديانا فسوف يبقى الحب
- امرأة دخلت بالحب حياتى
- اقرؤوا تصحوا
- مرسى ورحلة الصعود من الكهف الى القصر
- قالت لى ... وقلت لها
- هل تصبح مصر فريسة الثيوقراطية
- حلمك ياسى اوردغان بلدكم نهب مصر
- سياسة ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
- مرسى العياط غير تاريخ العالم بخيانته لصديقه عالم الصواريخ
- يا مرسى الديمقراطية ليست حيلة فى اعتقال المجتمع وتهديد حريات ...
- المكارثية الاخوانية خربت مصر


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس
- إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن وسط احتجاجات على مشاركتها بسبب ا ...
- ?? مباشر: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن -الكر ...
- نتنياهو ينتقد بايدن وواشنطن تقترح -بدائل- لاجتياح رفح
- تشاد تعلن فوز محمد إدريس ديبي بالرئاسة ومنافسه: الانتخابات س ...
- ما مخاطر الذكاء الاصطناعي بين الأيدي الخاطئة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - امريكا تستخدم تفجير مقر جمعية -آميا- اليهودية الأرجنتينية للضغط على ايران