رايات

اكرم البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 16:21
المحور: الادب والفن
    

راية 1

دون اسمي وكل التلال أمشي بساق واحدة
وما تبقى من الحروب السابقة
أحمل في قلبي حفنة تراب
ولائحة أسماء من مضوا
كل الأشلاء ياسمين صباحكم الآتي
إذا ما أحسن دمي تمثيل وجه نور جديد

في الأفق المحايد لا يشبه العتم النور
لا يشبه الموت وجه أغنيتي
أنا النشيد إلى الحياة
وكل هذا الموت وجهكم في الرماد

أراكم ما تبقى من عبق ودم في الأحياء قال الشهيد
أراكم الضوء لينمو مثل براعم دالية
أجمع حزني ورداً كي تكونوا

من سيحتفل؟
وبأي نصر؟
كل الذين ماتوا
ذهبوا للحياة...

راية 2

وودت قبل
لو أدرك حكمة الحوت في بطن يوسف
حكمة البئر في جب يونس
لم يمت أحداً من الأنبياء
لم يمت أحداً من الأدعياء
تراب هنا يحضن الشهداء
باحثين عن الحقيقة
تصمت المرايا بحزن
ويلفظ المذياع سمومه
أكان من حق النار أن توقف النار؟
ما زال في الغابة بقية حطب
ما زال في البلاد لحن الحروب
باقة ورد
وحلم يعكف على الزناد
وما زلت أنت في الغياب وطناً يراودني
حلماً يعذبني
لذا؛
على أعقابه جلس المنطق محايداً
سؤل الحكيم ما جدوى الخطابات؟
أتوصل البحر لي
لا يستقر البحر
وحدها عظام الحوت باقية شاهداً
ووحدها الشواهد ذاكرة تتيقظ كلما عزف النشيد ثانية
وكلما غطى عظامك حلمي بالرماد
أنفض حذائي مما يغبر طرفه
وأمشي على يدي
كأن شيئاً لم يكن
كأنك سيرة الموت في خاصرة الرؤى
تمارس شهوة القتل
ولا زلت بلاداً
تحاول أن تفهم معنى النور حين تشق الأشعة طريقها للبلاد
حين نسقطها من أجندتنا سلماً للرايات
حين نعلي صرحاً
طوبى لشهيد قادم وللمراثي
تحيطه من كل حدب
تحيطه من كل صوب
وطوبى لوطن ما زال يتعلم نفض الرماد

#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل