أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - دولة ملوك الطوائف في العراق














المزيد.....

دولة ملوك الطوائف في العراق


ناهدة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دولة ملوك الطوائف في العراق
عندما رشحت لنيابة برلمان العراق تأتت لي الفرصة لادخل اماكن لم اكن اتخيلها .. دخلت قصورا وفيللاً وقاعاتًا ومكاتب كنت اشاهد بعضها او مثلها فقط في الخيال او قصص الاساطير او الافلام على اقل تقدير ..
شاهدت كيف تقام الولائم الفارهة وشاي الزعفران ولاسراف والغدق على اجتماعات لاتغني ولاتسمن وشاهدت كيف يكب باقي الطعام وهو على حاله من سمك وخبز ورز وكباب ومحاشي ودجاج وبط وغيرها الى الاسماك في البحيرات والانهار المحيطة بقصور بعضهم .. فقد كان الحرس يقومون برمي هذه الاطعمة الفاخرة بكل برودة قلب في تلك البحيرات وكان السمك وكأنه ادمن على التوقيت والطعام الفاخر ياتي مقتربا من الحرس ويرفع رأسه بانتظار ذلك ..
كنت اقول كم جائع يتلوى ويتلظى بحثاعن لقمة خبز يابسة في هذه اللحظة ليسد بها جوعه .. المهم اني كنت كلما دخلت مكتب احدهم او قصره او قاعة اجتماعه ورأيت الهيلمان الذي يعيشه والحرس والقصور والسيارات التي تتكدس امام بيته او مكتبه او قاعة اجتماعه او مواكب الحراسة والراجمات والمصفحات والمدرعات التي تسير معه لحمايته حين يحضر اجتماعا او يلقي خطابا او يعمل لقاءا او مقابلة تلفزيونية او صحفية .. قلت كما قال ابراهيم عليه السلام ( هذا هو ربي ) بمعنى هذا هو الملك الفعلي للبلاد حتى ادخل مكتب مهم اخر لاجده لايقل عنه سطوة وقوة ونفود وحكم وتحكم فاقول بل هذا هو ربي .. طبعا مع الاعتذار للاية الكريمة ومن ان يكون هؤلاء ارباب حتى لحراسهم
ذات يوم دخلت مقر صحيفة لاحد الاحزاب فهالني مارايت من خدم وحشم وارائك فاخرة ومناضد صاجية وعاجية وحتى النادل الذي امره رئيس التحرير بجلب الشاي فقد جاء متوجسا خفيض الصوت يعد الخطى وهو يتقدم اليه ليساله ماذا يطلب .. حتى خلت نفسي اني في مكاتب احد القياصرة او امير من امراء اوربا في العصور الوسطى او في دولة ملوك الطوائف في الاندلس .. لان امراء اوربا الحاليون بسطاء ويتعاملون مع الناس وكانهم منهم .. وفكتوريا ابنة ملك السويد خير مثال على البساطة اذ اختارت ابن عامل بسيط ليكون زوجا لها
مشكلتنا في العراق انه ليس هنالك مركز قرار واحد يمكن ان يقود البلد وبالتالي يتحمل مسؤولية النجاح والفشل .. امَا والحال مهلهلا هكذا وهنالك اماكن قرار متعددة ومتشعبة وكثيرة ,, فهناك البرلمان الذي وفي احيان كثيرة يضع العصي في الدولايب لايقاف قرارات يمكن ان تفيد المواطن ويسرع بتشريع قوانين نفعية ومصلحية لصالحه وهناك مجلس الرئاسة وله من الصلاحيات مايمكن ان يعطل بها الاخر وهناك مجلس الوزراء وله من الصلاحيات مثل نظرائه وهنالك حكومة ( اقليم كردستان ) وهي تأمر وتنهي وتصدَر وتزمجر وتعمل ماتشتهي دون رادع او وازع
وهناك رؤساء الاحزاب والكتل ورجال الدين المتنفذين فهم يصرحون كما يشتهون ويلتقون بمن يرغبون ويسافرون بطائرات خاصة وعامة ويستقبلون مسؤولي الدول ويعقدون الصفقات ويصرحون للاعلام بما يطيب له خاطرهم دون ان تكون عليهم رقابة او يسالهم احد باية صفة تقابلون مسؤولين امريكان او اجانب وهل الحكومة لديها علم بذلك وبما تمخض عنه الاجتماع
ثم انه من المعروف في اية دولة ذات سيادة في العالم , اذا ادين احد اعضائها فانه اما ان يستقيل او يقال فورا ولم تعد له منافع او امتيازات او رواتب او اية صفة رسمية .. اما الهاشمي فرغم ادانته بالجرم المشهود واعتراف حمايته عليه لكننا لانزال نسمع ونقرا في الاخبار انه سافر الى الى البلد الفلاني واتفق مع البلد العلاني وهو يتكلم باسم العراق ويعقد الصفقات ويتم التعامل معه بطريقة رسمية في البلدان التي يرد عليها .. كيف ذاك .. الا يحق لنا ان نقول ان هذه هي دولة الفالتو العراقية
انها فوضى السفريات واللقاءات والتصريحات والارادات والتحديات من قبل رؤساء الكتل والاحزاب والنواب ورجال الدين والمسؤولين باختلاف مشاربهم ومللهم ومذاهبهم ,, وقد آن الاوان ان يكون للعراق مركز قرار واحد مثلنا مثل كل دول العالم حيث هنالك حكومة تدير شؤون البلد وهي المسؤولة عن كل شيء فيه
يجب الحد وبشكل قاطع وقوي من هذه الفوضى وتنظيم امور البلاد بحيث لايكون هنالك مكان تحت قبة البرلمان او الحكومة او الرئاسة لاي فاسد او مرتشي او خائن او ارهابي .. ويجب الضرب بيد من حديد على يد كل من يعرقل سير امور العباد والبلاد .. وتحجيم مراكز تعدد القرار والتصريحات والسفريات واللقاءات الجانبية التي لاتعلم بها الحكومة
نريد بلدا منظما منضبطا .. لدينا الامكانيات والثروات ولاينقصنا سوى التنظيم والادارة القوية التي تمسك بكل الخيوط بيدها لصالح الناس وليس لصالح نفسها
لانريد ان يقال كان هنالك مركز قرار واحد في العراق والان اصبح لدينا الف ملك ومليون مركز قرار..



#ناهدة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى برلمانيي الغفلة ... بلا تحية
- بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات..!!!
- درائرة حكومية تغلق ابوابها اثناء الدوام الرسمي
- نسينا الله فانتصر علينا حزبه
- مجلس النوّام سكت دهرا ونطق كفرا
- يا اهل العراق .. استعدوا لمعركة الكوفة
- هذا هو الحل في مسألة الهاشمي ..!!
- لماذا الحرب على ايران ..؟!!
- هل ستكون مدينة الرافدين هي الحل ..!!
- مؤتمر الكفاءات العراقية على شاكلة سابقاته
- اموال الخمس والزكاة والعتبات المقدسة اين تذهب وكيف تصرف ..!! ...
- ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم
- هل ستكون دولة الشيعة هي الحل ..؟؟!!!
- الحكومة الشيعية الفاسدة ...
- الذهب في عقر بدرة
- لاتبيعوا كركوك في سبيل المنصب ايها السياسيون
- هل حان تقسيم العراق ..؟؟!!
- عقدة الدونية لدى القيادات العراقية ..
- الكويت ستزول كدولة بحلول 2020
- تدمير المجتمع وتفكيك الاسرة العراقية .. من وراءه..؟؟!!


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - دولة ملوك الطوائف في العراق