أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الاخوة التميمي - فشل الافكار القومية والحكومه المنتخبه















المزيد.....

فشل الافكار القومية والحكومه المنتخبه


عبد الاخوة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الضروري ان نلقي نظرة سريعة ومقتضبة عن فشل الافكار القومية وتزاوجها مع الافكار الاسلامية الاصولية واستخلاص الدروس والعبر في تاريخنا الحديث سيكون بلا شك عنصر هام في انجاح التجربة الديمقراطية العراقية اذا كنا قد اشّرنا نقاط الضعف وتجاوزنا ذلك بعلمية وعقلانية بالغتين . ولا نريد الخوض في اعماق هذه التجربة المريرة وشرح لبدايتها الايجابية تاريخياً لكننا مطالبين في استيعاب النتائج ولغرض المرور سريعاً وللعلاقة الوثيقة بين ما نبغي تحقيقه واستيعاب دروس من هو اقرب الى هذا الواقع لنبدأ بتجربة جبهة التحرير الجزائرية . كنموذج للحركات القومية الثورية المعادية للاستعمار الفرنسي آنذاك والتي سمي الشعب الجزائري بشعب المليون شهيد وكانت الجبهة موضع اعجاب جميع الحركات السياسية المناضلة في وقتها وبعد استقلال الجزائر واخراج المحتل الفرنسي تحولت جبهة التحرير الجزائرية ورموزها ( جميلة بوحيرد ) وآخرون الى موضع اعجاب كل القوى الثورية في العالم في حينها 000 السؤال 000 ما لذي حصل بعد الاستقلال القومي من ربقة الاحتلال الفرنسي ونيل السيادة ؟00
لم تتوجه القوى القومية الجزائرية لبناء المؤسسات الديمقراطية ولا الى تطوير الصناعة والزراعة ولا الى رفع المستوى المعاشي للشعب الجزائري ولم تنصف عوائل المليون شهيد. بل سارت الرياح بما لا تشتهي السفن 000 فاذا كان المحتلون الفرنسيون متسلطين على مقدرات الشعب الجزائري فانهم كذلك بنوا الجامعات والكثير من المدارس وبنية تحتية للبلاد فان القوميين من قادة النضال الجزائري صاروا حكاماً وبعد ان اسسوا دولة الجزائر اسموها بالجزائر الديمقراطية ولكن مارسوا من الاضطهاد ضد الشعب الجزائري وخلق حالة من الحرمان والتعسف ما جعل الجزائريون يترحمون كثيراً على الاحتلال الفرنسي .
وتم احتكار السلطة بيد حفنة متسلطة وتحولت البلاد الى وعاء لاستشراء الفساد الاداري والسرقة والرشوة والمحسوبية والمنسوبية والبيروقراطية وغياب دولة القانون وغرقت الجزائر في بحر من المشاكل والمديونية . وبدأ البسطاء من الناس يبحثون عن منقذ اخر ودخل الكثير منهم في الاسلام السياسي الذي عرف كيف يشخص رغباتهم والدخول الى اعماقهم من خلال عواطفهم ورسم صورة وردية واهمة عن حل معاناتهم مستغلاً بذلك سلوك الحكام المنحرف واستعلائهم على من اعطى مليون شهيد فكانت النتيجة حصول قيادة الجبهة القومية التي كانت تقود النضال وقناعة الشعب الجزائري بكل التضحيات حصول هذه القيادة التي فشلت في تقديم ما تصبو اليه الجماهير نعم بعد اجراء الانتخابات حصلت فقط على ( 4% ) من اصوات الجماهير الجزائرية المناضلة مما حدى بالسلطة الجزائرية بالغاء الانتخابات وهذه الطامة الكبرى . وبعد ذلك اقامت حكماً ديكتاتورياً ظالماً بعد ان رفضت تسليم السلطة واصبحت الجماهير بين فكي رحى السلطة الحاكمة وفئة قومية تسترت بستار الاسلام السياسي الاصولي الاشد تخلفاً وجاء دور الذبح والصراع الدامي الذي كان موضع استهجان كل العالم ولم يسلم من بطشهم حتى القوى الامازيغية التي كان لها الدور المشرف ضد الاحتلال الفرنسي اذ ان القوميين العرب الذين حلو محل الحكام الفرنسيين بعد التحرير قد اذاقوا الامازيغية الامرّين من البطش والاضطهاد لم يرد مثيل لذلك حتى في عصر الاحتلال الفرنسي .
هذا على صعيد تجربة الجزائر ونضالها القومي .
اما على صعيد النضال القومي المصري . فنقول وباقتضاب شديد ان ما تطرق له ( د. حسين مؤنس ) اكثر واهم في كتابه ( باشوات وسوبر باشوات ) ولكن للتذكير السريع ان ما حصل بعد ثورة يوليو 1952 لا يختلف كثيراً عما حصل في الجزائر مع فارق الاحتلال وحكم فاروق .
فالانقلاب العسكري الذي قادته القوى القومية بقيادة الضابط ( جمال عبد الناصر ) كان معوّل عليه كثيراً ولا ننكر ما تحقق في مصر في بداية الخمسينات والستينات كما لا ينكر لهذه القوى شجاعتها في تأميم قناة السويس والموقف الحازم من حلف بغداد وفاعلية ( عبد الناصر ) في تأسيس منظمة عدم الانحياز مع ( تيتو ونهرو وسوكارنو ) والتي كانت تمثل استقطاباً مع قوى الخير في العالم في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تدعم هذا الطرف او ذاك البلد الاسلامي في تقوية الارهاب لمواجهة الشيوعية في العالم لكنه اي ( عبد الناصر ) كان اسير الافكار القومية التي غالى بها كثيراً واغلق الابواب بوجه الديمقراطية وجموحه العارم باتجاه الوحدة العربية وابتعاده عن تحقيق وحدة اقتصادية وتعزيز مشروع الديمقراطية كل ذلك كانت خسارته كبرى في فشل مشروع الوحدة مثلما حصل الفشل في البناء الاقتصادي ودولة المؤسسات الديمقراطية ورفع المستوى المعاشي للشعب المصري وشعاراته الرنانة في قذف اسرائيل في البحر او اللاءات الثلاث وما رافقها من حروب دفع ثمنها الشعب المصري وبعض الشعوب العربية وفي النهاية رحل ( عبد الناصر ) ورحلت معه افكاره وخلّف ( السادات ) بعده وما انطوت سيرته من اسلوب للمراوغة وما رافقها من اذلال قومي ازاء واشنطن للحصول على المنحة السنوية التي قدمتها له الادارة الامريكية ثمناً لابرام اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وهذا واضح للجميع 000 من هذا الاستعراض السريع عن التجربة المصرية بابعادها القومية وما آلت اليه من فشل ذريع ومزايدات يمكن ان تكون مادة رصينة لخدمة بحثنا في التجربة العراقية . فبعد اندلاع ثورة 14 تموز وتحول السلطة من النظام الملكي الى النظام الجمهوري وتبوء القائد العسكري
( عبد الكريم قاسم ) مقاليد السلطة وبالرغم من كونه حقق الاستقلال الوطني بالخروج من حلف بغداد وتحرير العملة العراقية من الكتلة الاسترلينية والمباشرة بالسيطرة على ثروات النفط من خلال قانون رقم ( 80 ) وبعض التشريعات الاجتماعية والاقتصادية الجيدة فانه هو الاخر قد مُني بالاخفاق التام في تحقيق الديمقراطية وتوفير الحريات للشعب الذي ناضل كثيراً من اجلها . بالاضافة الى محاربته للشعب الكردي وعدم الاستجابة لمطاليبه العادلة وعاش العراق في فترته حرب اهلية مؤلمة راح ضحيتها الكثير من ابنائه وتحول الزعيم ( عبد الكريم ) الى قائد عسكري فردي ولم تعد النزاهة والوطنية لوحدهما كافيتان لتطلعات الشعوب ومبرر لاستمرارية المسئول كائن من كان ولو ان وجودهما ضروريان ولكن يجب ان يرتبطا بمكملهما الديمقراطية والتعددية والحوار .. واخيراً رحل هذا الرجل النزيه وبقى العراق كما كان بلا مؤسسات ديمقراطية بلا برلمان بلا دستور دائم وانتهى رحيله بانقلاب دموي وانتقلت السلطة الى القوى القومية بقيادة حزب البعث الذي اغرق البلاد بالدماء والدموع وهتك الاعراض وتحويل المدارس ورياض الاطفال الى مسالخ بشرية بالاضافة الى خيانته للمكاسب التي تحققت بنضال الشعب مع تعطيل المؤسسات العلمية والادبية والانكى من ذلك ان العراق تحول الى مسرح للانقلابات العسكرية واستحال الشعب العراقي من بؤس الى بؤس واتسعت السجون وازداد التخلف ولم يكسب الشعب العراقي الا النعيق من الاصوات الكثيرة الداعية الى ترويج الافكار القومية وتعزيز شعار الوحدة والحرية والطرق المختلفة للاشتراكية وتطبيقاتها البائسة وتحرير فلسطين من الصهيونية ومزايداتها الفارغة وانتهت المسرحية بعد صراع طويل من ليل المعاناة والقفز من فوق ظهر الشعب للاستيلاء على الحكم وارتباط المآسي ببعضها البعض حتى صارت الابتسامة محظ هراء واستمر ذلك الى عام 2003 وتنقلب المقاييس ويأتي القائد الضرورة بتلك القوى التي اتت به وبحزبه قبل اكثر من نصف قرن واخيراً حررت الشعب العراقي من جبروته الفارغ وثوريته الكاذبة بعد ان فتشت غرف نومه بموافقته واشبعته اذلالاً وهو على رأس السلطة واخجلت الطفل العراقي بانحناء القائد الرمز وتوقيعه على اسوء قرارات عرفها التاريخ ولم تعد للعراق سيادة من تلك اللحظات التي تحداهم بها كي يحل الاحتلال لحد كتابة هذا البحث في الشهر الثالث من عام 2005 والعراق محتل كثمرة من ثمرات الافكار القومية التي قاد نضالها اخيراً بطل التحرير القومي . هذا ما له صلة بالافكار القومية وما انتهت اليه لحين سقوط النظام في 9/4/2003 . اما بعد السقوط فعلى اية ارضية نقف وعلى وفق اية حسابات نحلل ولمن نعطي الاولويات ؟ انعطيها للامن المنفلت ام للمجرمين الذين اختفوا ام لعدة اشهر والعراق بلا حكومة والموظفين بلا رواتب ولم تعد الاماني تتقدم على امنية صغيرة هي ان يرى العراقي صورة الشرطي في شارع مدينته الموحشة وازقتها الخالية الا من اولئك اللصوص والقتلة والمغتصبين والذين تحولوا فيما بعد الى مجاهدين في سرايا الاسلام واوصياء على تطبيق الشريعة الاسلامية بقطع رؤوس الوطنيين والشرفاء من شعبنا الجريح وتحولت كذلك بيوت المجرمين ممن اوغلو في المقابر الجماعية الى مآوي للارهابيين من شتى انحاء العالم ؟
من هنا نتساءل عن ستراتيجية امريكا وعلاقتها بالعراقيين كشعب ؟ للجواب على ذلك ان للولايات المتحدة ثلاث ستراتيجيات
1. ستراتيجية المصالح .
2. ستراتيجية الديمقراطية .
3. ستراتيجية الارهاب .
بالنسبة الى ستراتيجية المصالح فهذا شأن خاص بها ومن حقها ان تضمن ذلك وبالطريقة التي تراها ولكن من حقنا ان ننظر الى مصالح شعبنا وان حصل شيء من التعارض فلنا طرقنا وحساباتنا ولكن بالاستعانة بشعبنا وقدراته المتعددة وان لا نضعف انفسنا بكثرة اخطاءنا وان نعلم ان للتحرير ثمن ولكن لنا سيادتنا بالارتباط بالستراتيجية الثانية التي هي ستراتيجية الديمقراطية والتي مستلزمات نجاحها الشعب العراقي حيث اعطته الفرصة التي لم ينلها عبر آلاف السنين وهاهو ينعم بجميع الحريات ودستور منتظر سيلبي حاجات وطموح شعبنا بعد ان جنينا ثمرة الانتخابات الحرة والنزيهة . كذلك ان ستراتيجية الديمقراطية لها علاقة بستراتيجية المصالح كون الطروحات الشرق اوسطية ستتأثر بلا شك كونها ذات صلة باشعاع الديمقراطية ونتائجها في العراق وكلا الستراتيجيتين لهما علاقة جدلية بستراتيجية الارهاب كون الدولة التي تمثل القطب الواحد الاكثر قوة في العالم لا يمكن ان تكون غير قادرة على ضبط الحدود مع دول الجوار وهي المسؤولة امام العالم وفق قرارات الامم المتحدة عن الامن العراقي والسماح لاولئك الذين كانوا يحرسون مفتشيها وهم يدخلون لبيوت الطاغية وتحولوا بقدرة قادر من اذلاء وخدم لحراسة من انتهك حرمة العراق تحت قيادة فارس الامة الى ناعتين اشرف الوطنيين والمخلصين بالعمالة ولاصقين صفاتهم والقابهم العفنة باكثر المناضلين صدقاً وتبجحهم بالاساءة للاسلام والجهاد .
ان السماح لهؤلاء يصولون ويجولون والاخلال بالامن وهي مسؤولة اصلاً عن ذلك امر تتحمل كامل مسؤوليته وهي على علم ببعض من ارسلهم النظام السابق للتدريب على المقاومة لغرض افشال التجربة الديمقراطية في العراق .
اما الخطوة الكبيرة التي تشكر عليها الولايات المتحدة بكل صدق بتغييرها النظام العراقي اضاعت الفرصة على هذا الكيان السياسي او الديني الانفراد بالحكم تحت ذريعة تحرير العراق وهذا يعني قبول الكل بالامر الواقع وخطوة اولى لابعاد حكم الحزب الواحد ومن خلاله الفرد الواحد واعتبار الجميع منعمين بنعمة التغيير من خارج الكيانات الوطنية العراقية بجميع اطيافها .
اما فيما يتعلق بالقوى التي انخرطت بالعمل الديمقراطي وهيأت نفسها للبناء فانها اصطدمت بجدار مجلس الحكم الذي كان يمثل الستراتيجية الديمقراطية الامريكية والتي اعطيت من خلالها جميع الحريات للشعب ولكن بلا قانون وتداخلت جميع الستراتيجيات لحين تشكيل الحكمومة المؤقتة الثانية بعد 28 حزيران من عام 2004 وزادت الامور سوءاً حيث اعيد بعض المجرمين الى مراكز مهمة في الدولة وابعدت العناصر الجيدة حتى من النظام السابق ناهيك عن ابعاد العناصر التي كانت مبعدة اصلاً ولم تجدي محاولاتها في العودة نفعاً الا في الايام الاخيرة وليس الكل منهم كما ان البلاد شهدت اسوء فساد اداري في تاريخها هذا اولاً.
ثانياً : تدهور امني يكفي القول ان الفواتح والفواجع فاقت كثيراً الذين استشهدو وقتلو ابان فترة تحرير العراق عام 2003 بالاضافة الى ان الكثير من ابناء الشعب يخشون الحضور لعزاء مناضل وطني كبير استشهد على يد الارهابيين فيما نجد حضوراً منقطع النظير وامام اعين السلطات لعزاء من يخجلك حتى السلام عليه امام الناس وقد قتل بلغم صنعه بنفسه لقتل الابرياء من ابناء الشعب .
ثالثاً : عدم وجود خطط اقتصادية واضحة بالاضافة الى اعتماد الدولة على الخبرات القليلة وفي شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الاستشارية اضافة الى وجود بطالة صريحة ومقنعة وضعف كبير في تقديم الخدمات مع كثرة الاختناقات مما اثار السخط والاستياء بين الاوساط الشعبية.
رابعاً : الاعتماد على الامريكان والانحناء امامهم والتصرف على اساس كسب ودهم كونهم القوة الوحيدة التي يعول عليها للبقاء في السلطة ونسو ان الديمقراطية هي التي ستعبء شعبنا وتعزز قدراته وتخلق حالة من الاصطفاف يصعب على من يراهن على القفز فوق ارادته ولتأثير على وحدته ولو ان القوات المتعددة الجنسيات قد تؤثر على هذا الطرف او ذاك ولكن يبقى الشعب هو الاقوى ان استوعبت ذلك قيادته .
خامساً : ان من ابرز نقاط الضعف في الحكومة المؤقتة هي انها غير منتخبة كما انها لم تتخلص من مساوء الافكار القومية التي اثبت التاريخ فشلها وعقمها وكان لتعيينها من قبل( بريمر) قد خلق لرئيسها حساسيات ليست بالقليلة كون رئيسها هو الامتداد الطبيعي لنفس الافكار وبما انه غادر العراق مبكراً ولم يتعرض لقسوة النظام وتعسفيته فلا شك ان آيديولوجيته القومية قد ضمرت تحت تأثير الديمقراطية الغربية لكنها لم تمت وبمجرد تسنمه السلطة استيقظت وكبرت مع نزوة السلطة كونها لم تُشَذَب بماعانى منه الشعب ودفعت ثمنه الشرائح الاجتماعية بجميع مراتبها , وهنا يتوجب على من جاء بالانتخابات ان يراعي هذه العوامل والاسباب وعلى وفق ما يلي :-
1. انها حكومة شرعية منتخبة وعليها ان تبرر ثقة اولئك الذين تحدوا الارهاب واتوا بها بكل شجاعة .
2. وضع اولويات لعمل هذه الحكومة مدروسة وصحيحة .
3. لانها منتخبة عليها ان تراعي ( المادة الرابعة من الباب الاول من قانون ادارة الدولة ) ( نظام الحكم في العراق جمهوري , اتحادي ,( فيدرالي ), ديمقراطي , تعددي ويجري تقاسم السلطات فيه بين الحكومة الاتحادية والحكومات الاقليمية والادارات المحلية ويقوم النظام الاتحادي على اساس الحقائق الجغرافية والتاريخية والفصل بين السلطات وليس على اساس الاصل اوالعرق او الاثنية او القومية اوالمذهب ) من هنا على الحكومة القادمة ان تعي ذلك واحترام نص المادة اعلاه ونبذ التسمية الطائفية .
4. الحكومة المنتخبة امام امتحان عسير كونها تواجه حالتان متناقضتان وهما استتباب الامن وتحجيم دور القوات المتعددة الجنسيات تمهيداً لوضع جدول لانسحابهم وصولاً لاستكمال السيادة .
5. وضع خطة متكاملة للتنمية الاقتصادية والبشرية .
6. العمل على استكمال مهمات المرحلة لحين اجراء الانتخابات القادمة بما يرضي الطموح ويحقق ما يترتب عليها من مسؤوليات جسام في اصعب الظروف .
وفي النهاية لابد من التذكير بان العالم قد تحول الى قرية صغيرة وتخطت العولمة جميع الاسوار وهاهي الشركات متعدية الجنسيات تلوح بانهاء دور الدولة وتشابكت كبيرة الاسواق بصغيرها سواء على صعيد تسويق السلع تامة الصنع او تسويق المنتجات وعناصر الانتاج وتسويق المعلومات والافكار وقفزت الكثير من الشركات المنتجة فوق الدولة واخترقت الحدود وفقدت الاسوار قيمتها الفعلية سواء كانت اسوار جمركية او اسوار الممارسات السياسية والمالية والنقدية او بث المعلومات والافكار او اسوار الولاء والخضوع 000 وصار كذلك للشركات متعدية الجنسيات الخيار في اختراق حواجز البلدان اما بالاستثمار المباشر او عن طريق ما يسمى بالتثبيت الاقتصادي الهيكلي ولم يعد هذا الاختراق مرهون بالغزو لتبديل الانظمة ولكن عن طريق ابدال رئيس برئيس اخر اكثر ليبرالية او حتى الابقاء على الزعيم نفسه ولكن باجباره على اتباع المسارالعام لمقتضيات ومتطلبات التطور الذي تفرضه المرحلة الراهنة وصار لبث الافكار والمعلومات وترسيخها في اذهان المجتمعات حقائق مسلّم بها تكفلتها اطباق التلفزيون وشاشات الكومبيوتر . كذلك فان حدود الولاء والخضوع لها ترسم عن بعد لتصل الى شتى ارجاء العالم وابعد نقطة فيه .
وبناء على ما جاء في اعلاه فالمطلوب من الحكومة المنتخبة الاضطلاع بدرو ثقافي يتسم بالشعور العالي بالمسؤولية والنزاهة وتوعية الجماهير بحقيقة كونها لم تتمتع بنعم الديمقراطية والحرية في ظل انظمة ارهابية وقمعية سابقة . كذلك ان كثرة من الاحزاب والجماعات والشخصيات تظاهرت بالديمقراطية . لكنها لم تفلح في تقديم صورة واقعية لها بل ساهمت في تشويهها واضعاف ثقة الناس بها وحماسهم في الذود عنها والسبب انها سعت لاستغلالها اكثر مما سعت لتحقيقها وازداد التشويه لها كما زاد من صعوبات نضالنا في سبيلها . من هنا اقتضى من الحكومة والبرلمان المنتخب الاستفادة من الاخطاء الفادحة للحكومة السابقة وتسويغ حكم القانون ومحاربة الرذيلة والارهاب والفساد بجميع اشكاله الادارية والاقتصادية والسياسية وتحقيق اكبر قدر من العدالة والتأكيد ان الديمقراطية لاتلغي التفاوت الاقتصادي بقدر ما كونها علاقة ودية بين الحاكم والمحكوم .
واخيراً ان اسعاد الشعب لايتم عن طريق تشجيع ثقافة العنف وقطع الرؤوس وتكفير هذا الطرف او ذاك ولا عن طريق وعد الجماهير بالاشتراكية واحلامها الوردية وشعاراتها الخلابة التي انتهت بخيبة امل لامثيل لها بعد ان جرت شعوب للنضال من اجلها ولا عن طريق توزيع المفاتيح على الناس لدخولهم في الجنة وكذلك لا لتسويغ العولمة بمعطياتها السلبية بل اخذ الجوانب الايجابية الكثيرة منها وبالتالي اعتماد البرامج الاقتصادية والسياسية المرحلية وتعبئة الشعب ومؤسساته المدنية في تحقيق السعادة له وفيه .




البــاحـث الاقتـصادي
عبــد الاخـــوة التــميــمي



#عبد_الاخوة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الى المرأة الحضارة )
- ستراتيجية التنمية الاقتصادية
- ستراتيجية الاستهانه بالناس
- ستراتيجية الى من يهمه الامر
- ستراتيجية ما بعد الانتخابات
- ستراتيجية الى من يهمه الامر
- الشفافيه استراتيجية المستقبل
- الشفافيه استراتيجية المستقبل
- متى نعيد النظر في ستراتيجيتنا
- الاستراتيجية الاقتصادية لعراق الغد


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الاخوة التميمي - فشل الافكار القومية والحكومه المنتخبه