أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - عالم جديد و عام جديد














المزيد.....

عالم جديد و عام جديد


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم جديد و عام جديد

راحت سنة و جاءت سنة كل عام و أنتم بخير
يا من تزرعون في الدنيا قمح و سلام و خير

ملحمة جديدة و اسطورة جديدة لا تشبه سابقاتها لا في الشكل و لا في المضمون إنها من واقع الزمان و المكان , أبطالها أناس عاديين و بسطاء , قد لا يكون بعضهم قد قرأ التاريخ لكنهم يكتبون تاريخاً جديداً في صفحات الإنسانية و البطولة و الشجاعة التي لم نرى مثيلاً لها , لا قبل الميلاد و لا بعد الميلاد , و لا حتى قبل التاريخ و لا بعده .
إنها قصة شعب يعيش في بلد اسمها سورية , يملك إرادة اختراق حدود الممكن , أصر أن يغير وجه التاريخ و يعيد صناعته من جديد في ظل متغيرات دولية عميقة و معقدة جداً و تطور تكنولجي غيّر الكثير من مفاهيم و آلية تفكير أجيال جديدة ولدت في نظام قديم لم ينته بعد و تطمح لنظام عالمي جديد بدأ يتشكل فاتحاً مسارات كثيرة قل من يعرف نتائجها , عموماً هذه حتمية التطور التاريخي و صيرورته .
ربما كانت لحظة التحوّل التي نعيشها تحجب وعي ما يجري، لكن الربيع العربي انطلق و خاصة في سورية و الذي منها سيتوسع أكثر إلى كل الوطن العربي، و يمتد إلى بلدان مثل جنوب أوروبا وشرقها. وهذا الوضع ربما أعطى قوة للسلطة لكي تمارس أقصى عنفها الدموي، لكنه يعطي الأفق لهزيمتها، لأنه جعل الشعب في وضع لا خيار أمامه سوى الثورة من أجل التغيير. وعلى رغم أن السلطة بدت أنها خارج هذا «العالم» في إطار التصنيفات السياسية الدارجة.
أحداث مؤلمة تجري على الأرض السورية تفوح برائحة البطولة و الدم و الخراب ...
تستقبل بلدنا عاماً جديداً , و مع إطلالته وشعبنا البطل و رغم سوء المعيشة و ما يكابده، لا يزال متحمساً للثورة وللتغيير، ويتطلع إلى التخلص من الاستبداد أيا تكن الآلام، و بثقة كاملة بالنصر مع العلم بأن مخاض الثورة سيكون صعباً جداً أمام آلة عسكرية مدججة بأفتك الأسلحة، وسوف يكتظ بالضحايا والآلام وبمعاناة ومكابدة لم يشهد شعب ثائر لها مثيلا، مؤكداً بجدوى استمرار الثورة وبأن توحيد صفوفها وتصويب أخطائها، قد يخفف من وطأة هذا المخاض و ثقله و يعجل وصول الناس إلى حقوقهم وما يتطلعون إليه!
العام الجديد سيضع حدا لمعاناة السوريين، و الصراع وصل أوجه والأهم انحسار الثقة بالنظام عموما و بخياره العنفي وقد جرب على مرأى من العالم كل أصناف الأسلحة والخطط الحربية ولم ينجح في إضعاف الثورة أو الحد من قدرتها على التجدد، بدليل تنامي أعداد الثوار واتساع المساحات والمناطق الخارجة عن السيطرة، وتكاثر حالات التهرب من المسؤولية والانسحاب من صفوف الجيش والأمن ومن حزب البعث وملحقاته النقابية، الأمر الذي يضع، الحالة السورية على نار حامية، عربيا ودوليا، لإحداث التغيير المطلوب.
عاما جديدا والوضع الاقتصادي وصل إلى الحضيض، لقد أفضى القصف والتدمير إلى انهيار القطاعات الإنتاجية والخدمية، وخربت حمم القذائف والآليات الثقيلة الأراضي الزراعية، ومنع الانتشار الأمني الكثيف نقل المحاصيل بصورة آمنة إلى الأسواق، وأفضى شح المواد الأولية جراء وقف الاستيراد، وضعف التسويق ومنافذ التصدير، إلى انهيار الصناعة، فأغلقت مئات المصانع أبوابها أو قلصت إنتاجها، وسرح الآلاف من عمالها، ولاقى قطاع السياحة المصير الأسوأ كأن دوره انتهى اليوم تماما، مثلما انتهت فرص الاستثمار، وبديهي ألا يأمن رأس المال لساحة معرضة لمزيد من الفوضى والاضطراب، ناهيكم بتعطل أغلب المشاريع الاستثمارية التي كانت تسير بصورة طبيعية، وتراجع دور البنوك العامة والخاصة جراء العقوبات وهروب الكثير من رؤوس الأموال إلى الخارج، والأهم تدهور معيشة المواطن، إن لجهة عدم توافر السلع الأساسية التي تفقد تماما في المناطق الساخنة، كالخبز والمواد الغذائية والأدوية والغاز والمازوت، أو لجهة انهيار القدرة الشرائية، مع خسارة كبيرة لليرة السورية من قيمتها، أو لجهة تهتك وتفكك شبكات الخدمات التعليمية والصحية، دون أن ننسى معاناة المهجرين داخل البلاد الذين آثروا الانتقال من المناطق الخطرة، أو اللاجئين في البلدان المجاورة، حيث أفضى تسارع الزيادة في أعدادهم إلى انحسار القدرة على توفير أهم الاحتياجات الإنسانية لهم!
عاماً جديداً و المجتمع الدولي لا يكترث بما يحصل من فظائع وأهوال، وكأنه بشعوبه وحكوماته يتفرج على هذا الفتك اليومي بالمدنيين، مثلما يتفرج على مسلسل تلفزيوني أو صور من عالم آخر، والفاجعة في التحذير الأممي الأخير للنظام بأن استخدام السلاح الكيماوي خط أحمر، بما هو إباحة لكل ما دونه من وسائل القمع والتنكيل!
عام جديد وثوارنا مصرون على أن يكونوا أمل و ضمير الشعب في سورية بل ضمير الإنسانية جمعاء رافعين شعار "الموت و لا المذلة" و ثورتنا تزداد نضوجاً و قوة و تحقق الانتصار تلو الآخر , و مؤكدين بأنه أمم تنهض و أمم تمرض و تستمر حركة التاريخ , و أن ثورتنا المباركة كانت معجزة عند حدوثها ومؤثّرة عند استمرارها وقوية بثباتها ومذهلة بأبنائها. و نسأل الله أن يعجل في نصرها.


د . إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام مع القدر في جمهورية الفساد و الاستعباد
- ثورة سلمية محمية
- واقع و تحديات الثورة السورية
- الطائفية والثورة في سورية
- من ذاكرة الثورة
- غرائب الصدف في عملية دمشق
- خفايا المؤامرة في مؤتمر القاهرة
- دولتنا المنشودة
- يا كادحي سورية اتحدوا
- الأنبياء الصغار
- طارت الطائرة
- سورية بدها حرية
- أجمل الأمهات
- نوروز - العهد الجديد
- حدث في مثل هذا اليوم
- رومانسية الكلاشنكوف تحسم المعركه
- صورة من حارتنا
- السلطة الرابعة ...
- أطفال في عمر الورد
- قَسَم الشَباب


المزيد.....




- البابا: ما حصيلة جولته في تركيا ولبنان؟
- رئيس جبهة الخلاص الوطني التونسية: قوات الأمن تحيط ببيتي وتست ...
- البابا يأمل بأن تكون الجزائر وجهته المقبلة ضمن جولة أفريقية ...
- غسالة يابانية للاستحمام في 15 دقيقة
- تحذير بإسرائيل من انكشاف منشآتها الحيوية أمام الصواريخ والمس ...
- الجيش السوداني يتقدم في جنوب كردفان بعد معارك مع الحركة الشع ...
- بريطانيا تحذر: انتشار متسارع لوسائل التواصل بين أطفال ما قبل ...
- شاهد: دب يتسلّق عمود كهرباء.. وعامل ينقذه قبل لحظات من الصعق ...
- نجيب الشابي للجزيرة: الأمن يحاصر منزلي والقضاة موظفون لدى ال ...
- بوتين يلتقي ويتكوف وكوشنر لمناقشة سبل إنهاء أوكرانيا


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - عالم جديد و عام جديد