أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - بين نسيم عودة وعمار الشريعي














المزيد.....

بين نسيم عودة وعمار الشريعي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 00:42
المحور: الادب والفن
    



في 7 ديسمبر 2012 وفي ليلة واحدة وفي مكانين مختلفين توفي المطرب العراقي نسيم عودة المولود في عام 1935 في ناحية الحلفاية بمحافظة ميسان . وفي مكان آخر في مصر المحروسة توفي الملحن والموزع الموسيقي عمار الشريعي 1948.
مالفت انتباهي واثارني وانزعجت منه أن اغلب القنوات العراقية الفضائية نشرت في تايتلها الخبري وفاة الملحن عمار الشريعي ولم تكتب خبرا او نعيا لوفاة المطرب نسيم عودة عدا القناة الفضائية العراقية التي نشرت الخبرين وكان خبر وفاة نسيم عودة يسبق خبر وفاة الشريعي. هذا النكران في عدم احترام هكذا رموز نسجت في الوجدان الحضاري العراقي ذائقته المحلية الرائعة مثلبة في انتماء تلك المنافذ الاعلامية لما يكمن فينا من شجن محلي يسري في عروقنا .وانها انتبهت لبهرجت العولمة وشخوصها بفضل بيروقراطيتها .وبالرغم من ان الشريعي فنانا كبيرا وموزعا موسيقيا امتلك حسا فريدا في تنوع وحداثة جملته الموسيقية وخاصة على الة الاورك إلا أن نسيم عودة بالنسبة لذائقتنا وثقافتنا وذكرياتنا يمثل لنا نحن العراقييون طعم المكان بمحليته وريفيته وجنوبه الذي يعيش في الوجدان في سمفونيته المحمداوية ( ياهلا بحلو المعاني ) مثلت وما زالت العودة الرائعة لكل جميل نتمنى ان يعود بذكرياته واحلامه وأساطيره.
لم تحتفِ الفضائيات العراقية بموت هذا الجنوبي الناعس بصدى تلاطم امواج الهور وتراقص سعف بساتين النخل ومواويل القصب وفضلت ان تعلن موت ملحن وموسيقار مصري مات معه في ذات اليوم وكأنها تعيد المقولة القائلة ( مغنية الحي لاتطرب ) ولكن نسيم عودة لن يحتاج الى تايتل أي فضائية فأنه يبقى يقوم بمودة صوته بأيقاظ الكثير من مكنون ضمائرنا في استعادة ما تصنعه الاغاني الحميمية فينا .اغنيات الغرام والمهجر والحرب والطفولة .
هذا النسيان للأحتفاء برجل صنع من صوته خامة للعشق والذكريات وأحلام الجنود لايمثل شيئاً في تراث المطرب المصنوع ببحة الاشياق . هم ينسوه لكن تاريخ الفن والحلم في هذا الوطن يبقيه مزروعا كما شتلات الشلب في سواقي الجنوب السومري .
نسيم عودة توفاه الله ، لكن صوته يزرع في نشيد الذاكرة طقوس مودة الريف في طربه وحزنه ووجوده .ومثل الرعيل الذي جايله كان الفقر يدفع المبدعين ليتقاسموا رزق موهبتهم مع وظيفة ما فتطوع جنديا في القوات المسلحة ووصل ليصبح سائقا شخصيا للزعيم عبد الكريم قاسم أيام كان آمرا للواء 29 . وعندما اصبح الزعيم رئيسا للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958 طلب منه أن يبقى سائقه الشخصي لكنه فضل أن يعيش مع حلم موهبته وأغانيه وان يقدم الى الاذاعة وليتحق مع الركب الجميل لاغاني الستينيات والسبيعينات عبد الصاحب شراد وعبد الجبار الدراجي وحسين السعدي وجاسم الخياط وجواد وادي وعبد محمد وغيرهم.
مات العراقي السومري نسيم عودة .ولكن صوته باقيا ، ومات المصري الفرعوني عمار الشريعي ولكن الحانه باقية .وليس بين الرجلين محنة نشر خبر في تايتل فضائية بل ما بينهما هو مودة الشجن والموسيقى واللحن ولكن كل على طريقته...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!
- المزابل في العراق يورانيوم مخصب ...!
- كوميديا أغرب إحصائية في العراق
- قمة عربية في مهب الريح
- الدكتور جبار سيد فليح ...
- المدن التي تموت كل يوم..!
- سُرَ مدينة الناصرية...!
- الموتُ في العراق الآن.........!
- عام 2011
- غابريل غارسيا ماركيز يكتب عن مدينة سامراء........!
- العراق في هذه الساعة
- صوفية عولمة الشفتين ووشم اليدين ...!
- وشمُ شهيٌ على جَسدْ
- تواشيح عاشورا ...............!
- آدم ..قميص يوسف نسيجهُ امرأة...!
- خيال الكون البعيد...........!
- عراق الصابئة ويحيى وأمي ...!
- القاص محمد رشيد والمشروع الثقافي الرائع ...........!


المزيد.....




- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - بين نسيم عودة وعمار الشريعي