إياد أبازيد
الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 18:19
المحور:
الادب والفن
كتب المهماز
ارتدى ملاك ثياب الجنود، فاختفى تواً جناحاه، وابتسم ابتسامة التلميذ المجتهد غير المكترث لأي امتحان، وسدد بندقيته بتأن، وضغطت إصبعه على الزناد، فبهتت الأشجار، وارتعدت أغصانها فزعة، وتبعثرت عصافيرها مبتعدة عنها، وتهاوى على عشب الأرض طفل مثقوب الجبهة، وأفلتت أصابع يده الخيط الطويل الغليظ المشدود إلى طائرة ورقية كانت تحلق في فضاء أزرق فوق أرض خضراء، فابتهجت الطائرة الورقية بتخلصها مما كان يتحكم بارتفاعها وانخفاضها ووجهتها، وبادرت إلى الارتفاع، وطارت على غير هدى حتى وصلت إلى سماء مختلفة منتقلةً من سماء الحقول إلى سماء مدينة مختنقة بدخان أسود متصاعد من أنقاض بيوت ومدارس وحدائق ومستشفيات تحترق، ورأت الطائرة الورقية جنوداً يقتلون كل ما هو حيّ كأنهم ليسوا غير حصّادة آلية ضخمة جبارة تتقدم في طريقها المحدد، وتحصد كل ما يواجهها سواء أكان بشراً أم حيواناً أم شجراً، ولم تتمكن الطائرة الورقية من رؤية المزيد إذ دوى انفجار وهوت إلى أسفل محترقة فوق رجال ونساء وأطفال يحترقون، واختلط رمادها برمادهم ...
#إياد_أبازيد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟