أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي واعادة البناء ج- قضايا اعادة البناء في ب ك ك















المزيد.....

الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي واعادة البناء ج- قضايا اعادة البناء في ب ك ك


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:37
المحور: القضية الكردية
    


ج – قضايا إعادة البناء في PKK:

كنا قد بيّنّا آنفاً الانسداد الذي عاناه PKK مع بدايات عام 2000 انطلاقاً من عوامل داخلية بالأغلب، وما سيتمخض عنه من عدمية الحل بدل إيجاده في حال استمراره ببنيته الموجودة، وبالتالي مدى ضرورة وصواب مواصلة نشاطاته تحت اسم آخر وببنية مغايرة. وسعينا من خلال المرافعات لعرض دراسات بصدد الوضع الجديد والعصر والتاريخ، وتسليط الضوء على شكل ومضمون الكيان الجديد المحتمل بناؤه. وجهدنا لخوض تجربة (مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني KADEK) أولاً، ومن ثم (مؤتمر الشعب الكردستاني KONGRA GEL) على ضوء هذا المفهوم. حيث وصلتنا أنباء محدودة جداً تشير إلى قيام رفاقنا في السجون بتقديم انتقاداتهم الذاتية من الصميم. وعلى ضوئها ارتأينا خطو الخطوات نحو بناء الكيانات الجديدة. وأود التنويه هنا إلى مدى الحساسية التي توخيتها قدر المستطاع في فترة إمرالي في سبيل توطيد وقف إطلاق النار الأحادي الجانب الذي ابتدأناه منذ عام 1998، وتأمين استمراريته وإكسابه معناه الحقيقي. وقمتُ بطرح اقتراحاتي لتلبية متطلبات المسؤولية الملقاة على كاهلي من خلال بعض الحوارات والمراسلات الجارية كاستمرار لعملية التحقيق، وإن كانت بطرق غير مباشرة. وبذلتُ جهودي للارتجاء بحدوث الحل وعقد الأمل عليه حتى حادثة 11 أيلول. غير أن الحملة الجديدة التي شنتها أمريكا تحت شعار (مكافحة الإرهاب) اعتبرها الإداريون في الجمهورية التركية – حسب اعتقادي – فرصة سانحة لإبداء تقربات تهدف إلى الإبادة والإمحاء. وهكذا أُقفِل الباب في وجه مرحلة الحوار غير المباشر.
في هذه الأثناء دخلتْ انتخابات شهر تشرين الثاني 2002 جدول الأعمال في تركيا، ورأينا أنه من الأنسب انتظار نتائجها قبل تحديد الوجهة الجديدة للحركة. وبعثتُ برسالة تتضمن دعوة لبدء الحوار إلى رئيس الوزراء الجديد وحكومة (حزب العدالة والتنمية AKP) الذي استطاع الاستحواذ على السلطة لوحده، بغرض حل القضية الكردية. وكنا سنحدد مسارنا حسب ماهية الرد عليها، أو على الأقل كنتُ بذلك سأعطي الجواب الحاسم للآمال التي عقدتها عليّ قاعدتنا الحزبية. ورغم تمديد المهلة من جانبنا مرات عديدة إلا أن الجواب المنتظَر لم يأتِ. في الآخر صرّحتُ بأن فترة البيان – الذي كنت قد أعلنته تحت اسم (وفاق الديمقراطية والسلام) – سينتهي في الأول من أيلول عام 2003. وكان سيقوم KADEK بعدها بخط مساره بنفسه. وصرّح الأخير ببدء الحملة الجديدة في الأول من تشرين الثاني 2003. وفي هذه الأثناء اقترحتُ للحركة بأن تنتظم تحت مظلة واحدة باسم KONGRA GEL عوضاً عن التنظيمين KADEK وKNK (المؤتمر الوطني الكردستاني)، وارتأيت أنه من الأنسب إعلان التأسيس الرسمي تحت اسم KONGRA GEL. وقُبِل اقتراحي بحيث صادقوا عليه رسمياً في المؤتمر المنعقد في أواخر عام 2003. إلا أنه، وبدلاً من القيام بالحملة الجديدة المرتجاة، وصلتنا أنباء تفيد بانشقاق الكيان إلى قسمين.
أقولها صراحةً إنني لم أكن أتصور حصول أمر من هذا القبيل. ولكنني لم ألاقِ صعوبة في تفسير وتعليل الأوضاع والمستجدات الجارية لمعرفتي اليقينة والسابقة لأحوال القاعدة الحزبية والكوادر. فالكوادر الأساسية كانت بعيدة عن أن تُحدِث التقدم والتجديد المرتقبين منذ تأسيس PKK رسمياً. لم نتوانَ قط عن تقديم مساعداتنا لهم في جميع الاتجاهات نظرياً وعملياً وفي أحرج الظروف ليحرزوا التقدم المطلوب. وبينما كنا نأمل القيام بقفزة نوعية انطلاقاً من مراحل التدريب المتلقاة في منطقة الشرق الأوسط والظروف الملائمة والإمكانيات المتاحة والخبرات المكتسَبة؛ وجدنا أنهم لم يتورعوا عن عرقلة الأمور وإعاقتها حسب نواياهم الخفية. كما زاد من تضايقي وحنقتي باستمرار تأخرهم عن القيام بالحملات مثلما حصل في قفزة 15 آب 1984 وتطبيقهم إياها على غير ما تصورناه. لقد سعيتُ بكل طاقتي لتوجيههم إلى الممارسة العملية وفق المتطلبات المنهجية منذ عام 1981، وذلك عبر العديد العديد من الكونفرانسات والمؤتمرات المنعقدة والاجتماعات والدروس التدريبية المجراة. ووجهتُ الانتقادات اللاذعة لهم. ولكنهم اختاروا طريق إرغامي على قبول طرازهم هم بالأغلب. واستمروا بكل عناد في تصرفاتهم التي كنت قد تداولتها وشرحتها في الفصول السابقة. وكنت قد أوجزت كيفية انتهاء هذه التصرفات بإزالة PKK وتصفيته.
يتبين عدم صدقهم في انتقاداتهم الذاتية التي قدموها في بدايات عام 2000 من خلال طراز الانشقاق الذي دخلوه. حيث أدرجوا في جدول أعمال الشعب والمقاتلين حملة جديدة لا تتوافق إطلاقاً مع الأخلاق، ولا تتماشى والمستجدات السياسية الحساسة والمصيرية، ولا تنطبق على معايير التاريخ أو المجتمع أو الصداقة، ولا تليق بالشهداء. إنها حملة تدل على لامبالاة مريعة، وتتجاوز نطاق التصفوية لتصبح نزاعاً وشجاراً قبيحاً للغاية، حيث لا يقدر لساني على التلفظ بأنها خيانية. وقد تأججت هذه التحركات القبيحة دون علمي لتتفشى في الأوساط مع نهايات 2003 وحلول عام 2004 حسب ما انعكس على الساحة الإعلامية. ولكن محاموني لم يتطرقوا إلى الأمر في زمانه المناسب بدوافع لا زلت أجهلها. وهنا يتحتم عليّ التنويه إلى أن علاقاتي مع الخارج كانت قد انقطعت وبقيت معلقة في هذه المرحلة لفترة ليست بقصيرة. ما كنتُ أمرُّ به هو عزلة داخل عزلة على نحو شامل. والنتيجة التي توصلتُ إليها انطلاقاً من المعلومات المحدودة جداً التي حصلتُ عليها، تفيد بوجود حسابات عميقة وجدية بحقي. تستند هذه الحسابات في حقيقتها إلى التفكير بفقداني القدرة على التحكم بوجهة التطورات وبصعوبة خروجي من هنا حياً أُرزَق. وبالتالي اعتبروني مهمَّشاً وقاموا بممارسات لم تنجم سوى عن إتمام – وهنا لا يقدر لساني على القول: اتخاذ طرف مضاد – ما فعلته العصاباتية سابقاً بين صفوف الأنصار. ولكنهم هذه المرة فعلوا ذلك وطبقوه على الأرضية السياسية والعسكرية والأيديولوجية والجماهيرية تحت ذريعة اتخاذ التدابير اللازمة. وربما فعلوا فِعلَتَهم هذه بنواياهم الحسنة!
لست في وضع يخوِّلني لمعرفة نوايا الرفاق المساهمين في هذه المرحلة أو تحديد أوضاعهم الحقيقية. بيد أنني لا أعير أهمية جدية لذلك. فالجليُّ بكل سطوع بالنسبة لي هو تكابرهم على النهج التاريخي والاجتماعي والأيديولوجي والسياسي والتنظيمي والعملياتي. إضافة إلى عدم انضمامهم الصادق أو الجوهري للكيانات التي كانت موجودة – القديمة منها والجديدة – وعدم إبدائهم قوة العزم والإرادة العقلانية الشمولية اللازمة. وكذلك عدم انضمامهم بهيام وعنفوان لقضية الشعب المقدسة في الحرية والمساواة والديمقراطية. إما أنهم في ذلك خنعوا واستسلموا للفشل والهزيمة موضوعياً، أو أنهم قيَّدوا التطورات بمواقفهم الشخصية وبطرازهم المركزي المتطرف والأناني لأقصى حد، لتكون ضحيتهم. علاوة على أنهم اقتاتوا من الإمكانيات الوفيرة في الحركة ليغذوا بها شخصياتهم ويوطدوها. والأنكى من كل ذلك هو عدم استيعابهم للقيمة الحقيقية التي تضمنتها جهودي ومساعيَّ التي أبديتها سواء ضمن الساحة التركية أو في الشرق الأوسط أو خلال مرحلة إمرالي الأخيرة. وبالتالي عدم إبدائهم المواقف المتماشية معها. أي أنهم عجزوا عن إبداء الصداقة الحقيقية. ولم يقدروا على تفهم أن التحزب يستلزم إعداد الذات ومنحها للنشاطات بكل تضحية، ولا حتى على الإلمام بالعالَم الحقيقي للسياسة والتنظيم والفكر. وأخيراً عدم تقديرهم للمرأة أو إيلائهم القيمة لحريتها بتاتاً.
هل من جانب يمكن به تعليل طرازهم ذاك الذي فرضوا به ذواتهم سوى أنهم ظنوا حساسيتي الفائقة نقطة ضعف فيّ؟ أممكن عدم التمرد على سلوكهم الأخير الذي اخترق نطاق الحزبية ليمتد حتى مساعي الشعب في الدمقرطة؟ إن التصرفات التي فرضوها وعنادهم في إبقاء نسبة قاعدتنا الجماهيرية ضمن حدود 5% رغم إدراكهم جيداً أنها لا تقل عن 10% في تركيا مثلما هي في كل الأرجاء؛ إنما هي ثمرة تقربات نوعية أكثر منها كمية أو إحصائية. وهذا برهان قاطع على عدم رغبتهم المطلقة في استيعاب مسألة الدمقرطة. ومثلما أنهم لا يودون فهم التحزب وأصول الحرب، فهم يرفضون حتى الإدراك بأنهم تركوا الشعب الملتم الشمل والمتوحد الصفوف حصيلة آلاف الجهود المضنية، تركوه عُرضة للتراجع إلى الوراء عبر ضغوطات خارجية وهمية لا أصل لها. حتى إن السلوك الذي اتبعوه في انتخابات البلدية الأخيرة يعجز عن فعله أمهر الاستبزازيين المحرِّضين. واضح جلياً أن تطلعهم لأن يكونوا (متسلطين) صغاراً قد تعشش في شخصياتهم. وفي الآونة الأخيرة تنبهتُ إلى أنهم وضعوا تلبية متطلباتي في الدفاع القانوني جانباً، بل وأَحَسَّ بعض السفلة عديمو الشرف بالضيق والغضب تجاه مساهماتي التي حاولت إبداءها لإكمال مساعي الشعب في الدمقرطة.
الكل على علم بجهودي في محاكمة عثمان أوج آلان وانتقاداتي إياه التي ضُمِّنت في مجلدين. لقد أهملت السؤال عن أمي والأخذ بخاطرها ولو بمكالمة هاتفية تحسباً من أن يُلحق ذلك الأذى بقضية الشعب. أي أن الجميع يدرك جيداً أنه ما من أحد بين الكرد توخى الحساسية بقدري في مسألة العائلية. ولكن تعال وانظر كيف باشروا بحملة التعتيم التي طالتني أنا أيضاً في المدة الأخيرة. وبالطبع فهذا يتعدى كونه تقرباً طبيعياً ليغدو موقفاً يحتوي معاني كثيرة. يصعب على المرء تفهم فحوى المواقف الفظة التي أبداها بعض السفلة بما لم تجد الدولة بذاتها الحق في القيام به وحافظت على الجنوح عنه. حيث شوهدت المواقف الفظة المتبعة بحق عدد من أفراد العائلة المرضى بحيث احتوت ما معناه الإرهاب والتنكيل بحقهم. وقد عجزتُ عن فهم ما يودون إنقاذه بهذا السلوك. فإذا كانت المسألة هي اكتساب القوة، فمن الواضح عندئذ أن للموضوع صلة بنا. بيد أننا لم نَرَ لائقاً بهم عجزهم عن أن يكونوا قياديين، لا العكس. إذن، ما الذي يريدون الانتقام له؟ ما الذي أرادوه من إنسان ما ولم يحصلوا عليه؟
قد يكون ثمة أناس حمقى ومغفلون وسفلة ومنحطون وخونة واستبزازيون ضمن حركة ما، تماماً مثل وجود الأبطال الأشاوس والحكماء والشرفاء والصادقين والمرتبطين بها بالروح ومن الصميم. ولكنني حقيقةً عجزت عن استيعاب الشكل الأخير البارز للوسط مؤخراً. إنني أشبِّهه بالعصاباتية السياسية. ولو أن الأمر بقي محصوراً بهم لكان بها، ولكن إذا ما امتد الأمر غدأً إلى المسائل العسكرية والسياسية والأيديولوجية فسيتمخض عنها نتائج وخيمة جداً. ولكنهم في الوقت نفسه حمقى لدرجة أنهم لا يدركون مدى جهلهم الذي يفوق جهل (أبي جهل). كيف للإنسان أن يتقرب وفق هذا المنوال من القيم التي تصون كرامته وشرفه وكل شيء لديه؟ لا أود الإسهاب كثيراً في هذه النقاط مع ذكر الأسماء. فالوضع الأخير البارز يتعدى كونه تكتلاً حزبياً أو انحرافاً أو هروباً أو ما شابه. لذا يتوجب التركيز على وقائع أخرى مغايرة. إنهم يطرحون موضوع عثمان كثيراً – يشهرون به- موارين بذلك الموضوع الحقيقي. فعثمان حسب رأيي يلعب دور الحمار المدفوع إلى حقل ألغام. ولا تفسير لما فعلوه سوى أنهم جعلوا ذواتهم وسيلة قابلة للإستخدام والإفادة منها بأسوأ الأشكال. ولكني لا أتمالك نفسي عن القول والتساؤل: كيف سيستطيع جميل ودوران تعليل ممارساتهما في دفع بعض الأشخاص عديمي القيمة للهروب، بينما اعتقلا العديد من الأعضاء الأمينين الأوفياء وعاقباهم بذريعة (إنه حاول الإنتحار أو الهرب، أو لم يمتثل للأوامر)! دائماً بَعْثِرْ، شَتِتْ، حرضْ على الهرب، اقتلْ، ولكن إلى متى؟ لا أود ذكر أفعالهما أو الأسماء التي أبرزوها، ولكن أيجهلون حقاً ما تسببوا به؟
إنني لا أجادل حول مدى حسن نوايا هؤلاء الرفاق الثلاثة وتضحياتهم التي بذلوها حسب طاقاتهم، ولكن ألا يودون تفهم ما ألحقته تقرباتهم وممارساتهم باسم الشعب والألوف من القيم المكتسبة؟ ألن يفهموه بضمير حي؟ هل تتحمل موازين السياسة والتنظيم هذه الأوضاع؟ وإن كانوا يعانون من مشاكل في النضال والحرب ولو قيد أنملة، فهل يطاق هذا الوضع؟ لا أبحث هنا عن نصيبهم من مسؤلية ذلك. فما يسمى بالعقل والمنطق في السياسة لا يفرز وقائع كهذه. والحدث المسمى بالقيادة لا يعني الصراخ المدوي تجاه هذا النوع من الحملات، بل يعني إدراك كيفية منع ظهورها بتحَلِّيه بالرؤية المستقبلية الثاقبة. هل يمكن أن يكون هذا نتيجة العهد والقسم؟ أمن المعقول أن يمهد أحد ما الطريق لأوضاع كهذه ما دام يقدم نقده الذاتي المتواصل في المسائل السياسية والتنظيمية والعملياتية؟ لا افتش هنا عن جواب للسؤال: كم هي أحقية فلان دون فلان؟ فالإنسان إن لم يكن استبزازياً أو منحطاً أو زائلاً لا يمكن أن يصبح آلة لمثل هذه التطورات أو يفتح المجال أمامها بتصرفاته. أود هنا تذكير الأصدقاء والرفاق والأعداء والجميع ثانية بأن هذه الأحداث لا تليق بتاتاً بمكانة حركتنا وشعبنا وكافة قيمنا السامية التي كدحنا باسمها وناضلنا لأجلها. وإنني باسمها جميعاً لن أعطي فرصة لحدوث أمور كهذه على الإطلاق كضرورة من ضرورات قسمي الذي أقسمت به أمام التاريخ والشعب والأصدقاء.
وكان ما يمكن انتظاره مني تجاه هذه المستجدات، وفقاً للشروط التي أتواجد فيها، هو خط حدود منهاجي ورسم خطوطه الحزبية والتنظيمية والعملياتية والجماهيرية تجاه الرفاق الذين طبقوا مناهجهم هم فيما يخص التحزب والحرب والقاعدة الجماهيرية لأكثر من عقدين من الزمن. إذ لم يكن ممكناً انتظار استسلامي أمامهم. كيف لهؤلاء التجرؤ على ما تعجز الدولة بذاتها الإقدام عليه؟ عليهم معرفة التحلي بالجدية بقدر الدولة على الأقل. حتى لو اتخذوني عدواً لهم، فعليهم إبداء الجدية اللازمة. أما إذا كانوا يودون أن يكونوا أصدقاء ورفاق مقربين مني كما يزعمون، فمن الضروري إبداءهم قوة الالتزام بالحد الأصغري من متطلبات ذلك بعد بلوغهم هذا العمر. وأنا مستعد من الصميم للقبول بهم كتيار بحد ذاته داخل واقع مؤتمرنا. وإذا كانوا هم أيضاً يتسمون ببعض من الصميمية والأمانة فعليهم بالتأكيد النجاح في تبني خطواتهم بشكل يليق بمهام المؤتمر على أقل تقدير. فالأغلبية الساحقة من شعبنا المتيقظ تأمل مني أموراً عدة ما دمتُ على قيد الحياة. وإذا كانوا لا يقدرون على مساعدتي في تلبيتي تلك الآمال، فأرجو منهم ألا يزرعوا العراقيل أمامي.
خلاصةً. إنني أعرب عن احترامي لحق أولئك الذين يرون أنفسهم طرفاً في المسألة في أن ينظموا ذاتهم كتيار مستقل بذاته، حيث يمكنهم التعبير عن ذاتهم في المجالات الأيديولوجية والسياسية والعسكرية والاجتماعية ونمط المعيشة، والقيام بممارساتهم العملية. بل وحتى بمقدورهم بناء حزبهم. ولكن أبسط شرط لهم هو امتثالهم لانضباط المؤتمر، وعدم سلوكهم مواقف تزعزع إرادته أو تخلّ بها، بل ترسيخهم الانضباط اللازم لذلك في ذاتهم وتأديتهم مهامهم وتبنيهم إياها. وبالطبع، أنا أيضاً لي الحق في مواصلة المسير على طريقي بما تقتضيه مسؤوليتي. فتأديتي للمهام وانتفاعي من حقي في حرية التعبير والإرادة هي أولى ضرورات بلوغ الإنسان الأبي الشريف. وسأمارس حقي هذا على أساس إعادة بناء PKK كمهمة أساسية لي انطلاقاً من عُصارة أفكاري الناضجة على المدى الطويل. فعملية إعادة البناء هي السبيل الأنسب ليتعرف أصحاب التيارات الموجودة على ذاتهم بشكل أفضل، وربما ينمّ ذلك عن الاتحاد معهم ثانية إذا ما توفرت الظروف. وكلي إيمان بصواب موقفي هذا وصحته ما دام الآلاف من الأصدقاء عاقدين آمالهم عليّ، والملايين منتفضة، وما دامت آلاف الشهادات قد حدثت باسمي ولأجلي.
رجائي الوحيد من الرفاق هو عدم الانجرار وراء العاطفية غير المجدية وغير اللازمة تجاه المشاكل الموجودة. بل على العكس، ومثلما بينتُ في البداية، أن يعرفوا كيف يكونون لائقين بالشعب والإنسانية، ليس بالحكمة فحسب، بل كشخصية سياسية وعسكرية وتنظيمية حقة. لم يداهمنا الوقت بعد. وإنه لا يلزمنا سوى النجاح في تبني المهام اللحظية للتاريخ بما يليق بها وتستحقه. فالنجاح والظفر والوحدة باتباع المواقف العظيمة ضمن الحقائق العظيمة أثمن وأسمى دائماً من المكتسبات التصادفية الناجمة عن التصرفات المنكسرة والمحطمة أو آلاف الشخصيات ذات المواقف القزمة. عليهم أن يعرفوا جيداً – بما فيهم العصابات القديمة – أنني تأسفت لهم أكثر من ذاتهم للحال التي وقعوا فيها. ومهما فرضت حقيقتنا الاجتماعية خصائصها اللعينة، إلا أن الثقة بالإنسان تبقى هي الأساس. بيد أن رفاقي الذين يتحملون أصعب الظروف وأعتاها طيلة هذه السنين، إذا كانوا يعرفون ذاتهم ويحترمونها، فمن العصيب التفكير في عجزهم عن اتباع الطراز السياسي والتنظيمي والعملياتي اللازم لذلك. أتمنى لهم التوفيق وإحراز الانتصارات العظمى على مدى مراحل أطول، وأعرب عن مؤازرتي إياهم ومساندتي لهم على الطريق الصحيح.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي ...
- تحرير الجنسوية الاجتماعية
- الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية ، الكردي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردي ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح ...


المزيد.....




- الأردن يدين اعتداء المستوطنين على مقر الأونروا في القدس: تحد ...
- محدث::الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود ل ...
- الأمم المتحدة تدعو جوبا لسحب قواتها من -أبيي- المتنازع عليه ...
- الأونروا تنفي مزاعم الاحتلال بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم
- مستوطنون يهاجمون مقر أونروا بالقدس ولازاريني يندد بـ-الترهيب ...
- الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود واحدة ل ...
- الضفة الغربية.. اقتحامات واعتقالات وهدم البيوت وتدنيس الاقصي ...
- هجوم رفح المرتقب - الخوف والقلق يسيطران على النازحين
- رايتس ووتش: بإغلاقها معابر غزة إسرائيل تستهزئ بأوامر العدل ا ...
- 4 أسئلة توضح مدى إمكانية اعتقال الجنائية الدولية لنتنياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي واعادة البناء ج- قضايا اعادة البناء في ب ك ك