عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 22:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1/
انفجار
حينما انفجرت السيارة المفخخة تطايرت الأشلاء في كل اتجاه.اختلطت عظامنا ببعض.بعد زوال الصدمة الاولى بدأت جمجمتي في البحث عن سائر أعضائي خشية ملاقاة وجه ربي ناقصا لعضو ما.بعد جهد جهيد نجحت في تجميع ساقين وذراعين ومؤخرة.والحق يقال لا أدري ان كانت لي أم لجثة اخرى.لكني انتبهت الى أني قد بت أملك قدما أضخم من الأخرى ويدا أصغر من أختها.بحثت عن قلب لألصقه بعظام صدري فوجدت قلبا جميلا دافئا ما زال ينبض بالحياة .سارعت لالتقاطه لكن تلك الفتاة الصغيرة التقطته قبلي وتشبثت به.الآن أمضي الى قبري كما عشت في دنياي بلا قلب دافئ ينبض بالحياة.
2/
برميل
خرجت الى الشارع لأتفرج على الطائرات.شاهدت برميلا ضخما يهبط من السماء .ركضت وركضت حتى وقعت من الرعب على وجهي.التفت خلفي فلم أجد حارتي...لم أجد منزلي...لم أجد أمي وأبي واخوتي...لم أجد العابي وأصحابي...لم أجد أحد...الآن أقف وسط الفضاء لا هم لي الا مراقبة البراميل الهابطة من السماء والصراخ على الأطفال ليلعبوا بعيدا بعيد...
3/
مقعد
انحنى على الغيمة الصغيرة هامسا:هنا كان يجلس محمد...وبجانبه مقعد جورج وخلفهما تجلس ريتا وبجانبها فاطمة وخلفها يجلس علي...وكان من المفترض أن أجلس يوم غد الى جانبه....لم يبق من الصف الا سبورة محطمة وبقايا خارطة للوطن...ونحن الآن جميعا نهمس للغيمات ونلاعبها.
4/
خلسة
اعتاد أن يتسلل خلسة من سياج البستان الواقع على كتف النهر .يتلفت في جميع الاتجاهات وحينما يطمئن قلبه لعدم وجود أي خطر ينزع أسماله البالية ويقفز في الماء فرحا ليمارس طفولته الجميلة. حينما خرج مبللا بقطرات الماء عاجله قناص برصاصة قاتلة.انكفأت جثته الى الخلف واحتضنه النهر.هو الأن يسبح دون خوف أو وجل...ما عاد يخيفه ذاك القاتل المختفي في برجه العالي.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟