عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 21:10
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا
1/
حجر
حينما ولدته أمه تعوذت من الشيطان.كانت ملامحه قاسية كالحجر.حينما كبر صنع قناعا سمحا من الثلج وارتداه.لكن شمس المنفى القاسية أذابت القناع ولم يبق من ملامحه الا الحجر.
2/
تداعيات
وقف الصبي الصغير مرددا:لم اكن يوما سيئا...لم أشنق قطة جارتي العجوز...ولم اقطع رأس دب ابنة الجيران المسمى تيدي...ولم أقطف الياسمين خلسة من حديقة جارنا الكهل...ولم أسرق حلوى من دكان ام محمد...و اشياء اخرى...فلم جز ذلك الجندي عنقي على الحاجز ؟
3/
طوفان
أطاح الصاروخ بالبيت ومن فيه.جبلت دماء العائلة بتراب المنزل.لحظها العاثر كانت الطفلة تلعب في الحارة...فنجت.في مدخل الزقاق جمعت بضعة كراتين وصنعت منها غرفة لتنام بعيدا عن أعين الغرباء.حينما قرفصت اجتاحتها نوبات من البكاء...ابتل الكرتون وسقط ارضا فباتت نائمة في العراء.
4/
كوابيس
سنة كاملة وكابوس واحد لا يفارقه:يقطع رأس انسان ملامحه مجهولة.لم يكترث للأمر مادامت الضحية مجهولة الهوية.الليلة الماضية
عاوده الكابوس اللعين،لكن الضحية كانت واضحة المعالم:انه رأس الرئيس....أفاق مرعوبا على صوت تحطيم باب المنزل...لقد اكتشفوا كابوسه اللعين.
5/
الوحش
بات خياره صعب جدا.لقد وضعته ابنته في الزاوية القاتلة حينما جاهرت بعدائها للنظام وهربت الى خارج البلاد.لقد أوصل لها منذ اسبوع رسالة مسؤوله الاخيرة:اما أن تعودي واما ستدفع والدتك الثمن.انقضت المدة ولم تعد اللعينة.في اليوم الموعود كان أمام الاختبار الأكبر:الولاء للأسرة أو للنظام.لم يفكر طويلا...فالزوجة تعوض اما الرأس فلا يعوض...استل سكينه ونحر عنق أم أولاده بدم بارد...وصرخ بأعلى صوته:غسلت عار ابنتي الى الأبد.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟