حملة البطانيات..هل تثمر مرة أخرى

حاكم كريم عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 23:27
المحور: المجتمع المدني
    

* الصورة مأخوذة من موقع عراقيون
ذكرني الزميل عدنان حسين في موضوعه المضحك المبكي حول وسائل أغراء الناخب وتنوعها بتنوع وتغيير المواسم اقول مضحك مبكي لأن هذا هو حال العراق بلد يصارع شعبه الجوع ويعاني من تردي واضح ومتكرر من الخدمات وغياب فرص العمل و ضعف الأمل بأدراك الأمان وما زالت طيوره المهاجرة تطرق أبواب دول اللجوء رغم الأسى من عدم أستقبال هذه الدول لهذه الطيور التي تهاجر في كل المواسم ولا عودة لأعشاشها بالأمس راعني غرق مركب لمافيا تركية مسلمة قبالة أحدى الجزر اليونانية حمل على ظهره طيور عراقية مهاجرة لكنها للأسف لم تطىء سواحل الجزيرة نتيجة غرق المركب راعني الخبر لأن الصورة المرفقة كانت لأحد رجال البوليس لخفر السواحل وهو يحمل بين يديه طير مهاجر لم يتعلم الطيران بعد وراح ضحية هذه الهجرة ما يقارب العشرون مهاجرا جلهم من العراقيين وهذه ليست الحادثة الأولى فكل غرق قبالة سواحل مدن اللجوء يكون للعراقيين المهاجرين حصة فيه وهذه الظاهرة بعد مضي عشر سنوات على بلد يقال انه يمشي في وضع الأسس لبناء ديمقراطي يكفله الدستور ويتمتع الأنسان فيه بالحرية وضمان الحقوق في ظل حرب طاحنة بين مصالح حزبية ومافيات فساد أداري ومالي وحب للسلطة حد ذبح بلد وضرب قومياته ووضعها على شفى حرب تعيدنا لذكريات ثلاث حروب ومايقارب المليون ضحية ونصف مليون معاق ومليون أرملة وملايين من الأيتام عدى ضحايا الأنفال وكيمياوي حلبجة وكيمياوي باليسان وووووسقط النظام وأستبشر العراقيون خيرا لكنهم لم يلمسوه ولم تسعفهم الزيارات والدعوات في حضرةالأئمة في أدراك شيء منه وفي كل سنة يصبح أستقرار العراق حلم بعيد المنال و تظل تعصف به الأزمات السياسية التي فاقت في حبكتها نظرية الفوضى الخلاقة بكل أساليبها!!! فمسلسل الأزمات مستمر نتيجة أستمرار القوى السياسية المهيمنة على دفة الحكم في البلاد بأنتهاج حكم المحاصصة في كل شيء حتى الفساد!!!!الذي وصلت ملفاته في خزائن القوى السياسية لمستويات مخيفة باتت تهدد مستقبل الدولة العراقية برمتها ويبدو أننا سنشهد وسائل جديدة في الحملات الأنتخابية القادمة حرب ملفات الفساد التي سوف تشهرها القوى والقوائم المؤتلفة لخوض الأنتخابات القادمة والمشكلة هنا أن الجميع يتهم بعضهم البعض ويمتلك الملفات والأدلة القاطعة على الفساد وأنتهاك الدستور والتمويل للحملات الأنتخابية الغير شرعي والكثير الذي لا يعد مؤشرا صحيا في بيئة سياسية تنوي وضع البلاد على الطريق الصحيح فهل تنفع حملة السيد بهاء الأعرجي والتي بدأت مبكرا قبل صدور تعليمات الهيئات المشرفة على الأنتخابات وهل تعد هذه البداية مؤشرا لبدء نشاط الكتل والقوى الأخرى وهل سيبقى التيار الديمقراطي من هذه القوى التي تريد أن تمهد الطريق لصعود ممثليه لقبة البرلمان ومجالس المحافظات في ظل هذه الأجواء فنحن نرفض مبدأ شراء أصوات الناخبين فيما تعمد كل القوى للشراء وبكل الوسائل وفي هذا البحر المتلاطم من الفساد فهل يعيد التيار الديمقراطي حساباته وأساليبه التي تتطلب بيئة متعافية فيها التنافس يخضع لطرقا دستورية لأنها تحترم الدستور وتلتزم به فأين هذا من ذاك وكيف السبيل في بحر الفساد المتلاطم ختاما حملة السيد بهاء الأعرجي رئيس كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري مؤشرا واضحا لأستمرار نفس النهج الذي حصدت نتائجه الكتل السياسية وحولته لمقاعد برلمانية وأغلبية في مجالس محافظات السيد بهاء الأعرجي عقد مؤتمرا صحفيا للتحذير من مستويات الفساد حيث قال" الفساد السياسي هو محور الفساد في العراق وحكومة الاغلبية هي الحل لانهائه"
والسؤال الذي يطرح نفسه هل حكومة الأغلبية في ظل ملفات الفساد المتراكمة ستكون نزيهة أم سيكون فسادا متخصصا وله تجربة وباع طويل عمره 10 سنوات .

حاكم كريم عطية
لندن في 22/12/2012

#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل