أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - لماذا لايثور العراقي ..؟؟!!















المزيد.....

لماذا لايثور العراقي ..؟؟!!


ناهدة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لايثور العراقي ..؟؟!!
عندما كتب بيرم التونسي بساط الريح والتي غناها فريد الاطرش وصف المغاربة والتوانسة بانهم بلاد الحوت اي السمك والغلة والزيتون ووصف الشوام واللبنانيين بانهم قامات وعيون وخمر ونبيذ وشراب ولكنه عندما وصف العراقيين وصفهم بانهم ( زلم ) اي محاربين اشداء فيهم النخوة والشجاعة والمروءة والكرم والعراق بانه بلاد خيرات وبلاد امجاد,, ومما قال
احنا هنا بالسيف نحمي ارضنا .. وفي نهار الحيف نحمي عرضنا .. اما الكرم للضيف مخلوق لنا .. يازلم
ثم قال في وصف العراقيات بالحسن والجمال الفتَان فقال
يادجلة انا عطشان مكدر ارتوي .. من حسنك الفتان هذا الكسروي ..في كل رمشة عين خنجر ملتوي ..
اذً مالذي حصل لتتغير منظومة القيم في العراق بحيث اصبح شيخ الديوان والقبيلة وهي العرف والناموس عندنا يشرف على ذبح النساء والابرياء والعزل في مضيفه .. مالذي جعلنا بكل هذا السوء والذبح الطائفي بدون رحمة ونسكت على الكبائر من الفقر المدقع وتشرد النساء واستجدائهن وانحراف الصبايا في عمر الزهر تحت وطأة الفقر والعوز والحرمان والظروف القاهرة
اليست هذه بلاد حمورابي اول تشريع وقانون في التاريخ في مسلته المعروفة وهو اول من نظم الجند واحصاهم لانه اراد الضبط والربط في بلده .. اليست هذه بلاد نبوخذ نصر الذي ثار على انتهاكات اليهود في فلسطين وراح يدك مملكتهم على راسهم حتى ازالها وجاء بهم اسرى اذلة الى بابل المجد .. ولكننا الى يومنا هذا ونحن ندفع ثمن شجاعته ووقوفه مع الحق مؤامرات على بلادنا لتقسيمها وانهاكها وترويضها , فاليهود معروف ان موطنهم الاصلي مصر وهاجروا مع نبي الله موسى الى فلسطين واقاموا فيها مملكة لكنها اضطهدت سكان الارض الاصليين وسامتهم العذاب فانتصر لهم نبوخذ نصر ودك مملكتهم دكا ..
هم يعرفون ان للتاريخ دورات وان شجاعة العراقيين لايقف بوجهها شي, وهم لديهم نبوءة انه لن يزيل ملكهم الا العراقيين .. وان العراقيين ممكن ان يعيدوا الكرة ويعملوها فيما لو توفرت لهم الظروف والحياة المناسبة
فما كان منهم الا روضوا العراقيين بصبر واناة حتى يصلوا الى هذه النتيجة والخراب الذي نراه اليوم .. ابتداءا من الحرب العراقية الايرانية وكيف انهم جعلوا صدام يقاتل ثمان سنين عجاف لاجل لاشي وفي النهاية عدنا الى حيث ابتدأنا فلاحررنا نهرا ولا استعدنا مدينة .. فخربت تلك الحرب اقتصاد البلدين وجعلتهما يخسران خيرة شبابهما والهتمها بالعراك الطويل وخرج كل منهما باقتصاد بائس وهزيل وديون مرهقة فبعد ان كان العراق يملك احتياطي نقدي يقدر باكثر من ستين مليار وهي ثروة كبيرة في وقتها اصبح مديونا ويعاني من المشكل التي لاحصر لها ..
ولم يكد يلتقط انفاسه حتى اوعزوا لصدام بدخول الكويت .. وكان كل شيء مخطط له تخطيطا عاليا ومبرمجا برمجة لاتقبل الخطأ .. كانت حرب الكويت تبتغي كسر التعاون العربي العربي وانهاء اتفاقية الدفاع المشترك وفقد الثقة بين البلدان العربية مما يجعلها ترتمي باحضان الغرب وامريكا واسرائيل خوفا من بعضها البعض , وكان لهم ما ارادوا ففتح الخليج ابوابه مشرعة للقواعد الامريكية مجانا .. بل هم يدفعون لها .. في حين امريكا تدفع دم قلبها لاي قاعدة تريد ان تفتحها سواء في تركيا او كوريا او الفلبين او اي مكان في العالم
ثم اعقبوه بالحصار .. وما ادراك مالحصار .. لم تكن القيادة محاصرة لانها كانت تنفذ مامطلوب منها .. فكانت تصلها افضل وافخر الاطعمة مسلفنة من مطارات العالم وكانت الطائرات تنقل المرمر الايطالي المذهب والثريات الذهب من النمسا الى القصور الرئاسية وبيوت طارق عزيز والرفاق
الحصار طال الشعب وجوَعه وحرمه من الغذاء والدواء بحيث اصبح اكل اللحم حلم ,والدجاجة لم نرها الا مرة واحدة عندما منحوها مكرمة في رمضان او العيد .. وهي عبارة عن ربع كيلو, دجاجة وليست بدجاجة ..
مات من اطفال وناسه جراء الحصار الملايين .. مما دفع الناس الى الهروب الى كل اصقاع العالم .. اتذكر مرة عندما كنت استاذة جامعة في ليبيا .. سالتني احدة الموظفات وتدعى سالمة قالت هل صحيح انكم تاكلون الشبابيك والابواب جراء الحصار .. قلت كيف ممكن لانسان ان ياكل الابواب والشبابيك .. قالت رايت ذلك في تقرير في التلفزيون .. قلت نعم ولكن ذلك يعني ان العوائل نتيجة الفقر والعوز تبيع شبابيك بيوتها والابواب احيانا لتعيش وتاكل بها . وذات مرة وصلت رسالة لاستاذ اخر قال له اخيه فيها هنيئا لكم انكم تاكلون وتشربون .. اما نحن فنتمنى ان يحيطونا بسور كالخراف فقط يعطونا اكل وشرب .
ثم اعقبت ذلك الحرب الامريكية لاسقاط النظام .. ليس لانه ضدهم بل لانهم ارادوا تسويقه سياسيا مرة اخرى فرفض حكام الخليج ذلك رفضا قاطعا ولم يتقبلوه فكان عليهم اسقاطه ليبدأوا مرحلة جديدة خططوا لها جيدا ومن زمان .. الا وهي مرحلة تقسيم العراق وتمزيقه الى دويلات متناحرة على الحدود والمياة والموارد وبذلك يامنوا ان العراق القوي الواحد انتهى وعصر الشرذمة والانقسام اتى
ثم اتوا بعد التغيير بكل نطيحة ومتردية وموقوذة حاشا الخيرين ليديروا البلاد .. ومنحوهم الرواتب الخيالية لتكون رشوة لهم ليسكتوا على تخريب البلاد وانهيارها .. لانه ليس هنالك نظام مثل بلادنا, كل واحد سلطان وملك وليس لاحد سلطة عليه الا عندنا ,ونواب اكل ومرعى وقلة صنعة وامتيازات ليس لها مثيل حتى في امريكا نفسها
لقد روضوا الروح العراقية نفسية العراقي ودمروا ذاته باجراءات طويلة وبطيئة من حروب ودمار وحصار ومذابح طائفية واشاعة عدم الثقة بين المكونات وفرهدة للمال العام ليصلوا الى ماوصلنا اليه الان , فقد اصبح العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والكرم وحب المواجهة, خنوعا مستسلما يقول في قرارة نفسه لااريد المزيد من القتل والذبح والجوع والمغامرات . فليحصل مايحصل المهم ان اعيش سالما مع عائلتي وآكل ماتيسر لي حتى ولو كان غير صالح للاستهلاك البشري
لقد اتت خطة تروض العراقي وتحطيم نفسيته وقدراته اُكلها.. روَضوه وانهكوه حتى باشاعة الامراض الصحية والاجتماعية والمواد المشعة والبطالة والتوزيع غير العادل للثروة ونقص الخدما واتعبوه في دوائر الدولة والمحسوبيات والمنسوبيات , كل ذلك وغيره جعل العراقي الشجاع لايكترث بما يدور حوله .. لهذا السبب ايها الاخوة لايثور العراقي على مظاهر الانحراف والجوع والعوز والتشرد وكل المظاهر السبية التي تنهش بنا وتأكل بمجتمعنا
د. ناهدة التميمي



#ناهدة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنت رئيسا للوزراء
- هل تحولت الحكومة الى بائع نفط ..!!!
- هذا ما حصلت عليه من الحكومة ..!!
- يا نوّاب البرلمان زكوا رواتبكم في منطقة معامل الطابوق
- دموع و مطر
- تغيُّر الجو في العراق بفعل فاعل .. حقيقة ام خيال ..!!!
- اين ومتى كذب نصر الله يا احمد العلواني ..!!
- دولة ملوك الطوائف في العراق
- الى برلمانيي الغفلة ... بلا تحية
- بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات..!!!
- درائرة حكومية تغلق ابوابها اثناء الدوام الرسمي
- نسينا الله فانتصر علينا حزبه
- مجلس النوّام سكت دهرا ونطق كفرا
- يا اهل العراق .. استعدوا لمعركة الكوفة
- هذا هو الحل في مسألة الهاشمي ..!!
- لماذا الحرب على ايران ..؟!!
- هل ستكون مدينة الرافدين هي الحل ..!!
- مؤتمر الكفاءات العراقية على شاكلة سابقاته
- اموال الخمس والزكاة والعتبات المقدسة اين تذهب وكيف تصرف ..!! ...
- ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - لماذا لايثور العراقي ..؟؟!!