|
بدا صراع الاعلام من مظاهرات الانبار
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتقد نسبة كبيرة من الناس و انا منهم ان التظاهرة الكبيرة في الانبار بداية لصراع طويل اخر من النوع الجديد . انها تظهر في ظاهرها على الاقل بانها حدثت بعفوية جراء ما حدث من اعتقالات لحمايات الوزير العراقي رافع العيساوي و كرد فعل طبيعي، الا انها حقيقة لم تكن تهدف في جوهرها الا على مجموعة غير قليلة من الاهداف السياسية الانية و المستقبلية البعيدة جدا عن السبب المعلن، عدا كونها عرض العضلات للقوى المتصارعة فانها معيار لبيان الثقل و الامكانية و القدرة العملية على ارض الواقع مع تقدير الجماهيرية و موقع الجهات من اجل تقدير الحسابات الدقيقة للانتخابات المقبلة . ان كان الحدث الاني دفع للاسراع في توضيح المواقف و كشف العديد من النوايا ، و على الرغم من كونها عملية سياسية حتى العظم ، فانها بداية الطريق لاعادة التنظيم و ترتيب الاوراق للمكون الذي يشكل الاكثرية في هذه المنطقة بالذات، و تضمنت الفعاليات ادوات حديثة غير محببة من قبل . و اعتبرت من قبل بعض الجهات الشعبية رد للاعتبار للمجموعات او الطائفة التي تعرضت للانتهاك في الحقوق و وصل الى حد التعدي على الرموز و العناصر المعتدلة التي حافظت على مكانتها و عقلانيتها في التعامل مع الاحداث المتكررة السابقة . و من جانب اخر كما تفعل السلطة من اجل تثبيت اركانها، فان هذه المنطقة كما تحس انها غبنت دون وجه حق فكرت في تصفية الحسابات من اجل توسيع الطريق الى الانتخابات المصيرية المقبلة و التي تمس مصيرها و مستقبلها، و القصد من العمل بيان الكمية من قوة الظاهرة لهم و كما يعتقد الكثيرون في العراق ان العدالة قوة المطلب الصحيح تبرزو تدفع الى كثرة عدد المتظاهرين و كانه العدد هو الحاسم في التاثير، وعندما تكون مؤثرة و القصد وراه هو بيان مدى تاثيراته على المسيرة السياسية في العراق المستقبل . بعد تغيير المعادلات السياسية و الصراع بين اقليم كوردستان و المركز، تداخلت الاسهم و تقاطعت المصالح و اختلطت العديد من التوازنات و تخلخلت مراكز الثقل في جو ينتظر من يترصد من البعيد ليستغل ما يدور على الساحة من اجل تثبيت سياساته باكمل وجه ممكن . فان الوقت المختار للفعل و لم تحرك عندشيء عند المكون الاخر في المنطقة الجنوبية الساكن دون ابداء اي راي، و كأن السلطة تصارع عوضا عنه، سيولد من مثل هذا الموقف ردود االفعال و يطفي الى السطح نوايا الطرفين و تبدا عملية جس النبض و معرفة مكانة كل منهما و تاثير ضغوطاتهما على البعض، اي يمكن القول بان العمل و ان كان آنيا فان المسببات قديمة الميلاد و هي اتخذت وسائل و اساليب جديدة لتعين المساحات من اجل توفير القدرة للسيطرة على الارض عند الحاجة . ان كانت التظاهرات و الاعتقالات ايضا هي الوسائل السهلة من اجل الصرع في العملية السياسية الهشة و الهدف سياسي مصلحي نابع من نوايا ذاتية مهما ادعى اي جانب قانونيته و سامة موقفه و اهدافه، لان اختيار الوقت و الادوات غير الصحية المستخدمة كشفت مدى سياسية العملية بعيدا عن قانونيته او حقوقيته، و اللعب بها خطر من جانب التعصب الطائفي و القومي او اتخاذها كحجج للارهاب من اجل سحب البساط من تحت اقدام الاخر لحرمانه من موقع مهم او الوصول الى اذلال الخصم، فالمتضرر الاوحد هو الشعب، و الادهى من كل ذلك سيبني ردود الافعال على ما حدث من رد الفعل التي تبين لنا افعال واضحة المعالم و نوايا مخفية للعديد من الجهات في المنطقة، و انها لا تدع مجالا ان نشك في شكوك الطرفين لما وراء الحدث و ما يدور من وراء الكواليس و هم اصلا اصبحوا ضمن الساحة الفوضوية. ان التنسيق السري و العلني احيانا بين الاطراف المتخاصمة مع الجهات الخارجية حتى الامس القريب و حدوث ما يهيج الموقف و اطلاق التصريحات التي كانت كفرا في الماضي، يدلنا على ان الاطراف تصر على اجراءات غير صحية و يمكن ان تستعمل القوة من تحت الحزام من اجل الحفاظ على المصالح الضيقة دون اي اعتبار لمستقبل العراق . و منذ ان كشفت ملامح تحالفات جديدة فان الاوراق استخدمت منذ اليوم الاول و استجدت حالات من اجل ترسيخ ارضيةمرسومة مسبقا لتحقيق العديد من الاهداف الداخلة الحزبية و الخارجية الاقليمية.و في النتيجة حدثت اعادة للتلاقي و التفاعل بين جبهة من جهة و التقاطع و نفور الجهات التي كانت قريبة من البعض من جهة اخرى، و المتغير هو تغيير المواقع باللاعبين ذاتهم . ان الواقع الاجتماعي و المستوى الثقافي و الوعي العام يرشدنا على ان استغلال عاطفة الناس اسهل وسيلة لتحقيق اهداف و اغراض سياسية يحتة ، و النظرة الضيقة للساسة العراقيين الى ما يجري اجبرت الناس على الالتزام بالمفاهيم ضيقة الافق على شاكلة متطلبات مفاهيم معينة مثل القومية و الدين و المذهب بعد ان اجبر الشعب العراقي منذ عقود على الابتعاد عن النظر و العقلية الانسانية الكونية في جميع المجالات، و اجبروا ايضا على التقوقع في خانة تثبيت هذه الافكار و العقائد و التوجهات و النظرات الضيقة الى المواضيع الانسانية . اننا اذا كنا من المتمرسين في معرفة تاريخ العراق و ما فيه سوف نتفائل، مستندين على المنابع و المصادر التاريخية و العقول المتميزة من موروثات الحضارة العراقية العريقة التي تعتبر سدا منيعا امام العقول القصيرة العمل و العيون قصيرة النظر . فان التراصفات و التحالفات السياسية البعيدة عن الارضية المشتركة المعتمدة على الافكار الصلدة ستنهار بنسيم خفيف ان هب من منبع العقلية الانسانية، الا ان الشعب العراقي مكتوب عليه تحمل هذه المآسي لحين يفاجيء القيادات العراقية الطارئة بان قوة الشعب و فعله اكبر من اية سلطة . ان التفائل نابع ايضا من نتائج الاخطاء الكبيرة المتكررة التي يقترفها القادة الدخلاء جميعا و هم محتلين مناصب لا يليقون بها و ليسوا اهلا لها، و لذلك يمكن القول انه في نهاية النفق سيظهر النور و لا يصح الا الصحيح . و كما يعتقد شكسبير في تحليله للخلافات التي تحدث بين المجموعات و الاشخاص ،يقول؛ اننا بحاجة للخلافات احيانا لمعرفة ما يخفيه الاخرون في قلوبهم ، قد نجد ما يجعلنا في ذهول او قد ما يفرض علينا ان ننحني له احتراما . و بهذه الخلافات و افرازاتها يُبان ما يُذهل العقول او ما يجبرك على الانحناء له تقديرا، و على الشعب ان يختار بجدية الصحيح الملائم في اية عملية مستقبلا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البحث وراء الحقيقة دائما ام توهيم الذات احيانا
-
تعامل الفرد العراقي مع الواقع بمنظور المواطنة هو الحل
-
متى سينهض العراق من جديد ؟
-
هل يخرج المالكي من الازمة الحالية بسلام
-
بانتهازية المالكي و غرور البارزاني تُزهق الدماء
-
المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة
-
هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?
-
تستغل الراسمالية و الاديان حتى الانبياء لاهدافهما الآنية
-
فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة
-
و جعلوا الكعبة بمثابة اصنام الجاهلية
-
هل بالامكان نشر ثقافة الديموقراطية في العراق ؟
-
انحصار كوردستان بين مصالح الشرق و الغرب
-
لنتحمل الاختلافات كي نتقبل البعض و نتعايش
-
ما نقرا من الثورة السورية و ما بعدها
-
من الاجدر بروسيا ان تدعم البديل العلماني للنظام السوري
-
من يتحمل وزر ما يحصل في سوريا
-
اي موقف للمهتمين يقع لصالح الثورة السورية ؟
-
احذروا من التلاعب في كوردستان الغربية
-
لماذا التشاؤم من نتائج الثورات ؟
-
ما يعتري الثورة السورية من الشكوك
المزيد.....
-
-استهتار بالقانون الدولي-.. أمين عام مجلس التعاون الخليجي يد
...
-
ترامب يكذب تصريحات مديرة الاستخبارات حول إيران: -كانت مخطئة-
...
-
طائرات B-2 الأمريكية تتجه إلى غوام.. تحرك استراتيجي يسبق ضرب
...
-
الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال
...
-
كيف السيبل إلى فوردو؟ كوماندوز إسرائيلي أم ضربة أمريكية للني
...
-
ماذا وراء التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة؟
-
وجبات ذكية لذاكرة أقوى.. كيف يساعدك الطعام على التركيز؟
-
رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه
...
-
الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
-
غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|