أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - أنّسنة وشيّطنة!














المزيد.....

أنّسنة وشيّطنة!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 08:32
المحور: كتابات ساخرة
    


أنّسنة الشيطان، وشيّطنة الإنسان.. هي نوع من ممارسة اللخبطة التي تدوّخ العقل!
أنظروا كيف يفعل الناس، عندما يسمعون كلمة: "شيطان".. أنهم يستعيذون بالله العظيم من اسمه، ومن سيرته غير العطرة!
وهم أنفسهم، في أحيان كثيرة، يدلّلونه يعني يدّلعونه، فيطلقون عليه: "جني" أو: "عفريت"!
بل وتحبيب أولادهم الصغار فيه، حين يجعلونه بطلاً طيباً، وصديقاً حميماً لهم، في قصص المغامرات الشيقة، التي يقصّونها عليهم قبل النوم، وربما طول العمر، كما من كتاب: "ألف ليلة وليلة"!
أكثر من ذلك، أن يحاول البعض صناعة شياطين على مقاس الإنسان، وكأنهم يريدونها أن تعيش بيننا، وأن نتعامل معها من خلال شبيهنا الإنسان!
فان كان عندهم أبناً يمتاز بالشقاوة، وايذاء الغير، أطلقوا عليه: "جن مصوّر"، أو: "عفريت".. وكأن الأذّية هي من اختصاص الشيطان دون خلق الله!
وان كان الشخص ذكياً ونجيباً كفاية، اشتركنا جميعاً في تسميته: "عبقري"، نسبة إلى وادي عبقر، الذي ظن الناس يوماً أنه مسكون بالجن والعفاريت.. وكأن الذكاء هو حكر على تلك القوى الشريرة!
وان كان لدى إنسان ما فكرة مبتكرة أو شاذة، أطلقنا عليها: "فكرة مجنونة"، أو: " فكرة جهنمية".. وكأن هذا الإنسان ، قد استقى فكرته هذه من الجن، أو: من جهنم ، حيث عشيرة الجن، ومأواه، ومستقره!
وقد وصل الأمر بالبعض، أن نَسب شعر الشعراء إلى الهامات من الجن.. وما علينا سوى التهليل، والتغني: "ياعيني على شاعريّة الشيطان"!
كما نسبوا إليه، أرق مشاعرنا الإنسانية، كمشاعر الحب، فيقولون: "حب مجنون"، أو: جنون الحب".. وهل ننسى أخونا في الحب: "مجنون ليلى"، كأفضل تطبيق، ومثال؟!..
حتى مأكولاتنا، لم تبتعد كثيراً، أو: قليلاً عن هذه الرابطة المربوطة، فالبائعون يصيحون على ثمرة البندورة، الغلبانة، التي كانت في يوم من الايام من الفاكهه، ثم انحدر بها الحال، لتصبح من عناصر الطبيخ والصلصة، يصيحون قائلين:"مجنونة يا طماطم".. وكأن الشيطان هو الذي يتحكم في بيئتها، وفي كثرتها أو: ندرتها، ومن ثم في سعرها!
وآه من تعبير: "جنون الحرب" أو: "الحرب المجنونة".. وكأن الحرب ليست من صنع الإنسان، الذي يُجنّ الجن!
أما العجب العجاب، أن نتقوّل على شخص ذاهب العقل، بأنه: " مجنون".. مع أنه سبق ونسبنا العبقريّة ـ أي الذكاء والفطنة ـ للجن!
،...،...،...
بعد كل ذلك، لا تلومن من يضطر إلى القول:"حاجة تجنن"..؛ لأنها صرخة كل من يعاني من نتاج ما يفعله عقل إنسان، بعقل إنسان آخر!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد وتهاني!
- القبح حين يكون قبحاً!
- ملاريا الاخوان!
- عندما نحاول معرفة المجهول!
- إلى الجنيه المصري، مع خالص اعتذاري...
- نزاعات بلا عقل!
- كذب التربية والتعليم!
- تحريم الآثار وآثار التحريم!
- رحيل في الذاكرة!
- ليكن الجمال؛ فنراه!
- حُصّاد الرقاب!
- قطرات من المداد الأحمر!
- أهل النار!
- نقوش على جدار الزمن الرديء!
- لمن تدق الأجراس الحزينة؟!..
- طابور الرئاسة!
- لهم ضحكهم.. ولنا ضحك!
- ليس بالسم وحده!
- خواطر في آيار!
- دير بالك!


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - أنّسنة وشيّطنة!